القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+19
الناصحة
soso
ميديا
الصارم
زوزو
ابتسامة حب
ملك
روبيا انا
عاشق الكمان
الجبوري
قمر بغداد
الحارس
حلا الجنابي
وميض
المرشد
المالكي
ابو الثوار
توفيق
مؤسس المنتدى
23 مشترك

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الأربعاء ديسمبر 08, 2010 8:42 pm

    13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************

























    عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء يوليو 24, 2012 4:09 pm عدل 1 مرات
    avatar
    توفيق
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 102
    نقاط : 5155
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 24/07/2010

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد على الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف توفيق السبت أبريل 23, 2011 5:56 am



    قصص رائعه ومشوقه جدا
    avatar
    ابو الثوار
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 103
    نقاط : 5180
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty راد على تكملة الختبوط

    مُساهمة من طرف ابو الثوار الإثنين مايو 16, 2011 10:59 am

    نعم قصة جميلة
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى السبت نوفمبر 19, 2011 6:11 pm

    توفيق كتب:

    قصص رائعه ومشوقه جدا


    الاروع مرورك العطر
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى السبت نوفمبر 19, 2011 6:11 pm

    ابو الثوار كتب:نعم قصة جميلة


    الاجمل مرورك الكريم
    المالكي
    المالكي
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 122
    نقاط : 5200
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف المالكي الإثنين نوفمبر 21, 2011 5:53 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص بمنتهى الجال والروووووووووووعة
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الإثنين نوفمبر 21, 2011 6:05 pm

    المالكي كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص بمنتهى الجال والروووووووووووعة


    كلك جمال وروعة بمرور هذا
    المرشد
    المرشد
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 132
    نقاط : 5208
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف المرشد الأحد يناير 01, 2012 6:18 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص اعجبتني كثيرا جدا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الثلاثاء يناير 03, 2012 12:21 pm

    المرشد كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص اعجبتني كثيرا جدا

    مرورك اعجبني كثيرا
    وميض
    وميض
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1492
    نقاط : 7870
    السٌّمعَة : 124
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    37
    الموقع : قلب المنتدى النابض

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف وميض الأحد يناير 22, 2012 4:53 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    دهشت حين قرأت واستكتعتبما رويت
    حلا الجنابي
    حلا الجنابي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 190
    نقاط : 6410
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    42
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف حلا الجنابي الثلاثاء يناير 24, 2012 6:53 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    هل لابداعك نهاية وهل لقصصك من حدود شكرا مبدعنا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى السبت يناير 28, 2012 5:07 pm

    وميض كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    دهشت حين قرأت واستكتعت
    بما رويت
    شكرا للمرور الجميل
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى السبت يناير 28, 2012 5:09 pm

    حلا الجنابي كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    هل لابداعك نهاية وهل لقصصك من حدود شكرا مبدعنا

    شكرا للمرور الجميل
    الحارس
    الحارس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1083
    نقاط : 7671
    السٌّمعَة : 55
    تاريخ التسجيل : 01/08/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف الحارس الأربعاء فبراير 01, 2012 11:25 am

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    اعجبتني قصصك كثيرا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الخميس فبراير 16, 2012 3:41 pm

    الحارس كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    اعجبتني قصصك كثيرا

    شكرا للمرور العطر
    avatar
    قمر بغداد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 393
    نقاط : 6330
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 28/12/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف قمر بغداد الخميس مايو 31, 2012 10:56 am

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************

























    قصص رائعة جدا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الجمعة يونيو 01, 2012 9:20 am

    قمر بغداد كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************

























    قصص رائعة جدا

    الاروع مرورك سيدتي
    avatar
    قمر بغداد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 393
    نقاط : 6330
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 28/12/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف قمر بغداد الأحد يونيو 17, 2012 5:09 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    ابداع وتميز فمزيدا من هذا الالق
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الإثنين يونيو 18, 2012 9:15 am

    قمر بغداد كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    ابداع وتميز فمزيدا من هذا الالق

    احسنتي المرور والرد
    الجبوري
    الجبوري
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 111
    نقاط : 5187
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف الجبوري الإثنين يوليو 09, 2012 10:38 am

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    روعة قصص فيها عبر
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الثلاثاء يوليو 10, 2012 9:10 am

    الجبوري كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    روعة قصص فيها عبر



    شكرا للمرور
    avatar
    عاشق الكمان
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 102
    نقاط : 5182
    السٌّمعَة : 17
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    37

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف عاشق الكمان الجمعة يوليو 13, 2012 10:37 am

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص روعةجدا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى السبت يوليو 14, 2012 3:22 pm

    عاشق الكمان كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    قصص روعةجدا

    شكرا للمرور
    avatar
    قمر بغداد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 393
    نقاط : 6330
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 28/12/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف قمر بغداد الأحد يوليو 15, 2012 3:05 pm

    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    هل يمل الانسان من الابداع يقينا لا
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25959
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني  Empty رد: تكملة الاخطبوط / الجزء الثاني

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الإثنين يوليو 16, 2012 9:15 am

    قمر بغداد كتب:
    Admin كتب:13ـــ الوحــــــــــــوش
    نهض مفزوعا من نومه حين سمع أصوات تعالـــت صرخاتها أمام داره، نهض وهو لا يعرف لقدميه استقرار على الأرض ولم يستطيع أن ينتعــل مداسه 0 أسرعت خطاه نحو باب الغرفة المظلمـــة بفعل
    انقطاع التيـــــــــار الكهربائي يرتطم جسمــــه
    بأثاث غرفته ولم يشعر بالآم الصدمات تلـك 0 ارتجفت يداه وهو يحاول فتح باب مدخـــل داره 00 كلما تعالت الأصوات والصراخ يزداد فــــزعه 0
    خرج باتجاه الباب الخارجي مستعينا بضوء القمـــر الذي ينير له الـدرب 00 أصوات نسائية ارتفعـــــت صرخاتها في الفضاء منطلقة كأنها صافرات الإنذار وأصوات الرجال مرتفعة أيضا في اتجاهات مختلفة من الزقــــاق 0 اقشعر جسده وذهل من المنظــــــر الذي رأى، الشارع مليء بالرجال والنسـوة ، الرجال في حركة دائبة ذهاباً وإيابا لا يعرف احدهــم سر الصراخ ، النسوة صراخهنّ يخترق مسامع الجميع كأنه عزف نشاز لسيمفونية 0
    تحير الرجل المفزوع كثيرا فوجوه النسوة مـن دور مختلفة فأي دار فيـــــه المصيبة وما هي هذه المصيبة 0 تسائل الرجل ما الذي حدث وما الــــذي جرى همس ذلك بأذن احد الرجال فأجابه لسـت ادري خرجت على اثــر الصراخ أيضا 0
    ورويدا رويدا هدئة النسوة وانقطع الصـراخ ، وتمالك الرجال روعهم فإذا غالبيتهم يحملـون السلاح لمعالجة الموقف إذا تطلب الأمر ذلك 0
    تقدم الرجل من جارته مستفسرا عن الذي جــــــرى
    ـــ المرأة: دخل دارنا وحش كبير اسود الشَــــعر ذو أنياب طويلة بعد أن كسر الباب وخطف احد أبنائي ذهلت 00 فزعت 00 صرخت
    ـــ الرجل: وماذا حصل بعد ذلك يا امرأة
    ـــ المرأة: ركضت باتجاهه، هرب وهو يلتهم ابني التهاما
    ذهل الجميع حين سمعوا هذه الرواية ولم يصـدق الأغلبية هذه الحكايـــة 0 ألح الرجل كثيرا لمعرفـــة حقيقة هذا الوحش 00 انه الدب أو شيء من هــذا القبيل 0 ضحك الرجال لما قاله جارهم وبدئوا بالانسحاب كُلاً إلى داره وكذلك النسوة فعلنّّّّّّّّّّّ نفس الشيء 0
    ألا الرجل وقف يتأمل الطريق يفكر بهذا الوحــش الذي التهم ابن جارتـــــــه وبدأ يسير أمام داره ذهاباً وإيابا لعله يجد لذلك سبيل 0
    خلى الطريق من الجميع وحين قرر الرجوع إلى داره بعد أن يأس من أيجاد جواب لتساؤلاتـه وبمجـرد أن استدار إلى الخلف نحو داره فإذا بالوحـش أمامه مباشرة 0
    صرخ الرجل صرخة مدوية مصحوبة بقفزة لا إرادية وإذا به يسقط مـن سريره على الأرض بعد أن أرعب زوجته بصراخه
    ـــ الزوجة: ماذا بك يا رجل لقد أفزعتني
    ـــ الرجل: لا شيء يا أمرآة انه حلم مزعج أو كابوس يجثم على الصدور
    ـــ الزوجة: يا زوجي لقد ملئت الغرفة صراخ مــــن حلم مزعج
    ـــ الرجل: غدا أحدثك بما رأيت ألا لعنة الله علـــــى الوحوش الكاسرة 00 ألآ لعنة الله على قتلت البشر من كل الوحوش 0
    2008
    ***************************








    14ـــ المجنونـــــــــــــــة

    جن جنونها وارتعدت مفاصلها وبدأت التحـدث بانفعال شديد بل أصبحت بحالة من اللا وعــــي ، حالة هستيرية لا تدري معها ماذا تقول هكذا يوحــى لمن يسمعها، والحقيقة هي تتحدث بكامل أرادتها وتعرف ما تقول جيـــدا0
    أصيبت بالهلع ونوبة الجنون حين أيقنت أن مــــــن كان يحبها قد بدأ بعلاقــــة مع امرأة أخرى ( قالتهـا بانفعال ) كلكم هكذا الرجال لا وفاء لكم وتلهـثــون وراء نزواتكم 0
    كانت كوثر قبل أن يجن جنونها قد تعرفت عليـه ومنحهـــا حبا لا يوصف كانت هي تعاني من حالــــة نفسية وأزمات أسرية مع زوجهـــا أدت بها إلى الأدوية المهدئة بحالة شبه إدمان 0 وكان من يحبها صاحـــب قلب رقيق رهيف يحمـــل من الطيبة وإبداء المساعدة الشيء الكثير كان وميض ينظر إليها بشغف ويحسب لها حركاتهـــــــا
    وأزماتها ويتعامل معهـــــا وفق الحالة تلك بمـــــــا يتناسب ووضعها 0 صارحها بحبه واستجابت له ومنحها اسعد أيـــــــام حياتها بادلته القبـــــــــــــل الملتهبة وارتمـت بأحضانه مراراً 0
    عاشا حبهما بصدق المشاعر ونزاهــة الأحاسيس وكان لا يبخل عليها بشيء
    ـــ وميض: أنتِ مخطئة يا كوثر لن أتخلى عنك بــــل أنتِ من فعل ذلك
    ـــ كوثر: ( بانفعال شديد ) هذه أعذاركم تتكـرر باستمرار أيها الرجال
    صمت وميض ثم قال لها منذ اليوم الأول الـذي فاتحتك بحبي ابلغتيني بأنك لاحظ لك مع الرجال ما أن تبدأين معهم العلاقة حتى يتنكروا لك وادعـــــيت بأنك وفية بعلاقتك لكنني لم المس منك هذا أبدا ، نعم منحتنني قـُبل ملتهبة وارتميت بأحضاني مراراً بل وجمعتنا غرفة واحدة شعرنا بهـــا لأول مرة بخلاصة حبنا فمن القـُبل إلى خلع ملابسنـــا واتحاد روحينا بجسد واحـــد واتهام النـزوة الحيوانية التي انتابتنا سويا شعرنا بلذة لا توصف ومتعـة ما بعدها متعة لكنك يا كوثر بـدأتِ تتهربين مني يوما بعد يوم فمنــذ سنــــة ونصـــف لم أجد منك شيئا لا حديثا ولا قـُبل وحيــن أحدثك بهــذا تدعين انك تعانين مـن حالة نفسية وأزمات أسرية وهذا اعرفه جيــــــداً واقـدر وضعك لكني بدأت اشعر بعلاقتك مع شخـص أخر وهاتفك النقال يـــرن باستمرار في الدائرة التي نحن فيها وضحكاتك تملئ الفضـاء معه 0 أنا أيقنت يا من كنتِ حبيبتي انك ذات نزوة عابرة تحاولين باستمرار التغير بعلاقاتك وهـذا شيء مقرف 0
    ـــ وميض: لا تلقي اللوم على الرجال فانك من ليـس لها ذرة وفاء
    ـــ كوثر: انك واهم كثيرا فأنا لم اشعر بحب شخـص أخر مثلما شعرت بل لمست ذلك معك واعـــــــــرف جــيدا انك تحبني بعمق وبصدق
    ـــ وميض: لماذا الجفاء طوال ثمانية عشر شهــــرا أذن
    ـــ كوثر: لقد قررت أن انهي علاقاتي بالجميع لكــي ترتاح نفسيتي وأريح عقلي
    ـــ وميض: وأنا بدأت بعلاقتي الجديدة مع امـرأة أخرى فلماذا أغضبك هذا وأنت تعلمين أن علاقتـــي بها مجرد نزوة 0
    سكتت كوثر وطأطأت رأسها إلى الأرض لا تدري ماذا تجيب واستمـر وميض يندب حظه العاثر معها وهو يقول لها ليجن جنونك ما شئت أيتها المجنونة 000 أيتها المجنونة 0
    2008
    ******************************

    15ـــ أنيـــــــاب الطيـــــــور

    تساقطت قذائف الغدر محملة بالموت الزؤام كمــــــا تساقطت صواريخ الدمــار في ارض الرافدين لتمتـد منها اذرع الحقد محملة بالشؤم والحرائق والدمار، طائرات العدو تحوم في سماء وطني تلقي حمولتهـا من القنابـــل لتحيل مواقع الانفجار إلى حطام حيــث أعمدة الدخان والسنة النيـران ورائحة البارود تزكم الأنوف وبقع الدم تعم المكان وتتطايـر شظايا الحديــد والزجاج والجدران في الأفق لتنحــر كل من تصيب 0
    احتلت بغداد وتغير الحال فيها جثث ملقاة فـــــــــــي الطرقات وعصابات انتشـرت في أزقتها ومحلاتهـــا
    فتية لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر عاما صعــودا كأنهم الطيور وفي ظـــل الفوضى العارمة وغيـــاب الدولة وضعف القانون تحولوا إلى طيور جارحـــــة ووحوش كاسرة لا يردعهم ضمير ولادين0
    روج لهم ضعاف النفوس أمور مغلفة بالدـن والدين منها براء وزينوا لهـــم منهج كي يتبعــوه، بمختلف الأوصاف لهم زينوه ، فسيقت أرجلهم فــي هـذا الطريق دون وعي حقيقي وغرر بهــــــم بسهولــة لغياب دور الرقيب ( ضميــر الإنسان ، الأب ، الأخ) 0 سيقت هذه الطيور في متاهـات الحياة التـي اختاروها مضطرين أو مرغمين أو بملئ أرادتهم ، وتلقوا التدريب علـــــى السلاح والمتفجرات والقتل بلا رحمة حتى قست قلوبهم وصدأت كثيـراً لابتعادهم عن الدين القويم 0
    انطلقت هذه الطيور من أقفاصها إلى حيث الهـــواء الطلق وهي تحمـل رصاصات الموت، انطلقت في الفضاء الموحش تغرد رصاصاتها كلمـا رأت عابر يمر فيقع صريعا وتستمر هذه الطيور بالتغريد كان مربي الطيور يزداد ألقاً كلما شاهد المنظــــــــر أمامه مفتخرا بما أنجزت يداه وما دربت من تلك المجاميع 0
    ـــ المربي: انطلقوا وعيثوا في الأرض الفسـاد اقتلوا000 أنهبوا000 اغتصبوا وما شئتم من الأفعال الدنيئة افعلوا
    ـــ الفتى الطير: ( والابتسامة تغطي وجهه ) لــــــك ما تريد نحن لها مادام فــي أيدينا السـلاح والمتفجرات
    ـــ المربي: لا تأخذكم الرحمة بأحد اقتلوا على الهوية00 وكل من يخالفكــــــــم الرأي والمنهج
    ـــ الفتية الطيور: ( تتراقص الأسلحة بين أيديهم زهواً ) أنا لها 000 أنـــا لها 0



    تمر الأيام والشهور وأنياب الطيور تنهش بالنـــاس دون رادع، تنطلـــــــــق الطيور محملة بكل حقـــــد الدنيا والريح الصفراء تزج بها في غياهب المــوت والردى وتتلذذ بالقتل والتدمير والحرق والتهجيـــر مثيرة الرعب في كــــــل الأرجاء 0
    ويواجه العراقيون تلك الموجة بصلابة ويصــــــرخ الشرفاء ألا لعنة الله على الطيور ومربيها 000 ألا لعنة الله على أنياب الطيور 0
    2008

    **********************









    16ـــ أوكار الخفافيــــش
    بعد احتلال العراق وسقوط عاصمة العز العربــــــي بغداد بيد المحتلين ، أدلهم ليل العراق وأصبح أكثر عتمة كما تحول نهارها إلى ظلمة قاتمة لا تـــــــرى فيها الأشياء على حقيقتها 0
    وفي ظل الفوضى العارمة وغياب الدولة والقانــون وتوفر الظروف الطبيعية الملائمة نبتت شجرة الشر وضربت جذورها في أعماق النفس البشريــة لضعاف النفوس فتحول أشباه الرجال رجـاالاً وتحـول العقلاء من القوم إلى الاعتكاف والصمــــت لان لغـة السلاح والموت والغدر هي السائدة 0
    في تلك الظروف تجمعت الخفافيش في الزوايا المظلمة وبدأت تنهش بكــــل شيء جميل وتلعـــــــق جراح القتلى الذين سفكت هي دمائهم لتزداد غيـــــا وظلمــاً وجورا 0 تحول أشباه الرجال إلى رجـــــالا قلناها سابقا لكن ما هي خلفياتهـم واخلاقياتهم0
    من يتفحص تأريخهم يجدهم من أرذل الناس وأحطهم أخلاقا ليس فيهم الشريف فهم من أصول زانية تمارس السمسرة قبل وبعد الاحتلال فيا للعجب أن يصبح حكم محلات بغداد وأزقتهـا بأيدي قذرة مدججة بالسلاح والموت والحقد 0

    تقتل تارة وتهجر تارة أخرى وتغتصب النسـاء وتسرق وتنهــب دون وازع ضمير ومع كل الأجرام نجد هذه الخفافيش تتلذذ بما أنجزت وأكثرهم سروراً زعيمهم ومخطط هجماتهم وجرائمهـم وكأنما قد فتح جنات الدنيــــا لخفافيشه اللعينة 0
    ـــ الزعيم: تمتعوا بما كسبت أيديكم
    ـــ الخفافيش: ( وقرقعة السلاح تملئ الفضاء ) نلنا نصيبنا اليوم من ملذات الدنيا قتلنا000 سلبنا000 اغتصبنا النساء فماذا نفعل غدا
    ـــ الزعيم: ( ضاحكا ) غداً يوم البشرى والعمـــــــل لا يختلف عن اليوم
    ضحك الجميع وكأنهم في حفلة راقصة ، أقداح الخمر تملئ مكانهم العفن ، رائحتها تزكم الأنوف يرددون اليوم خمر وغداً لنا امر0
    في تلك الظروف الهوجاء تناخى الرجال الرجــــــال وتعالت أصوات العقـــــلاء تدعوا الناس إلى الصبـر والحذر بل وتعد العدة لمواجهة هذا الخطر 0
    تدعوا القوم للاستعانة بالله تعالى في علاه وبسـلاح الكلمة الطيبة لنصيحـة الأشرار وان لم يرعــوا فبحمل السلاح لردع الخفافيش 0 لجأ الأخيار لدعـم سلطة الحق وتحقيق الأمن في منازلة شريفـة لا مثيل لها ورويدا رويـدا أندحر الشر ورويــدا رويدا تساقطت الخفافيش ومن اعتكف منهم فـي أوكاره لم يسلم حيث تناخى الرجال في صولات متعاقبة لتدك أوكار الخفافيش وتدميرها0
    وتعالت أصوات القوم فرحة مزهوة حطموا أوكار الذل والقهــر 000 حطموا أوكار الخفافيش 0
    2008
    ***************************

















    المجموعــــة ألثانيـــــــه

    أوكـــــــــــــــار الأفاعــــــــــــــي




    وليد زيدان اللهيبـي



    1ـــ شـــجرة الحــــــــب

    في يوم كئيب تداعت فيه كل قوى الشر على بـلادي ، تلقي بحممهــا وبقذائف الموت على شعبي وتنفث كل سموم الحقد المحملة بها لتمحـوا شـــعب وتغير خارطة وطن ، مهدت تلك القوى لزمـر الضلالة أفاق الغــدر والظلم والجور بعـد أن باعت تلك الزمر ضمائرها للشيطان عاثت قوى الشر وزمر الضلالة في الأرض الفســـاد كل يسعى لتحقــق أهدافه الغير مشروعة 0
    في هذا الجو المشحون بالضبابية توقفت عجــــلات الزمن وتعطلت شرايين الحياة وانقطعت أسباب الرزق وسالت الدمــــــــاء انهارا من أجساد الشرفاء بفعل رصاصات الغدر والشر ، في هـــــــذا الجـــــــو نبتت في قلب احد الشباب زهرة الحــــــب وترعرعت في أحشاء الوفــاء والطيبـة 00 كيف ؟
    كان الشاب طيب القلب رقيق المشاعر مرهــف الأحاسيس حين خرج مــــن داره يتجول في شوارع المدينة وشاهد أثار العدوان وحطام البنايات وجثث القتلى ، دمعة عيناه بلا توقف وتعالت صرخاته بألم حيـــــــــن رأى أشباح الموت المجنزرة تقف في الشوارع والطرقـــات يعتلي صهواتها أشباه الرجال المدججيـن بالتكنلوجيا الحديثة التي تسحق الرجال الرجـال 0
    وبين الدموع المنهمرة والصرخات المتعالية للشاب لملم قواه وحـــاول أن يقذف بحجارة على أقزام المحتل أمامه 0 في تلك اللحظة الحرجة وثبـت عليه أحدى الفتيات وسحبته من يده بقوة قائلة 00 لا تفعل ذلك ، أن فعلت ستواجه رصاصهم الغادر 0 سارت بصحبته في تك الشوارع البائســة الكئيبـــة تثني على موقفه البطولي ورد فعله الوطني وتحاول أن تخفف عنه ألألم وإثناء سيرهم هذا بــدأ التعارف بين الطرفين 0 أنا محمد قالها بصــوت خافت ، قالت أنا هند بارتباك شديد لأنها شـعرت للوهلة الأولى بأن علاقـــة عاطفية ستبدأ 0
    ـــ محمد: أنا موظف في أحدى الوزارات وأعزب وأسعى للزواج
    ـــ هند: وأنا كذلك
    ـــ محمد: لي شرط واحد أن أعيش فترة حب بكــــل معنى الكلمة
    ـــ هند: ضمن الإطار الشرعي 00 لا مانع لديّ
    ابتسما منطلقين في شوارع المدينة بين فرحة اللقاء والحب وبين ألـم ودموع وطن محتـل ، وعند نقطة الافتراق كلاً إلى داره سار وهو مبتســم يقول كنت اسمع أن بين الأشواك ينبت الورد0
    واليوم بين الحطام والحزن ولد الحب 000 بيــــــن الدموع والفرح نبتت شجرة الحب 0

    2008

    *******************************














    2ـــ العطـــــــــــــــــش

    في الصحراء المترامية الأطراف حيث الرمال بمختلف الألوان وأشعة الشمس اللاهبة التــي تسلط ضوئها على الأرض ترى بأم عينيك لمعــــان أخاذا ينطلق من تك الرمال وذراتها ، أ، انعكـــــاس الضوء هذا ناتج عــــــــن سقوط الضوء على ذرات السليكا الموجودة في تلك الصحراء 0
    وحين تنظر بعمق إلى أطراف الصحراء الرملية القاحلة تشاهد على مسافة بعيدة شـجيرات خضراء0
    بدأ الفارس يحث الخطى باتجاهها بعد أن أضناه التعب في هذه الصحـــراء ورويدا رويدا تقصــر المسافة أمامه وتتسارع خطى الفرس التي يمتطيهـــا الفارس لتصل إلى حيث الشجيرات 0
    حافة الصحراء تلامس زرقة السماء ويكـاد لا يفصلها في الأفق ألا تلك الشجيرات ، كـــــان الفارس التعب من السفر قد امتلئت ملابسه مـــــــن أتربة الصحراء كما واكتسب وجهه لـــــــــــون الصحراء بفعل الأتربة التي ملئت كـــــل تفاصيـــــل وجهه وقد جفت شفتيه من فعل العطش 0
    وباستمرار تقدمه نحو الشجيرات بدأت الصـورة تتضح أمام ناظريه أن تلـك الشجيرات هي واحـة تحتوي على أشجار النخيل وأشجار التوت وعيــــن ماء تجـــري فيها والطيــور ترفرف بأجنحتها ، والحيوانات الأليفة تجتر غذائها وتحيط بها خيم مصنوعة من الشعر يسكن فيهـا قومٌ من الإعراب0
    ما أن وصل إلى حافة الواحة سقط من على فرسه ، منهك القوى مـن العطش الشديد 0
    سـارعت إليه أحدى الفتيات وتبعتها صديقتيهـا ، رفعت رأسه وبفراستها أيقنت أن من فعل ذلـك هو العطش ، نادت صديقتيهـــــا أجلبن المـاء 0 احضرنّ قربة الماء مسرعات 00 أخرجت زينة قطعة قماش وبللتها بالماء وبــدأت تمسح وجه الفارس ثم تبلل شفتيه وتضع بعض قطرات المـــاء في فيه 0
    وما أن عاد الوعي إلى الفارس وفتح عينيـه وإذا بالنسوة يحطنّ به ورأسه على حجر إحداهنّ 0
    ـــ الفارس: ( بصوت خافت ) مي 00 مي هاتي المي ( وقد مدّ يده لسحـب قربة الماء )
    ـــ زينة: تمهل يا رجل ازكيك كليل من المي 000 خوفي على سلامتـك يالنشمي
    ( الفارس وبفراسة البدوي أيقن صدق نواياهـــــا ) أومئ برأسه راضيا وبعـد ذلك شكر جميع النســـوة
    لصنيعهنّ وعرفهنّ على نفسه وقبيلته وتعــــــــرف على قبيلتهنّ 0
    طلبت منه زينة الذهاب إلى مضيف والدها كونـه كبير القوم فلبى الفـارس دعوتها وسار معهنّ إلى حيث الخيم وهو يقول وكأنه يندب حظه لم يهدنــــي التعب 000 هدني العطش00 لم يسقطني مـــــــــن فرسي عتاة الفرســان 000 أسقطني العطش 000 أسقطني العطش 0

    2008
    *************************













    3ــ النصـــــــــر آت

    بعد أن وضعت الحرب أوزارها في بلادي مع قـوات الاحتلال وأصبح العراق محتل بلا جـدال ، ومن بين الحطام وكثرة الركام وبين السِنــة النيران واعمد ت الدخان وبين جثث القتلى وأثار الدماء التي تملئ المكـان ورائحة الموت التي تزكم الأنوف وتنفر منها الروائح الطيبة وتقشعر منهـا الأبدان 0 من هذه الصورة المأساوية المظلمة الكئيبة هـــــــل يولد الحــب ؟ 0
    امتدت اذرع الموت في شوارع المدينة وانتشــــرت خفافيش الظـلام المدعومة من الخـارج حينا ومـــن الداخل حينا أخر لتنشر الموت في كـــل مكان وتثير الرعب على مر ألازمان 0
    أصبح الإنسان لا يأمن الإنسان كما أصبح الأمن فـي خبر كان من هــذه الصورة المأساوية هل يدق قلب الإنسان مرة أخرى للحب ؟0
    تناخى الرجال الرجال وجمعوا همم الإنسان وقرروا وضع حد للطغيـان ، لقد تنفـــس الناس الصعـــــداء
    وتدفق الدم في الأبدان وخرج الأطفال والنســاء في الشوارع يسيرون بحذر وعدم اطمئنان خاصــة وهم يرون أشباح الموت المجنزرة تعج في شوارع المدينة ومرتزقة الاحتلال يمتطـون صهواتها متجبرين بالتكنلوجيا الحديثة لقتل أي إنسان دون رادع من ضمير 0
    استمر الرجال الرجال يتناخون 000 يجمعـون السلاح يعدون العدة لصولة الشجعان جمعهم حـــب الوطن والشعب واتفقوا على التحرير وطــــــــــــرد الاحتلال وإزالة العدوان 0
    النساء لم يرضينّ الابتعاد عن ساحة الجهـــاد أو التهميش 00 وضعــنّ أيديهنّ بأيدي الرجــــال 00 هل يوجد أسمى من هذا الحب ؟0
    ـــ احمد: ليتوكل الرجال على بركة الله كلا إلى واجبه 00 والنساء إلى بيوتهنّ
    ـــ أحلام: لا00 لا نرضى ذلك لا يزيد الرجال عنــا وطنية أنا لها في ساحات الوغى
    ـــ احمد: يا أختاه وأجبكنّ الاهتمام بالبيت والأسرة وتزويدنا بالمعلومات
    ـــ أحلام: نسعى لنيل الشهادة فلا تحرمنا منهـــــــــا
    ـــ احمد: نحن لا نحرم احد الشهادة ولكن رحــم العراق لم يجف ولازال ينجب الإبطال ، ولكُنَّ أجـــر الدنيا والآخرة لأنكنّ رافد مهم في حركة الجهــاد والمقاومة 0
    أومئنّ النسوة ترؤسهنّ راضيات ، وابتسم الرجــال منطلقين في رحـاب الله إلى الجهاد يردد
    بعضهـــــم شعب بمثل هذا الحب نساءٌ ورجـــــال نصـــــــــــره آت 000 نصره آت 0

    2008 ***********************

















    4ـــ أيطرق للقلـــــب بــــــاب


    تدفقت الدماء في مدينتي وســـــالت في شوارعهـــا
    كتدفق الأنهار وامتلئت سمائها بأعمدة اللهـــب والدخان بفعل القصف الوحشي من قبل قـوات الاحتلال ، أعقبها غدر فرق الموت ومليشيـــات الحقد التي جعلت صـورة المدينة أكثر مأساوية 0
    حين تمر في تلك الشوارع فأنك لا تسمع غيـر صوت الانفجارات وأزيز الرصاص وعويــل النساء وأنين الجرحى وصراخ الأطفال ورعـد الطائــرات المسرعة في السماء0
    اختفت الطيور الجميلة من فضاء المدينة وامتنـع العندليب عن التغريد كـان التغريد الوحيد هو لبنادق الموت ، حين تنظر في عيون القوم لا تجد فيهــا ألا لمعان من اثر دمعة متحجرة في مآقيها وأحيانا تفر من بين الجفـــون لتلسع وجنات الوجه مـن حرارتها أصبح الموت في مدينتي لا يرعب الضمائر وأصبح منظر القتلى مألوفــــــــا للعيون ، في هذا الجـــو المثقل بالموت والحقد والانفجارات لا تسمــع ألا صوت خافت ينطلق من أعماق النفس ليهمس فـــي ضمير الإنسان متـى تنتهي مسيرة الأحزان ؟ متى ننتهي من صنع الأكفان ؟0
    ويستمر ضميرك بالتساؤلات ويستمر ضميرك يؤنبـك لأنك لم تتخذ الموقـــف المطلوب لوقف نزف الدم وطرد الاحتلال 0
    ويتسائل الإنسان هل بقى دمٌ يجري في الأبدان ؟ وهل بقى قلب ينبـــض بالحب للمرأة والأوطان ؟ ويتسائل 000 ويتسائل ولا يجد للسؤال جـــــــــواب ولا يطرق للقلب باب 0
    هكذا اعتقد الإنسان وتبقى أرادة الله تقهـــــــر أرادة البشر على مر الازمـــان0

    وبين الصورة المأساوية وبين تساؤلات الضمير وتساؤلات الإنسان قـــد يولد الحب ويأتي كالطوفان
    حين أدار الرجل رأسه يمينا ويسارا تفاجئ عندمـــا رأى العيون تنظر أليه 00 عيون الرجـال والنساء وهو مسمرٌ في الأرض بلا حراك ولكي يتلافـــى الموقف حاول تحريك ساقيه باتجاه التجمع خطوة بأثر خطوة فتـعثــرت قدماه 000 لا يدري بأي شيء تعثرت قدماه فأنكب على وجهه ساقطا على الأرض ، وحين رفع رأسه خجلا وهو ممـددٌ على الأرض شاهد ساقين جميلين أمامه حجبت عنه الرؤيا 0
    مدت أليه يدها لترفعه عن الأرض ، امسـك بهـا وببطئ شديد نهض وبــلا شعور بقى الرجل يمسك بيد المرأة سائراً في شوارع المدينة يشكرها تارة ويتبادل معها الحديث تارة أخرى فولد الحب بينهما بأروع ما يكون 0
    ـــ الرجل: تعثرت وكانت أحلى عثرة لأنها عرفتني بك
    ـــ المرأة: لقد عثر القلب على القلب دون عناء
    ـــ الرجل: لنكمل مسيرة حياتنا زوجين بعد أن تتوطد علاقتنا 00 فمــــــاذا تقولين
    ـــ المرأة: اومئت برأسها راضية 00وهو كذلـك
    ابتسما وهما سائران وردد الرجل قائلا أبيـن المأساة يولد الحب 000 أبين الحطام ينتعش القـلب ويطرق له باب 0


    2008 *****************************







    5ـــ الحب الأبــــــــــدي

    في جو ربيعي وفي شمال العراق حيث الجبال الشاهقة وكتل الثلـوج البلورية اللامعة تحــت أشعة الشمس وحيث السفوح الخضراء المطرزة بالورود الطبيعية كشقائق النعمان وغيرها وحيـــث الوديان الجميلة الخضراء كأنها أحواض مليئة بالخضرة والأزهار ونسائم الهواء العــذب النقي التي تداعب صفحات الوجوه بلطف وحيــث الطيور الجميلة من القبـج والقطا وغيرها ومع جريــان الماء مـــن بين الصخور ليكون روافد تصـب في مجرى اكبر لتشكل شلالات الماء الجميلة فــــي هذا الجو الر بيعي الجميـــــل ترى بأم عينيك رجـالا ونساءا من سكنة المنطقة وهم يرتدون الــزي الكردي ، الرجال بسراويلهم المعروفة بصناعتهــا وجمال ملبسها ، أما النساء فترتدي أجمــل الملابس الكردية الملونة اللامعة والتي تعطــي للصورة رونقا وجمالا أخاذاً يضيف إلى جمــال الطبيعة جمالا أخر 0
    في هذا الجو الجميل حاول أحد الشباب صعـود الجبل وبدأ بالمسير خطــوة خطوة يمتع ناظريـــه بجمــال الطبيعة ومع استمرار سيره نحو الأعلى كــان يرفع رأسه ليرى قمة الجبل وهي تدنو منــــه
    ببطئ شديد ، استمر في سيـره وحدد هدفه الـذي يروم الوصول إليه 00 ترى هل سيصل إليه ؟ 0
    استمر بالصعود نحو الأعلى وقادته قدماه إلى حيـث الكهف الذي يــروم الوصول أليه ، نظر أليه وشاهد جمال الطبيعة ودقة أخاديد الكهف ، جلـس في فم الكهف ليريح بدنه وما أن ارتاح قليلا بـدأ يعيد النظر حوله حيـث أشجار البلوط والجـوز ولفت نظره جلوس شابة على صخرة تحت أحدى الأشجار وهي بائسة حزينة تكاد الدموع تفر مـن عينيها ، تقدم نحوهــا ألقى عليها التحيـة وبادلته التحية أيضا 0
    ـــ حمه: ئا جيته كه وره م ؟ ( ماذا بك يا سيدتي )
    ـــ ياسمين: هيج تي يه 000 هيج تي يه كــوره م ( لا شيء 000 لا شيء يا سيدي )
    ـــ حمه: جون هيج تي يه وفر ميسكي أوجه وه جوانه هه ريكه بريشـيـت( كيف لا شيء وتكـاد الدموع تنهمر من عينيك الجميلتين 0 عندها انفجرت ياسمين بالبكاء وجرت دموعهـا كأنها شلالات ماء ، اخـرج حمه منديله ومســـح دموعها وخفف عنها ألآمها بعـد أن شرحت لـه ظروفها 0 استمر حمه بالحديث معها إلى أن زرع البسمة على وجهها وأعاد أليه اشراقته 0 وبين جمــال الطبيعة وبين احاديثهما ولدت أروع قصة حـب عرفتها جبال العراق الشماء
    ـــ حمه: ئوميده وارم له كه رتو دوستايه تي بكـم ( أود الارتباط معك بعلاقة )
    ـــ ياسمين: ئا يا جي جور بنيوه ندي ده ويــت ( ما نوع العلاقة التي تريد )
    ـــ حمه: وئايا هه يه جوانترين دوستايه تي تاده كه يته هاوسه ر ( وهــل أجمل من علاقة الحب التـــي تؤدي إلى الزواج )
    ـــ ياسمين: من يه سه ندكار بو ئه م بنيوه نـدي ( أنا أرضى بمثل هـذه العلاقة )
    عندها ابتسما وامسك بيدها وسار معها إلى حيـث مكانه في فم الكهــف وهما يشاهدان جمال الطبيعة ولكن بروحية أخرى هي روحية الحــب ، صرخ حمه بأعلى صوته ليملئ الفضاء به نعــــم من رحم الطبيعة بـدأت علاقتنا 000 نعم من رحـــم الحزن ولد حبنا الأبدي

    2008

    ***************************


    6ـــ الرجال مخابـــــــــر

    في قرى غربي بغداد تتجسد أخلاقيات العري بالكرم والعفة والكرامة وباقي الصفـات الحسنة التي يربى فيها أبناء هذه القرى ، ولــد ونشأ سعيــد وتزوج وتعدد بزيجاته حتى أصبح الرجل المزواج وهو لا يجمع زوجتيــــن معاً ا بــــدا يطلق ثم يتزوج 0
    ذات يوم جاء ماشيا يحمل شـبريته ( خنجره ) بحزامه ويمسك بيـده المكوار ( عصا في رأسـها قير ) وما أن اقترب من مضيف الشيخ وشـاهـده من في المضيف ومنهم الشيخ نادى على عـازف الربابة ( الشاعر ) بـان يقول بيتا يمازح به أبو زيد ( سعيد ) حيث كان سعيد قد طلب أحدى النساء للزواج ورفضوه 0 ما أن اقترب سعيد مـــن بوابة المضيف بـدأ الشاعر بالعزف علـى ربابته يردد بيتا شعرياً
    شلنه باليريــــــد أو ما يردونــــــــــه
    مثل الجلب الأجرب وين ما يروح يطردونه
    اســــتفز هذا البيت أبا زيد وخاصة بعد سماعه ضحـك الجميع ، وإذا به يقفـز سريعا ويسحب خنجره محاول ذبح الشاعر من الوريد إلى الوريد ، أحدث جرحا في عنقه ولولا تدخل الجالسـين لذُبح الشاعر0
    عندها امتعض ابن الشيخ لهذا الموقف وتحدث بعصبية مع سعيد محـاولا أدانته ألا أن سعيــد رد عليه بحزم 00 اُخرج من المضيف وسترى مـن الرجل فينا أنا أم أنت 0 غادر سعيد المضيف غيـــر أسف على ذلك وتمـر الأيام وأبا زيد لا ينسى موقف ابن الشيخ ويتمنى أن يلقاه ليريه فعــل الرجـال وتشاء الصدف ذات يوم أن يمر ابن الشيـخ راكبا فرسه وبندقيته البرنو أمامه وإذا بسعيـــد يخــرج أليه من الطريق الزراعي حاملا مكـواره رافعا يـــده علـــى ابن الشيخ وطلب منه إن يترجـل وان يصعــد الفرس بالمقلوب أي أن يكـون وجهــه وهو يمتطي الفرس إلى مؤخرة الفرس وظهره باتجاه رأس الفــرس وهذه إهانة ما بعدهــا إهانة 0
    حاول ابـــــن الشيخ تلافي الموقف وطلــب من سعيد ترك الأمر ألا أن سعيد أصر علــى ذلك محذرا إياه إذا ما حــاول سحـب سلاحه سوف يضربه بالمكوار ويرديه قتيلا وبعد أن عجز ابــن الشيخ التخلص من هذا الموقــف رضخ لأمر سعيـد وركب فرسه بالمقلــوب وسار في طريقه0 عاد سعيد الى بيته مرتاح الضمير لأنه رد الإهانة لابن الشيـخ 0 لقد اخبر ابن الشيخ زوجته بما حصل له اليوم ، وتمر الأيام والشهــور ويتشاجر ابن الشيخ مــع زوجته ويتطور الشجار بينهم إلى ابعد ما يكون ( حد القطيعة ) ، فتخبر زوجته نساء القرية بمـا حصل لزوجها وينفضــح أمره في القرية وتصبــح حكاية سعيد وابن الشيخ على كل لسان وبدأ الناس يتحدثون عن سعيد ورجولته وبطولته وهـم يعرفونه جيدا رجل لا ينام على ضيم0هذه القريـة لازالت تتذكر هذه الحكاية رغم مرور نصف قــرن أو ما يزيد عليها 0 وما أن سمع رجال القرية هـــذه الحكاية من النسوة توجهوا إلى سعيد ليعرفــوا حقيقة الامر0
    ـــ احد الرجال: يا أبو زيد صدك صار هذا الشي
    ـــ سعيد: ردته يُعرف منو بينه الرجّال من خلال الموقف
    ـــ احد الرجال: مو هذا ابن الشيخ يا رجال وهـاي أهانه
    ـــ سعيد: لعد إهانتي شي هين يارجُل00 تره الرجال مَخابر مو مظاهر وقد خبرتموني جيداً 0
    غادر الرجال بعد أن عرفوا الحقيقة من سعيد وقـــد ودعهـــــم بلطــف 0
    قال احدهم لو هيج الرياجيل رفعة راس لو لا 0

    2008


    7ـــ ذئاب الــــــــــــــدم

    في بلد عصفت فيه الرياح الصفراء واستباحت فيـه كل الأجواء وادلهمـت فيه السماء ولفت العتمة كل الأرجاء وانتشر الظلام مكتسحا كل الأنوار والضياء 0 في بلد انطلقت فيه الغرائز والشهـــوات مكشرة عن أنيابها لتنهش كل البشر الأحياء 0
    كما انطلقت فيه العقول المريضة العفنة تنفث سمومها القاتلة في كل المدن والأزقة 0 تجمع أشباه الرجال في ظل غياب الدولة والقانـون
    يرتـدون الاقعنة متشحين بالسواد ليتستــروا بسواد الليل كالخفافيش ولينطلقوا إلى حيـث تقودهـم الأهواء ولذة الدم الذي اعتادوا لعقه بلـذة لا توصف
    في هذا البلد المغلوب على أمره وفي مدنه المتشحة بالحزن والألم والأسى والملطخة بالدم المسفـــوك ورائحة الدخان المختلط برائحة الموتى وجـــــدران المباني المزدانة بالبقع السوداء بفعل الاحتـراق والنيران 0
    في هذا الجو الملبد بالموت انطلق أشباه الرجـال ليعيثوا في الأرض الفساد تجردوا عن إنســــانيتهم وتناسوا عراقيتهم وانتهكوا حدود الله وحدود العرف وكأن يد القانون لا تطيلهم حاضرا وتناســوا سطوة القانون مستقبـــلا وتناسوا ســــطوة الثارات العشائرية وصولة الأخيار لإحقاق الحق 0
    لقد ذعر الناس من تلك الأفعال السيئة وغـادورا مساكنهم حيناً 0 وفي خضم الأحداث الجسام والضغط النفسي العنيف تناخى أبناء العـراق الغيارى للوقوف بوجه ذئاب الدم وأقداح الثمالـة وعبيد النساء والدولار0
    ـــ امجد: هيا أيها الفتية لحماية المدينة
    ـــ عزيز: أنهم متغلغلين بين الأزقة والدور
    ـــ امجد: واجهوهم بكل شموخ العراقي واقطعـوا لهم كل شريان
    هتف الجميع نحن لها وبين هتاف صولة الأخيار وقرقعة السلاح وتأيـد الناس لهم0 انسحبــت مذعورة فلول ألقتله وبدأت تبحث لها عن مكـان أمـن فأنا يكون هذا المكان وكل مناطق الوطـن تحفزت لقتل القتلة وتطهيــر المدن0
    وبعد حملة التطهير شعر جمهور الناس بالأمن والاطمئنان وعادت الوجوه الناظرة الباسمة تجـوب شوارع المدن 0



    وتعالت هتافات الرجال الأخيار بين زغاريد النسـوة وتصفيق الأطفال 000 تعالت هتافاتهم لقد سحقنــا ذئاب الدم وعبيد الدولار 000 لقد سحقنــا ذئاب الدم 0

    2008
    ************************













    8ـــ جنــة الدُنيـــــــــا
    تجاوز وميض الخمسين من عمره وهو لم يـغادر بغداد ألا قليلا فـي محافظات القطر وشــائت الأقدار أن يبتعد لا عن بغداد بل أن يغادر العــراق إلى بلد عربي رغم قصر المدة لسفره ألا انه وهــــو جالس في غرفتـه ألمرقمه 410 في فنـــدق سان روك انترناشيونال أحس بغربة وفراق عـــــن الأهل والاحبة والوطن 0
    وهو جالس في غرفته عند الصباح نظر من نافذتها حيث شوارع عمـــــان وبناياتها وجبالها المحيطـــة بالعاصمة ، كان الضباب كثيفا والشوارع مبتلة مـن المطر وكانت البنايات الجميلة المغلفة بالحجـر تزهو بجمالها وكأن الضباب الذي ترك قطـرات الندى على جدرانها قد اكسبها جمالا أخـاذا وأهل عمان برجالها ونسائها وصباياها وجمال المدينة لم تنسيه أبدا شوارع بغداد وأهل بغداد ، كــان الحنين يشده للعودة لينهي حالة الاغتـراب التـي يعيشها وهو يبتعد عن الوطن والأحبة والأهل 0
    كانت الغربة تقتات على جسده بشكل يومي وكأنهــا أنياب ذئب مفتـرس تنهش ما بقي في جســـــده من لحم 0 كانت بعض السنة القوم في عمان هي الأخرى تـُقطع أوصاله ببطئ شديــد، والقوم هنا معــذورون لأنهم تأثروا بأعلام الفضائيات الكثيرة التي تنطـــق باسم العراق وأهله 0 حين غادر فندقه ليتوجه إلى حيث يجب أن يكـون استأجر سيارة أجرة ومــــا أن عرف السائق بأن راكبه عراقي حتى بـدأ الحديث عن بغداد وما يفعله شيعتها بسنتها 0
    فوجئ سائق السيارة برد لم يتعود على سماعه أبدا فقد استجمع الراكـب عراقيته واصالته وبدأ بالرد بأننا شعب واحد لا فـرق بيننا متحابون ومتصاهرون وان الخلاف هو لدى القيادات السياسية ومكاسب هــــذه الطبقة أما الشــــعب فيد واحدة من اجل العراق وان ما تسمع به من حــوادث وأزمات فهي من صنع الموسـاد ومخابرات دول الاحتلال ودول الجوار لان بقائهــــم من بقاء حالة اللا استقرار في العراق وتنفيـــــذ أجندتهم يتطلب أن يبقى الصــراع قائمــا فيظهروه على انه صراع بين الطوائف 0
    شعر سائق سيارة الأجرة بان الحقيقة يتحدث بهــــا راكبه لا ما يروج فــي الأعلام واطمئن على العراق وأهله مبتسماً وهو يقول أن ساعة الخـلاص من الاحتلال قريبه 0 نزل من سيارة الأجرة مترجلا يجوب شـوارع العاصمة وأسواقها عسى أن يخفف من وطئـة الغربة التي يعيشها وهو ينظر إلى الوجـوه بتفحــص ليستقرأ ما بداخل القلوب0

    ـــ احد المارة: عراقيٌ أنت يا رجل
    ـــ وميض: عراقيٌ بغدادي ومن الاعظمية بالذات
    ـــ احد المارة: أعانكم الله على ما يفعله الشيعة بكــم من قتل وتهجير
    ـــ وميض: أنت واهم 00 ما يحدث لنا كعراقيين هـو بفعل الاحتلال ودول الجوار نحن والشيعة يد واحدة من اجل العراق
    ـــ احد المارة: وما نشاهده في الفضائيات مـن مناظر بشعة لازلنا نتذكرها
    ـــ وميض: الأولى بكم أن تتذكروا دماء شهدائنــا دفاعاً عن الأردن ومقابرهم لازالت شاخصة لديكم ، لا أن تشاهدوا الإعلام المفبرك المعـادي للعـــراق ، عليكم أن تقدموا لنا الدعم لتعزيز مواقفنا0
    صمت الأردنيون حين واجهوا صوت عراقي أصيل يرد عليهم بعزيمة العراقي 0 لقد أطمئنـــوا أن للعراق رجال يسعون للتخلص من الاحتـلال وقبر الفتنة التي حاول تأجيجها وحين غادرهم وميـض بكل كبرياء العـراق ردد مع نفسه سترون العــــراق
    قريبا عراق واحد جنة الدنيا وقبلة العـرب في البناء والاعمار0

    2008
    9ـــ أوكــــار الأفاعــــــــي

    تعالت صيحاتهم واخترقت قرقعة السلاح مسامــع الحضور، مجموعة ملثمة متشحة بالسـواد مستغلة غياب القانون وضعف الدولة في تحقيـق الأمن للناس ، ترجلت هذه ألمجموعه من ســيارات الموت التي بحوزتهــــا واختطفــــت احد الأشخاص
    وضع الكيس في رأسه وقيدوه ثم وضعوه في صندوقِِ أحدى سيارات الموت التي يقودون 0
    وبين اندهاش الناس الحاضرين وقرقعة أسلحة المجموعة الملثمة وأزيز رصاصها الذي انطلـق في الفضاءِ 00 انطلقت سيارات الموت مسرعــة تلتهم الطريق التهاما 0
    تأسف الناس لما شاهدوه من منظر بشع رغم تعـود الناس هنا على هــــذه الأفعال الدنيئة البشعة وهـــم لا حول ولا قوة لهم لمنع هذه الأفعال ســوى اللجوء إلى الله ودعوته ليهدي الجميع وينقي قلوب الجميع ويعطي القــوة لمن يواجهون هذه المجاميع 0 انطلقت سيارات الموت تجوب الشــوارع وتمــر في أزقة ضيقة أحيانا بين الدور القديمة ثم يصـل إلى أطراف المدينـة حيث هياكل الدور الغير مكتملة البناء وتستمر سيارات الموت بالسيــر المتعرج كأنها أفعى في صحراء تبحث عن فريسـة لهـا لتذيقها الســم الزوأم0 وصل خبر الاختطــاف إلى عائلة الشخص المخطوف وبـــدأ العويــل والنحيب كما بدأ أخوته وأبنائه باتصالات هاتفيـة محاولين إيجاد طريــق للوصول إلى هــؤلاء الملثمين وبحكم العلاقات الطيبة للعائلة مع الجيران فقد قدم أليهم أعداد منهم ليطمأنوا على أخر الأخبار وكان صوت النســـوة وعويلهن يشتد كلما دخلــــت مجموعة إلى داخل الدار 0
    زوجته وأطفاله لن يتوقفوا عن البكاء ، أخوته وأبنائه في حيرة من أمرهم ينتظرون ورود اتصــال هاتفي لغرض المساومة بالمال وتمر الساعات ثقال على هذه العائلة ولا جدوى من التجمع لعـــدم ورود اتصال يطمئن العائلـــة ، ويغادر الجيران الـدار مجموعة بعد أخرى ويسدل الليل أستاره ويعـم الظـلام ولا من متصل 0
    تستمر سيارات الموت بالسير كالأفاعي المذعــورة حتى تصل إلى وكرهــــا في مرأب قديم للسيارات ، تحط رحالها هناك وكان بانتظارهم مجموعـــة تتلذذ للدم ينتظرون قدوم الملثمين بسيارات المـوت انزلوا المختطف مـــــن الصندوق وبدأوا يتفننـــون بطرق التعذيب ويتسابقون في هذا الفن فمـن الضرب بقطع الحديد على الجسد المنحول إلى الثقب بالدر يل الكهربائـــــي إلى الحرق بالتيــزاب إلى إحراق القناني البلاستيكية على الجسد وغيـر ذلــك يفعلون 0 تتعالى ضحكات المكبسليـن الملثمين وتدار أقداح الخمر وتنتقــل من يد إلى يــد وفي الوقت الذي كانوا فيه يضحكـون كان المخطوف يصـــرخ ولا من مجيب ، فوض أمره لله تعالى وبدأ يردد الله اكبر على المعتديـــن وينطق بالشهادة بين الحين والحين 0
    ـــ حسن: أثقبوا رأسه بالدريل
    ـــ احمد: الصبر00 الصبر دعنا لا نستعجل موتـه لنثقب صدره وظهره
    ـــ حسن: لقد سأمت تكبيره والشهادة التي ينطـق بها
    ـــ احمد: لك ما تريد ثقب واحد في الرأس ويعـم الصمت وينقطع صوت الرجل إلى الأبد حين سمـــع
    حوارهم أيقن انه مفارق الحياة لا محالة صـرخ بأعلى صوتــه ألا لعنة الله على الملثمين ألا لعنـــــة الله على أوكار الأفاعي 00 ونطـق بالشهادة مفارقا الحياة شهيدا 0
    2008
    ***************************


    10ـــ التفــــــــــــــــاؤل

    ادلهمت نهاران بغداد واتشحت بالسواد والحـزن والألم وتصاعدت مـــــــن أنوفها رائحة الـدم والدخان ، وتراكمت فوق شرايينها جثث الموتـى وحطــام السيارات وركام المباني ، وطفت فــوق أوردة حياتها جثث المغدورين كأنها تنافـس زوارق صيادي السمك في نهرها الخالد 0
    وامتلئت سماء بغداد بومضات انفجار الأسلحة كمــا امتلئ الفضاء بعــــزف سيمفونية نشاز من أزيز الرصاص ودوي المدافع 0 من هذه الصــورة المأساوية هل تولد الحياة ؟ 0
    تعود أيام شبابه الجلوس في كورنيش الرصافــة قرب جسر الصرافيــة الحديدي الذي يمثــل شموخ عاصمته ، كان يجلس هناك لساعات طــوال يمتع ناظريه بالجو المفعم بالربيع والخضــرة ونسائم الهواء العليل وتغريـد البلابل يتأمل ساعــته هل حان موعد اللقاء مع من يحب وتمر الدقائــق ثقـالاً وتسمع دقات قلبه كالطبول وتشعر كأن قلبـــه يتراقص بين ضلوعه وجـلاً من عدم الوصول 0
    ذكر تلك الأيام وهو جالس في نفس الموقـع بعـــــد
    الاحتلال ترى هل تنجلـــي غمامة الحقد والمــــوت
    ويعود للنهر عشاقه ويعود للجسر رواده ؟ 0
    هل ستنتهي الصورة المأساوية وتولد الحياة مـن جديد ؟ 0 هكذا سـأل نفسه 00 حين نظر إلى الجسر المثخن بالجراح والى صفحة الماء المنسحب بعيداً عن الجرف بفعل الجفاف ف وحبـس الماء من دول الجـــوار شعر إن لا حياة تولـد ولا محب سيلتقي بمن يحب عند الجسر 0
    ومضى في تأملا ته حزينا كئيبا ، انسكبت مــن عينيه عند الجسر اسمهـــــا الدموع دمعة بعد دمعة حتى تخضبت لحيته دون أن يعي ما يحدث 0
    وتهامست في مسامعه صدى الأصوات لأيامه العابرات أيام عشقه الوحيــد لأنسانة بقى مخلــص لها العمر كله وتداعب مخيلته لحظات الحب والوفـاء حيث كان يلامس أطراف أصابعها أو كــان يمسد شعرها ، ازدادت حالة الحزن في أعماقه وبدأت سكاكين الأيام تغرز في جسده ليشعر بألم مـا بعده ألم 0 ألا يوجد فيك يا بغداد ثائر ؟ وهل تـُكســر من يديك الاصفاد00 قالهــــا بألم ومرارة 0 مــــــرَّ بقربه شخص وشاهد حالة البؤس لدى الرجـل الجالـس وكأنه محطم القلب ومثخن بالجراح مثـل الجسر 0
    ـــ ناصر: ما بك أيها الرجل 00 لِم هذا الحزن
    ـــ الرجل: ألا ترى جراح الجسر وانسحاب المــاء من الجـرف ، كيــــف يفـارق النــهر جرفيــه وهـــل
    يستطيع الحبيب على فراق حبيبته
    ـــ ناصر: ألا ترى الرجال تداوي جراح الجســـر ألا ترى بصيص الأمل لـدى النهر 000 انظر جيدا00 وقت قصير ويعود للجسر مجده وللنهر روعتـه
    ـــ الرجل: أتمنى ذلك وانتظر بفارغ الصبر بعـــد أن كفكف دموع عينيه ورأى معاول الرجــــال وزنــود الأبطال تضمــد جراح الجسر أيقن انـــــــه واهــم وشعر لأول مرة بأن الجسر سيعود جســرا وان جرفي النهر ستحتضنه من جديد 0
    نهض من مكانه مبتسما يهزأ بالصورة المأساويـــة التي كان يشعر بهــا والتي مرت عبر سنيــــن خلت ، وأيقن أن الحياة ستولد من جديد في عصــر البناء والأعمار والأمان سار على الكورنيش يردد ألا بئســاً للحظــات المـوت والحــــزن والدم000 ومرحبا بأيام الولادة والحياة والتفاؤل 0
    2008
    ****************************
























    هل يمل الانسان من الابداع يقينا لا


    شكرا للمرور

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 1:14 pm