عقل حائر ثائر
،،،،،،،،،،،،
لم تقلقني يوما دقات القلب المضطرب.. بل ما يرهقني ضجيج العقل الحائر وثورة براكين الفكر المتفجرة في هذه الروح ...
عشت بأرض شاسعة يتردد بها صدى ضجيج العقل.. انها ارض الأفكار المتصارعة... خمسة وعشرين عاما وانا اعيش على هذه الحالة.. منذ أن كان عمري ست سنوات ... يوقظني في منتصف الليل على ذبذبات كأنها لمسات كهربائية، تتسلل لجسدي... ثم يبدا الضجيج... استمع لهمسات الكون ...من بشر وكائنات ... اظن ان هناك من ينصت الى راديو او يشاهد تلفازا وأهم بالنداء ولكن لا يخرج لي صوت... اكتشف أنه هذا العقل الصاخب.. احاول ان اعود للنوم ولكنه يأبى أن يستجيب،
فهذا انين روح باكيه... وهذا كائن يسبح وتلك شجرة تترنم... وهذا طفل... وهذا وهذا.. من اين تتسلل لعقلي كيف تخترق حواجزي ... لا اعلم...
لا يخرجني من كل هذا الا اذان الفجر.. وصوت خف على الأرض يسير بهدوء وصوت الصنبور ينساب منع الماء، انها أمي تتوضأ ... وهذا صوت ابي يتوضأ أيضا ... ها هو الباب قد أغلق بهدوء نعم ينزل للمسجد ... وها هي امي تصلي وتدعو ... وبرغم الهمس أسمع صوت دعائها بوضوح ... انه الصوت الواقعي الوحيد الذي اسمعه الصوت الذي يعيدني للحياة ويجعل يومي مشرقا بالأمل...
الان ستأتي الى حجرتي وتفتح الباب بهدوء ... تنظر لي ... لتطمئن انى نائم ... أغمض عيني واتنفس بانتظام حتى لا تشعر بي.. وتكتشف أن النوم قد فارقني فتجلس بجانبي وهي مرهقة... تصلح حولي الغطاء ثم تخرج وتغلق الباب.. كان خروج امي يعيد تلك العوالم لي مرة اخرى..
فجأة يهدأ هذا الضجيج الذي لا ينقطع كأنما أصبح عقلي مسكن لكل افكار البشر..
ارجوه الهدوء، ثم استسلم وأغمض عيني مع شروق الشمس ويأخذني النوم حثيثا فأدخل في غيبوبة بلا شعور حتى توقظني امي للذهاب للعمل..
عقلي يأبى أن ينام الا بعد أن يستيقظ الناس فهو يسمع العقول حينما يغفو البشر..
اليوم لا عمل ولا لقاء مع الأصدقاء متفرغ تماما وهذا ما يزعجنني ... فتلك اللقاءات هي منقذي من حرب مستعرة في عقل مضطرب..
لا أنسى حين أخبرت الطبيب عن حالتي قال: اذهب لاستشارة دكتور امراض نفسيه ... استيقظ على لمسة يد حنون هيا ميعاد دواءك ... افق، فقد اعددت لك فطارا ستحبه، اتبعني سريعا فالساعة الحادية عشر اليوم اجازتك ولا داعي للكسل..
أمي دعيني احتاج للنوم قليل ... اعلم إنك كنت مستيقظا حين دخلت بعد صلاة الفجر.. كيف شعرتي بي؟ ...
ابتسمت بهدوء وقبلت رأسي.. تحرك وتعال الى المطبخ حاولت النهوض ما هذا.. شعر بدوار خفيف ... اتكأت على الوسادة وأخذت نفسا عميقا واغمضت عيني..
وفجأة سمعت زمجرة وضجيجا انتفضت فلم أجد أحد لا لابد انه أصابني الجنون..
هل أصبح الضجيج نهارا ايضا؟
...ذهبت متكاسلا وتحركت بخمول وصلت فوجدت امي تعد لي فطائرا مقلية محلاة بالعسل الابيض... مددت يدي لأكل فقد كنت جائعا ... وفجاءة شعر بشيء ساخن يلمس وجهي فتحت عيني ووجدت نفسي في المستشفى فقد سقطت مغميا علي... انها نفس الحالة النفسية أو البدنية لا أعرف ... قالوا صرع ولا علاج...
وكانت تجلس بجانبي وتمسك بيدي وتقول لقد حاولت ولكنك لم تستجب فطلبت الإسعاف... اغمضت عيني مطمئنا انها بجانبي تحرسني ... كلما امسك يدها يختفي الضجيج ... هناك من يوقظه.. استيقظ هل مازالت نائم؟ ... لا، أنا مستيقظا ولكنى قسطا من الراحة..
أمي ... رجاء اريد كوبا من الشاي باللبن ... وصوت يناديني ...
اين أمك؟ رحمها الله يا بنى ما زلت تعيش تلك الحالة من الهلوسة منذ وفاة أمك من عشر سنوات وانت تستيقظ على تلك الحال ...
تحركت بكسل ... متى يتوقف العقل عن تلك الرحلة المجنونة إلى عالم من اللامعقول ... متى سيقتنعون أن أمي قد تركت روحها معي ... كم افتقد فطائر أمي المحلاة وحديثها الأكثر حلاوة ...
فمنذ كنت طفل لم تنهرني او تتهمني بالجنون ... دائما كنت أقص عليها رحلات عقلي اثناء الليل كانت تسمعني وتصدقني لم تتهمني يوما بالجنون والهلوسة ...وقد وعدتني ان تظل بجانبي الى اخر ايام حياتي ... وكانت تقول لي ان مرضي لن يكون عائقا لي في الحياة ... دقائق وسأكون جاهزا للخروج يا ابي ....
وابتسمت ها هي روح امي تسير بجانبي ...
ماجي صلاح
،،،،،،،،،،،،
لم تقلقني يوما دقات القلب المضطرب.. بل ما يرهقني ضجيج العقل الحائر وثورة براكين الفكر المتفجرة في هذه الروح ...
عشت بأرض شاسعة يتردد بها صدى ضجيج العقل.. انها ارض الأفكار المتصارعة... خمسة وعشرين عاما وانا اعيش على هذه الحالة.. منذ أن كان عمري ست سنوات ... يوقظني في منتصف الليل على ذبذبات كأنها لمسات كهربائية، تتسلل لجسدي... ثم يبدا الضجيج... استمع لهمسات الكون ...من بشر وكائنات ... اظن ان هناك من ينصت الى راديو او يشاهد تلفازا وأهم بالنداء ولكن لا يخرج لي صوت... اكتشف أنه هذا العقل الصاخب.. احاول ان اعود للنوم ولكنه يأبى أن يستجيب،
فهذا انين روح باكيه... وهذا كائن يسبح وتلك شجرة تترنم... وهذا طفل... وهذا وهذا.. من اين تتسلل لعقلي كيف تخترق حواجزي ... لا اعلم...
لا يخرجني من كل هذا الا اذان الفجر.. وصوت خف على الأرض يسير بهدوء وصوت الصنبور ينساب منع الماء، انها أمي تتوضأ ... وهذا صوت ابي يتوضأ أيضا ... ها هو الباب قد أغلق بهدوء نعم ينزل للمسجد ... وها هي امي تصلي وتدعو ... وبرغم الهمس أسمع صوت دعائها بوضوح ... انه الصوت الواقعي الوحيد الذي اسمعه الصوت الذي يعيدني للحياة ويجعل يومي مشرقا بالأمل...
الان ستأتي الى حجرتي وتفتح الباب بهدوء ... تنظر لي ... لتطمئن انى نائم ... أغمض عيني واتنفس بانتظام حتى لا تشعر بي.. وتكتشف أن النوم قد فارقني فتجلس بجانبي وهي مرهقة... تصلح حولي الغطاء ثم تخرج وتغلق الباب.. كان خروج امي يعيد تلك العوالم لي مرة اخرى..
فجأة يهدأ هذا الضجيج الذي لا ينقطع كأنما أصبح عقلي مسكن لكل افكار البشر..
ارجوه الهدوء، ثم استسلم وأغمض عيني مع شروق الشمس ويأخذني النوم حثيثا فأدخل في غيبوبة بلا شعور حتى توقظني امي للذهاب للعمل..
عقلي يأبى أن ينام الا بعد أن يستيقظ الناس فهو يسمع العقول حينما يغفو البشر..
اليوم لا عمل ولا لقاء مع الأصدقاء متفرغ تماما وهذا ما يزعجنني ... فتلك اللقاءات هي منقذي من حرب مستعرة في عقل مضطرب..
لا أنسى حين أخبرت الطبيب عن حالتي قال: اذهب لاستشارة دكتور امراض نفسيه ... استيقظ على لمسة يد حنون هيا ميعاد دواءك ... افق، فقد اعددت لك فطارا ستحبه، اتبعني سريعا فالساعة الحادية عشر اليوم اجازتك ولا داعي للكسل..
أمي دعيني احتاج للنوم قليل ... اعلم إنك كنت مستيقظا حين دخلت بعد صلاة الفجر.. كيف شعرتي بي؟ ...
ابتسمت بهدوء وقبلت رأسي.. تحرك وتعال الى المطبخ حاولت النهوض ما هذا.. شعر بدوار خفيف ... اتكأت على الوسادة وأخذت نفسا عميقا واغمضت عيني..
وفجأة سمعت زمجرة وضجيجا انتفضت فلم أجد أحد لا لابد انه أصابني الجنون..
هل أصبح الضجيج نهارا ايضا؟
...ذهبت متكاسلا وتحركت بخمول وصلت فوجدت امي تعد لي فطائرا مقلية محلاة بالعسل الابيض... مددت يدي لأكل فقد كنت جائعا ... وفجاءة شعر بشيء ساخن يلمس وجهي فتحت عيني ووجدت نفسي في المستشفى فقد سقطت مغميا علي... انها نفس الحالة النفسية أو البدنية لا أعرف ... قالوا صرع ولا علاج...
وكانت تجلس بجانبي وتمسك بيدي وتقول لقد حاولت ولكنك لم تستجب فطلبت الإسعاف... اغمضت عيني مطمئنا انها بجانبي تحرسني ... كلما امسك يدها يختفي الضجيج ... هناك من يوقظه.. استيقظ هل مازالت نائم؟ ... لا، أنا مستيقظا ولكنى قسطا من الراحة..
أمي ... رجاء اريد كوبا من الشاي باللبن ... وصوت يناديني ...
اين أمك؟ رحمها الله يا بنى ما زلت تعيش تلك الحالة من الهلوسة منذ وفاة أمك من عشر سنوات وانت تستيقظ على تلك الحال ...
تحركت بكسل ... متى يتوقف العقل عن تلك الرحلة المجنونة إلى عالم من اللامعقول ... متى سيقتنعون أن أمي قد تركت روحها معي ... كم افتقد فطائر أمي المحلاة وحديثها الأكثر حلاوة ...
فمنذ كنت طفل لم تنهرني او تتهمني بالجنون ... دائما كنت أقص عليها رحلات عقلي اثناء الليل كانت تسمعني وتصدقني لم تتهمني يوما بالجنون والهلوسة ...وقد وعدتني ان تظل بجانبي الى اخر ايام حياتي ... وكانت تقول لي ان مرضي لن يكون عائقا لي في الحياة ... دقائق وسأكون جاهزا للخروج يا ابي ....
وابتسمت ها هي روح امي تسير بجانبي ...
ماجي صلاح