١_ الذئب
حين يتحول الإنسان ذئبا، ويستحيل النهار عتمة، والأشباح تترائا، تكشر أنيابها، تغرسها في الجسد الشريف،لتسيء للمرأة، دون أن يتحرك الرجال، فاعلم أننا نسير نحو الهاوية، استغل نفوذه كعسكري، داعب مشاعر فتاة، استجابت له، ركبت بسيارته، اسمعها كلام غزل جميل، وأردفه بابتسامة ساحرة، ابتسمت فرحا، استغل ذلك مد يده ليداعب بأنامله ساقها، تفاجئت من تصرفه وصرخت بصوت عال، فتحت باب السيارة، اضطر للتوقف، ضربته كف ونزلت، ترجل من سيارته وانهال عليها ضربا، أدمى وجهها، ويقذفها بسيل من الألفاظ النابية، ركب سيارته ومضى، صرخت بالمتجمهرين أليس فيكم رجلا ليمنعه، صمت الجميع وغادروا مكان الحادث.
٢ _ غصن
عجز عن تربية ابنه بشكل صحيح، رجل انشغل بأمور الحياة، متغيرات الزمن أثرت عليه،اندفع لكسب المال بأي طريقه كانت، لم يحدد جزء من وقته لتربية ابنه، وكأن المال وحده سبب سعادته، حين يوفر مستلزمات ديمومة الحياة، آب انشغل بالماديات، وابن انشغل بتوافه الأمور، انحرف، اعتدى، سرق، مارس أفعال مشينة للأخلاق، مسك بالجرم المشهود، بدأ الأب يبحث عن حل، لإرضاء الطرف الآخر، في الجلسة قال أحدهم لابد من غصن يابس في الشجرة، ليبرر أخطاء الابن، رد عليه أحدهم حين نهمل أبنائنا وينحرف أحدهم، لا نقول غصن لأننا أهملناه فيبس، مسؤوليته تقع علينا، تم تسوية الأمر وديا، أما الابن فطاله الحق العام فسجن.
3_ الصرخة
رجل في الخمسين وقف في تقاطع الباب المعظم، الشارع المؤدي إلى مجمع المستشفيات، وقف بلا حراك وعيونه شاخصة، قد ذهب تفكيره بعيدا،السكاره في فمه، واضح عليه الحيرة والتعب.
_ الفتاة: صرخت به بصوت عال لم تنظر إلى هكذا
رعب الرجل وتفاجئ من صراخها، لا يدري ماذا يجيب، كان على بعد خطوات عنه رجل كهل يراقب الرجل الخمسيني.
_ الرجل الكهل: يا ابنتي لم يكن ينظر إليك هذا الرجل كان سارح التفكير ويبدوا عنده مريض بحاله خطرة، نعم يا أخي صدقت والله.
_ الفتاة: عفوا يا عماه لقد أخطأت بالحكم عليك
_ الرجل الخمسيني: لا بأس يا ابنتي
رفع يده بعد أن سحب نفسا عميقا من سكارته ووضعها بين أصابعه، شكر الرجل الكهل لحسن موقفه ونبل خلقه وتصرفه.
٤_ الراعي
انطلق في رحاب الأرض، يبحث عن عمل ما، كي يعيل عائلته، لا يجيد غير الزراعة والرعي، انتقل من قرية إلى أخرى، وجد ضالته عند أحدهم.
الرجل: احتاجك راعيا لغنمي
الصبي: على بركة الله
تم الاتفاق على الأجور وعلى حصته من الولادات، أما طعامك وشرابك فمعنا، تبسم الصبي ذو الخامسة عشرة من عمره، باشر عمله، مر شهر على ذلك، الرجل يراقبه من بعيد، ذات يوم قام الرجل بحساب أغنامه وجدها ناقصه واحدا، صمت ولم يتكلم، راقب الرعي، وشاهده يبيع أحد خرافه، ثم وضع المال في الأرض ووضع فوقه كتلة ترابية مع نقطة دلالة لا تلفت الأنظار، عاد الصبي وقت الغروب بالأغنام، أوقفه الرجل قرب الحضيرة وبدأ يحسب أغنامه، نقص اليوم العدد واحدا كما سابقا، ارتبك الصبي وقال متلعثما ربما أكله ذئبا، قال الرجل ربما، تعال معي أيها الصبي، سار معه إلى مكان النقود، أخرجها الرجل وأعطاها للصبي، هذه أتعابك لعملك للفترة القصيرة، اذهب لا عمل لك عندي بعد اليوم، الصبي لن أكررها ثانية، تركه ومضى لا عمل لك عندي.
ه_ انهيار
بين عتمة القلوب وعتمة الأبصار، تحول نهاره ليلا، هواجسه أضحت أملا، أحزانه أصبحت جرحا، سار من غير وعي، يتجول في أزقة المدينة، إلى أين، لا يدري، وقف أمام بيت خرب، تحطمت جدرانه، دموع ساخنه نزلت من عينيه، صرخة تحجرت بين شفتيه، دخل البيت المحطم، أثاث متكسر، ملابس ممزقه، دماء في الأرض وعلي الجدران، صرخ بصوت عال هنا قتلت عائلتي، تعالى بكائه، مدت إليه يد سحبته إلى الخارج، عيناه مغرورقتان، نظر إليها، آه يا جارتي، لن يبق لي وطن.
٦_ بكاء
عندما ينزف الجرح وجعا، ويبكي القمر دما، وينقلب شعاع الشمس جمرا، يحرق الأجساد، وتغادر العصافير أعشاشها، ويصبح الماء علقما، حينها نعلم أن الوطن استباح، ولا أمل بالإصلاح، إلا بفعل شعب قد أفاق، من نومة سببت له ألم الفراق، فمتى تفيق يا شعبي، لتتغير الأحوال، ليبقى العراق للكون منار.
٧_ أصوات
حين ينحني النخيل قسرا، ويفوح الورد عفنا، ويتحول الفجر معتما، والشمس تغادر مكانها، وتنكسر الروح في أعماق الجسد، ويموت الحب، وينزف القلب، واقع مأساوي، هذا يعني أن أمر جلل قد حدث، فيشعر المرء أن الحياة توقفت، يسمع صوت يناديه، تعال إلى حيث الحب والعطاء، ويسمع صوتا آخر، تعال إلى نبع الحياة والنماء، حينها يعلم المرء، أن دجلة والفرات يناديانه، فتدمع عينيه، ويصرخ لبيك يا عراق.
٨_ غدر
بين ثنايا الروح جروح، وفي أعماق القلب قروح، مكفهرة الوجه، عابسة لا تعرف الابتسامة طريقا لوجهها، متمردة على ذاتها، تمتنع عن الطعام كأنها تنتظر موتها، من ينظر إليها، يشعر بالعطف عليها،
_ والدتها: ماذا بك يا ابنتي
_ الفتاة: أو تسألين يا أمي كأنك لا تعرفي ما بي
والدتها يا ابنتي رفقا بنفسك، حمدا لله أننا في بداية الطريق، لقد خدعنا ابن عمك جميعا، من مثله متهور لا يصلح لبناء أسرة، يا أمي أحببته بعمق وكان يعلم أني أعشقه، لقد تمكن من قلبي وروحي، كنت أرى فيه معنى الرجولة، لقد حطمني بغدره، كان على علاقة بها ولم يخبرني، ثم تزوجها ومضى، الحزن يأكل أحشائي، والألم ينهش روحي، أحببته بصدق وصدقي حولني جسد خاوي.
_ والدتها: صبرا يا ابنتي، اهدئي واحتسبي أمرك عند الله، وتيقني سيرزقك الله الأفضل
_ الفتاة: حسبي الله ونعم الوكيل، نعم يا أمي هو كذلك.
٩_ مغادرة
حين تغادر العصافير اعشاشها، ويحجب شعاع الشمس، ويتحول لون القمر فاحما، وتموت في القلب نسائم الحب، ويكسر صفو الروح، اعلم ان هذا الشاب قد خسر أعز ما يملك، فقد حبا لا مثيل له، واستحالت حياته جحيما.
صديقه: ماذا بك يا صاحبي
الشاب: ( الدموع في عينيه ) لقد غادرتني ومضت
يا صاحبي انك لم تحسن الاختيار، ولم تحكم عقلك وقلبك معا، اندفعت معها بحسن النيه، وتعلقت بحبها بعمق، وهذه النتيجه متوقعه، نعم ما تقوله صحيحا، كنت اعتقد تبادلني الحب بصدق، وعند اول طرقت باب من شخص غني وافقت وتزوجت ونست سنين حبنا، من مثلها لا تستحق ان تفعل بنفسك هكذا، عد لرشدك ودع الابتسامه لا تفارقك كما عهدناك، اومئ براسه وهو يقول هو كذلك يا صاحبي.
١٠_ ثمرة حب
شاب في عنفوان شبابه، الأخلاق عنوانه، والهدوء طبعه، تعرف علي شابه جميلة، بعد أن كان يراقبها عن بعد، ذات خلق رفيع، أحسن الاختيار، فاتحها بحبه، وإحساسه العميق اتجاهها، كانت ذكية جدا، ما نهاية الحب، فقال الزواج، أيقنت أنه صادق، اتفقا على التفاصيل، لكن شاءت الأقدار أن تضع أمامهما العراقيل، طوال سنتين يحاولان إقناع الأهل، وبعد مد وجز في العلاقات، جاءت لحظة الحسم، وافقت العائلتان، فرحوا كثيرا اتفق معها على لقاء احتفالا بالمناسبة، أثناء خروجه كان هناك عراك عنيف بين طرفين، تم إطلاق الرصاص، أصيب بساقه، نقل للمستشفى وتم علاجه، الشابة تنتظر وصوله الذي تأخر اتصلت به هاتفيا جاء الرد من صوت رجل أبلغها بما حصل أغلقت الهاتف وتوجهت للمستشفى.
_ الشابة: الحمد لله على السلامة وهي تقبل جبينه
_ الشاب: شكرا أنا على العهد والوعد حين أخرج نتزوج
عاد مشافى لبيته بعد أسبوع واحد تزوجا يغمرهما الحب الحقيقي وحصدا ثمرته.
١١_ لآلئ
بين نبض قلب ونبضة أخرى، مسافة تحدد حجم البعد، وبين شهيق وزفير،وقت للروح، البعد، الروح بينهما يتقرر المصير، كان الحب سيد الموقف، والوطن جسد يضم الجميع، تناثرت شظايا الحب، وتحطم القلب، بات مهموما حزينا، دموعه لآلئ ترسو في تجاويف تجاعيده، يبكي بحرقه، رغم تجاوزه الثمانين عاما، تشضى الحب، وانكسر القلب، ولم يعد الوطن كما كان، صرخ بأعلى صوت مات الحب وتحطم القلب ولم يبقى لي وطن، أ أشرد بلا مأوى وأنا بنهاية العمر.
١٢_ حوار
عيناها متورمتان، والقلب ينزف من الأسى، سارت منحنية الظهر، تكلم نفسها حديثها غير مفهوم، تمشي بخطى وئيدة، ترتدي السواد، وقفت أمام قبره، تبكي بحرقه وتضرب الصدر لطما.
_ الأم: جيتك مشتاكة وليدي مجيد
_ الابن: لا تبكي يا أمي فأنا شهيد
_ الأم: يمه كتلوك غدر والكلب مشتعل نار من جيلات الحديد
_ الابن: يمه أني بكبرى سعيد
أوجاعها تزداد سوءا، والخدود تنزف دما، غادرته تبكي والحزن حزنا عميق.
١٣_ الانتظار
كانت مثابرة في دراستها، ناجحة بتفوق بين أقرانها، دخلت الجامعة لتواصل تعليمها، حددت هدفها مسبقا، النجاح بتفوق لا غير، شابة جميلة أنيقة، كل من يراها تراوده نفسه بحبها، كانت واثقة من خطواتها، رزنة في مشيتها، مجاملة جدا مع زميلاتها، تضع حدود مع زملائها، استجمع أحدهم شجاعته، ممكن نتحدث.
هي: قل ما تريد
هو : أنا معجب بك، أحبك بصدق
هي: شكرا لإعجابك وأسفه جدا هذا ليس من أولوياتي
غادرته ومضت، وطوال سنين دراستها الجامعية لم ترتبط بعلاقة حب أبدا، تخرجت فرحة بشهادتها، تنتظر التعيين في دوائر الدولة، تمر سنين طوال ولم تتعين، جلست في بيتها حزينة، جلست تفكر بمستقبلها، أ اجلس حبيسة الجدران، أ يذهب تعبي سدا، وفي حيرة تفكيرها تسمع صوت انفجار أعاد إليها رشدها، دمعت عينيها وقالت الحمد لله على كل حال.
عدل سابقا من قبل مؤسس ومدير المنتدى في الجمعة مارس 19, 2021 2:36 pm عدل 1 مرات