أحلام عاشق
لقد استيقضت صباح الجمعة مبكرا وعند آذان الفجر.. كنت مكتئبا تعبا ... لا أدري ما السبب ... ربما تعب العمل، لست أدري... خرجت إلى الحديقة ومعي كتاب .. محاولا أن أطرد التعب والضجر بالقراءة ... ولكن دون جدوى ...فكلما أحاول أن أقرا تتراقص أمامي وعلى صفحات الكتاب كلمات رسائلك فيشرد البال وينعدم التركيز... انتظرت حتى بدا الشارع عندنا يدب بالحركة، فارتديت ملابسي وركبت سيارتي ورحت أسوق على غير هدى ... حتى وجدت نفسي في حي لا أعرفه ... ووقعت عيني على لافتة تشير إلى مركز للإنترنيت ... أركنت السيارة ودخلت وأرسلت لك رسائلي والتي آمل أن تصلك ... وكلي شوق لاستلام أي جواب منك ... الضجر والاكتئاب لا يزالان معي ... عدت إلى السيارة ورحت أسوق حتى وجدت نفسي في نادي العلوية والساعة تقارب الثانية عشرة ظهرا ... وأنا عضو في هذا النادي ... دخلت إلى القاعة الشمسية وارتميت على كرسي في ركني المفضل بجوار النافذة المطلة على حديقة النادي ... ورحت أقلب أوراقي وأقرأ ...وأكتب إليك ما يجول بخاطري ووجداني ... هذا هو مكاني الذي كنت أهرب إليه كلما أحسست بالتعب فالنادي قريب من الحي الذي اسكنه ... ألتمس الهدوء حيث يجعلني أحلق في أجواء الأدب والشعر ... قاربت الساعة الواحدة وأحسست بالجوع فقد خرجت صباحا دون أن أتناول فطوري .. دخلت قاعة الطعام وكانت مزدحمة ... فاليوم الجمعة وكثير من العائلات ترتاده في أيام الجمع والعطل .. اتخذت مكاني وحيدا في ركن بعيد... وكنت أشعر بالوحدة رغم الناس من حولي ... ولكن كان في الكرسي الذي أمامي ... والذي يراه غيري فارغا ... كنت أنت نتحدث دون كلام ... ونتبادل الشوق والحنين والشكوى دون صوت ... وشاركتني طعامي ...وكنت ترددين معي أحلى كلمة قرأتها لك وهي ...
( يا توأم روحي )...
كلمات تنساب في خاطري لحنا جميلا شجي وتغريد بلبل عند الفجر وهديل حمام ينادي أليفه... وتراني ابتسم تارة ويرتسم علي وجهي الجد تارة أخرى ... انسجاما مع الحديث الذي نشترك به ومع النجوى التي نتناجى بها ... ربما من ينتبه علي وأنا بهذه الحالة لظن إنني مجنونا... لا يهم ما يظن بي من حولي ... المهم إني معك بتلك اللحظات السعيدة ... أحسست عندها أن التعب كل التعب ... والضجر كل الضجر ...
قد زال عني ... وأنا في هذا الفردوس الذي فيه .. انتبهت على صوت النادل وهو يقول ( عفوا أستاذ هل تحب شيء من الحلوى أم شاي أو قهوة؟) ... (لا شكرا) ... قلت له.. ثم دفعت قائمة الحساب وشكرته ثانية ... وغادرت النادي ويدي بيدك ... لأوصلك إلى البيت ... وأنا أهمس في أذنك ما كتبته لك عندما كنت في القاعة الشمسية:
غاليتي توأمَ روحي ِوالمنى ... غاليتي لو غبتِ عني من أنا ؟
لسـتُ سـوى متيمٌ وحائرٌ ... غريقُ شـوقٍ وحنيـنٍ وظنا
بالله يا ملهمتي لي طلـبٌ ... لا تقطعي عني أحاديث الهـنا
غاليتي يا توأمَ الروحِ الحنونْ ...حبيبتي لو غبتِ عني من أكونْ
لسـتُ سـوى متيمٌ وحائرٌ ... غريقُ شـوقٍ وحنينٍ وظنونْ
بالله يا ملهمتي لي طلـبٌ ...لا تقطعي عني أحاديث الشجونْ
ثم ودعتك وكلي أمل أن يتجدد اللقاء ....
صباح الجميلي