شعثاء غبراء والعيون حمراء والوجه يتقلص الما.. والدموع تلمع وقد تحجرت بالمآقي عاجزة عن السقوط.. فتلك الصفعة التي طالت وجهها مازالت ترج جسدها الصغير فقد حاولت ان تفر منه وهو يجمع الأطفال من الشارع في منتصف الليل تحت الكوبري نائمين متقوقعين على أنفسهم من البرد.. ما هى جريرتهم؟ لم يجدوا يوما بيت يأويها.. لم يجدوا حضنا يدفئهم حتى ينامون بين ذراعيه.. جمعوهم وكدسوهم في مؤخرة سيارة الشرطة. بعد ان اوصلوهم للقسم.. وضعوهم في غرفه صغيرة بنين وبنات بلا طعام او مراعاه لأدميتهم ..حتى يأتي النهار بظلامه الدائم ... فهي تعرف ان نهايتهم في الاصلاحيات ... وكان الصباح وجمعوهم امام الضابط وكان يجلس بجانبه سيدة شابة عرفت فيما بعد انها المشرفة الاجتماعية ... سألوها.. ما عمرك؟ تقريبا عشر سنوات ... وما اسمك؟ اجابت: اختر ما تشاء من الاسماء فلم اعرف لي اسما كل يناديني كما يشاء ... نظر لها بغضب فتقوقعت خوفا من صفعة جديدة ... اشارت له المشرفة الاجتماعية .. وتقدمت منها لتسئلها بهدوءاختارى اسما اناديكِ به ...
قالت:احب اسم امل.. فمازال بداخلي بعض من امل ان اعثر على مأوى او من يعطف على ويراعيني .. من لا يصفعني بدون سبب فكل جريمتي انى كنت اسكن بالشارع كأني املك مسكناً وتركته ... التفت الضابط بوجهه العبوس... قائلا تربية شوارع ... نظرت له الصغيرة ولم تنطق قط ... استدارت ونظرت للحائط اما المشرفة... فلم تجيب والتفتت الى الاطفال بعضهم كان معروفا لها.. دائمى الفرار من ذويهم لا سباب مختلفه لو تملك الصلاحيات ما اعدتهم الى ذويهم .. وتم استدعاء اولياء امورهم .. ولم يبقى الا ثلاثة وجلست بينهم لتعرف قصة كل منهم .. وكانت بينهم أمل... سالتها عن حكايتها ... قالت امي مثلى كانت تعيش في الشارع قد تزوجت من صبي مثلها وانجباني في حجرة مترين في مترين وكما أخبرتني وبعد عام تركها ورحل وبقيت هي معي ما بين التسول والسرقة وغيرها من الاعمال حتى صدمتها سيارة وماتت ومن هم مثلنا لا يجدون من يبحث لهم عن حق وكان عمرى ثماني سنوات ... وها انا ذا انام بالشارع في الازقه وربما في بيت مهجور فخياراتي كثيره .لأول مره يتم الامساك بي واعدك ستكون الاخيرة فانا افضل الموت على ان يضع علي شخص مثله يده ويصفعني بلا سبب ... نظرت لها المصلحة باسى فلديها حكمه وخبره يعجز عن ادراكها الكبار تعلمتها بالطريقة القاسية ..لم تعرف بماذا تجيب ولكنها اوصت ان يتم احالاتها الى اصلاحية البنات وهى تعلم انها ستنتهى كما انتهت امها في مجتمع لا يعرف العدالة الاجتماعية الا للأغنياء والاقوياء فقط وليس الضعفاء والفقراء ..فهم مجبرون على التعايش مع واقع بلا حقوق وسيدفعون ثمن وجودهم في هذا الزمان..الا اذا تحقق حلم امل فى ميلاد امل جديد وزمن جديد ...
ماجى صلاح
قالت:احب اسم امل.. فمازال بداخلي بعض من امل ان اعثر على مأوى او من يعطف على ويراعيني .. من لا يصفعني بدون سبب فكل جريمتي انى كنت اسكن بالشارع كأني املك مسكناً وتركته ... التفت الضابط بوجهه العبوس... قائلا تربية شوارع ... نظرت له الصغيرة ولم تنطق قط ... استدارت ونظرت للحائط اما المشرفة... فلم تجيب والتفتت الى الاطفال بعضهم كان معروفا لها.. دائمى الفرار من ذويهم لا سباب مختلفه لو تملك الصلاحيات ما اعدتهم الى ذويهم .. وتم استدعاء اولياء امورهم .. ولم يبقى الا ثلاثة وجلست بينهم لتعرف قصة كل منهم .. وكانت بينهم أمل... سالتها عن حكايتها ... قالت امي مثلى كانت تعيش في الشارع قد تزوجت من صبي مثلها وانجباني في حجرة مترين في مترين وكما أخبرتني وبعد عام تركها ورحل وبقيت هي معي ما بين التسول والسرقة وغيرها من الاعمال حتى صدمتها سيارة وماتت ومن هم مثلنا لا يجدون من يبحث لهم عن حق وكان عمرى ثماني سنوات ... وها انا ذا انام بالشارع في الازقه وربما في بيت مهجور فخياراتي كثيره .لأول مره يتم الامساك بي واعدك ستكون الاخيرة فانا افضل الموت على ان يضع علي شخص مثله يده ويصفعني بلا سبب ... نظرت لها المصلحة باسى فلديها حكمه وخبره يعجز عن ادراكها الكبار تعلمتها بالطريقة القاسية ..لم تعرف بماذا تجيب ولكنها اوصت ان يتم احالاتها الى اصلاحية البنات وهى تعلم انها ستنتهى كما انتهت امها في مجتمع لا يعرف العدالة الاجتماعية الا للأغنياء والاقوياء فقط وليس الضعفاء والفقراء ..فهم مجبرون على التعايش مع واقع بلا حقوق وسيدفعون ثمن وجودهم في هذا الزمان..الا اذا تحقق حلم امل فى ميلاد امل جديد وزمن جديد ...
ماجى صلاح