من يقول ومن يكتب عن الحب لا بد انه انسان مجنون , انسان فاقد لهمزة الوصل بين الواقع والوهم
انتصبت واقفا في وسط خشبة المسرح وبدأت انظر للجمهور وانا اغوص بأعماقهم.. وفجأة
ابتسمت وفرحت فرحا كبيرا حين سطعت أضواء المسرح بشكل خافت وهبت عاصفة التصفيق من قبل الجمهور
الكبير..
وبدأت الموسيقى تعزف احد المقاطع الموسيقيه الجميله الراقصه ومن يمين المسرح دخلت تلك الصبية الفاتنة التي بدأت ترقص بطريقة تأسر العقول قبل القلوب وكانت تبتسم لي بين الحين والاخر
كلما التقت عينيها الجميلتين بعيني الذابلتين وبعد عدة حركات وايقاعات توقفت عن الرقص ¡فجاه
واستدارت نحوه الفرقة الموسيقية وأشارت لهم فتوقفت الموسيقى وذهل كل من في الصالة
لكنها ابتسمت تلك الابتسامه الساحرة واستدارت الي مشيرة بيدها أي تعال انظم لي ...ارتبكت
وقلت لها تعرفين إني لا أجيد الرقص وليس هذا فحسب بل ان عيناك حين تلتقي بعيوني ًلا اقوى على الكلام او الحركة...ابتسمت وقالت ..والرقص معي لا
يستحق...!!!!!؟ احمر وجهي واقشعر جسدي..
ابتسمت ابتسامة كبيره فقد كانت تلك الكلمات أعظم محفز لي فقفزت على خشبة المسرح الذي
عادت اليه الموسيقى تصدح من جديد وامسكت بيديها الناعمتين وبدئنا نرقص كفراشتين
وكانت تراقصني واراقصها برشاقة وارفعها بيدي كأنها طفلة صغيره احسست بسعاده لاتوصف واكتشفت اني راقص ماهر
كنت مع مراقصتها اداعب خصالات شعرها الاسود الخشن لكن كنت احس انه انعم من الحرير وكنت اقفز معها
هنا وهناك وكلما علا صوت الموسيقى و وازداد اعجاب الجمهور كل ما ازدادت حركاتنا خفة ورشاقة
وابتسامتي لم تفارقني... لكن ذلك لم يطل كثيرا إذ فجأة توقفت الموسيقى وأنير المسرح
بالاضواء الساطعة كشمس الظهيرة وسمعت صوت جهوري لرجل غاضب طويل القامه شبهته بجزار يحمل سكين كبير ويهم لذبح ضحيته وصاح والكل ارتجف من صوته وقال وهو ينظر الي - كم مرة قلت لكم وأنبهكم أن هذه المجنون يجب أن يُرسل إلى المستشفى فليس من الطبيعي أن يبقى طليقا
ويسبب لنا كل هذه المتاعب واصبح يقول عليكم وعليه اللعنة هيا احملوه وارموه في عربة المستشفى
.. التفت مندهشا مرعوبا فلم ارى تلك الصبية ولم ارى الفرقة الموسيقية او الجمهور الذي
كان يصفق لنا اين ذهبوا اين انا ماذا حصل لي هل تجاوزت حدود اليقضه هل انا في حلم
نعم عرفت اجوبه لتساؤلاتي كنت ارقص في الشارع قاطعا الطريق ذهابا وإيابا نعم انا العاقل المجنون
وبعد قليل لم ارى سوى عربة
الاسعاف واثنان من الممرضين الطوال الذين امسكو بي بقوه والبسوني السترة البيضاء
ولم يلتفت احد لصياحي او توسالاتي و رموني داخل السيارة التي انطلقت سريعا بصوتها المرعب وهم يقولو لي اجلس اسكت يامجنون
هل حقا انا مجنون ؟ ان لم اكن مجنون لماذا انا هنا اين المسرح اين الجمهور ومن الصبيه التي كانت ترقص معي ان كان جنون رقصي معها اعترف بحبي للجنون[/size]
عدل سابقا من قبل ستار اللهيبي في السبت نوفمبر 24, 2018 5:04 pm عدل 1 مرات