تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
ليل دامس ... شديد الظلام ... والقمر واضح منير .. وأنا أراقبه من نافذة غرفتي متمنية أن أصل إليه .. أنام في حجره .. وفي النهار أسبح في الغيوم للوصول إلى الشمس .. ليتني طير حر .. أطير وأطير .. أحلق بعيداً .. أداعب خيوط الشمس وأرقص مع أغصان الأشجار وهي تتأرجح بنسمات هواء عليلة .. أغتسل بقطرات الندى على الأزهار .. ألعب وألهو مع الفراشات الزاهية بالألوان .. يا لها من حياة جميلة وسعيدة وحرة .. ليس لي أعداء غير خطورة نزولي على الأرض وكوني فريسة للقطط .. أستطيع أن لا أنزل على الأرض .. ولكن كيف آكل وأشرب وأعيش؟ حسنا .. لو كنت زهرة .. أتمايل يمينا ويسارا .. أتمتع بحرارة الشمس نهارا وبرودة الليل الساكن مساء ..أسمع الناس وهم يتعجبون لجمال ألواني ورائحتي الزكية .. أعيش حياة سعيدة .. ليس لي أعداء غير الديدان .. ولكن لا بأس حينما تأتي أغادر المكان .. ولكن كيف ؟! .. أنا زهرة بجذور مدفونة في التراب .. إذن لمّ لا أكون نهرا بماء عذب أسقي الكائنات الحية وأجري بين الصخور .. أتلألأ بأشعة الشمس وأكون مرآة للقمر في الليل .. كم هي حياة جميلة .. ليس لي أعداء سوى النفايات التي أحملها على ظهري وأجري صامتا .. ماذا لو بقيت إنسانا .. أتكلم وأفكر وأحلم وألعب وأسير وأعمل وأكافح وأجاهد .. أضحك وأبكي .. أتألم يوما وأفرح آخر .. أنظر وأتأمل .. أحزن وأسعد .. يا لها من حياة ! .. عدوي الوحيد هو الضعف ولكني أستطيع السيطرة عليه .. بعقلي وتفكيري وثقتي بنفسي وبقوة شخصيتي وبإيماني بربي ... نعم هكذا أفضل .. أن أبقى إنسانا كما أنا .. وكما خلقني ربي .. إنسانا .. إيه يا قمر .. هل تتمنى أن تكون إنسانا ؟ أم تحب أن تبقى كما خلقك ربنا .... أنا عن نفسي إحب أن تبقى قمرا لكي أراقبك كل ليلة وأسترسل بتفكيري وأقدر نفسي لأني إنسانا نعم إنسانا .. شكرا لك يا قمر والحمد لله والشكر لك يا رب العالمين ...
د. صبا الجميلي
أنا والقمر
ليل دامس ... شديد الظلام ... والقمر واضح منير .. وأنا أراقبه من نافذة غرفتي متمنية أن أصل إليه .. أنام في حجره .. وفي النهار أسبح في الغيوم للوصول إلى الشمس .. ليتني طير حر .. أطير وأطير .. أحلق بعيداً .. أداعب خيوط الشمس وأرقص مع أغصان الأشجار وهي تتأرجح بنسمات هواء عليلة .. أغتسل بقطرات الندى على الأزهار .. ألعب وألهو مع الفراشات الزاهية بالألوان .. يا لها من حياة جميلة وسعيدة وحرة .. ليس لي أعداء غير خطورة نزولي على الأرض وكوني فريسة للقطط .. أستطيع أن لا أنزل على الأرض .. ولكن كيف آكل وأشرب وأعيش؟ حسنا .. لو كنت زهرة .. أتمايل يمينا ويسارا .. أتمتع بحرارة الشمس نهارا وبرودة الليل الساكن مساء ..أسمع الناس وهم يتعجبون لجمال ألواني ورائحتي الزكية .. أعيش حياة سعيدة .. ليس لي أعداء غير الديدان .. ولكن لا بأس حينما تأتي أغادر المكان .. ولكن كيف ؟! .. أنا زهرة بجذور مدفونة في التراب .. إذن لمّ لا أكون نهرا بماء عذب أسقي الكائنات الحية وأجري بين الصخور .. أتلألأ بأشعة الشمس وأكون مرآة للقمر في الليل .. كم هي حياة جميلة .. ليس لي أعداء سوى النفايات التي أحملها على ظهري وأجري صامتا .. ماذا لو بقيت إنسانا .. أتكلم وأفكر وأحلم وألعب وأسير وأعمل وأكافح وأجاهد .. أضحك وأبكي .. أتألم يوما وأفرح آخر .. أنظر وأتأمل .. أحزن وأسعد .. يا لها من حياة ! .. عدوي الوحيد هو الضعف ولكني أستطيع السيطرة عليه .. بعقلي وتفكيري وثقتي بنفسي وبقوة شخصيتي وبإيماني بربي ... نعم هكذا أفضل .. أن أبقى إنسانا كما أنا .. وكما خلقني ربي .. إنسانا .. إيه يا قمر .. هل تتمنى أن تكون إنسانا ؟ أم تحب أن تبقى كما خلقك ربنا .... أنا عن نفسي إحب أن تبقى قمرا لكي أراقبك كل ليلة وأسترسل بتفكيري وأقدر نفسي لأني إنسانا نعم إنسانا .. شكرا لك يا قمر والحمد لله والشكر لك يا رب العالمين ...
د. صبا الجميلي