القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


5 مشترك

    الشاعر صبري الحمداني

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    الشاعر صبري الحمداني Empty الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء أغسطس 16, 2011 5:25 am

    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011


    الجبوري
    الجبوري
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 111
    نقاط : 5197
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف الجبوري الثلاثاء أغسطس 16, 2011 11:44 am

    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    بورك بمسعاك وتعريفك لشاعر عراقي ... ابدعت بما سطرت
    avatar
    كفاح
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 140
    نقاط : 5018
    السٌّمعَة : 4
    تاريخ التسجيل : 14/01/2011
    الموقع : اوفياء المنتدى

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف كفاح الثلاثاء أغسطس 16, 2011 12:04 pm

    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    تعريف رائع ومشوق
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء أغسطس 16, 2011 11:56 pm

    الجبوري كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    بورك بمسعاك وتعريفك لشاعر عراقي ... ابدعت بما سطرت
    شكرا أخي الجبوري لمرورك الجميل ... ان الأستاذ صبري هو استاذي في الشعر وما سطرته ما هو إلا جزء بسيط مما يستحقه هذا الإنسان ... وان شاء الله نسعى دائما لعرض شخصيات عراقية من أعلام العراق
    سباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء أغسطس 16, 2011 11:58 pm

    كفاح كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    تعريف رائع ومشوق

    شكرا كفاح لمرورك الجميل ... ان الأستاذ صبري هو استاذي في الشعر وما سطرته ما هو إلا جزء بسيط مما يستحقه هذا الإنسان ... وان شاء الله نسعى دائما لعرض شخصيات عراقية من أعلام العراق
    سباح الجميلي
    avatar
    سامر اكسو
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 131
    نقاط : 5182
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف سامر اكسو الأربعاء أغسطس 17, 2011 12:11 pm

    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    موقف شجاع ان تعرفنا بمبدع عراق شكرا يا شاعر النهرين
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء أغسطس 17, 2011 11:20 pm

    سامر اكسو كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011



    موقف شجاع ان تعرفنا بمبدع عراق شكرا يا شاعر النهرين

    شكرا وبارك الله فيك لقد أسعدني مرورك الحميل ... أكرر الشكر
    صباح الجميلي
    avatar
    ملك
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 131
    نقاط : 5024
    السٌّمعَة : 19
    تاريخ التسجيل : 14/01/2011

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف ملك الخميس أغسطس 25, 2011 10:24 am

    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011




    دراسة وافية وتعريف جميل رائع يا استاذ وسيد الكلام
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    الشاعر صبري الحمداني Empty رد: الشاعر صبري الحمداني

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الخميس أغسطس 25, 2011 10:01 pm

    ملك كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    شخصيات عربية - أدبية وفنية - من العراق
    الشاعر صبري الحمداني
    لا يمكن لأمة، مهما توفرت لها سبل العيش، أن ترتقي وتتطور ما لم تتخذ من العلم بكافة فروعه وجوانبه منهجا وسلاحا، ولا يمكن للعلم أن ينهض ما لم يكن خلفه أعلام رجالا ونساء يبحثون ويعملون ، يتقصون الحقائق ويطورون، ولا يمكن لمثل هؤلاء الأعلام أن يوجدوا ما لم يكونوا من رحم أمة عريقة خلاقة، فهي سلسلة مترابطة الحلقات لا يمكن لأي واحدة منها أن تنفصل عن الأخرى. والمتفحص للتاريخ يرى بوضوح مسيرة العلم التي حققتها وقادتها وطورتها الأمة العربية منذ القدم ولا تزال على الرغم من فترات الإنتكاس التي مرت بها..
    ‘ن سفر التاريخ العربي قديمه وحاضره يزخر بالشواهد من الأعلام الذين يلمع اسمهم في مجالات الحياة كافة... منهم من كتب عنه الباحثون ومنهم من لم يصل اليه قلم البحث بعد ، ولم يحظ القارئ بفرصة التعرف عليهم عن قرب وما قدموه من علم وأدب وفن ، فأرى أن من واجبنا تجاه هذه النخبة الخيرة أن نكتب عنهم ردا لجزء بسيط من الجهد الكبير الذي قدموه...
    إن دعوتي خالصة للباحثين أن يقدموا لنا ما يعرقونه عن رجالنا الأعلام العرب في الوطن العربي...
    وأقدم اليوم واحدا من هؤلاء الرجال وهو شخصية أدبية من العراق وواحدا من الذين خدموا المسيرة التربوية في العراق وأنشأوا جيلا من الشباب المرموقين ، وهو الأستاذ الشاعر المحامي صبري الحمداني ....

    أسمه ونسبه :
    اسمه الكامل صبري نصيف جاسم الحمداني، ولد في قرية (الحسنية) من قرى هيت عام 1919 م ، ويرجع نسبه الى عشيرة الغرير من بني حمدان والتي يمتد نسبها الى قبيلة تغلب ومنها الى ربيعة العدنانية. وقد بدأ حياته كأي طفل قروي ... حياة بسيطة حرة ... دخل الكتاب ثم الإبتدائية ثم أكمل المراحل الدراسية الأخرى .

    شهاداته وحياته الوظيفية:
    لقد حصل الشاعر صبري الحمداني على (الشهادة العالِمية) في دار العلوم العالية في الأعظمية عام 1924 – 1934 م ، ثم درس القضاء الشرعي وحصل على شهادة الماجستير من الجامع الأزهر الشريف عام 1951 – 1952 م ومنح لقب شيخ بإرادة ملكية من قصر عابدين في حينه.. كما التحق لدراسة القانون في كلية الحقوق في بغداد وحصل على شهادة الليسانس عام 1956 – 1957 م ثم تدرج في الوظائف المدنية حتى مديرا لديوان وزارة التربية في العراق...
    لقد اعتزل صبري الحمداني الوظيفة في الأول من شباط عام 1972 م ، وقد بلغت خدمته سبعا وعشرين سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، قضى منها عشر سنين مدرسا في الإعداديات ...
    هواياته ، نشاطه وميوله:
    إن من أبرز هوايات صبري الحمداني هي السباحة والتمثيل والغناء ، فهو يمتلك صوتا رخيما وهذا ما شجعه على إجادته فن التجويد للقرآن الكريم ... وقد قرأ القرآن في المحافل الدينية وفي الإذاعة عدة مرات..
    لم ينتم صبري الحمداني الى أي حزب سياسي ولكنه مفعم بالشعور الوطني القومي العربي الإسلامي وكان نشطا في هذا المجال حتى أصبح من شعراء الوثبة في الأعظمية لشجب معاهدة بورت سموث عام 1948 م .. وقد رشح نفسه للإنتخابات في الأنبار وانسحب في اللحظات الأخيرة خوفا على شباب المنطقة الإنتخابية عندما علم بعزمهم بالقيام بحركة صدامية خطيرة قد تلحق الضرر بهم من السلطة في حينه ..
    إن داره القديمة الواقعة في ساحة النصر (البتاويين) شهدت أول مؤتمر تحضيري لأعداد قوائم الإنتخابات للجبهة القومية لنقابة المعلمين وذلك عام 1959 م وقد عانى الكثير من جراء نشاطاته القومية ، حيث كان ينقل من مدرسة الى أخرى وفي فترات متقاربة

    شعره:
    للشاعر صبري الحمداني نتاج غزير من الشعر شمل كافة الجوانب منها الوطنية والدينية والمداعبات والرثاء والأخوانيات والغزل ، ومنها ما هو منشور ومنها ما هو غير منشور حتى الآن .
    لقد أصدر صبري الحمداني أربعة مجموعات شعرية . كانت المجموعة الأولى من شعر الأربعينات وصدرت عام 1986 م وقد قدم لها الأستاذ الشاعر المعروف المرحمم صفاء الحيدري، وتضم (37) سبعا وثلاثين قصيدة من القصائد الوطنية والدينية والأخوانيات والرثاء.. ونصدر هذه المجموعة بيتان من الشعر يخاطب أهله وعشيرته مع صورة له ويقول:


    هذه صورتي تذكر أهلي .... وعشيري عن سيرتي بعد موتي
    فاقرؤوها صحائفا لم تدنس ... بحطام من الدنى أو بسحت

    [right]أما المجموعة الثانية فهي الربيع الدائم وصدرت عام 1989 م وتضم القصائد الغزلية وفيها (12) أثنتا عشرة قصسدة ، والمجموعة الثالثة ألأفول المشرق والتي صدرت عام 1990 م وقد قدم لها الشاعر نفسه وتضم (16) ست عشرة قصيدة من القصائد الوطنية والقومية . أما أخاء ووفاء فهي مجموعته الرابعة والتي صدرت عام 1991 م ، وتضم (12) أثنتا عشرة قصيدة من الأخوانيات.
    لقد شملت المجموعات الأربعة على (82) اثنتين وثمانين قصيدة في تسعة بحور من بحور الشعر والنسبة الأعلى منها في البحر الكامل.
    للشاعر صبري الحمداني الكثير من القصائد غير المنشورة وأذكر منها قصيدته التي قالها بحق الأستاذ الباحث عبد القادر التحافي عندما راجع الأستاذ صبري الحمداني كتابه الموسوم "أيام الإسلام الحاسمة في القرآن" ،ويقول في مطلعها وهي من البحر الخفيف:[/right
    ]

    كل سطر من سفرك الفذ سفر .... هو لب وليس للب قشر
    لا أغالي إن قلت أنك بحر ...... لا يجاريه في مجاريه بحر
    لك من فيض علمك اليوم ذكر ....وسيتلوه مرّ دهرك ذكر

    الى أن يقول ...

    يا فتى (خزرج) إذا الدهر أضنى .... ليس يثنيك عن سبيلك دهر
    ما تعانيه أنت نحن نعاني .... ولنا في ذخائر الله ذخر
    ولقد قيل قبل ذو العقل يشقى ... وتمادى في غمرة العيش غُمر

    وهذه أرجوزة الود والوفاءالتي يتغنى فيها بقريته الحسنيةبعد إذ هزه الحنين الى أيام الطفولة وذكرياتهاوالتي يقول فيها:

    باسم الأله الواحد الجبار .... واسم النبي المصطفى المختار
    وارسل السلام والتحية ..... لأهلنا في قرية الحسنية
    وكل من فيها من الجيران ..... إخوتنا في البر والإحسان

    إلى أن يقول :
    وبعد أن دالت بنا الأيام ... تحققت لشعبنا الأحلام
    فهذه المدارس الكثيرة ..... تعددت في سنجق الجزيرة
    من بينها (المشرق) في الحسنية ..... راضية في نهجها مرضية
    حيالها مدرسة (الشهيد) ..... عبد الحميد المرتضى المحمود
    طوبى لمن قد أحرز الشهادة .....فإنها ضرب من العبادة


    وهذا نشيد العهد الذي كتبه لكلية الفرات الجامعة وكان المنوي تأسيسها في حينه والذي يقول فيه:


    نعاهد تربة هذا الوطن ..... سنمضي على العهد طول الزمن
    سنمضي نصافح كف العلى .... بكف من العزم عند المحن
    ***
    نهجنا على نهج آبائنا ..... بصدق النوايا وحسن السير
    وسرنا مسارات آثارهم ..... من السومريين حتى مضر
    ***
    فمنا النبيون من الرسل ..... ومنا أولو العزم أهل المثل
    ونحن على عهدنا نقتدي ..... بما أبدع المبدعون الأول
    ***


    الى أن يقول :

    الفرات اسمها وسيبقى الفرات .....فراتا يفيض بعرفانها
    لمن سار يسعى لتأسيسها ..... وأسهم في دعم بنيانها
    ***
    وإن حقق العلم إبداعه .... بعيد المدى في عقول البشر
    فإنا سنمضي لتطويره ..... ليحضى العراق بأبهى الصور
    ***


    ومن المداعبات غير المشورة ما قاله في فتاة جميلة في دائرة الضريبة حيث يقول:

    أحسناء الضريبة أين مني ..... ضريبة قلبي الدنف الدفين
    ألا ليت الضريبة منك تجبى ..... فأجبي منك أسرار العيون
    ألا يحزنك طعن السن مني .....ووهن أضالعي مر السنسن
    فكوني في الضريبة لب معينا ..... بإعفائي وإلا فاعذريني
    إذا ما رحت للعباس أدعو .... وأشكو منك كيما ترحميني

    وتلك التي قالها في فتاة اسمها نجاة:

    يا نجاة إليك مني ألف سرم ..... أن تمدي إلي كف النجاة
    لا تضني علي بالعطف إني ..... وهنت أعظمي وشابت شواتي
    أنا عبد الجمال ما دمت حيا ..... فامنحيني صبابتي وحياتي

    ونرى أنه قال العطف وليس الوصل حيث يدرك أنه تجاوز سن الوصال.

    ومن الإخوانيات غير المنشورة :
    إن كان في مصر مي ..... فأنت مي العراق
    وقفت نفسك نذرا ..... لجمع شمل الرفاق

    وقد قالها بحق السيدة شرقية الراوي صاحبة المجلس البغدادي الثقافي الذي كان يحضره.
    وقصيدته التي قالها بعد سهرة سمر في دار صديقه صباح الجميلي بعد أن استمع إلى بعض من شعره وبعض من الكتابات الأدبية له وللأولاده:

    بدار الجميلي طاب السهر .... وياليته طال حتى السحر
    وياليت ما فيه في غيره ..... من الدائبين لنيل الظفر

    ومن الرثاء في ابن صديق عزيز له أستشهد في أيام الحصار الظالم على العراق وأثناء الواجب:
    أين ياسر
    أمه الثكلى تنادي أين ياسر
    كلما دق عليها الباب قالت جاء ياسر
    وإذا طافت بصحن الدار قالت ذاك ياسر
    هذه غرفة ياسر هذه قمصان ياسر أين ياسر
    فيجيب الغيب من خلف حجاب أنا ياسر
    إنني في جنة الفردوس أزهو بالمفاخر
    أمتطي ناصية المجد مع الأفلاك دائر
    يا أبي هون على أمي مصابي
    واصبروا فالصبر تخفيف عذابي
    كل ما في الكون في حكم الزوال
    وجلال الله في زهو الجلال


    يتميز شعر صبري الحمداني بالوضوح والعذوبة والبساطة والصراحةبحيث ترى من خلاله جذوره الدينيةوالوطنية والأخلاقيةوحبه للحرية والإنطلاق،والشعر عنده خلاصة مشاعر الإنسان وأحاسيسه وليس بضاعة تباع وتشترى.

    صبري الحمداني عاش بشعره في ضمير إخوانه ومحبيه وصور معاناتهم وشاركهم همومهم وهو القائل لزميلة له جاءت تشكو جور الزمان وغدر الأهل والأصحاب...
    وقالت إن حظي مثل ليلي ..... سواد في سواد في سواد
    فقلت لها فديتك أنت مني ..... بمنزلة الأضالع من فؤادي
    أشاركك الهموم وأدريها ..... وادفع عنك عادية العوادي

    صبري الحمداني له فلسفته في الحياة وصورها بشكل بديع ، متفائل محب للحياة ويرى النور من خلف الظلام ويرى الحياة من خلف الفناء ... وهو القائل:

    لم يجدي بعد الراحلين بكاء .... كلا ولا للاحقين بقاء
    بكي الذين مضوا ويبكي بعدنا ..... في موتنا الأحفاد والأبناء
    ضدان في هذي الحياة تناقضا ..... بكليهما تتميز الأشياء
    لولا سواد الليل لم يك بعده ..... وضح النهار وضوءه الوضاء

    وقد استمد هذا المعنى من قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) صدق الله العظيم
    صبري الحمداني داعب ظروف الزمان الزمان القاسية وسخر منها ... حين قال :

    تغزل بلحم الضان إن كنت شاعرا ..... ودع عنك ليلى والكعاب الغوانيا
    وسلم على القصاب تسليم عاشق ..... وهلهل له إن كنت للحم رائيا
    وإن كنت تشكو الجوع فاحلم بأكلة ..... فتصبح بعد الجوع شبعان راضيا

    صبري الحمداني لا تفوته المداعبة .... وهو القائل لطبيبته وهي تفحصه وتعالجه من الحساسية :
    طبيبة الجلد غضي الطرف عن جسدي ..... وعالجي القلب إن القلب في سقم
    من لمس كفيك دائي والدواء معا ..... ولا علاج لداء القلب في هرمي

    ومن مداعباته قوله في زميلة له شقراء كانت تناقش بحماس في قضية تدافع عنها:

    محامية تدعي أنها ..... تعيد الحقوق لأصحابها
    فما بالها اختطفت خافقي ..... وأخفته في طي جلبابها
    ويا ليتها اتخذتني لها ..... نجياأطوف في محرابها

    الى ان يقول:

    وياليتها أدركت حالتي ..... فتوثق روحي بأسبابها
    ولو فاتني من هواها هوى ..... سبقت الهوى نحو أعتابها
    ولو جعلت بيننا حاجبا ..... تصيدتها خلف حجابها

    فكل قصيدة من قصائد صبري الحمداني لها قصة ، ويمكن ان نقول لكل قصة في حياته قصيدة.
    صبري الحمداني الآن وقد تجاوز التسعين من العمر تراه مفعما بالحيوية والنشاط يكتب الشعر وينشده ويتواصل مع أصدقائه ومحبيه .. ولا تزال قصائده غير المنشورة طي المخطوطات نأمل أن تبصر النور قريبا ويتهيء له طبعها ليستفيد منها شبابنا العربي ...
    صباح الجميلي
    15 آب 2011




    دراسة وافية وتعريف جميل رائع يا استاذ وسيد الكلام

    الف الف شكر على مرورك الجميل ... والله اخجلتني كلماتك الرقيقة بارك الله فيك صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:34 pm