القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+3
روبيا انا
ابو ياسر
صباح الجميلي
7 مشترك

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي السبت نوفمبر 12, 2011 4:38 pm

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف
    avatar
    ابو ياسر
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 123
    نقاط : 5183
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 24/07/2010

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف ابو ياسر الأحد نوفمبر 13, 2011 3:54 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف

    بارك الله فيك سيدي ادهشتنا بقصصك الرائعة
    avatar
    روبيا انا
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 105
    نقاط : 5171
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 16/07/2010

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف روبيا انا الأحد نوفمبر 13, 2011 3:59 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    سلمت يمينك التي خطت وذاكرتك التي تذكرت دمت لنا سيدي مرسشدا
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد نوفمبر 13, 2011 10:22 pm

    ابو ياسر كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف

    بارك الله فيك سيدي ادهشتنا بقصصك الرائعة

    الف شكر على مرورك العطر ومشاعرك الرقيقة أخي الغالي أبو ياسر ... ولك مني أحلى الأمنيات
    صباح الجميلي
    الحارس
    الحارس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1083
    نقاط : 7679
    السٌّمعَة : 55
    تاريخ التسجيل : 01/08/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف الحارس الإثنين نوفمبر 14, 2011 5:32 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    من ابداع الى اخر سلمت لنا يا دكتور
    avatar
    رونز
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 113
    نقاط : 5095
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 29/09/2010

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف رونز الإثنين نوفمبر 14, 2011 5:43 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    روووووووووووووووعة يا مبدع القلم
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين نوفمبر 14, 2011 8:45 pm

    روبيا انا كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    سلمت يمينك التي خطت وذاكرتك التي تذكرت دمت لنا سيدي مرسشدا

    الف شكر لمرورك العطر لقد أخجلتني كلماتك الرقيقة ولك مني أحلى الأمنيات
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين نوفمبر 14, 2011 8:48 pm

    الحارس كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    من ابداع الى اخر سلمت لنا يا دكتور

    سلمت لي أخي الحارس ولساني يعجز عن الشكر ... ولك مني أحلى الأماني وأرق التحيات
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين نوفمبر 14, 2011 8:50 pm

    رونز كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    روووووووووووووووعة يا مبدع القلم

    الف شكر لقد اسعدني مرورك العطر بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    حلا الجنابي
    حلا الجنابي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 190
    نقاط : 6418
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/10/2010
    42
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف حلا الجنابي الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 6:18 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    رائع بكل شيء يا سيد الشعر
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 9:17 pm

    حلا الجنابي كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    رائع بكل شيء يا سيد الشعر

    الف شكر شاعرتي المبدعة حلا لقد جعلت امسيتي كلها حلا ... لقد افتقدت انتاجاتك المبدعة يا حلا ... انا متشوق لأن أقرأ لك ... ولك مني أحلى الأمنيات
    صباح الجميلي
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25967
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الجمعة نوفمبر 18, 2011 1:46 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    الدكتور الفاضل صباح الجميلي
    كم كنا بحاجة الى قلمك في القلم واليوم قد انرت زوايا قلمنا بقلمك المبدع فأنطلق شعاعه ليغمر جميع رواد الفلم لا يسعني اليوم الا ان اقول شكرا لكل ما رفدت به القلم يا عملاق القلم وفارس الشعر وامير الكتاب
    تقبل مروري المتواضع خجلا امام عظمة قلمك مع خالص تحياتي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة نوفمبر 18, 2011 10:23 pm

    Admin كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف


    الدكتور الفاضل صباح الجميلي
    كم كنا بحاجة الى قلمك في القلم واليوم قد انرت زوايا قلمنا بقلمك المبدع فأنطلق شعاعه ليغمر جميع رواد الفلم لا يسعني اليوم الا ان اقول شكرا لكل ما رفدت به القلم يا عملاق القلم وفارس الشعر وامير الكتاب
    تقبل مروري المتواضع خجلا امام عظمة قلمك مع خالص تحياتي

    أخي الحبيب وليد ... لقد أخجلتني كلماتك الرقيقة والف الف شكر لمرورك العطر .. أستاذي الفاضل ... قسما مشتاقون لرؤيتكم ... ولك مني أحلى الأمنيات ودعائي لله ان يغمرك بالصحة والعافية إنه سميع مجيب ...
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء ديسمبر 28, 2011 12:51 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف

    قصّـةٌ رائعةٌ جدّاً، فعـلاً نالـت اعجابي وأخذت مني كلَّ مأخذ، يا الهي ما أروعكَ أُسـتاذي تحسِـنُ الاختيـارَ دائماً وتتحفنا بكلِّ ما هو جميـلٌ وممتع... إنّهُ لشـرفٌ عظيـمٌ لي ان أتواجدَ بيـنَ طيّاتِ صفحاتكَ المشـرقةِ باسـمك. لكَ تحياتي الكبيرة والدي الحبيـب والغالي.
    إبنتُـكَ المحبـة جدّاً، يُسْـــرى
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21337
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي Empty رد: لقد قرأت لك / بشر بن عوانة العبدي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 6:05 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / بشر بن عوانه العبدي

    أحبائي كادر وأعضاء هذا الصرح الرصين ... لقد سبق أن كتبت بعضاً مما قرأت من قصص وحكايات ومآثر قد زخر بها تاريخنا العربي ... وفيها العبر والحكمة لرجال ساسوا البلاد فعمروها ونشروا راية العلم والسلام وكانوا مناراً يهدي شعوب العالم الى النور والمعرفة ... واليوم اسمحوا لي أن أبحر بكم مرة أخرى في بحر تاريخنا المجيد وأروي لكم ما قرأت أيام الدراسة المتوسطة والثانوية ...
    مساهمتي اليوم حول واحد من رجالات العرب ... فارس عربي شجاع أحب ورمى بنفسه في المخاطر ليفوز بحبه ذلك هو بشر بن عوانه العبدي ..واليكم قصته كما قرأتها منذ عهد بعيد .... أرويها لكم بتصرف ...

    كان بشر بن عوانة العبدي صعلوكا (أي من الذين لا يستقر بأرضٍ وممن يعيش على الغزوات) فأغار على ركب فيهم أمرأة جميلة فتزوج بها وهنأ بزواجه وفي يوم قال لها ما رأيت مثلك جمالا ورقة فقالت له ... ولكن إبنة عمك فاطمة أكثر جمالا مني .... ثم أخذت تصف صفاتها ومحاسنها فقال أهي من الحسن ما وصفت؟ .. فقالت وأكثر ثم قالت ...

    كم خاطب في أمرها ألحا .... وهي أليك ابنة عم لحا
    ثم أرسل الى عمه يخطبها فأبى عمه أن يزوجها له ..... فآلى بشرٌ على نفسه أن يقطع عليهم الطرقات حتى ينال مراده ...فلما كثرت مضراته ذهب رجال الحي الى عمه وقالوا له كفً مجنونك عنا ... فقال لهم إمهلوني حتى أهلكه بمكيدة ... فطلبه عمه وقال له إني أزوجك ابنتي على أن يكون مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة ... وكان الطريق الى خزاعة يمر بأرض مقفرة تسمى (بطن خبت) يسكنها أسد أسموه (داذاً) وما من أحد مر بهذه الأرض ونجا ...
    قبل بشرٌ بما اشترط عليه عمُه وسار الى أرض خزاعة مارا بهذا الطريق الخطر فما كان في منتصف الطريق حتى قطع عليه الأسد طريقه وارتعب مهره فنزل عنه واستل سيفه وسار الى الأسد وقتله ... ثم كتب الى ابنة عمه بدم الأسد على قميصه هذه القصيدة التي اصبحت من عيون الشعر في الوصف والشجاعة ... يقول فيها ....

    أفاطم لو علمت ببطن خبتٍ .... وقد لاقى الهزبرُ أخاك بشرا
    إذاً لرأيت ليثاً زار ليثاً ........ هزبراً أغلباً لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ...... محاذرة فقلت عُقرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني ..... وجدت الأرضَ أثبتُ منك ظهرا
    وقلت له وقد أبدى نصالا ....... محددة ووجها مكفهرا
    يكفكف غيلة أحدى يديه ..... ويبسط للوثوب علي أخرى
    يدل بمخلبٍ وبحدِ نابٍ .... وباللحظاتِ تحسبهن جمرا
    وفي يمناي ماضي الحد أبغي .... بمضربه قراع الموت أُثرا
    ألم يبلغك ما فعلت ضباة .... بكاظمة غداة لقيت عَمرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى ... مصاولةً فكيف يخاف ذُعرا
    وأنت تروم للأشبال قوتاً ... وأطلب لابنة الأعمام مهرا
    ففيم تسوم مثلي أن يولي .... ويجعل في يديك النفسَ قسرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري .... طعاما إن لحمي كان مرا
    فلما ظن أن الغش نصحي .... وخالفني كأني قلت هُجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلباه وعرا
    هززت له الحسام فخلت أني ...... سللت به لدى الظلماء فجرا
    وجدت له بجائشة أرته .... بأن كذِبتهُ ما منَتهُ غدرا
    وأطلقت المهند من يميني .... فقد له من الأضلاع عشرا
    فخر مجندلا بدم كأني .... هدمت به بناءً مُشْمَخرا
    وقلت له يعز علي أني .... قتلت مناسبي جلدا وفخرا
    ولكن رمت شيئاً لم يرمه .... سواك فلم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فرارا .... لعمر أبيك قد حاولت نُكرا
    فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمت حرا

    وكان هناك من ارسله عمه خلفه ليقص خبره وليتأكد من هلاكه ... فلما وصل الخبر الى عمه ندم على فعلته وحث السير بأثره حتى بلغه وقال له ... إني عرضتك طمعا في أمر قد ثنى الله عناني عنه فارجع لأزوجك ابنتي ... وفي طريق العودة وهو يفاخر بقتله الأسد قطع طريقهم فتى أمرد بكامل عدته مدججا في سلاحه وبوجه كالقمر .... وصرخ في بشر قائلا انت تفخر إذ قتلت بهيمة ... ثكلتك أمك ، انت في أمان إن سلمت لي عمك ... فقال بشر ومن أنت لا أم لك ... قال الفتى ... أنا اليوم الأسود والموت الأحمر ... فكر كلٌ منهما على الآخر ولم يتمكن منه بشر وقد استطاع الفتى ان ينال منه عشرين طعنة بالرمح وكلما كاد أن يمسه السنان يسحب الفتى الرمح ابقاءً على بشر ... ثم تصارعا بالسيوف فنال منه الفتى عشرين ضربة بعرض السيف وقد عجز عنه بشر وقال له .. يا فتى من انت بالله عليك ... فأجاب أنا ابنك وابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك ... فقال بشرٌ ...

    تلك العصا من هذه العصية ... هل تلد الحية إلا الحية
    ثم احتضن ابنه وحلف لا يركب حصان بعد ثم زوج ابنه لأبنة عمه ...

    صباح الجميلي / بتصرف

    قصّـةٌ رائعةٌ جدّاً، فعـلاً نالـت اعجابي وأخذت مني كلَّ مأخذ، يا الهي ما أروعكَ أُسـتاذي تحسِـنُ الاختيـارَ دائماً وتتحفنا بكلِّ ما هو جميـلٌ وممتع... إنّهُ لشـرفٌ عظيـمٌ لي ان أتواجدَ بيـنَ طيّاتِ صفحاتكَ المشـرقةِ باسـمك. لكَ تحياتي الكبيرة والدي الحبيـب والغالي.
    إبنتُـكَ المحبـة جدّاً، يُسْـــرى

    ابنتي الحبيبة يسرى ... شكرا جزيلا لمرورك العطر .. وألف شكر لكلماتك الرقيقة التي غمرتني سعادة وفرح ... وجعلتني أقف عاجزا عن الرد ... تقبلي كل الحب والإحترام
    بابا صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 9:47 am