رحلة الاسفار بين الشعراء والاشعار / الجزء الرابع

الفص الثالث
شعراء مغاربه ولكن !!







مدخل :ـــــ
في هذا الفصل الاخير من كتاب طريق الاسفار بين الشعراء والاشعار سنمضي قدما الى مجموعة من الشعراء المغاربة الذين تجولت برفقتهم في مدن شتى واطربوا مسامعي وجمهور الحضور بما جادت به قريحتم وابدعت اقلامهم من كلام عذب يطرب المسامع ويفرح النفس.
قبل الولوج إلى جوهر الموضوع أي أن نتحدث عن الشعراء المغاربة المعنيين في كتابي هذا لا بد من الحديث عن مدخل أساسي ذو صلة بالموضوع لطالما كنت غير مقتنع به حين يطرح ألا وهو شعراء مهمشون والذي طرحه الناقد والشاعر محمد خريف ومجموعة من الشعراء وهم محقون بذلك لاهمالهم اعلاميا وتلفازيا وسبب قناعتي بعدم مشروعية هذه التسمية هي لا بد لكل شاعر أن يثبت نفسه في الساحة الأدبية وفي ميدان الشعر من خلال إبداعه ومدى إتقانه حرفة الشعر لكي يأخذ استحقاقه بين جموع الشعراء المغاربة المعروفين هذا أولا وان يحقق قاعدة جماهيرية من خلال طرحه لقصائده هذا ثانيا.
في مناسبات كثيرة دعيت الى حضور جلسات شعرية تقيمها جمعيات مختلفة ومنضمات مجتمع مدني متعددة لمجاميع من الشعراء المغاربة رجالا ونساءا وكانت هذه الجلسات محط انظاري لاني وجدت فيها روحا ابداعية وقدرات لغوية بالغة غيرت مفاهيمي الاولى عن اللغة هنا في هذا البلد الكريم المحب للعراق، طاقات هائلة للشعراء الشباب الذي ساروا في هذا الطريق الصعب الوعر غايتهم ان يصلوا الى ابعد حدود الابداع والتألق وان يخطوا لنفسهم طريقا يوصلهم الى اوسع قاعدة جماهيرية ذواقة للشعر، وكان الكثير منهم وبعض النقاد ايضا يقولون نحن شعراء مهمشون وكنت اسمع وابتسم وحين قررت الكتابة عنهم ترددت كثيرا بجعل هذه الجملة ( شعراء مهمشون ) عنوانا للموضوع ولكن للضرورة احكام ومع ذلك اعتمدتها عنوانا ولكوني باحثا في ميدان الشعر ولي عدد كبير من المقالات وعلى اطلاع بحرفة الشعر كنت دائم التعليق عليهم بعد كل ابتسامة ناصحا لهم ومرشدا على ضرورة اعتماد بحور الشعر والتفعيلات وكنت اشيد بالجيد مما اسمع واشير بالظعيف الذي اسمع من اجل التقويم لا غير ولطالما اخبرتهم بعدم وجود شاعرا مهمشا ابدا فالشاعر المبدع يفرض نفسه في اوساط الشعر والشعراء ويحفر اسمه في ساحة الابداع من خلال ما يبدع وما ينتج من قصائد متقنة، وقد كنت اشعر بان هذه الجمعيات والنشاطات ينقصها دائما تواجد القنوات التلفازية المحلية ووسائل الاعلام الاخرى لكي تنقل لجمهور الناس نشاطات الشعراء كبارهم ومبتدئيهم وعلى الاعلام ان يوؤسس قاعدة للعمل بهذا الاتجاه من اجل تطوير قدرات الشعراء اولا وتوسيع رقعة جماهيريتم ثانيا.
وعلى العموم سنعرج على بعضهم بإيجاز مع قصيدة مختارة واحدة لكل واحد منهم وسيكون الحكم بينك عزيزي القارئ وبين قصائدهم ما ورد في الفصل الأول الذي يتعلق بنظم الشعر، ولنطلع الان على نماذج من هؤلاء الشعراء بايجاز مع نماذج من قصائدهم
أولا:ـــ شعراء مهمشون !
1 ــــ الشاعر محمد الناجح :
شاعر عرفته لاول مرة خلال حفل توقيع مجموعته الشعرية الاولى والمعنونة محاكمة عاشق، قرأت المجموعة وثبت الملاحظات وناقشته بكل جدية ولمست فيه شاعرا قباني التأثر سلك نفس الطريق بقصائده بل واقتبس بعض الشيء منه واثنيت على ابداعه فيما كتب من صور شعرية جميلة وموسيقى تطرب المسامع وتنبأت له مستقبلا زاهرا في هذا الميدان، كان حين يلقي القصيدة يعطي مخارج الحروف حقها ويعطي القصيدة معناها من خلال اقتران الصوت بالحركة وكأنه يوحي للسامع انك تشاهد قصائد مصورة ، فمن هو؟
محمد الناجح شاعر وزجال من مواليد مدينة البروج اقليم سطات، رئيس اللجنة الثقافية لجمعية الوئام لذوي الاحتياجات الخاصة، فاعل جمعوي واين مال لأربعة جمعيات، منسق عام لجمعية الامانة للمرأة المعنفة والطفل المهمل، عضو العديد من لجان التحكيم للمسابقات الشعرية.
حائز على الجائزتين الثانية والثالثة لمهرجان حسان الدورة الخامسة، حائز على المرتبة الاولى في المهرجان الدولي الاول للشعر والزجل في الدار البيضاء عام 2012، حاصل على العديد من الشواهد التقديرية.
صدر له مجموعتين شعريتين ( محاكمة عاشق، سأعود حبيبتي ) ولديه مجموعتين تحت الاصدار ( شهيد العشق، حقيقة حواء ).
بعد هذا الايجاز لابد ان نطلع على احد نصوصه المنشورة في مجموعته سأعود حبيبتي وهي بعنوان ( ذاك المساء ) بتاريخ 8 / 4 / 2011
كيف كان لون ذاك المساء ؟
حين استحيت الشمس ...
ومالت للإنحناء
زحف الدجى ..
أرخى ستائره السوداء
دخلت محرابك .. تعبدت
كنت من الاتقياء
كان العشق دافئا
كان السمر هادئا
حتى غادر القمر في كبد السماء
لا زلت أسمع همسك
لا زلت أشم عطرك
لا تقولي إن من زارني
يشبه طيفك
فلا شبيه لك في عالم النساء
كيف كان لون ذاك المساء ؟
كان يستحق ألف ذكر
كان يسري تحت جلدي الخدر
غاب العقل ... شل الفكر
تمنيت توقف الزمان
وان لا يفاجئنا الفجر
هذا هو النص الكامل للقصيدة او هكذا سميت في مجموعته انفة الذكر وقد رسم من خلالها بل وجسد اللقاء بابهى ما يكون فهل يستجيب له الزمن ويتوقف يقينا لا والف لا وتبقى هواجس الشاعر اي شاعر تبقى امنيات لا غير.
2 ــــ الشاعر جعفر الوراقي:
شاعر اخر عرفته من خلال حضوري الدائم لنشاطات الجمعيات المختلفة والتي تعنى بالشعر والشعراء وتتمازج اصواتهم في الفضاء حين يتلون قصائدهم فيتبارون فيما بينهم ويسمعون جمهور الحاضرين ما ابدعت اناملهم ، عرفته هناك دائم الابتسامة فمن هو؟
جعفر الوراقي شاعر وزجال من مواليد 1970 من مدينة سلا في الرباط، كاتب الاغاني العصرية والشعبية ولديه سبعون قطعة منها احدى وعشرون قطعة مصادق عليها من طرف لجنة الكلمات والالحان التابعة للشركة الوطنية للأذاعة والتلفزة، كما ولديه خمسة قصائد مغنات ثلاثة منها تلحين وغناء الفنان الشعبي زكريا بمدينة الفقيه بن صالح واثنان منها تلحين الملحن محمد ريضاي بمدينة الجديدة، شارك في عدة امسيات شعرية وفي مدن مختلفة الرباط، سلا، بوقنادل وغيرها، مشارك فعال في كل الامسيات الثقافية والفنية المحلية والجهوية ، بعد هذا الايجاز اليك عزيزي القارئ نص من قصائده بعنوان ( راجعين لبلادنا مهما يكون )
فرحي وسعدي يالميمة سيدنا اليوم كينادينا
نرجعو لبلادنا لكريمة وارض اجدودنا لعزيزة اعلينا
بلادنا من طنجة الكويرة ديما فاتحة احضانها وترحب بينا
ملينا الحصار وعيشت الخيمة يكقينا امحاين واعذاب قاسينا
ذقنا لمرار ولا اقلوب ارحيمة واليوم احلامنا تحققت لينا
ملكنا الغالي احبيب الامة ديما في بالو وفكر فينا
عالي القدر والشان والهمة تاج روسنا ونور عينينا
بفضلو تنورت اطريقنا في الظلمة وبامنو سلام فيها امشينا
راجعين انجمعو الشمل واللمة وليام الزينة بلحباب اتلاقينا
وننساو لحزن وهموم الغمة وهذي هي اغلى امنية اتمنينا
وفي تراب لبلاد نشمو طيب النسمة ونذوقو حلاوة الغلة اللي اجنينا
ونشاركو احبابنا فرحت لعياد كبير وصغير يبارك وهنينا
ونزور لقراب ونزور لبعاد ولحديث امعاهم في اعذابنا يبسينا
قصدناهم بلا اعةين ولا زاد استقبلونا بحرارة وشدو ايدينا
لبينا النداء وبلغنا المراد وقبلنا الارض فين اترابنا
بفضل ملكنا سيد لسياد الجرح اللي في قلوبنا منو ابرينا
ارجانا فيك يا خالق العباد تحفظو وتنجيه وتحميه وتحمينا
بهذه اللهجة المغربية المحببة للنفوس كتب نصه اعلاه معبرا عن مشاعر جياشة في النفس البشرية الساكة وعاء جسده ليرسم من خلالها تواصله مع الشعر الشعبي ويضع حدودا لقدراته ربما يتفوق عليها يوما ويكتب قصيدة اخرى تستحق الوقوف عندها مسخرا اوزان الشعر طوع يديه ليبدع من خلالها.
3 ـــ الشاعر قاسم لبريني:
شاعر شاب اختار طريق الشعر الصعب طريقا له وحاول امتطاء صهوته ليتمكن من التعبير عن ذاته فهل وفق بذلك وهل نجح في مسعاه ، فمن هو؟.
قاسم لبريني من مواليد مدينة سلا حاصل على البكلوريا في العلوم التجريبية وحاصل على الإجازة في الحقوق ــــ قانون خاص، وهو فاعل جمعوي لديه مشاركات كثيرة في سوح الشعر عبر المهرجانات التي اقيمت في العاصمة الرباط وحاصل على عدد كبير من شهادات التقدير، عرفته من خلال تواجدي وحضوري الدائم لنشاطات مختلف الجمعيات المعنية بالشعر وكان يسجل حضورا فاعلا بارزا من خلال قصائده التي كان يتغى بها.
شاب وسيم دائم الابتسامة حتى اصبحت علامته الفارقة حين تجالسه تشعر بأنك امام شاعر شاب وسيم غارق في الغزل كرس جل قصائده للمرأة وتشعر للوهلة الاولى انه يسير على خطى الشاعر الكبير نزار قباني وستجد في قصائده هذا النهج الرائع من الغزل الشفاف الراقي واحيانا يصل بك الى ذروة الوصف تجريحا، فهل ستشهد المملكة المغربية ولادة شاعر مغربي قباني او لنقل هل سيكون قاسم لبريني قباني المغرب في الوقت المعاصر؟.
كنت استمع اليه واثني على الجيد من الصور الشعرية والموسيقى المرافقة لهت واعلق على الضعيف منها وكان يجيد الاستماع ويجيد الرد ايضا وبالمقابل كان يأخذ ملاحظاتي على محمل الجد ويعمل بموجبها ليطور قدراته الشعرية وهذا الطرح المستمر جعله يلجأ الى بحور الشعر وقراءتها والنظم بموجب تفعيلاتها وهذا ما سنشهده في مجموعته الشعرية الثانية التي يعمل عليها الان، وعلى عكس مجموعته الاولى التي صدرت له والمعنونة رضاب ام خمرة والتي ضمت اكثر من ثلاثين مقطوعة ومن هذه المجموعة اخترت لك عزي القارئ قصيدته المعنونة خمرة وهذا نصها
صبي لي كأسا انتشي
رضابا من شفتيكِ
خمرة أحتسي
أسكر
أنسى نفسي .. إسمي
خفقات قلبي جند
امام حدودكِ
حين عسكر
ينتظر ..
إن عفوت عنه ضجر
وان اسرته
فرح تبسم شكر
اسقيني عشقا
في كأس لذة
من عينيكِ
اتذوقه ليلى فأسكر
لا أصحو وإن صحوت
زيديني كأسا تلو الكأس
ادمنكِ
فلا اجد منكِ مفر
بهذه المفردات البسيطة الرائعة المعنى اجاد رسم صوره وجعل موسيقاه تطرب مسامعنا وكأنه يزف لنا خبر ولادته كشتعر قباني شعرا لا قولا وعلى المتلقي ان يفهم حقيقة ما اراد ان يوصله لنا من خلال مجموعته.
4 ـــ الشاعرة مماس امزاوي:
شاعرة شابة اختارت أصعب الطرق مسلكا لها وسارت فيه بلا كلل أو ملل وارتضت بكل صعابه ومنغصاته وخاضت غمار الحروف والكلمات لتصيغها قصيدة تطرب بها المسامع وتشد إليها السامع، مماس امزاوي من تكون؟.
هي شابة مغربية كلها طاقة وحيوية وتنتقي كلماتها بدقة متناهية وتلقيها بعفويه، رئيسة جمعية الأمانة للمرأة المعنفة والطفل المهمل، فاعلة جمعوية ناشطة جدا في ميدان الإعداد لمهرجانات الشعر ومقدمة بارعة تمتلك صوتا رقيقة جميلا، دائمة الابتسامة وخفيفة الظل تفاجئك دائما بمزاحها اللطيف الرقيق أثناء تقديمها لفقرات الحفل الشعري وتضفي عليه نكهة رائعة، حاصلة على عدد كبير من الشهادات التقديرية ومنها شهادتين من منتدى القلم للثقافة والفنون، عملت مذيعة في الإذاعة اللبنانية ، وتعمل ألان مذيعة في الإذاعة الألمانية، تعرفت عليها في حفل توقيع المجموعة الشعرية محاكمة عاشق للشاعر محمد الناجح وكانت هذه بداية الانطلاقة معها في جميع نشاطاتها الشعرية وفي تلك الأمسية وكانت هي عريف الحفل ومقدمته البارعة شدتني إليها طريقتها في التقديم وزاد إعجابي بها بعد أن سمعت لها قصيدة ردت بها على مجموعة محاكمة عاشق فكانت بحق محامية بارعة دافعت عن المرأة بشكل مميز ونالت استحسان جميع الحاضرين.
لديها أكثر من ثلاثين مقطوعة جمعتها في مجموعة واحدة لم تنشر لحد ألان لكن بعض هذه القصائد قد سمعناها منها بصوتها الجميل وفي مناسبات متفرقة وكانت بحق فارسة الكلمة حيث رسمت صورها الجميلة بتتابع غير ممل وبوقع موسيقي جميل ، كان لي شرف الحضور في حفل تكريمها وتوديعها قبل مغادرتها إلى ألمانيا وذلك على قاعة مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات في الرباط بتاريخ يوم الأحد 27 / 1 / 2013 وفي الساعة الثالثة بعد الزوال والذي حضره عدد كبير من الشعراء والفنانين والموسيقيين ومسؤولي غرفة التجارة ورؤساء الجمعيات المعنية بالشعر والزجل، وفي هذا اليوم قلت فيها كلمة تشيد بدورها ومتابعتها لكل ميادين الشعر ومن بين ما قلته فيها ( انتقت كلماتها من الماس فصاغتها قلائد من الشعر تطرز بها صدر الشعر والشعراء .. مماس امزاوي لتتفضل باستلام شهادتها التقديرية ) حينها التهبت القاعة بالتصفيق لهذا الوصف.
ومن قصائدها أنفة الذكر اخترت لك عزيزي القارئ هذه المقطوعة وهي بعنوان ( بوح الصمت )
أستحضرك في بوح البحر
في صمت القبور
في وريقات الحناء
في رائحة البخور والعطور
بين ثنايا الدجى...في السحور
بين الخيام...بين القصور
كم أشتهى أن أرسم أثرا على جسدك
صفحة بيضاء...
خربشات وردية...
أتوسم بعض الجرأة
لاختراق القاعدة...
وتجعلني أنثى من جديد
أتحول حرفا...
لأضيع في أبجديتك
أرجو السعد بين أحضانك
أأمل ارتداء جلدك...
الاغتسال بعرقك...
كم أعشق ابتلاعك لكلامي
لأذوب بين شفتيك
وتسمع صمتي
هذه أنا...
نجمة بلا سماء
موجة بلا بحر
مجنونة أنا
لكنني أبقى أنا
لك أحيا ...
ولأجلك أموت...
بهذه الحروف والكلمات رسمت لنا الشاعرة مماس امزاوي رسمت لنا صورة مختزنة في ذاكرت عشقها وبوحها وتغنت بها علنا لتعلن إن حبها ليس له حدود وان عشقها تعرف لمن به تجود وخطت كلماتها الماسية على الورق لتصبح بهذه الروعة وثيقة تجادل بها من تشاء وقتما تشاء فهل عرف الحب فعلا طريقه لقلبها؟ سألتها هذا السؤال وأجابت لن يحن الوقت بعد فلم أجد سعيد الحظ قالتها مبتسمة .
انتهيت ألان من شعراء مهمشون وكان لنا رأيا في هذه التسمية ومن يتفحص جيدا مواضيع هذا الكتاب سيجد الرد لكل تساؤلاته بخصوص هذه التسمية.






ثانيا:ـــ مواهب في طريق الشعر
بالتأكيد هناك طاقات واعدة شابة في ميدان الشعر في جميع الأقطار العربية تسعى لنظم الشعر ورسم طريقها فيه وهي بحاجة إلى من يأخذ بأيديها معلما وناصحا وموجها كي تسلك هذا الطريق الشائك الوعر ولكي تضع أقدامها في بدايته بشكل سليم، حيث لا تكفي الموهبة وحدها من صقل شخصية الشاعر أو الشاعرة من المواهب ما لم يكون لها سند تتكئ عليه يوجهها ويشرف على كتاباتها والاهم من ذلك على المواهب أن تكون على اطلاع بعلم العروض ومعرفة أوزان الشعر وتفعيلاته وكيفية تقطيعه كي يكون ما كتبته الموهبة شعرا إذن عليهم جميعا شبابا وصبايا القراءة المستمرة والتدريب المستمر على كيفية نظم الشعر واستيعاب مفرداته من خلال علم العروض وكذلك يجب على المواهب أن تقرأ لكبار الشعراء العرب قديمهم وحديثهم وخاصة من الشعر الجاهلي لكي توسع من مداركها وتستنبط منهم مفردات لغتنا الجميلة الرصينة، هذا مدخل أردته للموضوع الأخير من هذا الفصل لتعميم الفائدة للجميع.
دعتني السيدة مماس امزاوي الشاعرة المقتدرة ورئيسة جمعية الأمانة للمرأة المعنفة والطفل المهمل للمشاركة في المسابقة الشعرية للثانويات وعلى مدار أربعة اقصائيات رئيسا للجنة التحكيم فيها وعضوية الناقد محمد خريف والشاعر محمد الناجح والشاعر العراقي وليد عبيد حيث شملت ثانوية احمد شوقي بتاريخ 9 / 3 / 2012 وثانوية ولادة بتاريخ 16 / 3 / 2012 وثانوية العلامة محمد الصبيحي بتاريخ 23 / 3 / 2012 والجولة الأخيرة للتصفيات في نادي شباب لفروكي بتاريخ 30 / 3 / 2012 وجميعها بالعاصمة الرباط ونواحيها في هذه الثانويات وجدت مواهب كثيرة جدا تكتب بالفصحى وباللهجة المحلية وتنظم الزجل طاقات كبيرة لدى الشباب والصبايا تنبأ بمستقبل واعد للكثير منهم إذا ما نهجوا الطريق الصحيح في نظم الشعر استطاعوا أن يرسموا صورا شعرية رائعة جدا وان يجدوا لها موسيقى ووقع لطيف على المسامع وعبروا بشكل متقن وبنسب متفاوتة عن مضمون ما كتبوا من خلال حسن ألقائهم.
ولكثرة المشاركين والمشاركات حيث بلغ أكثر من عشرين مشارك من كل ثانوية سأذكر بعضا منهم على سبيل المثال لا الحصر وهم مريم حفظاوي، خديجة الروام، محمد العبدلاوي، عبدالقادر الدغالي، شيماء الإدريسي، رجاء الشافعي، شيماء النخلي، نادية كترون، محمد درغل، محمد الصالحي، عماد النخلي، ايوب شرودي واخرين غيرهم كثيرين.
تم أجراء التصفيات لكل ثانوية على حده وترشيح الخمسة الأوائل منهم لغرض المشاركة في الاقصائية الأخيرة، وكنت وأعضاء اللجة نبدي توجيهاتنا للمواهب شبابا وصبايا وغايتنا الأخذ بأيدهم نحو الطريق الصحيح لنظم الشعر، وفي الاقصائية الأخيرة التي أقيمت على قاعة نادي شباب لفروكي في حي كريمة بالرباط تجمع المرشحون للمشاركة بصحبة أساتذتهم في الثانويات داعمين لهم ومشجعين لقدراتهم كما وشارك عدد كبير من الحضور من كلا الجنسين كما وأقيم بوفيه من الحلويات والمرطبات والشاي المغربي الاتاي وكان جهد السيدة الشاعرة مماس امزاوي كبيرا ورائعا من حيث التنظيم والأعداد وكونها عريف الحفل لجميع الاقصائيات، وما أن بدأت المواهب تغرد بما جادت به أقلامهم وذاكرتهم كنا نستمع إليهم وما أن ينتهوا نعطي ملاحظاتنا ومن ثم نعطي الدرجة التقديرية للموهبة كل عضو على حدة وما أن انتهى الجميع تم عقد جلسة التداول بين أعضاء اللجنة وجمع الدرجات ومن ثم اختيار الخمسة الأوائل الفائزين بالمسابقة من المواهب التي غرد صوتها في فضاءات الشعر حيث كرمتهم بشهادات تقديرية كوني مدير عام منتدى القلم للثقافة والفنون وكذلك منح الفائزة الأولى بالمسابقة هدية عينية تقديرا لإبداعها وهي الصبية مريم حفظاوي

1 ـــ الموهوبه مريم حفظاوي:
ابنة العشرين عاما حيث غردت بشكل مميز بكلماتها العذبة الجميلة واستحقت التكريم بجدارة لا يختلف عليها اثنين من الحضور وهنا أصبح لزاما عليّ أن نقدم لك عزيزي القارئ الكريم نصا واحدا من كتاباتها التي أطربتنا كثيرا وبعنوان ( بصمة العرب )
كم من عهود ضاعت
كم من ضمير حي هي الحياة أماتت
كم من أنشودة هي العرب أنشدت
كم هي الذئاب عن الأنياب كشرت
لتنهش ضمائر العرب فتاهت
لتقتل حب النصر ولكن الإرادة بالعزم فاضت
لتمزق أحلام السلام فصدت
لينهض الضمير العربي
معلنا صدق الفعل والأوهام راحت
وقيود الصمت والكلام ضاعت
دول العرب بالثورة هنئت وأهانت
وصرخت للحق وكحمامة في السماء طارت
نحن امة العرب لا نعرف في النصر الهفوات
نواجه الكدمات وبالمرصاد إنّا للصدمات
بدرع الفولاذ وبكلمات الحق نحن للعدو حتى الممات
نحن شعب نحمل الأمل رايات
نحن بنيان لا تهدمه رياح الثورات
ننشد أنشودة العزم ونعمل فبل الفوات
إنّا منبع العلم والعلماء والعالمات
نودع الآلام لتأتي المسرات
تحلق في سماء حريتنا عرائس الوسامات
وتغرد الطيور لترقص كل الكائنات
على شواطئ الحروب تترك جروح العدو دامية عراة
تجملنا بالشهامة ونعتنا بأحسن الصفات
نحن المغاربة في الحروب لنا بصمات
في التاريخ والعراقة لنا حكايات
جذبتنا الحرية فلم نعرف يوما للاستغلال مرضات
على الصحراء بكت عيون الباكيات
لتبلل حب النصر في قلوب الصامتات
ودقت بكف الحزن على مسيرة الجماعات
مسيرة السلم والسلام وأحسن كتب الديانات
قرآن عربي انزل لأحسن المخلوقات
نحن زرعنا الحرب والحقد في ارض موات
وجنينا النصر والحب من أحسن المزروعات
جنينا التآزر والتكافل والرحمة والمودات
وكذلك نودع الآلام لتأتي المسرات
وتغرد الطيور لترقص كل الكائنات
ولأرقص أنا وأنتَ وأنتِ ونحيي ذكرى ما فات
ورغم تحفظنا على بعض الأخطاء الواردة بالنص إلا أننا كلجنة وجدنا فيها ما يؤهلها للفوز على أقرانها من المشاركين وكذلك تجاوزنا موضوع تقنيات الشعر وتفعيلاته بالنسبة لجميع المشاركين لاتهم جميعا من المواهب وقد منحناهم فرصة التعرف على مواجهة الجمهور وكذلك منحناهم تعريفا عن نظم الشعر وكيفية العمل بموجبه ليكونوا شعراء بحق.
2 ـــ الموهوبه رجاء الشافعي:
لم تتجاوز ربيعها العشرين ربما بقليل من السنين صبية خلوقة ذات صوت عذب، اختارت طريق الشعر وسارت به مترددة لانه طريق صعب ووعر ولا يمكن سلوكه بسهولة ومع ذلك اختارت السير فيه وكتبت وابدعت وشجعناها على ذلك، سارت به بعد ان قررت تجاوز ترددها بأن تتخذ قرارا صائبا حكيما هو الاعتماد على قدراتها وقراءاتها واستنباط تجارب الشعراء الاخرين ومن ثم لملمت قدراتها وشاركت في الاقصائيات لتنال فرصتها من حسن الالقاء واسماع الاخرين لما تكتب.
ونحن لجنة التحكيم سمعناها بأنصات وشخصنا مواطن الخطأ عندها وصوبنا لها الاخطاء وشددنا على يدها ورفعنا من معنوياتها وطلبنا منها ومن المشاركين شبابا وصبايا ان يقرئوا علم العروض ويطلعوا على بحور الشعر كما وعليهم ان يكثروا من قراءة الشعر العربي القديم والحديث ليكتسبوا خبرة ودراية بالشعر واسراره ولا اطيل عليكم قرائي الافاضل وسأترككم مع احد نصوصها وبعنوان ( عشاق )
بعدما أنسناه قريبا مني
يستأذنني الأن الرحيلا
تركني معلقة بسلاسل تحملني
على نار الحزن تكويني
انصب عليها عبرات من المقلتان تدميني
لا تسل عن حال العاشق
فحاله كالحطام الحارق
يصعد جبلا من الوجع شاهق
يسقط فتسمع صرخته كأنين العمالق
تتأسف الأن لقلبي يا سارق
اني لقلبك لا أستطيع أن أفارق
ففيك الحب و الجمال و هدية الخالق
قلبك ينبض بالحب تسمع نبضاته كالطارق
عذرا..فلا انا و لا أنت نقوى الفراق
فنحن نمضي سويا بطريق العشاق
بقلبي مفاتبح سرها الأشواق
فامنحني النجاة بالاطواق
فأنا أدرك أنك لعيناي مشتاق
دعنا نمشي سويا حتى اللقاء
أسافر في عينيك أرسم فيهما رواق
الحب فطرة لا يباع في الأسواق
من بين العواطف فالحب سباق
وعدتك بالوفاء و شهد على ذلك ربي بميثاق
رغم تحفضنا على بعض المفردات والجمل والاخطاء الا اننا وجدنا عندها القدرة على السير في طريق الشعر بمساعدة الاخرين لها من ذوي الاختصاص وبالاعتماد على قدراتها وتطوير امكانياتها كي ينمو هذا البرعم الغض الطري نموا صحيحا في سوح الشعر.
لايكفي لاي شخص ان يمتلك القدرة على التعبير ورسم الصور الشعرية وادراج الموسيقى اللفظية اثناء القائه للنص ان يكون شاعرا ما لم يعتمد الطريق الصحيح لهذه الحرفة اقصد نظم الشعر بموجب الاوزان والتفعيلات فهي اساس متين نحو سلوك هذا الدرب.
3 ـــ الموهوبة فاطمة الزهراء صنهاجي
مع موهوبة اخرى اختطت لنفسها طريقا وقررت السير فيه رغم وعورته وصعوبته ألا وهو طريق الشعر، كانت تعتقد ان ترتيب الكلمات بشكل معين او تسطير السطور بشكل جميل يعد شعرا وهي محقة بذلك لأنها لم تعي حقيقة واحدة هي ان للشعر بحورا وأوزان وتفعيلات، لم يأخذ بيدها من يدربها ويشرح لها هذا فاعتقدت ان كل ما تكتبه شعرا وليس هي فقط وإنما كل الشباب والصبايا ممن هم من جيلها اي جيل الشباب الذين لن تتجاوز اعمارهم العشرين عاما إلا بقليل، بدأت بنشر مقطوعاتها وباللغة الفرنسية فهي لم تكتب بالعربية ابدا وكأن لغتها الام العربية هي لغة ثانية فلا عجب وذلك بسبب الاحتلال الفرنسي للمملكة الذي ارسى دعائم الفرنسية فيها ليمحي لغتهم العربية، عرفتها صدفة عبر مكالمة هاتفية في دائرة عملي وأخذنا الحديث شخصيات اعلامية وصحفية كنها ناشطة في هذا المجال وحدثتني عن الشعر وقدراتها الكتابية وحين اسمعتني ما كتبت بالفرنسية امتعضت وطالبتها بالكتابة بالعربية التي ابدت هي الاخرى عدم رغبتها بالكتابة العربية لخوفها من الولوج فيها ولعدم قدرتها على استيعاب مفرداتها لكني الححت عليها وشجعتها وهيئت لها الجو النفسي للكتابة وبعد ايام من الحديث عبر الهاتف اصبح اللقاء واجبا بيننا للنقاش وجها لوجه فشدت الرحال من فاس الى الرباط وكان اللقاء بيننا مثمرا جدا هذه الموهوبة هي فاطمة الزهراء صنهاجي فمن تكون؟.
فاطمة الزهراء زلوغة صنهاجي من مواليد مدينة فاس بتاريخ 23/04/1992 خريجة شعبة علوم الإعلام و التواصل بكلية الأدب سايس، فاعلة جمعوية بجمعية شمس فاس وبجمعية صوت وصورة، حاصلة على عدة شواهد تقديرية في مجلات متعددة في الشعر والمسرح والتعبير الجسدي وفن التواصل وفي التنشيط الثقافي.
شاركت في المجال الصحفي المكتوب و السمعي و البصري و شاركت في مهرجانات مختلفة منها:ـــ
المهرجان الوطني لموسيقى الشباب سنة 2011
مهرجان الشعر بتنظيم من المركز الثقافي الفرنسي سنة 2013
مهرجان فاس المتوسطي للكتاب سنة 2013
التقينا مرارا وشرحت لها مفاهيم الشعر وأعطيتها ملزمة بعنوان كيف ينظم الشعر لتطلع عليها وتعينها في مجال الكتابة ونظم الشعر وطالبتها بقوة بضرورة الكتابة بالعربية وبلا خوف وأبلغتها ان تسمعني ما تكتب كي اصحح لها واثني على جهدها تشجيعا لها وفعلا وبعد محاولات عديدة رضخت للأمر الواقع وكتبت بالعربية واتصلت بي هاتفيا فرحة تسمعني ما كتبت اعجبت بالصورة الشعرية الموجودة في كتابتها وصححت لها بعض المفردات ثم توالت كتاباتها وكأنها بركان مشاعر قد انفجر ليخط كلماته باللغة الام لغة ألضاد بعد ذلك طالبتها التسجيل بمنتدى القلم للثقافة والفنون وفتحنا لها ملتقى تنشر فيه مما تكتب وكان مشرفا عليها الشاعر العراقي الكبير الدكتور صباح الجميلي وبين رحلة الكتابة ورحلة النشر وقراءت هوامش المعلقين كان التشجيع قائما والخوف في داخلها من العربية زائلا فسارت في طريق الابداع تكتب بلا تردد بالعربية والفرنسية.
بعد هذه الرحلة المضنية التي استمرت عاما كاملا معها مشجعا ومصححا وداعما كان لا بد لي ان اعطيها حافزا اخر كي تبدع فأبلغتها باني سأعيد ترتيب قصائدها على شكل كتاب يتضمن قصائدها ليكون المجموعة الاولى التي تصدر لها بعد اخذ الموافقات الرسمية بذلك وأبلغتها بان تصميم الغلاف ستكون نفقاته على حسابي، طارت فرحا وكأنها لا تصدق ما تسمع ايعقل هذا وهل سيصدر كتابا باسمي، واصلت كتاباتها بهمة عالية جدا وزودتني بكل كتاباتها بالعربية والفرنسية وتم تنضيدها على شكل كتاب بانتظار باقي القصائد واليك عزيزي القار نماذج من كتاباتها ربما تروق لك .
ــــ رحلة1
تائهة أنا
أبحث عن دياري
سلكت طريق الصحراء
فوجدت نفسي فوق الرمال
أتلفت من حولي
لأنبهر بقدرة الرب
أدهشني هذا المزيج
بين الرياح و الرمال
أدهشني هذا الصمت
العميق
الواصل حتى البحار
أما الطيور
بالأشكال والألوان
تحلق في السماء
تزقزق
تغني كالأطفال الصغار
عينيا تنظر إلى الجمال
الأول من أمام
والثاني من وراء
آه
عن لحظة الانصراف

ـــ ألعاصمة؟ 2
سأترك المدينة التي ألهمتني
أسوارها
بحارها
خضارها
ستبقى راسخة على الدوام
في ذاكرتي
و في قلبي
ـــ تجربة3
بدلتني الأيام
و جعلتني أعرف قيمة الإنسان
دفعت بي للبحث
عن اللؤلؤ و المرجان
في زمن تاهت فيه
قيم الإنسان
هكذا خطت بقلمها لتوصف لنا مشاعرها واحاسيسها او لتعبر لنا عن صورة راسخة في ذاكرتها حولتها كلمات جميلة عبر تسطيرها على الورق مدركة انها نظمت الشعر وبعد التوجيه والنصح ايقنت بأنها بحاجة الى دليل يقودها الى الاتجاه الصحيح ليكون كل ما تكتبه شعرا وهذا الدليل هو خبرة الشعراء الكبار كي تنهل منهم ما يعينها على سلك هذا السبيل اي الاستمرار في طريق الشعر.






الخاتمة :
وصلنا عزيزي القارئ إلى المحطة الأخيرة من رحلة الأسفار بين الشعراء والأشعار ألا وهي خاتمة الكتاب المتواضع الذي بين يديك حيث تطرقت في فصله الأول المعنون مفاهيم تخص الشعر إلى بحور الشعر ومقالتين عن كيفية نظمه بموجب الأوزان والتفعيلات والغاية من هذا الفصل هو لنميز كل ما يكتب هل هو شعرا أم خاطرة ولنزيل الالتباس بينهما عند النشئ الجديد.
واستعرضت في الفصل الثاني المعنون نماذج مختارة من الشعر والشعراء تطرقت إلى نبذة مختصرة لحياة شاعرين من مشرق الوطن العربي شاعرة عراقية هي نازك الملائكة وشاعر عراقي هو كريم العراقي، وشاعر مصري هو هشام الجخ مع نماذج من قصائدهم والغاية من هذا الفصل هو التعريف بالشعراء وأسلوب كتاباتهم وطريقة نظمهم للشعر بموجب الأوزان والتفعيلات لتكون فيصلا وحكما للشعراء الذين سيرد ذكرهم في الفصل الثالث من الكتاب إذا ما أرادوا المقارنة ولتكون لك عزيزي القارئ رؤيا واضحة تميز من خلالها الشعر والخاطرة.
وفي الفصل الثالث المعنون شعراء مغاربة ولكن !! تطرقت إلى موضوعين أساسين الأول بعنوان شعراء مهمشون ذكرت به ثلاثة شعراء وشاعرة واحدة كلهم من المملكة المغربية وتحدثت بإيجاز عن حياتهم ومجاميعهم الشعرية مع قصيدة مرفقة لكل واحد منهم، أما في الموضوع الثاني من هذا الفصل والمعنون مواهب في طريق الشعر استعرضت فيه نشاطات إحدى الجمعيات المعنية التي نظمت أربعة اقصائيات لطلبة الثانويات في حي كريمة بالرباط حيث اطلعت على عدد كبير من المواهب وطريقة كتابتهم بالفصحى وكذلك الزجل باللهجة المغربية وطريقة اختيارنا للفائزين في كل اقصائية ومن ثم الحفل الأخير لمجموعة الفائزين في الاقصائيات الثلاثة الماضية وفي هذا الحفل تم اختيار الفائزين الخمسة الأوائل وكان في قمة هرم الفوز الموهوبة مريم حفظاوي الفائزة الأولى حيث تحدثت عنها مع قصيدة واحدة مرفقة، كما وتحدثت عن موهوبة اخرى هي رجاء الشافعي ومن المساهمات في هذه الاقصائيات ايضا.
كذلك تطرقت الى موهبة اخرى تنشر في منتدى القلم للثقافة والفنون هي فاطمة الزهراء صنهاجي من المملكة المغربية ايضا، هذه المواهب التي تستحق الرعاية والأخذ بيدها بشكل صحيح لكي ينظموا الشعر حسب الأوزان والتفعيلات وهذه مهمة كبيرة على الشعراء المغاربة أن يتبنوها ويعطوا دروسا للمواهب عبر وسائل متعددة منها الإعلام المرئي أو المقروء وغير ذلك.
إن هذا الكتاب المتواضع الذي بين يديك عزيزي القارئ هو شهادة واقعية لما رأيته في رحلة الأسفار هذه والذي أردته أن يكون مساهمة بسيطة في نشر مفاهيم الشعر وتوضيح الصورة لدى المواهب وكذلك كانت غايتي إشهار بعض الأسماء التي وردت في الكتاب لنرفع عنهم تسمية مهمشون وبالتالي سيحضون بفرصة التعريف من خلاله وعلى العموم فأن كتابي هذا هو رد للجميل لكل الشعب المغربي الذي وجدت فيه حبا للعراق وللعراقيين والذي نبادلهم نفس الحب أيضا وتجسيدا لهذا الحب كتبت هذه الخاطرة المعنونة يا مملكتي مهداة لهذا الشعب الطيب الأصيل وهذا نصها
يا مملكتي
حييت يا مملكتي بحركِ والروابيا
ومدنكِ الشماء واهلكِ والدراريا
وطيبة ناسكِ وسماحة الخلق العواليا
في الرباطِ ربطنا أحزمة إقامتنا باقيا
فطاب السكن وكانوا لنا أهليا
والدار البيضاء حين مررنا بها مشيا
كصفحة الثلج لن نجد فيها مزريا
وطنجة قد أحببناها مدينة الغواليا
ابن بطوطة طرز صدرها علما متواليا
وفاس تذكرنا بمجد تاريخي يعربيا
طاب تجوالنا بين زنقاتها والواديا
ومكناس العرب ما لنا غير عشقا غاليا
لهوائها وسمائها والنجم عاليا
ومراكش إن لم اذكرها في ترانيميا
كأني لم أزر المغرب نهائيا
أغادير لؤلؤة الأرض جئتكِ ماشيا
لعلني في هواكِ أجد دوائيا
وجدة يا من تغفوا فوق ارض باديا
لم ينل منها معتديا أو باغيا
تطوان اشتقنا إليكِ شوقا مشرقيا
تمازجت فيكِ حضاراتنا أزليا
عذرا يا مغربنا أن لم نذكر مدنك كليا
حسبنا نحبك وعشقنا لك غير غاديا
لا انفصاما له ما حيينا والجيل باقيا
ومسك الختام عزيزي القارئ الكريم استودعك الله وأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. والله ولي التوفيق، انتهى الكتاب بعونه تعالى.
الرباط / 2013

لك كل التقدير والاحترام وليد ... لم يعد يليق بشعراءنا لقب المهمشين بعد ما أبرزته من اهتمام وتقدير لابداعاتهم ... سلمت أناملك ودمت في حفظ الرحمان.