يَــا كُلَّ كُلِّـــي
شَمسٌ مُعتمةُ الاصْفِرَار
نَبْضٌ غَرِيبٌ
و وَجعٌ يَأْبَى الِانْصِهَار
رُسلُ يَوْمٍ كَئِيب !
يَومٌ بِوهَجِ التِّكْرَار
و رِيحٌ بَاردةُ النَّحِيب
تَنْحتُ تَجَاعيدَ النَّهَار.
هَاتِهِ السَّمَاءُ لَيْسَتْ لِي
و ذَاكَ البَدْرُ السَّقِيمُ
يُشْبِهُنِي...
كَمْ أنَا غَرِيب !
حِينَ أَكُونُ أنَا
حِينَ أبْحَثُ عَنِّي
بَيْنَ كُلِّي و جُزْئِي
فَلا أَجِدُنِي ...
لآنَّ الوَطَنَ أنْتِ.
فَبِرَبِّ السَّمَاء
كَيْفَ أَكُونُ أنَا
إِنْ غَابَ الوَطَن ؟
فَبِرَبِّ السَّمَاء
كَيْفَ أكُونُ و أنَا فَطِيم
جَالِسٌ خَلْفَ الزُّجَاج
أَنْتَظِرُ و أَنْظُرُ
إلَى صُورَتِي المَعْكُوسَة.
المَاَّرُة الْهَارِبُونَ
يُذَكِّرُونَنِي بِغُرْبَتِي
و الجَرِيدةُ الصَّفرَاءُ
تَشْهَدُ عَلى حَنِينِي
إِليكِ يَا أنْتِ.
و لَكَمْ أخْشَى...
أَنْ يَأفُلَ يَومِي
و تَاريخُ الجَريدَةِ لَمْ يَتَجَدَّدْ...
أَنْ أَبِيتَ بَيْنَ أحْضَانِ
مَدِينةٍ فَارِغَةِ الْأحْشَاء
و مَرَّةً أُخْرَى
أُدَوِّنُ عَمُودِيَ اليَوْمِيَ
عَلَى هَامِشِ جَرِيدةٍ لا تَتَحَمَّلُنِي:
أُ
حِ
بُّ
كِ
و فِي آخِرِ النَّهَار
أحْتَسِي مَا تَبَقَّى مِنْ قَلَقِي،
أرْكَبُ صَهْوَةَ الْقَصِيد
و أبِيتُ عُنوةً فِي حِضْنِ
الْوَطَن ...