إلى أين..
تقودنا عَجلةُ المَجهول،
وطريقُ الحقِّ موصَدَة.
في أعين زمن ثائر
تَشع قساوة القدر.
وربيع طفولة قاسية
إغتصبها ماكر رجيم.
عن مآقي العصافير،
آختفت غفوة ليل صماءَ
لم تعد تذكر ألعاب العيد،
وصهيلُ أحصنة خشبية.
تلك الطفلة ،
على قارعة الطريق
تذكرت دميتها النائمة ،
قالت:
أبتاه:
إلى أين تجرنا خطى النهار
بأقدامَ مثقلة،
وخيام أحلامنا
ممزقة تحت السماوات،
على بسمة وداع أبدي،
تسكب دمع الفراق ،
وديارَالحنين،
حيث تركْتَ رعد السماء،
وميضا يلهو على القلاع والأسوار،
مفتونا بسبي براءة أفراحنا،
يعبث بجحيم الملذات.
هاهو منتصف النهار،
عاجلا.
يسبقنا إلى مخيم جباله جرداء،
و أنتَ بيدك الحريصة،
تحمل جسدي الفتي،
تائها بين ملامح أخوة ،
يحجبها الآلام،
مسافرةٌ بين تأوهاتٍ،
رَدَمتها ِرمال الدمار.
فلابيت يأوي زهرات ربيع
إنْ توارت بتخوم العتمة الموحشة.
فإلى أين؟؟.
تحملنا أقدار نزوحٍ قسري،
ومأوى الليل مخيفٌ،
يتموج سرابهُ في عُمق غائر.
ومتى؟؟؟.
يحتوينا تراب أرضك ياوطنا،
ليس لنا ملجأٌ سواه.
وأنا لا أرتضي الموت،
بأحضان طفولتي المنسية،
فوق تراب رماده أحمر.