تَعالَ
أيُّها السَّادِرُ عَن مُخَيلةِ الشُّرود
حينَ كتبت آسمكَ بِنقاطِ الإستفهام،
كَوريقاتٍ تطايرتْ حروف أَبْجَدِيتي
تاهت عنيّ مُجثتةً بِحفيفِ ربيعٍ ناعِب
وأنتَ الضَّميرُ المُسْتَتِرُ في شَذراتِ الْوِجْدان
تَرتمي في أحضانِ آنتعاش مُلتَهِبٍ بِجمْر الْحَنين
رَغَباتُ وَلعٍ تُداعِبُ بَراعِمَ الخافقِ قَبلَ النُّتوء
وَعلى أَوْتارِ جَسَدٍ مُتصابٍ تَعزفُ لَحْنَ الإبتهال
بآهاتٍ تُخْرسُ أَوْرِدَةَ لَيلٍ شاحِب ،
تُحَمْلِقُ في سَماء عِشقٍ يُراقِصُ صَدى الأُغنياتِ
شُعاعُ شَمسٍ سامِقٌ وِجْدانُها يَمْتَزِجُ بِرَذاذِ الهُيام
يَشْهقُ بلذاتٍ شِفاهُها فاغِرات.
وأنتَ،أيها العاشِقُ المُسْتَتِرُ بِقناعِ الْكِبرياء
تَرصُد نَبضَ هَمْسٍ دَبِقَ بِهالاتِ الضّلوع
وعَلى أطْيافِ الشِّفاه، تَرسُم نَسائِم الوَلهِ
سونيتاتٍ تَرفُلُ بِسحْرِ النَّغَمات.
أنتَ:
أيُّها النَّجمُ المتلألئُ بِروْنقِ الأحاسيس،
إيماءةُ أشواقٍ ثَمِلتْ بِنوركَ الْبَهيج،
وعِشقٌ سِحْريٌّ يَفْصِلُ القَلبَ عنِ الْجَسَد
يَربطُ وِصالَ الرّوحِ بِسلاسِلَ مِن تَأوُّهات.
مِثلَ يَمامةٍ تَحْملُ بِجناحَيْها غُصنَ سَلام،
دَعْني أنْتشي بِرُضابِ حَياةٍ بِلا آنتهاء
وَأهْطلُ بآرتعاشاتِ عاطفةٍ زَبدُها أَبدي
ها أنا بآسمكَ أنير مَصابيحَ سَمائِيَ الشَّبِقة
وأجنحة حُروفي تَتطايَرُ صائِتةً لِفرحٍ يُزهِرُ في خفاء
تًنْحَني لِثَرثرةِ جسَدٍ حالِمٍ بِفِتْنةِ المُتَيَّمين
تَعالَ:
تَعالَ أيُّها الغائِبُ الحاضِرُ في بقايا العُمْر
لِنُلْجِمَ فَرسَ العِشْقِ بِمَراسيمِ الذِّكْريات
تَعالَ.... وَفي آمادِ الهَجْرِ البَغيضِ
لا.... تتعالى.