القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


2 مشترك

    قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات

    فريزة سلمان
    فريزة سلمان
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1189
    نقاط : 19300
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 23/01/2016
    الموقع : القلم الفضي/ القلم الذهبي 2 / وسام الابداع / وسام التميز

    قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات Empty قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات

    مُساهمة من طرف فريزة سلمان الأحد يونيو 28, 2020 4:43 pm

    [ri
    قصيدة تحت المجهر

    نص الاشتغال :صياد الفراشات

    لا لوم عندي لصياد الفراشات
    فالصيد حباً لقصدٍ أو لغايات

    والسوء في غايةٍ أودتْ إلى وجعٍ
    سَبتْ عقولاً ،وجرحاً في الحشاشات

    فالحب يسمو ،ولا حمّال سفسطةٍ
    قد يحتمي تحت أفياءٍ مدلاة

    إلا يُصابَ بسهمٍ كان مرتجعاً
    يُرديه قتلاً بأهداب الجميلات

    فالليل يمضي على أنّات حرقته
    يرجو لساعاته الثكلى صباحات

    يأتي الصباح وثوب الليل يلبسه
    ينعي الأماني صريعَ اللا مبالاة

    فيشربُ الصبرَ مرّاً في تجرّعه
    حين ارتجى الحبَّ جبراً لانكسارات

    رفقاً أنيس الجوى اشعر بلوعته
    شكوى المحبين قد أضنى المساءات

    فمن يكن في الهوى للجرح بلسمه
    منجاة قلبٍ شكا حرّ الصبابات

    لله درُّ الفتى فيه سما خلقاً
    عقلاً رزيناًوطيباً في السجيات

    فالحب نفح نقاءٍ في نفوسكمُ
    لاتقحموها سُدىً سوق التجارات

    لاتدخلوها بأيديكم مساومةً
    بين النخاسة أو نوراً لمشكاة

    بقلمي فريزة محمد سلمان/ سورية

    * عنوان القصيدة :
    يطالعنا عنوان القصيدة ( صياد الفراشات ) وهو منذ الوهلة الأولى عنوان ناعم ومثير وقوي وجسور وملفت للنظر ويجذب الانتباه ويشدنا إليه شدا ، ويطرح علينا بعض الأسئلة من تلقاء نفسه فالصياد شجاع ومقتنص ،والفراشات مسالمة وموادعة ، وتتجلى هذه الأسئلة في : من صائد الفراشات ؟ ولماذا الفراشات دون غيرها بالذات ؟ ألا يكون صائدا للعصافير أو الحمام واليمام أو حتى صائدا للسمك ؟ ولماذا جعل العنوان صيادا بصيغة المبالغة التي فيها الكثرة والقصد والمبالغة والاستمرارية والمداومة ولماذا لم تكن صائدا باستخدام صيغة اسم الفاعل التى تعني القلة في الاستخدام ؟ فالصياد أكثر حنكة ودراية من الصائد وصيغة المبالغة على وزن ( فعال) أقوى من اسم الفاعل على وزن ( فاعل ) فالكذاب أقوى من الكاذب لأن الكاذب ربما يكذب مرة لكن الكذاب استمرأ الكذب والصائد ربما اصطاد مرة ؛ لكن الصياد اعتاد على الصيد مرات كثيرة ( فصيغة المبالغة عبارة عن ذات وقع منها الفعل بتكرار و باستمرار ) ، وحق لنا أن نتساءل من الذات التى وقع منها فعل الصيد ؟ وحينما تتواتر هذه الأسئلة على أذاهاننا نجد أنفسنا لابد أن نقرأ ونتوغل في أبيات القصيدة حتى تجيب لنا القصيدة عما طرحناه من أسئلة.. إذن العنوان قام بواجبه وقام بمهامه خير قيام شدنا ولفت نظرنا وجذب انتباهنا وطرح علينا عديدا من الأسئلة وجعلنا نستغرق في قراءة القصيدة بنهم وشغف حتى نجيب على مثل هذا النوع مند الأسئلة ، فالبداية مشوقة ولطيفة ومثيرة ، وفيها إمتاع للذهن والعنوان قام بالإثارة المطلوبة ، واقنعتنا الشاعرة بأهمية العنوان الذي هو بمثابة العلم لجسم القصيدة .

    * قراءة مجمل أفكار وأحداث القصيدة
    تنقسم القصيدة إلى ثلاثة أقسام رئيسة كالتالي : ( بداية ووسط ونهإية )
    ١- البداية : فسنجد أن الشاعرة في أول بيت من القصيدة فى أول كلمة تخبرنا بصيغة النفي ( لا لوم عندي لصياد الفراشات ) إذن يقع اللوم على الفريسة على الضحية ( الفراشة ) واللوم هو جمالها ورقتها ومسالمتها وموادعتها
    وما زال للأن مغزى الصياد نبيلا هو صيد ( الفراشة ) مثل قطف الوردة أو الزهرة للشم والاستمتاع بالمنظر والرائحة وربما تقديمها هدية رائعة للمحبوبة ...
    ثم يطالعنا الشطر الثاني من البيت الأول : ( فالصيد حبا لقصد أو لغايات ) ونلاحظ هنا كلمة ( حبا ) منصوبة على أ نها تميز ملحوظ لنوع الصيد ..فالصيد يكمن طريقه ومكمنه وخطورته في الحب
    بدليل قول الشاعرة ( لقصد أو غايات ) باستخدام الترادف بين القصد والغاية وباستخدام التنويع والتوكيد والتخيير بينهما وباستخدام حرفي العطف ( أو ) للتخير
    و (الفاء) للتعقيب والسرعة ، وكذلك استخدام حرف ( اللام ) للتوكيد ..
    ونلاحظ أن الشاعرة لم تستخدم كلمة ( حب ) باعتبارها خبرا مرفوعا لكلمة ( الصيد ) التي هى بمثابة المبتدأ هكذا ( فالصيد حب ) باستخدام التشبيه البليغ
    وهنا و( هنا ) نضع تحتها ألف خط بدأنا نتشكك في نوع ( الصيد ) وكيفيته وماهيته ولماذا هو حب وقصد وغاية وبدأنا نفهم قصد الشاعرة الحقيقى من العنوان ( صياد ) وليس صائدا .. وبدأنا نفهم من المقصود بالفراشات ؟ باستخدام ( من ) للعاقل وللعموم والشمول وليس السؤال ما المقصود بالفراشات ؟ باستخدام ( ما ) لغير العاقل
    .. وبهذا نفهم ( أن المقصود بالفراشات هى : ( حواء تاء التأنيث الأنثى في مجتمع ذكوري ) ؛ وأن الشاعرة بذكاء منقطع النظير استخدمت " الكناية " وكنت عن( النساء ) ( بالفراشات ) للموادعة والسذاجة والطيبة والرقة وللمخادعة ؛ ولذلك كان العنوان ( صياد الفراشات ) بالتعريف والتركيب الإضافي لغة انزياحية. فالصياد نكرة اكتسبت التعريف من إضافتها ( للفراشات ) التي هي مضاف إليه . وهذا يحسب للشاعرة ببداية مشوقة للغاية وببراعة استهلال وجدلية مثيرة وبموهبة خلاقة ...
    وما يؤكد فكرة الشاعرة هو بداية البيت الثاني من قصيدتها : ( والسوء في غاية أودت إلى وجع ... سبت عقولا وجرحا في الحشاشات ) .... وهنا يتأكد الظن ويتثبت ويتحول إلى يقين ( السوء في الغاية ) التي توصل إلى نتائج من أهمها ( أودت وأوصلت إلى وجع وألم و أسرت الذهن وتركته في أفكار سيئة ( سبت عقولا ) ، وبينت وأوضحت سبب الألم والوجع وأظهرت مكانه " جرحا في الحشاشات ) فى أعماق الروح والقلب وصل إلى خلجات النفس فحصدها ، فالحشاشة لغويا : بقية الروح في المريض أو الجريح ،وحشاشة القلب روحه ورمق الحياة فيه ، وحشاشة الكبد : أغى شىء فيه .. وهذا النوع المحرم من الصيد الجائر ( صيد النساء ) : مرض قلبي يسكن القلل ويتمكن منه - ( اللهم عافنا جميعا واعف عنا ) - ما نطلق عليه بمصطلحاتنا الحديثة ( التحرش )
    ومن هنا يتضح غرض القصيدة ومغزاها الحقيقي، والهدف الذي أرادته الشاعرة حين كتبت قصيدتها .
    *غرض القصيدة وأفكار مضمونها :
    الغرض: اجتماعي وصفي يعالج مرضا جديدا من أمراض الأمة وهو التحرش الفيسبوكي بكل مساوئه وتبعاته ..

    * أفكار مضمون القصيدة :
    القصيدة اثنتا عشرة بيتا عموديا من الشعر تنقسم القصيدة إلى ثلاثة أقسام رئيسة : ( مقدمة ، وسط ، نهاية )
    ١- المقدمة : أول بيتين من أبيات من القصيدة وفيها اتضح سوء سلوك صائد الفراشات ( المتحرش الفيسبوكي )

    ٢ - وسط القصيدة : وتحتوي على الفكرة الثانية من فكر القصيدة وهي فكرة ( الحب النزيه الشريف السامي أولى وأحق وأنسب وأجدر من حب التحرش ومضايقة حواء ) وهنا يبرز دور العقل الناضج المملوء بالحكمة والرزانة والحصافة والذكاء والقلب اامملوء بالطهارة وإطيب السجيات فالحب عند الشاعرة حب حقيقي ليس فيه سفسطة كلام أو تلاعب بالمشاعر او ألفاظ تلقى هنا وهناك تحمل الكذب والمضايقات في محادثات الخاص .
    ومصطلح ( السفسطة ) الذي ذكرته الشاعرة في قصيدتها مصطلح فلسفي ومذهب فكري نشأ عند الإغريق في بلا اليونان ما بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد وهو في معناه الاصطلاحي : قياس مركب من الوهميات الغرض منه إقحام وإفحام الخصم وإسكاته .. والمقصود منه لغويا هنا في القصيدة : التلاعب بالألفاظ والجدال لطمس الحقائق واقناع الأخرين بالوهم وقلب الحقائف فالسفسطائي يستطيع اقناع خصمه بالشىء وضده ..يقنعه بالشىء ونقيضه في نفس الوقت ..( وهذا يدل على عمق ثقافة الشاعرة ويحسب لها الاقناع العقلي في القصيدة والوجهة الأخلاقية النبيلة التى جعلت من الحب ظلالا وأفياء وأهدابا تحمي عيون المحبين حيث ينعمون بالطيب ونفح النقاء بطهارة الصفات وحسن السجايا وسمو خلق ورزانة عقل وليس مجرد مضايقات فالحب الحقيقي لا يتحمل سفسطة الكلام).

    ٣ - خاتمة القصيدة : ذيلت الشاعرة قصيدتها بنصيحة غالية تدعونا فبها للحفاظ على ( حواء تاء التأنيث الأنثى المباركة في عالم ذكوري
    نحافظ عليها بالشيم فحواء عند الشاعرة لابد أن تتمسك بالقيم والمثل النبيلة ) دون مساومة مستخدمة أسلوب النهي الذي فيه نصح وإرشاد وإلزام وتحريم ألا نقحمها في هذا التيار ( التجارة بمشاعرها وسلب إرادتها والكذب عليهافي محاولة لصيدها ووقوعها في الأثام ) .. ألا نجعلها ( سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة پأزهد الأثمان ) فهي نور المشكاة منشأها من الله .

    * كلمة على هامش النقد :
    ( التحرش بالنساء ) سواء في الطريق العام ومعاكستهن ومضايقتهن أو سواء في العمل أو سواء على الخاص على صفحات الفيس بوك في أى مكان وفي إى زمان عمل غير مهذب وجد خطير لا يرضاه الله ولا يقبله الرسول ولا تستيغه العقول الرشيدة فهو مرض اجتماعي وسوس بنخر في جسد الأمة
    هب أن مجيبا أجاب ( شخص ذكوري ما )
    أي شخص قال : إن سبب التحرش بالنساء هو لبسهن أو طريقة مشيهن أو مشيتهن فى الشارع أو في قارعة الطريق العام ( ناصية الطريق ) ؟ فأقول له : فماذا تقول في من يتحرش بالنساء عبر الفيس بوك وبينهن مسافات وفيافي وجبال وبحور وحدود وبلدان وأقطار كاملة ، ومما يزيد الطين بلة إن { الفراشات حواء الأنثى تاء التأنيث} من الأصل ومن الأساس لا تضع صورتها على صفحتها وقد يكون اسمها مستعارا أو رجلا ينتحل اسما كاذبا له وغير حقيقي، ولم يرها المتحرش الفيسبوكى ؟! وما أدراك أن هذه التى تعاكسها أو تضايقها أو تتحرش بها ليست إلا ذكرا قد وضع صورة أنثى من أدراك إنه عالم افتراضي ذات سماوات زرقاء مفتوحة فالصديق ليس صديقا بالجوار وإنما صديق صفحة صديق كلمات وأحرف وسطور؛ وما أدراك ربما الأنثى التى تضايقها قد تكون عجوزا شمطاء ( حيزبونة ) أكل عليها الزمن وشرب ومن سن جدتك أيها المتحرش ومصابة بفاقة أو مرض أو من ذات العاهات الخاصة ( نأسف لتاء التأنيث عن هذا الوصف الذى اقتضاه الموقف )
    وقد تكون ( فرجينيا جميلة الجميلات أو فينوس إله الجمال عند الإغريق أو بجمال لوحة الموناليزا أو الجيوكندا أو حتى تمثال بجماليون ) فجمالها لنفسها ولذاتها ورونقها لزوجها شريك حياتها ليس لأحد أخر ليس لك أيها المتحرش الفيسبوكي .. إن بكرية مشاعر الأنثى ، ورهافة حسها ورقتها لذاتها ولنفسها هي فقط ليس من حق أحد أن يجرحها أو يخدشها لو بكلمة تخجلها تمس حياءها وتحرجها وهى آمنة بصفحتها لم تفعل شيئا تلام عليه ..
    اعلم أيها المتحرش أن الحلول لهذه المشكلة والعلاج يكمن في التربية والتنشئة والدين تمسكوا أيها الناس بتعاليم ومباديء سورة النور .. تعلموا أدب الحديث والحوار وكيف تكلمون الناس وتخالطوهم بلا تجريح متى تتكلمون ؟ متى تصمتون ؟ متى تعبرون ؟ متى ترفعون أصواتكم ؟ متى تخفضون أصواتكم ؟ تعلموا كيف نصح لقمان الحكيم ابنه وهو يعظه .. تعلموا أدب المشي والسير في الطريق تعلموا أدب الاستئذان وأدب الدخول للبيوت .. صفحاتكم على الخاص هي بيوتكم فحافظوا عليها من كل دخيل ..
    ولن استجلب أيات سورة النور ولن أستعير كلام النبوة ولن أسرد جملة الأحاديث حتى لا يطول المقام فالقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ولكن يكفينا قول الله عز وجل في سورة النور آية رقم ١٩ ( إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) )
    ويكفينا قول الرسول في الحديث المتواتر الذي رواه البخاري ومسلم وأنس بن مالك
    : ( يا أنجشة رفقا بالقوارير ) ( يا أنجشة لا تكسر القوارير ) ،(وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالقَوَارِيرِ) مجرد أنه أسرع بهن في المسير ...
    شبههن الرسول باللبلور والزجاج من رقتهن ..
    -صلوات ربي عليك يا رسول الله -
    حقا إنها ظاهرة مرضية خطيرة أصابت مجتمعنا
    ويجب الوقوف على هذه الظاهرة ودراستها وبيان أسبابها وبيان انكفاء الوطن فى هذا الوقت العصيب بهذه الظاهرة المرضية ( ماذا يحدث للأنثى في مجتمع الذكور فى وسائل المواصلات فى العمل في الطريق وعلى وسائل الاتصال المجتمعي والإعلامي ( السوشيال الميديا ) ؟؟ حقا إنها إهانة لكل امرأة شريفة طاهرة عفيفة ‘ ولذلك وجدنا برامج مثل : (امسك متحرش ) ، ( متحرش فيسبوكي ) ‘ وبدأنا نجد ( حواء ) تمارس الألعاب العنيفة والكارتية والكونغفو للدفاع عن نفسها أو تحمل في حقيبتها صاعقا كهربائيا لتستخدمه وقت اللزوم .
    فهذا نداء لمجتمع الرجال ارحموا ( حواء ) ...
    والنتيجة التحرش صار ظاهرة مرضية في المجتمعات الضعيفة المنحلة المفككة أسريا حين تعيش عصر الضعف و الاضمحلال بعد وقبل انهيار وخراب وثورات البلدان ، فكلما ضعف المجتمع وهش ولان قويت أعمال التحرش لغياب القوانين الصارمة واليد القوية الشكيمة مثل يد عمر بن الخطاب الذي لم تسجل في مدة حكمه العشر من ( ١٣ : ٢٣ ) لم تسجل حالة قضاء واحدة مما جعل سيدنا على يعزل نفسه من القضاء فالمجتمع صار سويا وما عاد جاهليا ..فكلما قوى المجتمع وقوت قوانينه لن تجد هذه الظاهرة وكلما هان المجتمع وضعف ولان زادت ظاهرة التحرش ... والكلام يطول فى هذا واعتقد أن ما ذكرته بالفعل هو (هدف ومغزى الشاعرة من كتابة القصيدة ) التي أجبرتنا للكتابة عن هذه الظاهرة السيئة -[ هذا ما يخص
    أول وبداية القصيدة حيث وجهت الشاعرة لطمة قوية وصفعة شديدة لكل من يقل أدبه بالشات ويضايق النساء ... فاللهم احفظ لي أناسا نرتاح في الحديث معهم ] -. والشاعرة موفقة فيها تماما ..

    الوحدة الموضوعية في القصيدة :
    وحدة الشكل( القالب ) والفكر والمضمون والمغزى ( القلب ) والعاطفة والوجدان و( وحدة الجو النفسي )
    كلها تكاملت وتضافرت معا وصنعت لنا قصيدة كلاسيكية مرتبطة الأبيات كل بيت يسلم إلى البيت الذي بعده فترابطت أجزاؤها ( المقدمة والموضوع والخاتمة ) وصارت كيانا واحدا ولم يكن فيها البيت الواحد هو وحدتها إنما تضافر الصورة الكلية مع الصورة الجزئية الخيال الكلي بالخيال الجزئي ،وكأن القصيدة لوحة فنية زيتية جدارية تعلق على الحائط أنموذج لمتحرش متعمد بمرات كثيرة مضايقة الشاعرة ويلح في المضايقة ، والشاعرة تحاول جاهدة منع ودفع ذلك ، وتناسج خيوط هذه الصورة في ( صوت ولون وحركة ) فالكلمات التى تدل على الصوت مثل : ( أنات - وجع - أضنى - جرحا - سفسطة - تجرعه -"شكا شكوى"{ جناس ناقص به صوت} - ارتجى - مساومة - مرتجعا - ) وكلها ألفاظ تدل على شدة الأسف و الحزن والألم والوجع ...
    والألفاظ التي تدل على الحركة مثل : ( أودت - سبت - حمال - يحتمي - يلبسه - يرديه - مدلاة - صريع - تقحموها - يأتي تدخلوها - يشرب -يصاب - أيديكم )
    وكلمات تدل على اللون مثل : ( الليل - ثوب } الصباحات - الفراشات - الساعات - نقاء - أفياء - أهداب - نور - مشكاة - سهم - الصياد ) وكلها كلمات متقاربة فى النسبة تقريبا لم تتجاوز ( ١٣ ) ثلاثة عشر كلمة في كل نوع ، ولم تتحول القصيدة لصراخ وولولات وإهات وبكاء ولم تكن عقلية محضة فيها أفكار ذهنية مجردة ومحض فلسفة ميتفازيقية ولكنها دمجت بين الفكر والوجدان بعاطفة جياشة حقيقية وصدق فني ممتع فكرت الشاعرة بقلبها وشعرت بعلقها ومزجت بينهما فكان نتاج ذلك الوحدة الفنية وأتى المجاز والتعبيرات والتراكيب ( تشبيه واستعارة وكناية) في جميل الصور وجودة سبك دون تصنع أو تكلف مثل : ( ثوب الليل يلبسه - صريع اللا مبالاة - يشرب الصبر مرا - حين ارتجى الحب - ينعى الأماني - أفياء مدلاة - قتلا بأهداب - ساعاته الثكلى - أضنى المساءات) ومعظمها صور مبتكرة أجادت فيها الشاعرة بامتياز ..

    * الأساليب والمحسنات والبديعة ) :
    جمعت الشاعرة بين الأسلوبين الخبري والإنشائي ونوعت بينهما لتوكيد سمو أخلاقها وعلو سجيتها وإظهار شجونها وحزنها مما أزاد القصيدة طلاوة وحلاوة
    ويتجلى الأسلوب الخبري على سبيل المثال في : [قد يحتمي - قد أضنى - النفى " لا لوم عندي " - أسلوب الشرط : للذي يفيد التوكيد ( فمن يكن في الهوى للحر بلسمه .. جواب الشرط : ( شكا حر الصبابات ) والشاعرة موفقة فى كون جواب الشرط بدأ بفعل ماض وليس مضارعا بغية التوكيد والاستقرار والثبوت في لزوم الشكوى] ...
    وكذلك تجلت أساليب الإنشاء في أسلوبي النهي ( لا تقحموها سدى سوق التجارات )
    ( لا تدخلوها پأيديكم مساومة )
    ( رفقا أنيس الجوى) اسم فعل أمر بمعنى ارفق وتمهل فيه وجوب نصح وإرشاد.
    والشاعرة موفقة في اختيار خطاب الغير ( أنيس الجوى ) لأنه من خضائص مدرسة الإحياء والبعث ( الكلاسيكية الجديدة ) .. كما تجلت قدرة الشاعرة في قولها : ( لله در الفتى ) وهى جملة دعائية أسلوب خبري لفظا إنشإئي معنى ، وفيه واضح جدا تأثرها بالموروت القديم من جزالة الألفاظ وقوة العبارة المعجمية وهذا من خصائص مدرسة الإحياء والبعث جزالة الألفاظ التراثية الفخمة . ويحسب للشاعرة أنها لم تستخدم ( أى أداة استفهام فى القصيدة إذ القضية واضحة وضوح الشمس أمام عينيها فلم تحتاج للسؤال مما يدل على حصافتها ورجاحة عقلها ....
    ومن المحسنات بخلاف الجناس الناقص وجدنا الطباق والمقابلة في قول الشاعرة ( الليل يمضي - يأتي الصباح ) ، ( جرح - بلسم ) ، ( جبر - انكسارات ) ، ( سدى - مساومة ) ، ( يحتمي - يصاب ) ، ( حب - سوء ) ، ( رفقا - جبرا ) ( رفقا - سوء ) ، ( رفقا - شكوى) ، ( الليل - صباحات ) ، ( الليل - الصباح ) ‘ ( الصباحات - المساءات ) ، ( الصياد والفراشة ) ، ( قلب - عقل ) وكلها طبيعية وغير مقصودة وغير متكلفة وتعطى بريقا للقصيدة ....

    * الموسيقا في القصيدة :
    الموسيقا نوعان موسيقا جلية واضحة وحفية بالوزن والقافية والتصريع والتجنيس يدرسها العروض وموسيقى خفية غير واضحة نلمحها من ترابط الكلمات وانساجمها ( مصطلح Harmony الهارموني ) ،وتكاتفها بجانب بعضها البعض يدرسها علم الأصوات الفونتكس phonticts
    وكلها من علوم اللسانيات


    جاءت قصيدة الشاعرة فريزة محمد سلمان ( صياد الفراشات ) على بحر البسيط بروي مطلق وهو تاء مكسورة موصولة بحرف مد الياء ومردوفة بالألف قبلها
    ومصطلح الردف هو : حرف لين يسبق الروي مباشرة بحركة لين ساكنة ( ألف أو واو أو ياء)
    واسم هذه القافية ( المتواتر) وهى قافية حرف متحرك واحد بين ساكنين .. وسلمت القافية من العيوب الستة المعروفة ( الإكفاء والإجازة والإقواء والإصراف والإيطاء ولتضمين ) وهذا يحسب للشاعرة
    أما الوزن المثالى والصورة المثالية لبحر البسيط( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ) فى الشطر الأول من كل بيت وتكرر مرة أخرى ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ) فى الشطر الثاني من كل بيت .. يعني ( مستفعلن فاعلن ) مكررة أربع مرات في كل بيت ،
    مفتاح البحر :
    ( إن البسيط لديه ؤبسط الأمل ** مستفعلن فاعلن مستفعلن فعل )
    وهو من البحور المركبة من تفعيلتين سباعية مستفعلن وخماسية فاعلن وهذا البحر ليس من البحور الصافية ؛ لأن ليس به تفعيلة واحدة وإنما يحتوي على تفعيلتين ولذلك يقاس بهذا البحر قدرات الشعراء وقوتهم .. وهذا البحر من دائرة ( المختلف ) ؛ وسمي هذا البحر باسم البسيط ؛ لأن انبسط عن مدى الطويل وجاء وسطه ( فعلن ) وأخره ( فعلن ) ، وسمى بذلك لانبساط أسبابه وتواليها في مستهل تفعيلاته السباعية ، ولانبساط الحركات في عروضه وضربه في حالة ( خبنهما ) إذ تتوافر ثلاثة متحركات بعدها ساكن ...
    وخير من كتب على هذا البحر ( الوزن ) الخنساء في قولها :
    ( قذى بعينيك أم بالعين عوار **
    أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
    كأن عيني لذاكره إذ خطرت **
    فيض سيل على الخدين مدرار ) .
    والحطيئة في قوله : ( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ***
    لا يذهب العرف بين الله والناس ) ،
    وقول كعب بن زهير : ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول **
    متيم إثرها لم يعد مكبول ) ،
    وقول شوقي: ( ريم على القاع بين البان والعلم **
    أحل سفك دمي في الأشهر الحرم ) .
    وهذا البحر له عروضتان الأولى : (فعلن) بتحريك العين و{{ هي ما عليها قصيدة شاعرتنا }} ولها ضربان ( فعلن ) بتسكين العين {{ وهذا الضرب ما عليه قصيدة شاعرتنا }} و ( فعلن ) بتحريك العين .. أما العروضة الثانية - التي لا نحتاج إليها هذه الدراسة - وهي مجزوءة مستفعلن ولها ثلاثة أضرب : ( مستفعلن ومستفعلان ومفعولن ) ..
    وبعد تقطيع قصيدة الشاعرة سيتبين لنا الأتي :

    وبعد تقطيع قصيدة الشاعرة تقطيعا عروضيا ظهر لنا التالي :
    ويجوز في حشو البسيط زحاف الخبن ، وزحاف الطي ،
    والزحاف عبارة عن حذف يصيب ثواني الأسباب لتسريع التفعيلة أولتبطئيها ( والشاعرة وفقت في تسريع التفعيلة ) فالخبن هو زحاف في الحشو
    وهو حذف الثاني الساكن من ( فاعلن) فتصير ( فعلن ) ومن ( مستفعلن ) فيصير ( متفعلن ) .
    وكذلك زحاف الطي ( حذف ا لرابع الساكن من مستفعلن فتصبح مستعلن ) وهذه زحافات سهلة ومستساغة أفادت القصيدة وأسرعت من رتمها وقتلت التكرار والرتابة وأظهرت أهمية المواضع التى جاءت فيها على سبيل المثال لا الحصر : ( لا تدخلوها بأيديكم مساومة ) الحشو صحيح والعروض فعلن بتحريك العين
    ( فالحب نفح نقاء في نفوسكم ) أصاب الحشو زحاف الخبن في قولها : ( حنقا ) والعروضة ( فعلن ) بتحريك العين
    ( لله در الفتى فيه سما خلقا) الحشو صحيح بإشباع أو وصل ياء كلمة فيه وبعدم الإشباع تكون مطوية مستعلن بدل مستغعلن والعروضة ( فعلن ) بتحريك العين
    ( رفقا أنيس الجوى أشعر بلوعته ) نجد تقطيع ( أشعر بلوعته ) عروضيا سنجدها : (مستعلن) فعلن فالحشو مطوي والعروضة (فعلن) بتحريك العين .
    وكل هذه التفعيلات موفقة الشاعرة فيها
    فالتزمت الشاعرة بالعروض ( فعلن ) بتحريك العين فى كل القصيدة باستثناء البيت الأول لغرض التصريع والجناس بين : ( الفراشات - الغايات ) وبراعة الاستهلال وبداية موفقة والشاعرة موفقة في هذا وبقية العروض كالتالي : ( وجع - سطة - تجعا - قتهو - بسهو - رعهو - سمهو - خلقا - سكمو - معتا ) .
    وجاء الضرب بالعكس ( فعلن ) بتسكين العين والتزمت به الشاعرة من أول بيت في القصيدة لأخرها كالتالي : ( ياتي من غايات - شاتي من حشاشات - لاتى من مدلاة - لاتي من جميلات - حاتي من صباحات - لاتي من مبالاة - لاتي من انكسارات - ءاتي من مساءات - باتي من صبابات - ياتي من سجيات - راتي من تجارات- شاتي من مشكاة ) والشاعرة موفقة في الضرب ( فعلن ) بسكون العين عكس ( فعلن) فى العروض ) بكسر العين
    كما أننا لاحظنا استخدام ثلاثة كلمة بصيغة المفرد المؤنث ( مدلاة - مبالاة - مشكاة ) في مقابل تسع كلمات بصيغة جمع المؤنث السالم الذي يفيض بالقلة فجمع المذكر السالم جمع يفيد القلة ( غايات - حشاشات - جميلات - صباحات - انكسارات - مساءات - صبابات سجيات - تجارات ) بالإضافة لكلمة ( الفراشات ) الواردة في ( العروض ) مما يعني أن النسبة ( ١ : ٣ ) يعني كثرة (المتحرشون )وربما تعدد أصنافهم ... والشاعرة موفقة في هذا كل التوفيق ..
    كما أننا وجدنا من الموسيقا الجلية الجناس الناقص الذي يعطي جرسا موسيقيا ونغمة ترتاح لها الأذن ويساعد على شد وجذب الانتباه وحفظ القصيدة في قولها : ( مدلاة - مبالاة - مشكاة ) ، ( حرقته - لوعته ) وكما أسلفنا التصريع فى أول أبيات القصيدة بين ( الفراشات والغايات ) والموسيقى الخفية من توافر كلمات متناسقة مع بعضها في انسجام مثل كلمة (أنات) متوافقة ضمنيا مع القافية وفق الله الشاعرة فيه ..

    التراكيب في القصيدة :

    تنقسم الكلمة ألى اسم وفعل وحرف ،
    والقصيدة تحتوي على ( ١٤٢ ) كلمة متنوعة كالتالي :
    الأفعال : ( ١٨ ) ،
    { اسم فغل أمر واحد ( رفقا ) } ‘ [ فعل أمر واحد ( اشعر ) ] ،
    الفعل الماضي : { أودت - سبت - أضنى - ارتجي - سما - شكا - كان ٧ سبعة أفعال} للتوكيد والرسوخ والثبات والاستقرار .
    الأفعال المضارعة :
    [ يمضي - يسمو - يشرب - يكن - يحتمي - يرجو - يأتي - يلبسه - ينعى - يرديه - يصاب ( ١١ ) أحد عشر فعلا مضارعا للتجدد وللاستمرار وللتابع ولاستحضار الصورة في الذهن ‘ ويوجد فعل مبن للمجهول واحد في القصيدة وهو ( يصاب )
    ، أما الحروف ( ٢٨ ) ، والضمائر ( ٨ ) ، كالتالي ( كم ) مرتين و( هاء الغيبة ٦ ست مرات) ، ( ظرفان للمكان تحت - بين )‘ ،( حرفان للتوكيد قد) ، { أداة مركبة واحدة إلا = إن + لا ) ‘ {حرف نفي ( لا) ثلاث مرات } ، {حرف نهي ( لا ) مرتين } ، {حرف العطف ( أو ) للتخير مرتين } ، {حرف العطف الواو للمصاحبة والمغايرة ٦ ست مرات } ، [ حرف العطف الفاء للتعقيب والسرعة ٦ ست مرات } ‘ { حرف الجر اللام ٤ مرات } ‘ { حرف الجر ( في) ٦ ست مرات } { حرف الجر ( إلى ) مرة واحدة } ، { جموع المؤنث السالم وعددها ( ١٢ ) اثنا عشرة جمعا والتي تفيد القلة : [ غايات -فراشات - حشاشات - جميلات - صباحات - مساءات - صبابات - انكسارات - تجارات - سجيات - أنات - ساعات } ‘ { خمسة جموع ثكسير لغير العاقل وهي : ( أهداب - أفياء - عقول - أماني - أيدي )} ‘ ،[ صيغة مبالغة واحدة ( حمال ) على وزن فعال للاستمرارية والتكرار والمداومة ] ، و{ جمع مذكر سالم واحد للعقلاء وهو كلمة ( المحبين ) } وبقية القصيدة أسماء مفردة منها المذكر مثل : ( خلقا ) ومنها المؤنث مثل : ( مساومة ) ....
    ولا شك إن مثل هذه الإحصائيات تظهر أغوار وتتمة القصيدة ، لأن القصيدة عندي كالشخصية لها أبعاد وأغوار مثل الكائن الحي ..

    المشترك الإنساني في القصيدة :
    المشترك الإنساني في القصيدة واضح جدا وهو نسيج من العادات والقيم النبيلة والمضمون والمثل والأخلاق وهو ما ظهر من العنوان حتى نهاية القصيدة وحمل دلالات قوية لروح المشاركة الوجدانية وضرورة احترام الحب العقلي وتفوقه بدلالات الشخصية الرائدة .
    * بؤرة القصيدة : استمدتها الشاعرة م من التنشئة الأخلاقية في الأسرة والتى جعلت الشاعرة دائما مرتبطة بالأخلاق ومخزون الإشعارات والقيم العليا المتواجدة باستمرار في العقل الذهني الباطني ،؛ مما جعل التركيز في الوصف والإيجاز لأجل توصيل رسالة للمتلقي فلم تلجأ الشاعرة للأهات والولولات في القصيدة ولم تلجأ إلى الإطناب والثرثدة والإسهاب والتطويل بل نجحت في توصيل رسالتها من خلال تلميحات موجزة ومكثفة فى إظهار شخصية الشاعرة كمحبة لحكمة الحب العقلي .

    * ملامح شخصية الشاعرة :
    قادرة على التعبير بحكمة ومتحكمة في رتم القصيدة ،ومتعلقة باللحظة الأنية المعاصرة ، وتمسكة بالقيم والعادات ومدركة ماذا يحدث على الفيس بوك وآليات التواصل الاجتماعي ،متدينة وكثيرة العطاء الأدبي ، وصبورة وتعلم نفسها بنفسها فاستطاعت أن تثقل موهبتها وتعلم ذاتها حتى بحور الشعر دون دراسة أكاديمية متخصصة فموهبتها ساعدتها في ذلك .

    * خصائص أسلوب الشاعرة :
    التحرر من المحسنات المصطنعة ، قلة الصور المتكلفة فالمجازات والتشبيهات والاستعارات تأتي عبر الخاطر الوجداني بسلاسة ويسر قليلة الصور انطباعية ، الإيجاز والتركيز والتكثيف و سهولة الألفاظ الدقيقة والواضحة والموحية ،
    وتجمع بين الخيال الكلي والجزئر ،

    مأخذ وعيوب القصيدة من حيث الشكل :نجد الخطأ المطبعي في وضع التنوين في العروض أو الضرب مثل كلمة ( سفسطة - وجع - ) منونة بالكسر ، وكلمة ( مرتجعا - خلقا ) منونة بالفتح ... ومثل هذه الكلمات لا تنون في العروض ولا في الضرب تشبع أو توصل بحركة فتحة أو كسرة لا بالتنوين .. فندعو الشاعرة بالاهتمام بالشكل الطباعي وعلامات الترقيم كالفصلة وما شابه لا توضع في الشعر العمودي ....

    * الخطأ في المضمون :
    ١ - القصيدة من حيث قافية الروي والردف ممتازة ، لكن هناك عيوب تسمى عيوب تسمى عيوب ما قبل حروف القافية وهي ( السناد ) فاعلمي أيتها الأخت الكريمة إذا اجتمع الردف وألف التأسيس في قافية ڤإن ذلك يعد عيبا فنجد مرة ( الجميلات - مدلاة - مشكاة) مردوفة وغير مؤسسة .. ونجد مرة ( الصباحات - الصبابات - فراشات - حشاشات .. وغيرها مؤسسة وبها دخيل ) وذلك يعد عيبا ويمكن الدفاع عن الشاعرة أن معظم السعراء في كل العصور بداية من طرفة بن تلعبد حتى يومنا هذا وقعوا في عيوب ( السناد ) .

    ٢- الخطأ الثاني هو قول الشاعرة ( فلا تدخلوها پأيديكم مساومة) ذلك المجاز المرسل الذي علاقته الجزئية حيث يعبر بالجزء وهو اليد وأراد كامل الإنسان كله .. حيث تريد الشاعرة أن نشعر بالحرج .. ولكن القاعدة تقول : كل ما يعلم جائز حذفه والشعر لغة تكثيف فكان يمكنها إن تتخلى عن طريقة الادخال باليد وتجعلها مبهمة كان أفضل .. وكان يمكن للشاعرة أيضا أن تقول : فلا تدخلوها بأقدامكم بدل من أن تدخلوها بأيديكم مما كان يجعل طريقة الادخال مهينة مثل الركل بالقدم ، وام يتأثر الوزن ولا التفعيلة .

    الخطأ الثالث : قولها ( عقلا رزينا وطيبا في السجيات ) بالنصب ، والصواب في الإعراب ( عقل رزين وطيب فى السجيات ) جملة اسمية جديدة تعتمد على المبتدأ والخبر وتكون بالرفع .. ولكن يمكن أن يدافع عن الشاعر ونعتبر جملتها معطوفة على محذوف قبلها ويكون المعنى سما خلقا وسما عقلا رزينا ومحلها النصب ...

    الخطأ الرابع هو قفلة القصيدة في البيت الاخير حيث قالت : (فلا تدخلوها بين النخاسة أو نورا لمشكاة ) والصواب بين النخاسة أو نور لمشكاة بالكسر بسبب أن حرف العطف أو يتبع ما بعده ما قبله في الإعراب .. وكان الجميل أن تقول فلا تدخلوها دين النخاسة .. سواء بكسر دال كلمة دين أو بفتح كلمة دال كلمة دبن .. وجميلة كلملة (نور لمشكاة ) سواء بضم النون فيكون معناها ضوء المشكاة أو فتح النون ويكون معناها ( نور النبات وزهرة المشكاة ..

    شاعرتنا عالية المقام نشكر لها حسن كلماتها وبالرغم من أنها ليست متخصصة فى المجال الأدبي وليست أكاديمية إلا إنها استطاعت وبكل جدارة ان تحصد ثمان درجات كاملة من عشر علامات فهنيئا لها نصها وما كتبته يتوج بتاج من ذهب فلها التحية والتقدير والإكرام .

    الناقد الأستاذ Marof Salah

    شكري الجزيل لجامعة العرب للثقافة والأدب برئيسها الأستاذ ياسر السمطي ولمعدة البرنامج الاستاذة جومانة المغاربي والناقد المصري الأستاذ معروف صالح ولكل من وضع بصمته بمشاركتي فرحتي .في هذا البرنامج النقدي الهادف . بوركتم وبوركت وجهودكم

    فريزة محمد سلمان
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25964
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات Empty رد: قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الإثنين يونيو 29, 2020 3:54 pm

    نص غاية في الرقي ونقد موضوعي
    فريزة سلمان
    فريزة سلمان
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1189
    نقاط : 19300
    السٌّمعَة : 16
    تاريخ التسجيل : 23/01/2016
    الموقع : القلم الفضي/ القلم الذهبي 2 / وسام الابداع / وسام التميز

    قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات Empty رد: قراءة نقدية لقصيدتي صياد الفراشات

    مُساهمة من طرف فريزة سلمان الجمعة يوليو 03, 2020 7:18 pm

    مؤسس ومدير المنتدى كتب:نص غاية في الرقي ونقد موضوعي

    مودتي وخالص شكري للحضور الأنيق والذائقة الجميلة 💐💐

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 4:44 pm