في محافظة أسيوط كان عمر يرسم بريشته وطنا منهكا تضاريسه محطمة
رجاله منهكون من طوابير الخبز واللبن
كان يرصد أخبار مصر الأخيرة ويسمع عن المعتقلين السياسيين
وعن إنتحار السجناء بسبب المعاملة القاسية
ذهب يوما لإحدى مكتبات أسيوط
بدأ يقرأ عن الحقوق المسلوبة عند فقراء العالم
كان طوال اليوم شاردا تذكر صديقه مهند الذي توفي في السجن والذي قد أصابه سرطان الدم
أدرك أن هذه الحياة فرصة لقناص يغتال المفكرين والناشطين والدعاة..
قال في نفسه : هل ما أعيشه حياة أم موت ؟
الموت يحيط بي كالقدر
لماذا لاأكتب عن القناص الذي يسرق رغيف الفقراء ويدعي أن الناس لصوص ومتحرشون ؟
بدأ يكتب مقالات وخواطر ويرسلها لصديقه أحمد لينشرها في جريدة الجمهورية في القاهرة
كان يحمل فكرا تاريخيا واسعا عن مصر
يُدرك أن رسالته شاقّة وربما سينتهي به المصير مثل صديقه مهند..
ظل يكتب ويكتب لمدة ثلاث سنوات
في فجر تشرين 2019 قُرع الباب
فتح والد عمر
رجلان مُلثمان يصرخا
اين إبنك الفاسد ؟
جاء عمر وملامح الذعر إنتابته
لم يقل شيئا
ودّع والده وضمّه إليه
وقال له : لاتخف يا أبتي نحن نعيش الموت وإليه نعود.
بكى والد عمر بحرقة..
أخذوه إلى مكتب التحقيق
هناك تعرض لأسئلة إستفزازية وإهانات جسدية ونفسية
قال المحقق: ستكون عقوبتك وخيمة أيها التافه
يقول عمر: لم يعد يهمني شيء
كانت رسالة مؤجلة وهاأنا زرعت بين الناس أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أُدخل السجن في القاهرة دون محاكمة
إنتظر أن تُخوِل له المحكمة محامي لكن لم يحدث أي شيء
تعرض لتعذيب جسدي شنيع
كان يسمع صراخ المساجين كل يوم..
كتب على حائط السجن:
[ هذا موسم العقوبات
نحن ضحية صراخ
ضحية فكرنا الناضج الذي يرفض الذل ].
كانت ليالي عمر مظلمة جدا حيث قذارة السجن والأكل البارد والحشرات المتراكمة بين الزوايا وسوء المعاملة.
قال لأحد السجانين:
نحن سنموت لأجل مصر
سيذكرنا الشرفاء بعد سنوات
ستفخر أمهاتنا لأننا لم نصمت.
قال السجان: ستكون في مأزق إنْ لم تخرس.
مرت سنوات وعمر قابع في السجن دون محاكمة
أصيب بنوبة سكر حاد
والطبيب لا يأتي إلا مرة في الأسبوع
ساءت صحته كثيرا
قال وهو يئن:
حان وقت الرحيل.
لم يتمكن من النوم
كان يصارع الموت
دخل السجان ليتفقده
وجده جثة هامدة
قال السجان وغصة في حلقه:
ألم أقل لك ياعمر أنك ستكون في مأزق
لكنك مُتً شريفا.
في الصباح الباكر أخبر المحقق والد عمر أن إبنه توفي
قال الأب: إبني مات شريفا
شهيدا
ثق أن ألف عمر سيُميط لثام الظلم عن مصر.
ثق أن ألف عمر سيصرخ لأجل مصر.
رجاله منهكون من طوابير الخبز واللبن
كان يرصد أخبار مصر الأخيرة ويسمع عن المعتقلين السياسيين
وعن إنتحار السجناء بسبب المعاملة القاسية
ذهب يوما لإحدى مكتبات أسيوط
بدأ يقرأ عن الحقوق المسلوبة عند فقراء العالم
كان طوال اليوم شاردا تذكر صديقه مهند الذي توفي في السجن والذي قد أصابه سرطان الدم
أدرك أن هذه الحياة فرصة لقناص يغتال المفكرين والناشطين والدعاة..
قال في نفسه : هل ما أعيشه حياة أم موت ؟
الموت يحيط بي كالقدر
لماذا لاأكتب عن القناص الذي يسرق رغيف الفقراء ويدعي أن الناس لصوص ومتحرشون ؟
بدأ يكتب مقالات وخواطر ويرسلها لصديقه أحمد لينشرها في جريدة الجمهورية في القاهرة
كان يحمل فكرا تاريخيا واسعا عن مصر
يُدرك أن رسالته شاقّة وربما سينتهي به المصير مثل صديقه مهند..
ظل يكتب ويكتب لمدة ثلاث سنوات
في فجر تشرين 2019 قُرع الباب
فتح والد عمر
رجلان مُلثمان يصرخا
اين إبنك الفاسد ؟
جاء عمر وملامح الذعر إنتابته
لم يقل شيئا
ودّع والده وضمّه إليه
وقال له : لاتخف يا أبتي نحن نعيش الموت وإليه نعود.
بكى والد عمر بحرقة..
أخذوه إلى مكتب التحقيق
هناك تعرض لأسئلة إستفزازية وإهانات جسدية ونفسية
قال المحقق: ستكون عقوبتك وخيمة أيها التافه
يقول عمر: لم يعد يهمني شيء
كانت رسالة مؤجلة وهاأنا زرعت بين الناس أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أُدخل السجن في القاهرة دون محاكمة
إنتظر أن تُخوِل له المحكمة محامي لكن لم يحدث أي شيء
تعرض لتعذيب جسدي شنيع
كان يسمع صراخ المساجين كل يوم..
كتب على حائط السجن:
[ هذا موسم العقوبات
نحن ضحية صراخ
ضحية فكرنا الناضج الذي يرفض الذل ].
كانت ليالي عمر مظلمة جدا حيث قذارة السجن والأكل البارد والحشرات المتراكمة بين الزوايا وسوء المعاملة.
قال لأحد السجانين:
نحن سنموت لأجل مصر
سيذكرنا الشرفاء بعد سنوات
ستفخر أمهاتنا لأننا لم نصمت.
قال السجان: ستكون في مأزق إنْ لم تخرس.
مرت سنوات وعمر قابع في السجن دون محاكمة
أصيب بنوبة سكر حاد
والطبيب لا يأتي إلا مرة في الأسبوع
ساءت صحته كثيرا
قال وهو يئن:
حان وقت الرحيل.
لم يتمكن من النوم
كان يصارع الموت
دخل السجان ليتفقده
وجده جثة هامدة
قال السجان وغصة في حلقه:
ألم أقل لك ياعمر أنك ستكون في مأزق
لكنك مُتً شريفا.
في الصباح الباكر أخبر المحقق والد عمر أن إبنه توفي
قال الأب: إبني مات شريفا
شهيدا
ثق أن ألف عمر سيُميط لثام الظلم عن مصر.
ثق أن ألف عمر سيصرخ لأجل مصر.