رأيتُ فيما يرى النائم أنني غادرتُ الحياة إثر مرض عضال ، بكت أمي دهرا ،أبي سكنته جيوش من الحزن ، كانت الجنازة كبيرة كأنني كنتُ ذات صيت وباع طويل
في اليوم السابع من موتي ، تفقَّد أخي مخطوطتي التي لم أتمكن من طبعها ،بسبب أن ظروفي المادية كانت قاسية ،جلس على سريري وأخذ جهازي الإلكتروني وبدأ بالولوج في نصوصي وقصائدي النثرية ،كان يقرأ ويصافح دموعي النثرية والشعرية (ويتنهد ) ثم قال : كم كنتِ كبيرة ياإيمان لكنك قليلة حظ لم يُسعفك الزمن لتصبحين أديبة ذات صيت وشأن عظيم
جاءت إبنة أختي مدينة ،راحت تلمس ملابسي وحقائبي (وتبكي بحرقة ) ، قالت :من المُعيب أن تغادرين الكون وأبقى أنا أسيرة نحيب وموت طويل
من القبح أن تمضين وحدك هناك ، لاأحد سيصافحكِ لاأحد يسألكِ ، هذا الموت متطرف ياإيمان كيف أنجوا من حزني وأنتِ في الظلام
مر الصيف القبيح سريعا ، وجفت الحناجر عن البكاء ، إتصل أحد الأصدقاء العراقيين بأخي وطلب منه أن يرسل له مخطوطتي عبر الإيميل هذا الصديق هو شاعر وكاتب رغِب أن يطبع مخطوطتي على هيئة كتاب ، تفاجأ جدا أخي تملكه شعور غريب وقال: أيعقل أن هذا الإنسان جادّ وليس بمتلاعب ؟
لكن أنا أذكر أن إيمان حدثتني عنه وعن نزاهته
تواصل أخي بالصديق سيف ، وأبدى له إعجابه بالمشروع ،طلب منه أن يرسل له نسخة عندما ينتهي الطبع.
تم طبعُ كتاب إيمان : " نحيب وقصيدة " على عاتق سيف ، أرسل صديقي سيف نسخة إلى أخي ، كانت فرحته عظيمة لاتوصف ، بدأ يقرأ في النصوص حتى وصل لهذه السطور : "أنا الأرواح المهشمة التي إستنزفتْ من وقتي عمرا شاحبا
أنا كل أحزان لوركا والرمال المتدفقة من عيون كامو
أعرف أنني تعايشت مع الظلم كطائر أعمى
غفى على موسيقى القيامة "
أخذ أخي الكتاب وترك البيت متوجها إلى المقهى ، أشعل سيجارة وطلب قهوة ، ثم بدأ بإكمال الكتاب ، بينما هو غائص في القراءة فاجأه صاحب المقهى وهو (مستغرب وضاحك ): منذ أن بنيتُ هذا المقهى لم أرى في حياتي شخص يتناول كتابا
( تغير وجه أخي وبدتْ على ملامحه الغضب) : أنت ترى الناس بوجوهها لابعقولها أعتقد لن تفهم كلامي
غادر أخي المكان وتوجه إلى بيته مرهقا بعض الشيئ ، تناول عشائه ثم نام .
في الصباح وجد رسالة من الصديق سيف : لطالما تنبأتُ أن نصوص إيمان ستبقى خالدة كمنارة مقدسة هي نبية القصائد كانت تكتب على خط العراق.
سأل أخي سيف :كيف على خط العراق ؟
قال سيف : إيمان كانت تقدس العراق كأنه نبي ، كانت تحترف البلاغة لأجله.
مر أسبوع آخر كأنه دهر وعشرون قصيدة مثخنة بالوجع ، إتصلتُ بصديقي سيف وسألته عن موعد معرض الكتاب في العراق.
في اليوم السابع من موتي ، تفقَّد أخي مخطوطتي التي لم أتمكن من طبعها ،بسبب أن ظروفي المادية كانت قاسية ،جلس على سريري وأخذ جهازي الإلكتروني وبدأ بالولوج في نصوصي وقصائدي النثرية ،كان يقرأ ويصافح دموعي النثرية والشعرية (ويتنهد ) ثم قال : كم كنتِ كبيرة ياإيمان لكنك قليلة حظ لم يُسعفك الزمن لتصبحين أديبة ذات صيت وشأن عظيم
جاءت إبنة أختي مدينة ،راحت تلمس ملابسي وحقائبي (وتبكي بحرقة ) ، قالت :من المُعيب أن تغادرين الكون وأبقى أنا أسيرة نحيب وموت طويل
من القبح أن تمضين وحدك هناك ، لاأحد سيصافحكِ لاأحد يسألكِ ، هذا الموت متطرف ياإيمان كيف أنجوا من حزني وأنتِ في الظلام
مر الصيف القبيح سريعا ، وجفت الحناجر عن البكاء ، إتصل أحد الأصدقاء العراقيين بأخي وطلب منه أن يرسل له مخطوطتي عبر الإيميل هذا الصديق هو شاعر وكاتب رغِب أن يطبع مخطوطتي على هيئة كتاب ، تفاجأ جدا أخي تملكه شعور غريب وقال: أيعقل أن هذا الإنسان جادّ وليس بمتلاعب ؟
لكن أنا أذكر أن إيمان حدثتني عنه وعن نزاهته
تواصل أخي بالصديق سيف ، وأبدى له إعجابه بالمشروع ،طلب منه أن يرسل له نسخة عندما ينتهي الطبع.
تم طبعُ كتاب إيمان : " نحيب وقصيدة " على عاتق سيف ، أرسل صديقي سيف نسخة إلى أخي ، كانت فرحته عظيمة لاتوصف ، بدأ يقرأ في النصوص حتى وصل لهذه السطور : "أنا الأرواح المهشمة التي إستنزفتْ من وقتي عمرا شاحبا
أنا كل أحزان لوركا والرمال المتدفقة من عيون كامو
أعرف أنني تعايشت مع الظلم كطائر أعمى
غفى على موسيقى القيامة "
أخذ أخي الكتاب وترك البيت متوجها إلى المقهى ، أشعل سيجارة وطلب قهوة ، ثم بدأ بإكمال الكتاب ، بينما هو غائص في القراءة فاجأه صاحب المقهى وهو (مستغرب وضاحك ): منذ أن بنيتُ هذا المقهى لم أرى في حياتي شخص يتناول كتابا
( تغير وجه أخي وبدتْ على ملامحه الغضب) : أنت ترى الناس بوجوهها لابعقولها أعتقد لن تفهم كلامي
غادر أخي المكان وتوجه إلى بيته مرهقا بعض الشيئ ، تناول عشائه ثم نام .
في الصباح وجد رسالة من الصديق سيف : لطالما تنبأتُ أن نصوص إيمان ستبقى خالدة كمنارة مقدسة هي نبية القصائد كانت تكتب على خط العراق.
سأل أخي سيف :كيف على خط العراق ؟
قال سيف : إيمان كانت تقدس العراق كأنه نبي ، كانت تحترف البلاغة لأجله.
مر أسبوع آخر كأنه دهر وعشرون قصيدة مثخنة بالوجع ، إتصلتُ بصديقي سيف وسألته عن موعد معرض الكتاب في العراق.