صمتٌ وسكونٌ وأفكارٌ
في رياضِ الليلِ تجوبُ
همساً ودفءً وأنفاسً
من عبقِ اللذةِ تثورْ
نبضٌ في أروقةِ الصدرِ
يصولُ تارةً وتارةً يجولْ
عاشقٌ ومعشوقٍ وقلبٍ
متيمٍ متبولْ
وعيونٌ تغازلَ القمرَ
ومِن مغازِلِهِ تغزلُ
خبايا القدرِ لليلٍ طابَ
فيه السمرُ
لعاشقٍ للفؤادِ مسلوبْ
عبقُ أقداحِ الشايِ
يتسللُ كلهيبِ يومٍ حارْ
في صيفٍ قاسٍ بالحرِ
مشحونْ
يلهبُ المباسمَ بأنفاسٍ
تفيضُ لذةً وجنونْ
تتراقصُ شوقا" بلهفةِ
محرومْ
أيادٍ تلامسُ جسدَها
الساخنِ المحمومْ
رشفاتٍ مولودةٌ مِن رحمِها
المكنونْ
تروي ظمأَ سنينٍ عجافٍ
لشفاهٍ عطشى لغيثِ
عاشقٍ حنونْ
فيا.. راشفَ الشايِ
مهلا" بارتشافِهِ فإنه
من نورِ القمرِ مولود
لو أبو نواسٍ شاهدَهُ
لطلقَ الخمرةَ الصهباءَ
واعتزلَ المشروبَ
ولَهُ خرّ ساجدا" يتلو صلاةَ
القبولْ
ما أطيبَهُ في قدحٍ من شفتي
الحبيبِ مسكوبْ
عطشٌ وظمأٌ للغرامِ يقتلُنا
فتوسلا" أيها القدحَ
لتكنْ للشفاهِ كالأبِ الحنونْ
إن ظمأَ القلوبِ لا يرويها
إلا رضابَ عاشقٍ مجنونْ
فيا... راشفَ الشايِ مهلا"
بارتشافِهِ
فالليلُ دساسٌ لا يحملَ
وجائسَ العاشقاتِ
والقلبُ وسواسٌ
والنبضُ سلسٌ
والوترُ رنانٌ
سأمضي وطيوفَ الليلِ
إلى مدافنِ الذكرى
هناك ... حيثُ دفنتُ
الذكرياتْ
وأقبضُ على حرفي
فخروجَهُ ليلا" موجسٌ
للثعالبِ
وأقبضُ على نبضي
وأدخلهُ خلوةَ أضلعي
وبعدها ....
أتابعُ بصمتٍ ارتشافَ
الأنفاسِ الأخيرةِ لقدحِ
الشاي
ما ألذَها مِن ارتشافاتٍ
تلونتْ بأجملِ ما في العشقِ
من ألوانِ
ثم ... ألجأُ لمخدعي لأنامَ
مع قصيدتي على وسادةِ
عشقٍ ململمةِ آهاتٍ بعثرتْ
من صدري على سريرِ
الوالهين
واهيمُ جدلا" وعشقاً"
بفضاءاتي
أرتلُ في أحلامي النظراتِ
فوقَ جسدِ حبيبٍ زارني
في منامي
لأكونَ أُولى النساءِ الحالماتِ
فيا ... راشفَ الشايِ
يا عاشقا" لحمرتِهِ ولذتِهِ
تمهلْ في ارتشافِهِ
فدفءُ رشفاتِهِ يلهبُ المباسمَ
فتفيضُ هذيانا" وجنونا.
ذكرى محمد