[ من إيمان إلى عبد امنة ]

أنا هنا  مثلكَ أتعفن قلقةً تحت الجسور الباردة
أرى حقول الربيع في عيني يابسة
كما لو أنني إبتلعتُ الشمس دفعة واحدة
منظر كريات الثلج الملونة أصبح يجرح عيني
كأنني إمرأة طاعنة في كهوف الشجن
أستغرب إندفاع النساء في الأسواق ، يبحثن عن كومة قش وأحمر شفاه
أنا عيني على حقول الألغام ، أُُحصي عدد الأصابع والدمى الملونة بالدم
عقلي شارد في مكتبة العم ياسين ، التي جرفها المحتل
لم يجد في ذاك الحطام ، سوى أوراق من كتاب" الموتى يعزفون أغنية جنائزية "
هل تدرك ياصديقي منذ مطر تشرين الأسود ، وأنا مصابة بعمى الألوان
كل شيئ رمادي حتى وجهي وجدار غرفتي والمزهرية
أستغرب كيف إختبئ الأطفال ، عندما سقطت القذيفة فوق رؤوسهم ؟!
الأطفال الأبرياء غادروا نحو الربيع
نحو باب الله ، ربما سيُطعمهم دُراقا ورمانا ولوزا
كم كانوا يجيدون الرسم على جدار قلبي الوحيد
لاأحد بات يرسمني الآن
أنا ظل مشوه ، أتكئ على روايات قديمة ولحن مخدوش
سأغادر نحو الربيع
لاتنسى أن تطعم عصافير البيت ، هم وحيدين مثلي
كفتاة غرثى لاتجيد مراوغة الوقت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#أدب_الرسائل
#إيمان

جهد مبارك