القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


    العرضُ الأجمل

    إيمان
    إيمان
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1137
    نقاط : 12889
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 22/09/2016
    الموقع : قلم فضي2 / قلم ذهبي / قلم ماسي

    العرضُ الأجمل Empty العرضُ الأجمل

    مُساهمة من طرف إيمان الخميس يونيو 23, 2022 12:50 am

    إتفقتُ أنا وأحمد أن نلتقي في مدينة إزمير ، المدينة الهادئة التي لايؤمن أهلها بصخب البورصة ،وأغلفة مجلات الموضة
    كان الجو باردا جدا يوحي بسقوط المطر ، ذكَّرني هذا المشهد عندما كنتُ في القرية ،كان الوحلُ يمتد من أسفل قدمي حتى ركبتي
    جاء أحمد يرتدي معطفا رماديا وقبعة سوداء ،كأنه نجم سنمائي تتهافت عليه نساء الستينات ، يحمل مطرية سوداء
    بينما أنا لاأحمل مطرية ولاقبعة ،يكفيني شال وسترةُ صوف ، ربما لأنني ريفية أتجاوز الصقيع بابتسامة باردة
    يقول أحمد : دَعينا نشربُ قهوة ثم نتفق كيف نوزع المعاطف على اللاجئين ، علينا أن نختصر الوقت ، لأن هناك أغطية وحقائب
    قلت:  أعلم هذا ياأحمد ، أُكمل قهوتي ثم نتحدث
    أحمد : كم تحبين القهوة ،أعتقد أنكِ تحبيها أكثر مني
    قلت : ربما لاأدري !
    حسنا لنذهب ، سنبدأ من الحي الشرقي ، ثم نُعرج إلى باقي الشوارع
    غدا إن شاء الله ياأحمد سنشتري بعضا من قصص الأطفال ،سأقص عليهم الكثير من الحكايات
    أحمد : سيكون الأمر متعبا لكِ
    قلت : لاتقلق أنا أتناول مُتممات غذائية لستُ مثلك
    يبتسم أحمد : لاتنسي لقد وعدناهم بالفطائر والحلوى
    قلت : حتى تأكل مع الأطفال ؟ !
    أعلم أنكَ لا تقاوم الحلوى
    أحمد : سنتحدث عن أزمة الغذاء والوقود يافيلسوفة
    وصلنا لإحدى الممرات الضيقة ، المكان يبدوا خاليا ، يمُر كلب
    ينتابني خوف غير طبيعي ، تخنقني أنفاسي كثياب ضيقة
    تسقط الدموع ،كأنها مطر جاءت لتغسل همومنا
    أحمد : إنه مجرد كلب لاتخافي
    شعرتُ أن أحدهم يلاحقنا
    همستُ لأحمد: أظن أننا سنموت هنا
    شعرتُ بيد تُمسك بشالي
    لوهلة تذكرت مدينتي التي تركتُها ، أهلي وجارتنا العجوز
    شُباك نافذتي الذي كان يُطل على بيت أحمد
    إلتفت أحمد وقال : تبا لكَ ماذا تريد ؟
    تغيرت ملامح أحمد بدا في قمة غضبه
    أصبح وجهه أحمر ،كأن الدم سيخرج من عروقه
    قال : ماذا تريد منا أيها الوغد ؟
    إقترب الغريب من أحمد وهمس في أذنه : صاحبتكَ جميلة جدا
    لكَم أحمد الرجل الغريب
    تعالتْ الأصوات بين شتائم وصراخ وضرب
    إنتابني فزع ورعشة وبكاء هستيري
    جاء أحدهم وحاول أن يُوقف الشجار
    قال : تمالكا أعصابكما أيُعقل أن تتشاجرا لأجل فتاة ؟!
    أحمد : هذه الفتاة تعني لي الكثير
    ذهب ذاك الرجل الغريب مثقل الخطوات ،كأنه مدينة آثمة بالخطايا
    إستعدتُ أنفاسي ، بعد أن عشتُ قلقا وخوفا
    كان أحمد غاضبا ومستاءا جدا
    حاولتُ أن أهدئ من روعه
    أحمد : لاتقلقي لقد قاربنا على الوصول
    في المرّات  القادمة سنأخذ طريقا آخر
    قلت : حسنا ياأحمد ستكون الأمور جيدة
    يبتسم أحمد : يكفي أنكِ معي
    وصلنا إلى الملجئ أخيرا
    قلت : دعنا ندخل لقد تأخرنا كثيرا على الأطفال
    أحمد : أنظري لتلك الطفلة ، أظنها تحتاج حذاءا
    سنكتب كل النقائص التي يحتاجونها
    جلستُ قرب النافذة ،تذكرتُ شجار أحمد وقلت في نفسي : ماذا لو كنتُ وحيدة في الطريق ؟
    إقترب أحمد وقال : هل تقولين شيئا ؟
    قلت : لقد كان العرض الأجمل .


    عدل سابقا من قبل إيمان في الخميس يونيو 23, 2022 1:55 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ إملائي)

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 11:54 am