إتفقتُ أنا وأحمد أن نلتقي في مدينة إزمير ، المدينة الهادئة التي لايؤمن أهلها بصخب البورصة ،وأغلفة مجلات الموضة
كان الجو باردا جدا يوحي بسقوط المطر ، ذكَّرني هذا المشهد عندما كنتُ في القرية ،كان الوحلُ يمتد من أسفل قدمي حتى ركبتي
جاء أحمد يرتدي معطفا رماديا وقبعة سوداء ،كأنه نجم سنمائي تتهافت عليه نساء الستينات ، يحمل مطرية سوداء
بينما أنا لاأحمل مطرية ولاقبعة ،يكفيني شال وسترةُ صوف ، ربما لأنني ريفية أتجاوز الصقيع بابتسامة باردة
يقول أحمد : دَعينا نشربُ قهوة ثم نتفق كيف نوزع المعاطف على اللاجئين ، علينا أن نختصر الوقت ، لأن هناك أغطية وحقائب
قلت: أعلم هذا ياأحمد ، أُكمل قهوتي ثم نتحدث
أحمد : كم تحبين القهوة ،أعتقد أنكِ تحبيها أكثر مني
قلت : ربما لاأدري !
حسنا لنذهب ، سنبدأ من الحي الشرقي ، ثم نُعرج إلى باقي الشوارع
غدا إن شاء الله ياأحمد سنشتري بعضا من قصص الأطفال ،سأقص عليهم الكثير من الحكايات
أحمد : سيكون الأمر متعبا لكِ
قلت : لاتقلق أنا أتناول مُتممات غذائية لستُ مثلك
يبتسم أحمد : لاتنسي لقد وعدناهم بالفطائر والحلوى
قلت : حتى تأكل مع الأطفال ؟ !
أعلم أنكَ لا تقاوم الحلوى
أحمد : سنتحدث عن أزمة الغذاء والوقود يافيلسوفة
وصلنا لإحدى الممرات الضيقة ، المكان يبدوا خاليا ، يمُر كلب
ينتابني خوف غير طبيعي ، تخنقني أنفاسي كثياب ضيقة
تسقط الدموع ،كأنها مطر جاءت لتغسل همومنا
أحمد : إنه مجرد كلب لاتخافي
شعرتُ أن أحدهم يلاحقنا
همستُ لأحمد: أظن أننا سنموت هنا
شعرتُ بيد تُمسك بشالي
لوهلة تذكرت مدينتي التي تركتُها ، أهلي وجارتنا العجوز
شُباك نافذتي الذي كان يُطل على بيت أحمد
إلتفت أحمد وقال : تبا لكَ ماذا تريد ؟
تغيرت ملامح أحمد بدا في قمة غضبه
أصبح وجهه أحمر ،كأن الدم سيخرج من عروقه
قال : ماذا تريد منا أيها الوغد ؟
إقترب الغريب من أحمد وهمس في أذنه : صاحبتكَ جميلة جدا
لكَم أحمد الرجل الغريب
تعالتْ الأصوات بين شتائم وصراخ وضرب
إنتابني فزع ورعشة وبكاء هستيري
جاء أحدهم وحاول أن يُوقف الشجار
قال : تمالكا أعصابكما أيُعقل أن تتشاجرا لأجل فتاة ؟!
أحمد : هذه الفتاة تعني لي الكثير
ذهب ذاك الرجل الغريب مثقل الخطوات ،كأنه مدينة آثمة بالخطايا
إستعدتُ أنفاسي ، بعد أن عشتُ قلقا وخوفا
كان أحمد غاضبا ومستاءا جدا
حاولتُ أن أهدئ من روعه
أحمد : لاتقلقي لقد قاربنا على الوصول
في المرّات القادمة سنأخذ طريقا آخر
قلت : حسنا ياأحمد ستكون الأمور جيدة
يبتسم أحمد : يكفي أنكِ معي
وصلنا إلى الملجئ أخيرا
قلت : دعنا ندخل لقد تأخرنا كثيرا على الأطفال
أحمد : أنظري لتلك الطفلة ، أظنها تحتاج حذاءا
سنكتب كل النقائص التي يحتاجونها
جلستُ قرب النافذة ،تذكرتُ شجار أحمد وقلت في نفسي : ماذا لو كنتُ وحيدة في الطريق ؟
إقترب أحمد وقال : هل تقولين شيئا ؟
قلت : لقد كان العرض الأجمل .
كان الجو باردا جدا يوحي بسقوط المطر ، ذكَّرني هذا المشهد عندما كنتُ في القرية ،كان الوحلُ يمتد من أسفل قدمي حتى ركبتي
جاء أحمد يرتدي معطفا رماديا وقبعة سوداء ،كأنه نجم سنمائي تتهافت عليه نساء الستينات ، يحمل مطرية سوداء
بينما أنا لاأحمل مطرية ولاقبعة ،يكفيني شال وسترةُ صوف ، ربما لأنني ريفية أتجاوز الصقيع بابتسامة باردة
يقول أحمد : دَعينا نشربُ قهوة ثم نتفق كيف نوزع المعاطف على اللاجئين ، علينا أن نختصر الوقت ، لأن هناك أغطية وحقائب
قلت: أعلم هذا ياأحمد ، أُكمل قهوتي ثم نتحدث
أحمد : كم تحبين القهوة ،أعتقد أنكِ تحبيها أكثر مني
قلت : ربما لاأدري !
حسنا لنذهب ، سنبدأ من الحي الشرقي ، ثم نُعرج إلى باقي الشوارع
غدا إن شاء الله ياأحمد سنشتري بعضا من قصص الأطفال ،سأقص عليهم الكثير من الحكايات
أحمد : سيكون الأمر متعبا لكِ
قلت : لاتقلق أنا أتناول مُتممات غذائية لستُ مثلك
يبتسم أحمد : لاتنسي لقد وعدناهم بالفطائر والحلوى
قلت : حتى تأكل مع الأطفال ؟ !
أعلم أنكَ لا تقاوم الحلوى
أحمد : سنتحدث عن أزمة الغذاء والوقود يافيلسوفة
وصلنا لإحدى الممرات الضيقة ، المكان يبدوا خاليا ، يمُر كلب
ينتابني خوف غير طبيعي ، تخنقني أنفاسي كثياب ضيقة
تسقط الدموع ،كأنها مطر جاءت لتغسل همومنا
أحمد : إنه مجرد كلب لاتخافي
شعرتُ أن أحدهم يلاحقنا
همستُ لأحمد: أظن أننا سنموت هنا
شعرتُ بيد تُمسك بشالي
لوهلة تذكرت مدينتي التي تركتُها ، أهلي وجارتنا العجوز
شُباك نافذتي الذي كان يُطل على بيت أحمد
إلتفت أحمد وقال : تبا لكَ ماذا تريد ؟
تغيرت ملامح أحمد بدا في قمة غضبه
أصبح وجهه أحمر ،كأن الدم سيخرج من عروقه
قال : ماذا تريد منا أيها الوغد ؟
إقترب الغريب من أحمد وهمس في أذنه : صاحبتكَ جميلة جدا
لكَم أحمد الرجل الغريب
تعالتْ الأصوات بين شتائم وصراخ وضرب
إنتابني فزع ورعشة وبكاء هستيري
جاء أحدهم وحاول أن يُوقف الشجار
قال : تمالكا أعصابكما أيُعقل أن تتشاجرا لأجل فتاة ؟!
أحمد : هذه الفتاة تعني لي الكثير
ذهب ذاك الرجل الغريب مثقل الخطوات ،كأنه مدينة آثمة بالخطايا
إستعدتُ أنفاسي ، بعد أن عشتُ قلقا وخوفا
كان أحمد غاضبا ومستاءا جدا
حاولتُ أن أهدئ من روعه
أحمد : لاتقلقي لقد قاربنا على الوصول
في المرّات القادمة سنأخذ طريقا آخر
قلت : حسنا ياأحمد ستكون الأمور جيدة
يبتسم أحمد : يكفي أنكِ معي
وصلنا إلى الملجئ أخيرا
قلت : دعنا ندخل لقد تأخرنا كثيرا على الأطفال
أحمد : أنظري لتلك الطفلة ، أظنها تحتاج حذاءا
سنكتب كل النقائص التي يحتاجونها
جلستُ قرب النافذة ،تذكرتُ شجار أحمد وقلت في نفسي : ماذا لو كنتُ وحيدة في الطريق ؟
إقترب أحمد وقال : هل تقولين شيئا ؟
قلت : لقد كان العرض الأجمل .
عدل سابقا من قبل إيمان في الخميس يونيو 23, 2022 1:55 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ إملائي)