منذ بدء التكوين والعُروش تتصارع على العود والشِعر ،للشِعرِ مئذنة بنفسج ، وللعودِ أصابع معلقة على أشجار الصنوبر والسنديان ، وأنا حارسة الباب ألمح زقاقا قديما يُذكرني بدمشق ، بخطوات الفلاحين وهم يخلقون جدارا يحميهم من السقوط .
لكنهم سقطوا على حافة النهر ، كان الرجل الطويل يترصدُ لهم منذ نهاية العام .
كانت النساء قلقة وهُن يُقشرن الرُمان ، القنّاصُ أفْرغَ عيناه وهو يختلس النظرفي أصابعي ،كان وجهه كغراب أتى من خاصرة الحرب .
قلتُ ليوسف : إنه الدمار جاء ليقطف ثمار دمشق ، إنه الخراب جاء ليفتِك بشعبي المسكين ، دخان الحرب الأزرق جعل مني إمرأة هشة ، بعد أن كنتُ خضراءً كالقصيدة ، كسنابل بلادي .
قد لاأموت الآن لكن عظامي ماتت ، منذ أن تدلَى رأس أبي في البحيرة ، منذ سقوط المئذنة البيضاء ، وسقوط يدي وهي تكتب عن طفولتي المحترقة .
ذهبتُ إلى الشاطئ ، تذكرتُ تفاصيل النحيب ، وصراخ أمي وهي تُمسك بِروازا مقلوبا ، وصبية تُحدق في قطعة رغيف دموية .
مازال عودي في يدي يُذكرني بفم العصفور ، وأنفاس النوارس ورائحة الشاي لازلت أبحث عن كهف أخبئ فيه دميتي وثيابي الرَّثة ، ونصوص قديمة ورسالة من عِمران ، هذا كل مابقي لي من مدينة منكوبة ، مات فجرها بعد أن أذِن الجلاد لرعيته بصنع حفرة .
كنتُ أشاهد الجثث الحيّة وهي تهوى دون وداع ، ماتوا قبل أن يُقَبلوا أطفالهم كم إحترقتُ وأنا أختلس النظر وهم يُشعلون النار على الأجساد ،كانت الأبواب تُردد صراخ الرجال ، لمْلمتُ دموعي وآويتُ إلى فراشي كأهل الكهف ، ألقُط حصى الدمار ؛ لأحفظه في ذاكرتي ، ربما يُنجيني الرب ؛ لأكتب عن دمشق المُعلقة في ساطور الموت .
لكنهم سقطوا على حافة النهر ، كان الرجل الطويل يترصدُ لهم منذ نهاية العام .
كانت النساء قلقة وهُن يُقشرن الرُمان ، القنّاصُ أفْرغَ عيناه وهو يختلس النظرفي أصابعي ،كان وجهه كغراب أتى من خاصرة الحرب .
قلتُ ليوسف : إنه الدمار جاء ليقطف ثمار دمشق ، إنه الخراب جاء ليفتِك بشعبي المسكين ، دخان الحرب الأزرق جعل مني إمرأة هشة ، بعد أن كنتُ خضراءً كالقصيدة ، كسنابل بلادي .
قد لاأموت الآن لكن عظامي ماتت ، منذ أن تدلَى رأس أبي في البحيرة ، منذ سقوط المئذنة البيضاء ، وسقوط يدي وهي تكتب عن طفولتي المحترقة .
ذهبتُ إلى الشاطئ ، تذكرتُ تفاصيل النحيب ، وصراخ أمي وهي تُمسك بِروازا مقلوبا ، وصبية تُحدق في قطعة رغيف دموية .
مازال عودي في يدي يُذكرني بفم العصفور ، وأنفاس النوارس ورائحة الشاي لازلت أبحث عن كهف أخبئ فيه دميتي وثيابي الرَّثة ، ونصوص قديمة ورسالة من عِمران ، هذا كل مابقي لي من مدينة منكوبة ، مات فجرها بعد أن أذِن الجلاد لرعيته بصنع حفرة .
كنتُ أشاهد الجثث الحيّة وهي تهوى دون وداع ، ماتوا قبل أن يُقَبلوا أطفالهم كم إحترقتُ وأنا أختلس النظر وهم يُشعلون النار على الأجساد ،كانت الأبواب تُردد صراخ الرجال ، لمْلمتُ دموعي وآويتُ إلى فراشي كأهل الكهف ، ألقُط حصى الدمار ؛ لأحفظه في ذاكرتي ، ربما يُنجيني الرب ؛ لأكتب عن دمشق المُعلقة في ساطور الموت .