مجنونة

مضى قيسٌ وليلى العامرية
وجئتُ أنا و قيس  الناصرية 

نُضيفُ إلى فصول الحب باباً
جنونيــاً أنا فيه الضحيــة

له سطرٌ عليه وما تبقى
فصول مغامراتي العاطفية 


انا االمذبوحة  والمجنونة فبه
  بسفاح العبون النرجسية 

أطير بحبه الغالي جنوناً 
وأسمو في مقاماتِ عليَّـة 

أُسافر نحوه للبحث عني 
وفي كفّي ملفَّات القضية 

وأرجع فاقدة نفسي تماماً 
صريعة فكر  مجهولة  هوية 

هروبي دائماً منه إليـه
أرى فيه الحياة مع المنيّة 

لعينيه القصائد كل يومٍ
تهاجرُ كالطيور الموسمية 

فمن كُتب الغرام يطلُّ قيس
ويسكن في الحروف الأبجدية 

له صِلةٌ بأوراقي وشـــعري 
وتربطـــــه علاقـــــاتٌ قويــــة

يمرُّ على الحروف بلا تأني 
ويدخل في السطور بلا رويّة 

مُراهقــةٌ ولكنـي أراني
بدنيا الحب ما زالت صبيـــة
 
فليت العشق مفروضٌ عليه
كباقي الواجبات المدرسية 

فيقرأهُ ويحفظهُ تماماً 
ويأتي كي نذاكرهُ سويــــة 

ويبحر في جنون العشق  مثلي 
وفي حبي يقاسمني البلية 

له جسم شموخيٌ تبدَّى 
كمئذنةٍ علت في الأشرفية 

وعُنقٌ في الِتفاتتهِ تحدِّي 
تجلى بالصفات العنجهية 

وثغرٌ تستحِمُّ الشمس فيه 
ووجـــهٌ رائــعٌ كالمزهريـــة 

يحاصرني بما فيه افتِتاناً 
ويسحرني بطلعته البهيـة 

وإن حضر تغير نبض قلبي 
وغنَّى من أغاني البندقية
 
يشقلِبُ كل شيءٍ في خيالي 
ويعكسُ في الهوى عشرين رؤية 

يسدِّدُ عُنف ضربته بصدري 
فأقبلها بروحٍ شاعرية
 
وأعبر وجهه بتأملاتي 
وأغطس في ملامحه الشهية 

أُغلِّفُ بالورود الحمر قلبي 
وأحملهُ إلى قيس هدية
 
لينعم بالحياة معاه قلبي 
وتبقى ذكريات الحب حية 

أموت بحبه لأعيش حية
وأعشقه بإخلاصٍ ونية
 
يعذبني ويضحك لي كأن لم 
أكن مجنونه بين البرية 

وعيناه تمرُّ لتختبرني 
فلا تُلقي على قلبي التحية 

يقول بأنه ملَّ من  غرامي 
وما عادت بأشعاري حَفيّة 

فأتيه وفي صدري عتابٌ 
هجائيٌ وصرخاتٌ أبية 

أقول له ارحل  بعيداً 
... يفاجئني بضحكته الرضية