القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+2
وميض
صباح الجميلي
6 مشترك

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين مايو 21, 2012 11:23 pm

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا



    وميض
    وميض
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1492
    نقاط : 7880
    السٌّمعَة : 124
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    37
    الموقع : قلب المنتدى النابض

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف وميض الثلاثاء مايو 22, 2012 11:52 am

    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    احسنت وبارك الله فيك وبأبن عمي ستار اللهيبي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء مايو 22, 2012 9:26 pm

    وميض كتب:
    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    احسنت وبارك الله فيك وبأبن عمي ستار اللهيبي

    ان مرورك العطر اسعد امسيتي الف شكر لك يا وميض
    صباح الجميلي
    avatar
    سامر اكسو
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 131
    نقاط : 5182
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف سامر اكسو الأربعاء مايو 23, 2012 11:04 am

    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    عدت بنا الى الاصالة والابداع الرصين فشكرا لك يا دكتور
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء مايو 23, 2012 4:10 pm

    سامر اكسو كتب:
    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    عدت بنا الى الاصالة والابداع الرصين فشكرا لك يا دكتور

    الشكر الجزيل لك يا زميلي العزيز سامر والف شكر لمرورك العطر على صفحات كتاباتي .. متمنيا لك كل الخير
    صباح الجميلي
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25969
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الأربعاء مايو 23, 2012 4:23 pm

    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    بارك الله بمدعينا ستار والدكتور الغالي لاتحافنا بالروائع
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء مايو 23, 2012 4:27 pm

    Admin كتب:
    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    بارك الله بمدعينا ستار والدكتور الغالي لاتحافنا بالروائع

    شكرا استاذي الحبيب .. إنه انعكاس لإبداعاتكم انتم.. لك مني اطيب الأماني
    صباح الجميلي
    الحسام
    الحسام
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 105
    نقاط : 5303
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    41
    الموقع : عضو

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف الحسام الإثنين يونيو 18, 2012 10:42 am

    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    احييت فينا الماضي بروائعه
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين يونيو 18, 2012 10:48 am

    الحسام كتب:
    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    احييت فينا الماضي بروائعه


    مرورك العطر اسعدني الف شكر لك أخي - الحسام-
    صباح الجميلي
    avatar
    زوزو
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 101
    نقاط : 5018
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 09/12/2010

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف زوزو الإثنين يونيو 25, 2012 10:33 am

    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    سلمت يمينك بمت نقلت
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي Empty رد: اضحى التنائي بديلا عن تدانينا/ قصيدة ابن زيدون الأندلسي

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين يونيو 25, 2012 11:33 pm

    زوزو كتب:
    صباح الجميلي كتب:أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم
    تحية حب واعتزاز
    استجابة لرغبة زميلنا العزيز ستار اللهيبي ادرج لكم ادناه قصيدة ابن زيدون الأندلسي كاملة مع تحياتي
    صباح الجميلي

    قصيدة ابن زيدون الأندلسي في حبيبته ولادة بنت المستكفي

    أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا .... ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

    ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا .... حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

    مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ .... حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

    أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا .... أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

    غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا .... بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

    فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا، .... وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

    وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا، .... فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

    يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ، .... هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

    لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ .... رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

    ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ .... بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

    كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ، .... وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

    بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا .... شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

    نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا، .... يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

    حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ .... سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

    إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا، .... ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

    وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً .... ِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

    ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما .... كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

    لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا، .... أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

    واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً .... مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ ... مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

    واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا .... إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

    ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا .... من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

    فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً .... مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

    رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ .... مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

    أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ .... مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

    إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَـــةً، .... تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

    كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ، .... بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

    كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ، .... زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

    ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً .... وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

    يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا .... وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

    ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها، .... مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

    ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ، .... في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

    لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً، .... وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

    إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ .... فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

    يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها .... والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

    كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا، .... والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

    إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ .... في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

    سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا، .... حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

    لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ .... عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

    إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً .... مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

    أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ .... شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

    لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ .... سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

    ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ، .... لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

    نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً .... فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

    لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا .... سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

    دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً .... فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

    فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا .... ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

    ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ، .... بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

    أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً، .... فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

    وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ .... بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

    عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ .... صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا




    سلمت يمينك بمت نقلت

    الف الف شكر على مرورك العطر بارك الله فيك
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:11 pm