لقد قرأت لك من التراث / الأمانة ومخافة الله حبا به / رمان وتفاح وحليب
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام... تحية حب واعتزاز
أروي لكم اليوم قصص من التراث تبين الأمانة ومخافة الله ليس طمعا في الجنة ولا خوفا من النار ولكن حبا لله وحده وتجسيدا لمبادئ الأسلام والسجايا العربية والتي نفتقدها الآن حيث أصبح الركض وراء متاع الدنيا الفانية هو المطلب الأول والأخير لحكام هذا الزمان ...
تلك القصص هي حول رمانة وتفاحة وحليب..
قصة الرمانة ....
في أحد الأيام كان هناك حارس بستان...دخل عليه صاحب البستان...
وطلب منه ان يحضر له رمانة حلوة الطعم... فذهب الحارس وأحضر رمانة وقدمها لسيد البستان ... وحين تذوقها الرجل وجدها حامضة...
فقال صاحب البستان: قلت لك اريد رمانة حلوة الطعم... أحضر لي رمانة اخرى ....
فذهب الحارس مرتين متتاليتين وفي كل مرة يكون طعم الرمان الذي يحضره حامضا...
فقال صاحب البستان للحارس مستعجبا:
إن لك سنة كاملة تحرس هذا البستان...
ألا تعلم مكان الرمان الحلو ...؟؟؟
فقال حارس البستان:
إنك يا سيدي طلبت مني أن أحرس البستان... لا أن أتذوق الرمان...
فكيف لي ان أعرف مكان الرمان الحلو...
فتعجب صاحب البستان من أمانة هذا الرجل...واخلاقه...
فعرض عليه ان يزوجه ابنته ... وتزوج هذا الرجل من تلك الزوجة الصالحة...
وكان ثمرة هذا الزواج هو رجل من الصالحين اسمه :
عبد الله ابن المبارك
قصة التفاحة
كان هنالك رجل يخرج كل صباح ليفتش عن عمل يسترزق منه عيشة يومه وفي أحد الأيام لم يجد من يشغله وقفل راجعا الى بيته وقد مسه الجوع وبينما هو سائر مر بجانب سور لبستان فوجد تفاحة ملقاة على الأرض...فتناول التفاحة...وأكلها ليسد بها رمقه ...
ثم حدثته نفسه بأنه أتى على شيء ليس من حقه... فأخذ يلوم نفسه...وقرر أن يرى صاحب هذا البستان .. فإما أن يسامحه في هذه التفاحة أو أن يدفع له مقابل ثمنها ...
وذهب الرجل لصاحب البسان وحدثه بالامر... فاندهش صاحب البستان...لامانة الرجل...
وقال له: ما اسمك؟؟
قال له: ثابت
قال له : لن أسامحك في هذه التفاحة
فقال له ثابت ياسيدي انا مستعد ان اعمل لديك بلا أجر فقط سامحني على هذه التفاحة ....
قال له : لن أسامحك في هذه التفاحة الا بشرط أن تتزوج ابنتي...
واعلم انها خرساء عمياء صماء مشلولة... إما أن تتزوجها وإما لن أسامحك في هذه التفاحة
فوجد ثابت نفسه مضظرا... يوازي بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة...
فوافق على هذه الصفقة ....
وحين حانت اللحظة التقى ثابت بتلك العروس... وإذ بها آية في الجمال والعلم والتقى... فاستغرب كثيرا ...لماذا وصفها ابوها بأنها صماء مشلوله خرساء عمياء...
فلما سألها قالت:
لا تعجب من كلام أبي .. أنا عمياء عن رؤية الحرام خرساء صماء عن قول وسماع ما يغضب الله... و مشلولة عن السير في طريق الحرام... وكان أبي يفتش لي عن زوج صالح يأتمنه علي فلما عرف قصتك اطمئن بانك سترعاني بما يحب الله ويرضاه ...
وتزوج ثابت هذا بتلك المرأة الصالحة ... وكان ثمرة هذا الزواج:
الامام ابي حنيفة النعمان ابن ثابت
قصة الحليب ....
كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض) يخرج ليلا يتفقد أحوال الرعية .. وفي احدى الليالي وهو مار بجوار احد البيوت سمع امرأة تقول لابنتها: اخلطي الحليب بالماء ... فرفضت البنت ذلك ..
فقالت الأم يا ابنتي اخلطي الماء بالحليب فهل عمر معنا ليعرف ذلك ...
فأجابت البنت : يا أماه اذا كان عمر لا يرانا...فإن رب عمر يرانا...
وسمع أمير المؤمنين عمر كلام هذا الابنة التقية...
فارسل عليها في اليوم التالي وخطبها لابنه عاصم وزوجها له.....
فكان ثمرة هذا الزواج ....
عمر ابن عبد العزيز والذي يعد خامس الخلفاء الراشدين
صباح الجميلي / بتصرف