القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


4 مشترك

    كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    ستار اللهيبي
    ستار اللهيبي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 618
    نقاط : 15146
    السٌّمعَة : 52
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : كبير مبدعي القلم / نقيب المبدعين / وسام الثقافة /درع الابداع

     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Empty كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    مُساهمة من طرف ستار اللهيبي الإثنين يوليو 02, 2012 4:58 pm

    كل عام و أنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم على الجميع وذنب مغفور وصيام مقبول انشاء الله
    اقدم لكم اعزائي مختصر اشتمل على أهم الصفات الخَلْقية للنبي الكريم وذلك لتتعرف أكثر على أشرف المخلوقين، وأفضل السابقين واللاحقين، فكلما ازدادت معرفتنا به ازداد حبنا له؛ لأن معرفته تقوي محبتنا له، وإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه.. فلا نجعل ذهننا يفارق صورة النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وأخلاقه
    كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة .
    وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النور الإسلامي , فقد اتسمت سيرته صلى الله عليه وسلم بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها .
    لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " .
    ولقد شب الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة . فقد كان صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائل لنبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه .
    وحين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين سنة نزل عليه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج صلى الله عليه وسلم بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصر دعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداً منها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا .
    وهكذا استمر صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسم لها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة .
    وفارق الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا وقد حكم الجزيرة العربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد .
    فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟
    لأنك أتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد
    سواك ..
    1-مبدأ الحلم
    قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 .
    لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدود الله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
    وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرة فأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعة لينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممثل لقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك . ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابة الصحيفة .
    وموقفا آخر يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر في قتله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف , فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
    ويتجلى حلمه صلى الله عليه وسلم عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبو سفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال صلى الله عليه وسلم : اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
    وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلى رسول الله فقال لهما صلى الله عليه وسلم : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .
    إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفو ويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطت به ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا .

    2-مبدأ التواضع
    :قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 .
    إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليه وسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه " .
    وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مثالا حيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكر الصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم .
    فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقد استطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم .

    3-مبدأ حسن الظن
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 .
    لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم . فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار . وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها .

    4-مبدأ الوضوح في التعامل
    لقد كان الوضوح سمة مميزة في تعاملات الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فقط مع صحابته رضوان الله عليهم بل أيضا مع أعدائه , فلم يكن ممن يداهنون الغير , قال عز وجل : " ودوا لو تدهن فيدهنون " . القلم آية 9 .
    فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خرج معتمرا إلى مكة المكرمة وصدته قريش عن البيت الحرام بحجة أنه جاء لقتالهم فكان لا بد للرسول صلى الله عليه وسلم من أن يبين لهم أنه جاء معتمرا إلى البيت الحرام ولم يجئ لقتال أحد , وهكذا أوضح هدفهم من المجيء , وبعدها قال صلى الله عليه وسلم لبديل معترضا على تصرف قريش بأن الحرب قد أهلكتهم فلو أنهم خلوا بين الناس والمسلمين فمن شاء دخل في الإسلام وأسلموا هم , أما إذا أرادت قريش الحرب والقتال فإنه مستعد لقتالهم من أجل هذه الدعوة حتى يقتل أو ينفذ الله أمره , وهكذا كان صلى الله عليه وسلم واضحا مع بديل في اعتراض قريش حيث إنهم لم يتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم دون أذى و تحريض الناس والقبائل ضده فلم يكن الحرب والقتال للقضاء على الدعوة الإسلامية إلا من قريش وحدها أو من حالفها وبتحريض منها , وكون أن قريش تريد الحرب والقتال فالرسول ومن معه على أتم استعداد للمواجهة حتى الموت , ولم يكن أمام بديل إلا أن يعود أدراجه ويبين لقريش ما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .
    ويزيد وضوح المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الوفود التي تأتي لتسأل عن الإسلام أو تعلن إسلامها أمامه فلم يكن صلى الله عليه وسلم يجبر الناس على دخول الإسلام بل يعطي لهم فرصة ليستوضحوا الأمر ويفهموا دعوته وما أرسل به ثم يدعوهم بعد ذلك إلى الحق فهذا وفد ثقيف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا ومكثوا يختلفون إلى رسول الله وهو يدعوهم إلى الإسلام حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم الرسول قضية صلح بينه وبين ثقيف يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا ويترك لهم طاغيتهم اللات وأن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم . فأبى رسول الله أن يقبل شيئاً من ذلك فخلوا وتشاوروا فما كان منهم إلا أن استسلموا وأعلنوا إسلامهم واشترطوا أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم هدم اللات وأن ثقيفا لا يهدمونها بأيديهم أبدا فقبل ذلك . وما كان هذا إلا لمعرفتهم بأنه صلى الله عليه وسلم لن يرضى بغير الوضوح في كل تعاملاته وصدق الإيمان وبذلك تمكن من كسب هذه الفئة في الإسلام وتفانيهم فيما بعد في الدعوة إليه .إن الوضوح في التعامل يعد مبدأ هاما لتوضيح وجهات النظر بين الفئات المختلفة وإزالة ما قد يرد إلى الأذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أمام الجميع فيكون كل فرد على بينة من أمره يعرف ما هو مطلوب منه وما هو الواجب عليه لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على الوضوح في تعامله حتى مع الفئات المخالفة له من غير المسلمين .

    5-مبدأ العفو والتسامح
    قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . الأعراف آية 199 .
    وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ في التعامل مع صحابته رضوان الله عليهم ومع أعدائه وضرب للمسلمين مثلا في العفو فقد تجاوز عن المسيء من أعدائه مع قدرته صلى الله عليه وسلم على القصاص منه . وهناك الكثير من الأحداث والمواقف التي سجلها التاريخ والتي تدل على تطبيق مبدأ العفو والتسامح مع أعدائه صلى الله عليه وسلم . ومنها حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف مقاتل وسلك بمن معه من المؤمنين على البدائع في مرة بني حارثة ومروا بحائط لمربع بن قيظي وكان منافقا فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين رفع حفنة من تراب وقال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فبدره سعد بن زيد بضربة شج بها رأسه وابتدره رجال ليقتلوه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه لا تقتلوه فإنه أعمى القلب أعمى البصير" .
    وموقف آخر بعد أن عادت سرية محمد بن مسلمة التي غارت على بني بكر بن كلاب فهرب سائرهم فاستاق المسلمون نعما وشاء وقدموا المدينة ومعهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة , كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من مسيلمة الكذاب فأخذه المسلمون , فلما جاءوا به ربطوه بسارية في المسجد , فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتل ذا دم وإن تنعم على شاكر , وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت , فتركه ثم مر به مرة أخرى . فقال له مثل ذلك . فرد عليه كما رد عليه أولا , ثم مر مرة ثالثة فقال : " أطلقوا ثمامة " فأطلقوه فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم . وأعظم موقف في عفوه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب الكعبة يوم الفتح وخطب في الناس ثم قال لقريش : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " . فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم .
    وبهذا العفو والتسامح منه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه استطاع كسب محبة الأعداء وإسلامهم والوفاء له فيما بعد . فالعفو والتسامح يؤتي ثماره الإيجابية ليس فقط مع الأصحاب بل حتى مع الأعداء ويكون له أكبر الأثر في غرس الثقة والمحبة في تلك القلوب التي عميت بالعداء والحقد والحسد .

    6- مبدأ الصبر
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " البقرة آية 153 .
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا مثاليا في الصبر على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس فقد صبر حين حوصر هو والمسلمون في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات , فقد قامت قريش بإجراء انتقام ظالم جائر حيث قرروا كتابة كتاب يتعاقدون فيه على بني هاشم بني المطلب على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم , وتعاهدوا عليها وتواثقوا ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة .
    وموقف آخر . بعد غزوة بدر وانتصار المسلمين على قريش قدم الرسول المدينة وجمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال : " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريش " فقالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا . فأنزل الله تعالى : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " . كان معنى ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر بالحرب ولكن كظم النبي صى الله عليه وسلم غيظه وصبر المسلمون وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالي . وكان قولهم يكفي لأن يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على التصرف معهم بقوة وشدة سواء في الرد عليهم بالقول أو الفعل , وكان الله كفيلا بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنه تحلى بالصبر في هذا الموقف لعله بذلك يتمكن من كسب قلوب الأعداء ودخولهم في الإسلام .


    7-مبدأ الحزم
    يتضح حزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع من يخونه ويغدر به في عدت مواقف منها موقفه عندما عاد من حمراء الأسد إلى المدينة أخذ أبا عزة الجمحي وهو الذي كان قد من عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر لفقره وكثرة بناته على أن لا يظاهر عليه أحد وكنه غدر فحرض الناس بشعره على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وخرج لمقاتلتهم في أحد فلما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد أخلني وامنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمدا مرتين . ثم أمر الزبير فضرب عنقه .
    وأيضا موقفه صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين حاولوا الغدر به عندما قاموا ببناء مسجد الضرار وكان هذا المسجد عبارة عن وكر مؤامرات أقيم لمناوأة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة , فلما فرغوا من البناء أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز لغزوة تبوك وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلي في ذلك المسجد ليأخذ الصبغة الشرعية فاعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا – إن شاء الله – لأتيناكم فصلينا لكم فيه " وأثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك نزل عليه الوحي بخبر المسجد . قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " . وهنا دعا صلى الله عليه وسلم اثنين من أصحابه هما : مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال : " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " وفعلا أتياه فهدماه وحرقاه وتفرق أهله عنه وتركوه للنار .
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حازما في الأعمال التي يقوم بها وفي مواجهة الأحداث التي قد تسبب بلبلة أو تؤدي إلى مصائب أعظم يقدم على العمل بعد التفكير الجاد والنظرة البعيدة للأحداث المترتبة على ذلك العمل فلم يكن يتسرع في الإقدام ثم يعود ويتراجع عن القرار .

    8-مبدأ العدل
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .المائدة آيه 8 .
    العدل في المجتمع الإسلامي لا يختص بفئة بعينها بل هو عدل شامل فلا يتأثر بقرابة ولا صدقة ولا بغض ولا عداوة . ومن أعظم الوقائع التاريخية الدالة على عدله صلى الله عليه وسلم عندما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها بقطع يدها وحاولوا التوسط بزيد بن الحارثة وابنه أسامة لأنهما أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع أسامة القضية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان جوابه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : " أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " .

    9-مبدأ الوفاء بالوعد
    :قال الله تعالى " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " . الرعد آية 20 .
    لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة مبدأ الوفاء بالوعد في تعامله مع أفراد المجتمع المسلم . وهناك كثير من المواقف التي تبين ممارسته لهذا المبدأ في حياته ومن أعظمها عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة أتاه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده قد خرج من مكة فطالب سهيل بأن يرده الرسول إلى المشركين ببنود الصلح بينهم , وأبو جندل يصرخ بأعلى صوته , يا معشر المسلمين أ أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين اليوم صلحاء وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم " .
    اللهم صلي وسلم على المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

    [b] - كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم[/b]

    هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
    محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: 'لا'.
    محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.
    محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.
    محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد احد أن يسره بحديث، إلا واستمع إليه بإنصات.
    محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
    محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم..
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد للهعلى كل حال.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدا بنفسه.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت...
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس.
    محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة

    -[u]الملائكة التي تحيط بالإنسان
    عددها(10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر , والله سبحانه وتعالى يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي , فتر الملائكة وتقول: تركناهم يصلون , لذلك ينصح دائماً بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله .

    وقد جعل الله عشرة أنواع من ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي
    ملكين ملك عن اليمين وملك عن اليسار , الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة, فيرد ملك اليسار ويقول
    أمهله لعله يستغفر, فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له .
    ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,
    حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك : كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالى أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
    ملك على الجبين : للتواضع وعدم الكبر.
    ملكين على الشفتين : ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر .
    ملكين على العينين : وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
    و أخيرا ملك على البلعوم : لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شيء يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شيء بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً.
    رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
    الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب

    واخيرا
    تقبل الله صيامكم وقيامكم
    اخوكم
    عبد الستار اللهيبي [/size[/size]]

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21525
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Empty رد: كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين يوليو 02, 2012 8:13 pm



    بارك الله فيك يا ستار انها أجمل هدية استلمتها بمناسبة شهر رمضان ... ولك مني أطيب التحايا ...
    صباح الجميلي


    _________________

    صباح الجميلي

    avatar
    سعاد
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 108
    نقاط : 5139
    السٌّمعَة : 9
    تاريخ التسجيل : 21/02/2011

     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Empty رد: كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    مُساهمة من طرف سعاد الثلاثاء يوليو 03, 2012 10:52 am

    ستار اللهيبي كتب: كل عام و أنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم على الجميع وذنب مغفور وصيام مقبول انشاء الله
    اقدم لكم اعزائي مختصر اشتمل على أهم الصفات الخَلْقية للنبي الكريم وذلك لتتعرف أكثر على أشرف المخلوقين، وأفضل السابقين واللاحقين، فكلما ازدادت معرفتنا به ازداد حبنا له؛ لأن معرفته تقوي محبتنا له، وإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه.. فلا نجعل ذهننا يفارق صورة النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وأخلاقه
    كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة .
    وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النور الإسلامي , فقد اتسمت سيرته صلى الله عليه وسلم بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها .
    لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " .
    ولقد شب الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة . فقد كان صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائل لنبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه .
    وحين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين سنة نزل عليه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج صلى الله عليه وسلم بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصر دعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداً منها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا .
    وهكذا استمر صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسم لها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة .
    وفارق الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا وقد حكم الجزيرة العربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد .
    فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟
    لأنك أتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد
    سواك ..
    1-مبدأ الحلم
    قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 .
    لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدود الله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
    وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرة فأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعة لينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممثل لقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك . ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابة الصحيفة .
    وموقفا آخر يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر في قتله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف , فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
    ويتجلى حلمه صلى الله عليه وسلم عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبو سفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال صلى الله عليه وسلم : اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
    وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلى رسول الله فقال لهما صلى الله عليه وسلم : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .
    إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفو ويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطت به ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا .

    2-مبدأ التواضع
    :قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 .
    إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليه وسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه " .
    وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مثالا حيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكر الصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم .
    فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقد استطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم .

    3-مبدأ حسن الظن
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 .
    لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم . فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار . وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها .

    4-مبدأ الوضوح في التعامل
    لقد كان الوضوح سمة مميزة في تعاملات الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فقط مع صحابته رضوان الله عليهم بل أيضا مع أعدائه , فلم يكن ممن يداهنون الغير , قال عز وجل : " ودوا لو تدهن فيدهنون " . القلم آية 9 .
    فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خرج معتمرا إلى مكة المكرمة وصدته قريش عن البيت الحرام بحجة أنه جاء لقتالهم فكان لا بد للرسول صلى الله عليه وسلم من أن يبين لهم أنه جاء معتمرا إلى البيت الحرام ولم يجئ لقتال أحد , وهكذا أوضح هدفهم من المجيء , وبعدها قال صلى الله عليه وسلم لبديل معترضا على تصرف قريش بأن الحرب قد أهلكتهم فلو أنهم خلوا بين الناس والمسلمين فمن شاء دخل في الإسلام وأسلموا هم , أما إذا أرادت قريش الحرب والقتال فإنه مستعد لقتالهم من أجل هذه الدعوة حتى يقتل أو ينفذ الله أمره , وهكذا كان صلى الله عليه وسلم واضحا مع بديل في اعتراض قريش حيث إنهم لم يتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم دون أذى و تحريض الناس والقبائل ضده فلم يكن الحرب والقتال للقضاء على الدعوة الإسلامية إلا من قريش وحدها أو من حالفها وبتحريض منها , وكون أن قريش تريد الحرب والقتال فالرسول ومن معه على أتم استعداد للمواجهة حتى الموت , ولم يكن أمام بديل إلا أن يعود أدراجه ويبين لقريش ما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .
    ويزيد وضوح المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الوفود التي تأتي لتسأل عن الإسلام أو تعلن إسلامها أمامه فلم يكن صلى الله عليه وسلم يجبر الناس على دخول الإسلام بل يعطي لهم فرصة ليستوضحوا الأمر ويفهموا دعوته وما أرسل به ثم يدعوهم بعد ذلك إلى الحق فهذا وفد ثقيف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا ومكثوا يختلفون إلى رسول الله وهو يدعوهم إلى الإسلام حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم الرسول قضية صلح بينه وبين ثقيف يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا ويترك لهم طاغيتهم اللات وأن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم . فأبى رسول الله أن يقبل شيئاً من ذلك فخلوا وتشاوروا فما كان منهم إلا أن استسلموا وأعلنوا إسلامهم واشترطوا أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم هدم اللات وأن ثقيفا لا يهدمونها بأيديهم أبدا فقبل ذلك . وما كان هذا إلا لمعرفتهم بأنه صلى الله عليه وسلم لن يرضى بغير الوضوح في كل تعاملاته وصدق الإيمان وبذلك تمكن من كسب هذه الفئة في الإسلام وتفانيهم فيما بعد في الدعوة إليه .إن الوضوح في التعامل يعد مبدأ هاما لتوضيح وجهات النظر بين الفئات المختلفة وإزالة ما قد يرد إلى الأذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أمام الجميع فيكون كل فرد على بينة من أمره يعرف ما هو مطلوب منه وما هو الواجب عليه لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على الوضوح في تعامله حتى مع الفئات المخالفة له من غير المسلمين .

    5-مبدأ العفو والتسامح
    قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . الأعراف آية 199 .
    وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ في التعامل مع صحابته رضوان الله عليهم ومع أعدائه وضرب للمسلمين مثلا في العفو فقد تجاوز عن المسيء من أعدائه مع قدرته صلى الله عليه وسلم على القصاص منه . وهناك الكثير من الأحداث والمواقف التي سجلها التاريخ والتي تدل على تطبيق مبدأ العفو والتسامح مع أعدائه صلى الله عليه وسلم . ومنها حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف مقاتل وسلك بمن معه من المؤمنين على البدائع في مرة بني حارثة ومروا بحائط لمربع بن قيظي وكان منافقا فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين رفع حفنة من تراب وقال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فبدره سعد بن زيد بضربة شج بها رأسه وابتدره رجال ليقتلوه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه لا تقتلوه فإنه أعمى القلب أعمى البصير" .
    وموقف آخر بعد أن عادت سرية محمد بن مسلمة التي غارت على بني بكر بن كلاب فهرب سائرهم فاستاق المسلمون نعما وشاء وقدموا المدينة ومعهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة , كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من مسيلمة الكذاب فأخذه المسلمون , فلما جاءوا به ربطوه بسارية في المسجد , فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتل ذا دم وإن تنعم على شاكر , وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت , فتركه ثم مر به مرة أخرى . فقال له مثل ذلك . فرد عليه كما رد عليه أولا , ثم مر مرة ثالثة فقال : " أطلقوا ثمامة " فأطلقوه فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم . وأعظم موقف في عفوه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب الكعبة يوم الفتح وخطب في الناس ثم قال لقريش : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " . فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم .
    وبهذا العفو والتسامح منه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه استطاع كسب محبة الأعداء وإسلامهم والوفاء له فيما بعد . فالعفو والتسامح يؤتي ثماره الإيجابية ليس فقط مع الأصحاب بل حتى مع الأعداء ويكون له أكبر الأثر في غرس الثقة والمحبة في تلك القلوب التي عميت بالعداء والحقد والحسد .

    6- مبدأ الصبر
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " البقرة آية 153 .
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا مثاليا في الصبر على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس فقد صبر حين حوصر هو والمسلمون في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات , فقد قامت قريش بإجراء انتقام ظالم جائر حيث قرروا كتابة كتاب يتعاقدون فيه على بني هاشم بني المطلب على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم , وتعاهدوا عليها وتواثقوا ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة .
    وموقف آخر . بعد غزوة بدر وانتصار المسلمين على قريش قدم الرسول المدينة وجمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال : " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريش " فقالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا . فأنزل الله تعالى : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " . كان معنى ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر بالحرب ولكن كظم النبي صى الله عليه وسلم غيظه وصبر المسلمون وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالي . وكان قولهم يكفي لأن يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على التصرف معهم بقوة وشدة سواء في الرد عليهم بالقول أو الفعل , وكان الله كفيلا بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنه تحلى بالصبر في هذا الموقف لعله بذلك يتمكن من كسب قلوب الأعداء ودخولهم في الإسلام .


    7-مبدأ الحزم
    يتضح حزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع من يخونه ويغدر به في عدت مواقف منها موقفه عندما عاد من حمراء الأسد إلى المدينة أخذ أبا عزة الجمحي وهو الذي كان قد من عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر لفقره وكثرة بناته على أن لا يظاهر عليه أحد وكنه غدر فحرض الناس بشعره على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وخرج لمقاتلتهم في أحد فلما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد أخلني وامنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمدا مرتين . ثم أمر الزبير فضرب عنقه .
    وأيضا موقفه صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين حاولوا الغدر به عندما قاموا ببناء مسجد الضرار وكان هذا المسجد عبارة عن وكر مؤامرات أقيم لمناوأة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة , فلما فرغوا من البناء أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز لغزوة تبوك وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلي في ذلك المسجد ليأخذ الصبغة الشرعية فاعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا – إن شاء الله – لأتيناكم فصلينا لكم فيه " وأثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك نزل عليه الوحي بخبر المسجد . قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " . وهنا دعا صلى الله عليه وسلم اثنين من أصحابه هما : مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال : " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " وفعلا أتياه فهدماه وحرقاه وتفرق أهله عنه وتركوه للنار .
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حازما في الأعمال التي يقوم بها وفي مواجهة الأحداث التي قد تسبب بلبلة أو تؤدي إلى مصائب أعظم يقدم على العمل بعد التفكير الجاد والنظرة البعيدة للأحداث المترتبة على ذلك العمل فلم يكن يتسرع في الإقدام ثم يعود ويتراجع عن القرار .

    8-مبدأ العدل
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .المائدة آيه 8 .
    العدل في المجتمع الإسلامي لا يختص بفئة بعينها بل هو عدل شامل فلا يتأثر بقرابة ولا صدقة ولا بغض ولا عداوة . ومن أعظم الوقائع التاريخية الدالة على عدله صلى الله عليه وسلم عندما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها بقطع يدها وحاولوا التوسط بزيد بن الحارثة وابنه أسامة لأنهما أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع أسامة القضية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان جوابه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : " أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " .

    9-مبدأ الوفاء بالوعد
    :قال الله تعالى " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " . الرعد آية 20 .
    لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة مبدأ الوفاء بالوعد في تعامله مع أفراد المجتمع المسلم . وهناك كثير من المواقف التي تبين ممارسته لهذا المبدأ في حياته ومن أعظمها عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة أتاه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده قد خرج من مكة فطالب سهيل بأن يرده الرسول إلى المشركين ببنود الصلح بينهم , وأبو جندل يصرخ بأعلى صوته , يا معشر المسلمين أ أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين اليوم صلحاء وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم " .
    اللهم صلي وسلم على المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

    [b] - كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم[/b]

    هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
    محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: 'لا'.
    محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.
    محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.
    محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد احد أن يسره بحديث، إلا واستمع إليه بإنصات.
    محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
    محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم..
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد للهعلى كل حال.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدا بنفسه.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت...
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس.
    محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة

    -[u]الملائكة التي تحيط بالإنسان
    عددها(10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر , والله سبحانه وتعالى يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي , فتر الملائكة وتقول: تركناهم يصلون , لذلك ينصح دائماً بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله .

    وقد جعل الله عشرة أنواع من ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي
    ملكين ملك عن اليمين وملك عن اليسار , الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة, فيرد ملك اليسار ويقول
    أمهله لعله يستغفر, فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له .
    ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,
    حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك : كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالى أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
    ملك على الجبين : للتواضع وعدم الكبر.
    ملكين على الشفتين : ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر .
    ملكين على العينين : وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
    و أخيرا ملك على البلعوم : لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شيء يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شيء بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً.
    رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
    الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب

    واخيرا
    تقبل الله صيامكم وقيامكم
    اخوكم
    عبد الستار اللهيبي [/size[/size]]

    ان اللسان يعجز والكلمات حيرى عن شكرك بارك الله فيك نورينا انار الله لك ولمن احببت القبور والطريق المستقيم
    العادل
    العادل
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1664
    نقاط : 8947
    السٌّمعَة : 131
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    42

     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Empty رد: كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    مُساهمة من طرف العادل الثلاثاء يوليو 03, 2012 1:45 pm

    ستار اللهيبي كتب: كل عام و أنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم على الجميع وذنب مغفور وصيام مقبول انشاء الله
    اقدم لكم اعزائي مختصر اشتمل على أهم الصفات الخَلْقية للنبي الكريم وذلك لتتعرف أكثر على أشرف المخلوقين، وأفضل السابقين واللاحقين، فكلما ازدادت معرفتنا به ازداد حبنا له؛ لأن معرفته تقوي محبتنا له، وإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه.. فلا نجعل ذهننا يفارق صورة النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وأخلاقه
    كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة .
    وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النور الإسلامي , فقد اتسمت سيرته صلى الله عليه وسلم بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها .
    لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " .
    ولقد شب الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة . فقد كان صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائل لنبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه .
    وحين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين سنة نزل عليه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج صلى الله عليه وسلم بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصر دعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداً منها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا .
    وهكذا استمر صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسم لها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة .
    وفارق الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا وقد حكم الجزيرة العربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد .
    فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟
    لأنك أتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد
    سواك ..
    1-مبدأ الحلم
    قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 .
    لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدود الله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
    وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرة فأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعة لينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممثل لقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك . ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابة الصحيفة .
    وموقفا آخر يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر في قتله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف , فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
    ويتجلى حلمه صلى الله عليه وسلم عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبو سفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال صلى الله عليه وسلم : اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
    وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلى رسول الله فقال لهما صلى الله عليه وسلم : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .
    إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفو ويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطت به ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا .

    2-مبدأ التواضع
    :قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 .
    إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليه وسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه " .
    وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مثالا حيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكر الصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم .
    فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقد استطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم .

    3-مبدأ حسن الظن
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 .
    لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم . فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار . وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها .

    4-مبدأ الوضوح في التعامل
    لقد كان الوضوح سمة مميزة في تعاملات الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فقط مع صحابته رضوان الله عليهم بل أيضا مع أعدائه , فلم يكن ممن يداهنون الغير , قال عز وجل : " ودوا لو تدهن فيدهنون " . القلم آية 9 .
    فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خرج معتمرا إلى مكة المكرمة وصدته قريش عن البيت الحرام بحجة أنه جاء لقتالهم فكان لا بد للرسول صلى الله عليه وسلم من أن يبين لهم أنه جاء معتمرا إلى البيت الحرام ولم يجئ لقتال أحد , وهكذا أوضح هدفهم من المجيء , وبعدها قال صلى الله عليه وسلم لبديل معترضا على تصرف قريش بأن الحرب قد أهلكتهم فلو أنهم خلوا بين الناس والمسلمين فمن شاء دخل في الإسلام وأسلموا هم , أما إذا أرادت قريش الحرب والقتال فإنه مستعد لقتالهم من أجل هذه الدعوة حتى يقتل أو ينفذ الله أمره , وهكذا كان صلى الله عليه وسلم واضحا مع بديل في اعتراض قريش حيث إنهم لم يتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم دون أذى و تحريض الناس والقبائل ضده فلم يكن الحرب والقتال للقضاء على الدعوة الإسلامية إلا من قريش وحدها أو من حالفها وبتحريض منها , وكون أن قريش تريد الحرب والقتال فالرسول ومن معه على أتم استعداد للمواجهة حتى الموت , ولم يكن أمام بديل إلا أن يعود أدراجه ويبين لقريش ما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .
    ويزيد وضوح المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الوفود التي تأتي لتسأل عن الإسلام أو تعلن إسلامها أمامه فلم يكن صلى الله عليه وسلم يجبر الناس على دخول الإسلام بل يعطي لهم فرصة ليستوضحوا الأمر ويفهموا دعوته وما أرسل به ثم يدعوهم بعد ذلك إلى الحق فهذا وفد ثقيف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا ومكثوا يختلفون إلى رسول الله وهو يدعوهم إلى الإسلام حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم الرسول قضية صلح بينه وبين ثقيف يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا ويترك لهم طاغيتهم اللات وأن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم . فأبى رسول الله أن يقبل شيئاً من ذلك فخلوا وتشاوروا فما كان منهم إلا أن استسلموا وأعلنوا إسلامهم واشترطوا أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم هدم اللات وأن ثقيفا لا يهدمونها بأيديهم أبدا فقبل ذلك . وما كان هذا إلا لمعرفتهم بأنه صلى الله عليه وسلم لن يرضى بغير الوضوح في كل تعاملاته وصدق الإيمان وبذلك تمكن من كسب هذه الفئة في الإسلام وتفانيهم فيما بعد في الدعوة إليه .إن الوضوح في التعامل يعد مبدأ هاما لتوضيح وجهات النظر بين الفئات المختلفة وإزالة ما قد يرد إلى الأذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أمام الجميع فيكون كل فرد على بينة من أمره يعرف ما هو مطلوب منه وما هو الواجب عليه لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على الوضوح في تعامله حتى مع الفئات المخالفة له من غير المسلمين .

    5-مبدأ العفو والتسامح
    قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . الأعراف آية 199 .
    وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ في التعامل مع صحابته رضوان الله عليهم ومع أعدائه وضرب للمسلمين مثلا في العفو فقد تجاوز عن المسيء من أعدائه مع قدرته صلى الله عليه وسلم على القصاص منه . وهناك الكثير من الأحداث والمواقف التي سجلها التاريخ والتي تدل على تطبيق مبدأ العفو والتسامح مع أعدائه صلى الله عليه وسلم . ومنها حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف مقاتل وسلك بمن معه من المؤمنين على البدائع في مرة بني حارثة ومروا بحائط لمربع بن قيظي وكان منافقا فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين رفع حفنة من تراب وقال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فبدره سعد بن زيد بضربة شج بها رأسه وابتدره رجال ليقتلوه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه لا تقتلوه فإنه أعمى القلب أعمى البصير" .
    وموقف آخر بعد أن عادت سرية محمد بن مسلمة التي غارت على بني بكر بن كلاب فهرب سائرهم فاستاق المسلمون نعما وشاء وقدموا المدينة ومعهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة , كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من مسيلمة الكذاب فأخذه المسلمون , فلما جاءوا به ربطوه بسارية في المسجد , فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتل ذا دم وإن تنعم على شاكر , وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت , فتركه ثم مر به مرة أخرى . فقال له مثل ذلك . فرد عليه كما رد عليه أولا , ثم مر مرة ثالثة فقال : " أطلقوا ثمامة " فأطلقوه فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم . وأعظم موقف في عفوه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب الكعبة يوم الفتح وخطب في الناس ثم قال لقريش : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " . فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم .
    وبهذا العفو والتسامح منه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه استطاع كسب محبة الأعداء وإسلامهم والوفاء له فيما بعد . فالعفو والتسامح يؤتي ثماره الإيجابية ليس فقط مع الأصحاب بل حتى مع الأعداء ويكون له أكبر الأثر في غرس الثقة والمحبة في تلك القلوب التي عميت بالعداء والحقد والحسد .

    6- مبدأ الصبر
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " البقرة آية 153 .
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا مثاليا في الصبر على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس فقد صبر حين حوصر هو والمسلمون في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات , فقد قامت قريش بإجراء انتقام ظالم جائر حيث قرروا كتابة كتاب يتعاقدون فيه على بني هاشم بني المطلب على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم , وتعاهدوا عليها وتواثقوا ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة .
    وموقف آخر . بعد غزوة بدر وانتصار المسلمين على قريش قدم الرسول المدينة وجمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال : " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريش " فقالوا : يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا . فأنزل الله تعالى : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " . كان معنى ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر بالحرب ولكن كظم النبي صى الله عليه وسلم غيظه وصبر المسلمون وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالي . وكان قولهم يكفي لأن يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على التصرف معهم بقوة وشدة سواء في الرد عليهم بالقول أو الفعل , وكان الله كفيلا بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنه تحلى بالصبر في هذا الموقف لعله بذلك يتمكن من كسب قلوب الأعداء ودخولهم في الإسلام .


    7-مبدأ الحزم
    يتضح حزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع من يخونه ويغدر به في عدت مواقف منها موقفه عندما عاد من حمراء الأسد إلى المدينة أخذ أبا عزة الجمحي وهو الذي كان قد من عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر لفقره وكثرة بناته على أن لا يظاهر عليه أحد وكنه غدر فحرض الناس بشعره على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وخرج لمقاتلتهم في أحد فلما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد أخلني وامنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمدا مرتين . ثم أمر الزبير فضرب عنقه .
    وأيضا موقفه صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين حاولوا الغدر به عندما قاموا ببناء مسجد الضرار وكان هذا المسجد عبارة عن وكر مؤامرات أقيم لمناوأة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة , فلما فرغوا من البناء أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز لغزوة تبوك وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلي في ذلك المسجد ليأخذ الصبغة الشرعية فاعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا – إن شاء الله – لأتيناكم فصلينا لكم فيه " وأثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك نزل عليه الوحي بخبر المسجد . قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " . وهنا دعا صلى الله عليه وسلم اثنين من أصحابه هما : مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال : " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " وفعلا أتياه فهدماه وحرقاه وتفرق أهله عنه وتركوه للنار .
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حازما في الأعمال التي يقوم بها وفي مواجهة الأحداث التي قد تسبب بلبلة أو تؤدي إلى مصائب أعظم يقدم على العمل بعد التفكير الجاد والنظرة البعيدة للأحداث المترتبة على ذلك العمل فلم يكن يتسرع في الإقدام ثم يعود ويتراجع عن القرار .

    8-مبدأ العدل
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .المائدة آيه 8 .
    العدل في المجتمع الإسلامي لا يختص بفئة بعينها بل هو عدل شامل فلا يتأثر بقرابة ولا صدقة ولا بغض ولا عداوة . ومن أعظم الوقائع التاريخية الدالة على عدله صلى الله عليه وسلم عندما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها بقطع يدها وحاولوا التوسط بزيد بن الحارثة وابنه أسامة لأنهما أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع أسامة القضية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان جوابه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : " أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " .

    9-مبدأ الوفاء بالوعد
    :قال الله تعالى " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " . الرعد آية 20 .
    لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة مبدأ الوفاء بالوعد في تعامله مع أفراد المجتمع المسلم . وهناك كثير من المواقف التي تبين ممارسته لهذا المبدأ في حياته ومن أعظمها عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة أتاه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده قد خرج من مكة فطالب سهيل بأن يرده الرسول إلى المشركين ببنود الصلح بينهم , وأبو جندل يصرخ بأعلى صوته , يا معشر المسلمين أ أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين اليوم صلحاء وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم " .
    اللهم صلي وسلم على المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين

    [b] - كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم[/b]

    هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
    محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء.
    محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس.
    محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: 'لا'.
    محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.
    محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.
    محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد احد أن يسره بحديث، إلا واستمع إليه بإنصات.
    محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
    محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
    محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة لنفسه.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم..
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد للهعلى كل حال.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدا بنفسه.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
    - محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت...
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله.
    محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس.
    محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة

    -[u]الملائكة التي تحيط بالإنسان
    عددها(10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر , والله سبحانه وتعالى يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي , فتر الملائكة وتقول: تركناهم يصلون , لذلك ينصح دائماً بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله .

    وقد جعل الله عشرة أنواع من ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي
    ملكين ملك عن اليمين وملك عن اليسار , الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة, فيرد ملك اليسار ويقول
    أمهله لعله يستغفر, فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له .
    ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,
    حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك : كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالى أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
    ملك على الجبين : للتواضع وعدم الكبر.
    ملكين على الشفتين : ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر .
    ملكين على العينين : وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
    و أخيرا ملك على البلعوم : لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شيء يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شيء بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً.
    رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
    الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب

    واخيرا
    تقبل الله صيامكم وقيامكم
    اخوكم
    عبد الستار اللهيبي [/size[/size]]

    بارك الله فيك واحسنت احسن الله اليك


    _________________


       اللهم اجعل كل ايامنا مباركة وارزقنا عبادتك وادخلنا جنتك


     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Image-586E_4CB423CE
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21525
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

     كل عام و أنتم بخير رمضان كريم   Empty رد: كل عام و أنتم بخير رمضان كريم

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء يوليو 03, 2012 2:36 pm




    رمضان كريم ومبارك سائلين الله متضرعين أن ينقذ العراق وسائر بلاد المسلمين من طغمة المفسدين وتجار الدين ومن دنس ايران ودسائسها وبدعها ومن كل من يريد بالعراق وببلاد المسلمين شرا ...بارك الله فيك
    صباح الجميلي


    _________________

    صباح الجميلي


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:45 pm