الإدارة علم وفن ...
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز واحترام ...
الكثير من الناس وعلى الأخص ممن تسنموا مناصب إدارية وهم غير مؤهلين لها يعتقدون أن الإدارة عبارة عن إصدار الأوامر والإيعازات، وعلى من هم بمعيته التنفيذ ... وهذا خطأ قاتل يقود البلاد الى الفوضى والخراب ... وهذا ما نلمسه حاليا في بلدنا الجريح فقد تسلم المسؤوليات أناس غير كفوئين وحق عليهم المثل ... الشخص الخطأ في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ ... والنتيجة هي ما نراه الآن في بلد كان يقود نهضة لولا الحروب وتسلط المفسدون ...
إني أتذكر عندما كنت مهندسا في الكهرباء في سبعينات القرن الماضي عندما طُلب مني أن أتسلم موقعا إداريا فاعتذرت لحبي عملي الميداني وهو تنصيب وتشييد المحطات الثانوية وأذكر في حينه أن المسؤول عن الدائرة قال لي مطمئنا أن الإدارة سهلة كل ما عليك أن توعز .... فأجبته نعم يا صديقي ولكن الإدارة علم وفن ويجب أن نشارك الذين يوعز لهم بالرأي للوصول الى أفضل وأكفأ وسيلة للتنفيذ فإن أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع ...
إن الإدارة وإعطاء القرارات بعد المشاورة تحتاج الى خبرة سنين وتجارب تصقل الذي يتولى العمل الإداري حتى يكون مؤهلا وبعكسه سيكون وبالا على العمل والإنتاج .... وأعتقد أن ما نراه الآن في عراقنا الحبيب خير مثال على ذلك ...
في أحدى الندوات لتهيئة العاملين في المنشأة التي كنت مديرا عاما لها تطرقت الى موضوع الإنتاج وتشاورنا في كيفية زيادته كما ونوعا ... وقلت لهم في حينه ان ذلك يتم من خلال استيفاء كلمة (ممكن) وما تعنيه... فقلت لهم في حينه ان (م) الأولى تعني (مكائن) إذ لا يمكن ان ننتج دون وجود المكائن اللازمة للإنتاج ... و(م) الثانية تعني (مواد ومستلزمات) لأن المكائن بحاجة الى المواد الأولية للإنتاج.... أما (ك) فتعني (كوادر) وتعني الأيدي العاملة المدربة للإنتاج وأخيرا (ن) وتعني (نظم) وهي اسلوب وطرق الإنتاج وطرق مراقبته كما ونوعا .... فتوفر ما ترمز إليه هذه الحروف يصبح الأنتاج (ممكن) ... ثم قلت لهم وها انتم ترون أن المكائن والمواد والنظم متوفرة أمامكم وعليكم أنتم الكوادر المدربة أن تعملوا بإخلاص وصدق لتحقيق الهدف .. إذ لا يمكن العمل بدون أخلاصكم وتفانيكم وحبكم للعمل ..... وأذكر في حينه أنهم استوعبوا هذه الحقيقة وفعلا تقدمت وتائر الإنتاج الى الأفضل والأفضل ... كما ونوعا ....
وفي الثمانينات القرن الماضي والعراق يواجه ظروفا صعبة جدا وكان المطلوب من المنشآت الإنتاجية كافة أن تطور إنتاجها وتزيد من كفاءتها لمجابهة متطلبات المرحلة القاسية ... في حينه كنت مديرا عاما لإحدى المنشآت الإنتاجية وبين فترة وأخرى تصلني طلبات وأوامر ليس من السهل تنفيذها وكنت على يقين لو أني مررت تلك الطلبات والأوامر الى الكادر المتقدم في المنشآة للتنفيذ مباشرة لما يتحقق شيء ويكون مصيرها التلكوء ... فكنت أعتمد أسلوب الحوار والإستشارة معهم ... في حينه كان من السياقات التي اعتمدتها هي ان أجري لقاء مع الكادر المتقدم ، المعاونين ورؤساء المهندسين صباح كل يوم في مكتبي ولمدة لا تزيد عن (15) دقيقة لمناقشة الأمور المهمة والمستعجلة وما صادفنا من صعوبات في اليوم السابق وما هي الإجراءات لتفاديها ... لم أكن انقل لهم الطلبات المبلغ بها مباشرة بل كنت أسئلهم وفي سياق الحديث أنه لو أردنا أن نعمل كذا وكذا هل ممكن أم لا ؟؟ فيدور النقاش فيما بينهم وخلاله كنت أوجه وبأسلوب غير مباشر الى الهدف المطلوب ، فترى من هو معارض ومن هو حذر ومن هو يجد انه ممكن إذا توفرت المستلزمات كذا وكذا ... الى أن يخرجوا برأي يتفقون عليه بإمكانية التنفيذ وعندها كنت أؤيد رأيهم وأشكرهم على ما توصلوا إليه ثم أطرح السؤال المهم وهو كم من الوقت نحتاج لو عزمنا على التنفيذ وبتوفر المستلزمات المطلوبة فيحددوا وقتا معينا وعندها أخبرهم أن المستلزمات متوفرة وأبارك لهم السير بالتنفيذ وفعلا يخرجون وهم يتسابقون للتنفيذ ... حيث أصبح المقترح مقترحهم ... والتنفيذ بإرادتهم دون أي فرض أو إكراه ....
إن من يعتمد الإساليب العلمية في الإدارة ومبدأ الحوار والمناقشة مع منتسبيه يصل حتما الى الهدف المنشود بأقل الكلف وبأقصر وقت وبأعلى وأكفأ إنتاج .... وعليه أن يتابع تطورات هذا العلم حتى لا يتخلف وتسبقه الأفكار المستجدة في هذا المجال ... وعندها سيكون فعلا الرجل الصحيح وفي المكان الصحيح والذي يصلح في أي موقع إداري ينسب إليه ... إن الإدارة ليست سهلة وليس كل من تسلم موقعا إداريا قادرا على النجاح ...
وتحضرني قصة طريفة رويت عن الآباء من الأجداد وتنسب الى زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد ، والذي كان عهده يوصف بالعصر الذهبي ، حيث كان يقف مخاطبا السحابة التي تمر في السماء وزيقول لها : إذهبي أين ما شئت فإن خراجك عائد إلي .... وكان العراق يسمى بأرض السواد لغزارة إنتاجه وجودته من الحبوب والخيرات والتي كانت تطعم البلاد جميعها ... ربما ليس للقصة سند على صحة وقوعها ولكننا نتدبر الحكمة التي فيها فإن الكثير من قصص التراث تروى وتنسب الى زمن أو شخص ولكن الغالية منها هي ما تضمنته من حكمة ومعرفة ...
كان الخليفة العباسي هارون الرشيد وكعادته يتفقد أحوال الرعية ليلا وبمعيته مرافقه مسرور حيث شاهد ثلاثة شبان في جلسة سمر فقال أحدهم : لنرى ماذا يتمنى كل واحد منا ... فقال أولهم: أنا أتمنى أن أقضي ليلة واحدة مع الست زبيدة ... فضحك منه صاحباه وقال الثاني ما هذه امنية أيها الأحمق ... أنا أتمنى أن أملك ألف دينار ذهب فافتح مشروعا أفيد نفسي والناس ... أما الثالث فقال: أما أنا أمنيتي أن أكون هارون الرشيد لثلاثة أيام وسترون كيف أجعل من هذه البلاد جنة ما بعدها من جنة .... كل هذا وهارون الرشيد يستمع ... فتركهم وفي الصباح أرسل من يأتون بهم وقال لهم ... إني ساحقق أمنياتكم التي تمنيتموها أمس فقال للأول هذه الست زبيدة خذها وانصرف ... وقال للثاني هذه ألف دينار ذهب خذها وانصرف ثم قال للثالث أنت من الغد هارون الرشيد ولثلاثة أيام لتحكم بما تشاء ... ونعود للثاني الذي تمنى الست زبيدة قالت له : يا أحمق ان ما تمنيته سيطيح برأسي ورأسك ... إرجع الى المجلس وقل :الان أنا أملك الست زبيدة فمن يشتريها مني بألف دينار ذهب ... وعندما فعل ضحك نه هارون الرشيد وقال: إن هذا التدبير لا يصدر من أحوق مثلك خذ هذه الألف دينار ذهب وانصرف ...
وفي اليوم التالي جلس صاحبنا الثالث على كرسي الحكم ولاحظ أن هنالك حجرا من الرحى مربوطا بحبل رقيق فوق رأسه تماما ... وكان المسكين كلما يأتون له بمسألة للبت فيها لا يستطيع أن يفكر خوفا من أن يسقط عليه حجر الرحى في أي لحظة ويقتله ... وهكذا انقضت الأيام الثلاث ... فسأله هارون الرشيد: لماذا لم تتخذ أي قرار ؟؟ فأجاب والله يا أمير المؤمنين كلما أريد أن أتخذ قرارا أنظر الى حجر الرحى خوفا من سقوطه علي ويقتلني ... فضحك هارون الرشيد وقال: ولكنك كنت هارون الرشيد فلماذا لم تأمر بإنزاله أو بتغير محلك؟؟؟ يا ولدي هل كنت تعتقد أن الإدارة سهلة ؟؟؟؟؟ خذ هذه ألف دينار ذهب وانصرف ....
صباح الجميلي
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز واحترام ...
الكثير من الناس وعلى الأخص ممن تسنموا مناصب إدارية وهم غير مؤهلين لها يعتقدون أن الإدارة عبارة عن إصدار الأوامر والإيعازات، وعلى من هم بمعيته التنفيذ ... وهذا خطأ قاتل يقود البلاد الى الفوضى والخراب ... وهذا ما نلمسه حاليا في بلدنا الجريح فقد تسلم المسؤوليات أناس غير كفوئين وحق عليهم المثل ... الشخص الخطأ في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ ... والنتيجة هي ما نراه الآن في بلد كان يقود نهضة لولا الحروب وتسلط المفسدون ...
إني أتذكر عندما كنت مهندسا في الكهرباء في سبعينات القرن الماضي عندما طُلب مني أن أتسلم موقعا إداريا فاعتذرت لحبي عملي الميداني وهو تنصيب وتشييد المحطات الثانوية وأذكر في حينه أن المسؤول عن الدائرة قال لي مطمئنا أن الإدارة سهلة كل ما عليك أن توعز .... فأجبته نعم يا صديقي ولكن الإدارة علم وفن ويجب أن نشارك الذين يوعز لهم بالرأي للوصول الى أفضل وأكفأ وسيلة للتنفيذ فإن أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع ...
إن الإدارة وإعطاء القرارات بعد المشاورة تحتاج الى خبرة سنين وتجارب تصقل الذي يتولى العمل الإداري حتى يكون مؤهلا وبعكسه سيكون وبالا على العمل والإنتاج .... وأعتقد أن ما نراه الآن في عراقنا الحبيب خير مثال على ذلك ...
في أحدى الندوات لتهيئة العاملين في المنشأة التي كنت مديرا عاما لها تطرقت الى موضوع الإنتاج وتشاورنا في كيفية زيادته كما ونوعا ... وقلت لهم في حينه ان ذلك يتم من خلال استيفاء كلمة (ممكن) وما تعنيه... فقلت لهم في حينه ان (م) الأولى تعني (مكائن) إذ لا يمكن ان ننتج دون وجود المكائن اللازمة للإنتاج ... و(م) الثانية تعني (مواد ومستلزمات) لأن المكائن بحاجة الى المواد الأولية للإنتاج.... أما (ك) فتعني (كوادر) وتعني الأيدي العاملة المدربة للإنتاج وأخيرا (ن) وتعني (نظم) وهي اسلوب وطرق الإنتاج وطرق مراقبته كما ونوعا .... فتوفر ما ترمز إليه هذه الحروف يصبح الأنتاج (ممكن) ... ثم قلت لهم وها انتم ترون أن المكائن والمواد والنظم متوفرة أمامكم وعليكم أنتم الكوادر المدربة أن تعملوا بإخلاص وصدق لتحقيق الهدف .. إذ لا يمكن العمل بدون أخلاصكم وتفانيكم وحبكم للعمل ..... وأذكر في حينه أنهم استوعبوا هذه الحقيقة وفعلا تقدمت وتائر الإنتاج الى الأفضل والأفضل ... كما ونوعا ....
وفي الثمانينات القرن الماضي والعراق يواجه ظروفا صعبة جدا وكان المطلوب من المنشآت الإنتاجية كافة أن تطور إنتاجها وتزيد من كفاءتها لمجابهة متطلبات المرحلة القاسية ... في حينه كنت مديرا عاما لإحدى المنشآت الإنتاجية وبين فترة وأخرى تصلني طلبات وأوامر ليس من السهل تنفيذها وكنت على يقين لو أني مررت تلك الطلبات والأوامر الى الكادر المتقدم في المنشآة للتنفيذ مباشرة لما يتحقق شيء ويكون مصيرها التلكوء ... فكنت أعتمد أسلوب الحوار والإستشارة معهم ... في حينه كان من السياقات التي اعتمدتها هي ان أجري لقاء مع الكادر المتقدم ، المعاونين ورؤساء المهندسين صباح كل يوم في مكتبي ولمدة لا تزيد عن (15) دقيقة لمناقشة الأمور المهمة والمستعجلة وما صادفنا من صعوبات في اليوم السابق وما هي الإجراءات لتفاديها ... لم أكن انقل لهم الطلبات المبلغ بها مباشرة بل كنت أسئلهم وفي سياق الحديث أنه لو أردنا أن نعمل كذا وكذا هل ممكن أم لا ؟؟ فيدور النقاش فيما بينهم وخلاله كنت أوجه وبأسلوب غير مباشر الى الهدف المطلوب ، فترى من هو معارض ومن هو حذر ومن هو يجد انه ممكن إذا توفرت المستلزمات كذا وكذا ... الى أن يخرجوا برأي يتفقون عليه بإمكانية التنفيذ وعندها كنت أؤيد رأيهم وأشكرهم على ما توصلوا إليه ثم أطرح السؤال المهم وهو كم من الوقت نحتاج لو عزمنا على التنفيذ وبتوفر المستلزمات المطلوبة فيحددوا وقتا معينا وعندها أخبرهم أن المستلزمات متوفرة وأبارك لهم السير بالتنفيذ وفعلا يخرجون وهم يتسابقون للتنفيذ ... حيث أصبح المقترح مقترحهم ... والتنفيذ بإرادتهم دون أي فرض أو إكراه ....
إن من يعتمد الإساليب العلمية في الإدارة ومبدأ الحوار والمناقشة مع منتسبيه يصل حتما الى الهدف المنشود بأقل الكلف وبأقصر وقت وبأعلى وأكفأ إنتاج .... وعليه أن يتابع تطورات هذا العلم حتى لا يتخلف وتسبقه الأفكار المستجدة في هذا المجال ... وعندها سيكون فعلا الرجل الصحيح وفي المكان الصحيح والذي يصلح في أي موقع إداري ينسب إليه ... إن الإدارة ليست سهلة وليس كل من تسلم موقعا إداريا قادرا على النجاح ...
وتحضرني قصة طريفة رويت عن الآباء من الأجداد وتنسب الى زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد ، والذي كان عهده يوصف بالعصر الذهبي ، حيث كان يقف مخاطبا السحابة التي تمر في السماء وزيقول لها : إذهبي أين ما شئت فإن خراجك عائد إلي .... وكان العراق يسمى بأرض السواد لغزارة إنتاجه وجودته من الحبوب والخيرات والتي كانت تطعم البلاد جميعها ... ربما ليس للقصة سند على صحة وقوعها ولكننا نتدبر الحكمة التي فيها فإن الكثير من قصص التراث تروى وتنسب الى زمن أو شخص ولكن الغالية منها هي ما تضمنته من حكمة ومعرفة ...
كان الخليفة العباسي هارون الرشيد وكعادته يتفقد أحوال الرعية ليلا وبمعيته مرافقه مسرور حيث شاهد ثلاثة شبان في جلسة سمر فقال أحدهم : لنرى ماذا يتمنى كل واحد منا ... فقال أولهم: أنا أتمنى أن أقضي ليلة واحدة مع الست زبيدة ... فضحك منه صاحباه وقال الثاني ما هذه امنية أيها الأحمق ... أنا أتمنى أن أملك ألف دينار ذهب فافتح مشروعا أفيد نفسي والناس ... أما الثالث فقال: أما أنا أمنيتي أن أكون هارون الرشيد لثلاثة أيام وسترون كيف أجعل من هذه البلاد جنة ما بعدها من جنة .... كل هذا وهارون الرشيد يستمع ... فتركهم وفي الصباح أرسل من يأتون بهم وقال لهم ... إني ساحقق أمنياتكم التي تمنيتموها أمس فقال للأول هذه الست زبيدة خذها وانصرف ... وقال للثاني هذه ألف دينار ذهب خذها وانصرف ثم قال للثالث أنت من الغد هارون الرشيد ولثلاثة أيام لتحكم بما تشاء ... ونعود للثاني الذي تمنى الست زبيدة قالت له : يا أحمق ان ما تمنيته سيطيح برأسي ورأسك ... إرجع الى المجلس وقل :الان أنا أملك الست زبيدة فمن يشتريها مني بألف دينار ذهب ... وعندما فعل ضحك نه هارون الرشيد وقال: إن هذا التدبير لا يصدر من أحوق مثلك خذ هذه الألف دينار ذهب وانصرف ...
وفي اليوم التالي جلس صاحبنا الثالث على كرسي الحكم ولاحظ أن هنالك حجرا من الرحى مربوطا بحبل رقيق فوق رأسه تماما ... وكان المسكين كلما يأتون له بمسألة للبت فيها لا يستطيع أن يفكر خوفا من أن يسقط عليه حجر الرحى في أي لحظة ويقتله ... وهكذا انقضت الأيام الثلاث ... فسأله هارون الرشيد: لماذا لم تتخذ أي قرار ؟؟ فأجاب والله يا أمير المؤمنين كلما أريد أن أتخذ قرارا أنظر الى حجر الرحى خوفا من سقوطه علي ويقتلني ... فضحك هارون الرشيد وقال: ولكنك كنت هارون الرشيد فلماذا لم تأمر بإنزاله أو بتغير محلك؟؟؟ يا ولدي هل كنت تعتقد أن الإدارة سهلة ؟؟؟؟؟ خذ هذه ألف دينار ذهب وانصرف ....
صباح الجميلي