وهكذا نورت مدينة بكين ....
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز ...
لقد اعتمدت نهجا خاصا بي - وأنا بهذا العمر - وهو أن ابتعد عن كل ما يمس ولو بالإشارة الى الأوضاع المتعبة التي تمر بها البلدان العربية ، ولكني وأنا اقلب صفحات أوراقي القديمة وقعت عيني على طريفة وقصة قديمة من التراث الصيني ، فعذرا إن تطرقت لهما متجاوزا النهج الذي اعتمدته ...
يحكى أن أحد الوزراء في حكومة رشيدة وبرلمان ديمقراطي واعضاءه من حملة الشهادات وذوي الكفاءات وان كنت لا أدري من اين تم الحصول على تلك الشهادات وكيف اكتسبت تلك المهارات ، إنما العبرة بالنتائج ....
أقول سافر هذا الوزير الى أحدى الدول الأوروبي للتباحث في أوجه التعاون المحتملة بين البلدين ، والتقى بنظيره الوزير الأوروبي ، وفي معرض الحديث والمجاملات ، دعا الأوروبي الوزير الضيف الى عشاء في بيته ، وعند الوصول تعجب الضيف من رفاهية هذا البيت وما فيه من وسائل الترف والراحة ، فسأل مضيفه : كيف يمكنك ان توفر مثل هذا البيت وبراتبك المحدود ؟ فابتسم الأوروبي وقال : تعال معي الى النافذة وأزاح الستارة ، وقال للضيف : هل ترى ذلك الجسر ؟ قال الضيف : نعم فقال الأوروبي : لقد رصد له ميزانية لتنفيذه عشرة ملايين دولار وأنا أكملته بتسعة وأخذت المليون العاشر لي وبنيت به هذا البيت ... ثم انتهى الحديث .
وشاءت الصدف أن يزور الأوروبي صاحبنا الوزير ودعاه هذا في بيته كذلك ردا على دعوته التي قدمها له في اوروبا ... وعندما وصل الأوروبي الى دار وزيرنا – حفظه الله – انبهر من فخامة القصر وما فيه من مسابح ومصاعد ورفاهية خرافية ، فسأل منبهرا متعجبا : كيف كيف امكنك أن تؤمن هذا ؟؟؟ فابتسم صاحبنا وقال تعال معي الى النافذة ، ثم أزاح الستارة الفاخرة وقال للضيف : هل ترى ذلك الجسر ؟؟؟ فاجاب الأوروبي لا لايوجد جسر ، فقال له : نعم هذا الجسر الذي لا تراه نفذته بعشرة ملايين دولار...
ويحكى أن امبراطور الصين خرج مرة في جولة تفقدية لمدينة بكين مع كبير وزرائه وانزعج لوضع مدينة بكين لأنها مظلمة كئيبة ، فقال لكبير الوزراء : أريد أن ننفذ مشروعا لإنارة مدينة بكين فقل لي كم التكلفة وكم هي مدة التنفيذ ؟ فأجاب رئيس الوزراء : أيها الأمبراطور المبجل هذا مشروع ضخم ويحتاج عشرة ملايين ين – طبعا هذا مبلغ ضخم جدا في ذلك الوقت- ، فقال الإمبراطور ومدة التنفيذ فاجاب شهر واحد ...
وعندها سلم الإمبراطور عشرة ملايين ين الى كبير وزرائه وأمره بالتنفيذ فورا .. فاستدعى كبير الوزراء وزير الداخلية وأخبره أن الإمبراطور امهلنا شهرا واحد لإنارة بكين وارسل لك هذه الخمسة ملايين ين للتنفيذ ...
فقال السمع والطاعة .. ثم استدعى وزير الداخلية محافظ بكين وقال له : إن الإمبراطور أمر ان تنور بكين وامهلنا شهرا واحدا للتنفيذ وأرسل لك هذه المليونيين ين للتنفيذ فقال له السمع والطاعة ، ثم قام المحافظ باستدعاء مختارية المحلات في بكين وقال لهم : إن الأمبراطور أمر ان تنور بكين ومهلة التنفيذ شهرا واحدا وارسل لكم هذا المليون ين للتنفيذ فقالوا السمع والطاعة ، ثم تقاسموا المبلغ فيما بينهم وذهب كل واحد الى محلته وطرق الأبواب بابا بابا وقال لهم : لقد أمر امبراطورنا الحكيم - حفظه الله - أن يعلق كل واحد منكم يوميا فانوسا في المساء وحتى الصباح على باب دارة وعلى باب دكانه وسيخرج الإمبراطور بعد شهر من هذا اليوم ليرى ما نفذتموه والذي لا يلتزم (يروح جلده للدباغ) سيلقى أشد العقوبات
وفي اليوم المحدد خرج الإمبراطور مع حاشيته وشاهد بكين تزهو بالإنارة وتنعم بالضوء ، وأستحسن وشكر وكافأ المنفذين ...
وهكذا نورت مدينة بكين ..... وما أشبه البارحة باليوم ...
مع تحياتي / صباح الجميلي
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز ...
لقد اعتمدت نهجا خاصا بي - وأنا بهذا العمر - وهو أن ابتعد عن كل ما يمس ولو بالإشارة الى الأوضاع المتعبة التي تمر بها البلدان العربية ، ولكني وأنا اقلب صفحات أوراقي القديمة وقعت عيني على طريفة وقصة قديمة من التراث الصيني ، فعذرا إن تطرقت لهما متجاوزا النهج الذي اعتمدته ...
يحكى أن أحد الوزراء في حكومة رشيدة وبرلمان ديمقراطي واعضاءه من حملة الشهادات وذوي الكفاءات وان كنت لا أدري من اين تم الحصول على تلك الشهادات وكيف اكتسبت تلك المهارات ، إنما العبرة بالنتائج ....
أقول سافر هذا الوزير الى أحدى الدول الأوروبي للتباحث في أوجه التعاون المحتملة بين البلدين ، والتقى بنظيره الوزير الأوروبي ، وفي معرض الحديث والمجاملات ، دعا الأوروبي الوزير الضيف الى عشاء في بيته ، وعند الوصول تعجب الضيف من رفاهية هذا البيت وما فيه من وسائل الترف والراحة ، فسأل مضيفه : كيف يمكنك ان توفر مثل هذا البيت وبراتبك المحدود ؟ فابتسم الأوروبي وقال : تعال معي الى النافذة وأزاح الستارة ، وقال للضيف : هل ترى ذلك الجسر ؟ قال الضيف : نعم فقال الأوروبي : لقد رصد له ميزانية لتنفيذه عشرة ملايين دولار وأنا أكملته بتسعة وأخذت المليون العاشر لي وبنيت به هذا البيت ... ثم انتهى الحديث .
وشاءت الصدف أن يزور الأوروبي صاحبنا الوزير ودعاه هذا في بيته كذلك ردا على دعوته التي قدمها له في اوروبا ... وعندما وصل الأوروبي الى دار وزيرنا – حفظه الله – انبهر من فخامة القصر وما فيه من مسابح ومصاعد ورفاهية خرافية ، فسأل منبهرا متعجبا : كيف كيف امكنك أن تؤمن هذا ؟؟؟ فابتسم صاحبنا وقال تعال معي الى النافذة ، ثم أزاح الستارة الفاخرة وقال للضيف : هل ترى ذلك الجسر ؟؟؟ فاجاب الأوروبي لا لايوجد جسر ، فقال له : نعم هذا الجسر الذي لا تراه نفذته بعشرة ملايين دولار...
ويحكى أن امبراطور الصين خرج مرة في جولة تفقدية لمدينة بكين مع كبير وزرائه وانزعج لوضع مدينة بكين لأنها مظلمة كئيبة ، فقال لكبير الوزراء : أريد أن ننفذ مشروعا لإنارة مدينة بكين فقل لي كم التكلفة وكم هي مدة التنفيذ ؟ فأجاب رئيس الوزراء : أيها الأمبراطور المبجل هذا مشروع ضخم ويحتاج عشرة ملايين ين – طبعا هذا مبلغ ضخم جدا في ذلك الوقت- ، فقال الإمبراطور ومدة التنفيذ فاجاب شهر واحد ...
وعندها سلم الإمبراطور عشرة ملايين ين الى كبير وزرائه وأمره بالتنفيذ فورا .. فاستدعى كبير الوزراء وزير الداخلية وأخبره أن الإمبراطور امهلنا شهرا واحد لإنارة بكين وارسل لك هذه الخمسة ملايين ين للتنفيذ ...
فقال السمع والطاعة .. ثم استدعى وزير الداخلية محافظ بكين وقال له : إن الإمبراطور أمر ان تنور بكين وامهلنا شهرا واحدا للتنفيذ وأرسل لك هذه المليونيين ين للتنفيذ فقال له السمع والطاعة ، ثم قام المحافظ باستدعاء مختارية المحلات في بكين وقال لهم : إن الأمبراطور أمر ان تنور بكين ومهلة التنفيذ شهرا واحدا وارسل لكم هذا المليون ين للتنفيذ فقالوا السمع والطاعة ، ثم تقاسموا المبلغ فيما بينهم وذهب كل واحد الى محلته وطرق الأبواب بابا بابا وقال لهم : لقد أمر امبراطورنا الحكيم - حفظه الله - أن يعلق كل واحد منكم يوميا فانوسا في المساء وحتى الصباح على باب دارة وعلى باب دكانه وسيخرج الإمبراطور بعد شهر من هذا اليوم ليرى ما نفذتموه والذي لا يلتزم (يروح جلده للدباغ) سيلقى أشد العقوبات
وفي اليوم المحدد خرج الإمبراطور مع حاشيته وشاهد بكين تزهو بالإنارة وتنعم بالضوء ، وأستحسن وشكر وكافأ المنفذين ...
وهكذا نورت مدينة بكين ..... وما أشبه البارحة باليوم ...
مع تحياتي / صباح الجميلي