أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز ...
إن من الأمثال ما فيه طرافة وحكمة ، وتراثنا الشعبي زاخر بهذه الأمثال القيمة ، وسأروي لكم قصة المثل القائل ( لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي ) وآمل أن تروق لكم قصة هذا المثل والذي يضرب للشخص الذي يترك مافي يده طمعا في الحصول على ما هو أفضل منه ، فلا يحصل على ماكان يطمع فيه ، ولا يحافظ على ما كان في يده ، فيخسر هذا وذاك ، ويذوق وبال أمره وعاقبة طمعه وجهله وإيمانه بالدجل ...
لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي
قصة المثل :
يحكى أن إمرأة مليحة حسناء ، ذات طهر وعفاف ، كانت قد زُوّجت إلى رجل فقير ، قليل الرزق ، ضيق ذات اليد . وكان ودودا لزوجته ، حريصا على هنائها وسعادتها ما وسع جهده ، وماتسمح به حالته . وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما ضاقت المرأة ذرعا بفقر زوجها ، وضيق عيشها معه ، فملّت عشرته ، ونفرت منه ومن العيش معه . فذهبت تفتّش عن فتاح فال يكشف لها طالعها ، وطالع زوجها ، ويكشف لها – إعتقادا منها – عن مستقبل حياتها معه . فدلّتها بعض النسوة على ملا إسمه السيد علي ، كان مشهورا بقراءة الفأْل . فرأى سيد علي حسن المرأة وجمالها ، فزاغت عينه .. فقرر أن يستحوذ عليها لنفسه ، وأن يوقعها بين براثنه .. فحسِب لها النجم وسأل لها ملك الجن ، ثم أخبرها أن نجمها ونجم زوجها لا يتلا ئما .. وأن الطلاق من زوجها هو خير ماتستطيع أن تفعله ، وإن كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . ثم لمّح لها في حديثه أنه مستعدّ للزواج منها وإسعادها ، إذا ما افترقت عن زوجها وأكملت عدّتها . فصدّقت المرأة كلامه ، ووثقت من وعده لها . فذهبت إلى زوجها فطلبت الطلاق منه ، فطلّقها مرغما أسِفا . ثم أن المرأة عادت إلى سيد علي ، وطلبت منه أن يبرّ لها بوعده فيتزوجها. فراح يماطلها ويدافعها ، حتى أحست المرأة بمكره وعلمت بخداعه ، ووثقت من عزوفه عن الزواج منها ، فرجعت إلى زوجها آسِفة ، نادمة ، باكية ، وطلبت منه أن يعيدها إلى عصمته مرّة أخرى. وكان الرجل ، مع شدة فقره ، عفيفا ، ذا إباءٍ وشممٍ ، فأبى ذلك .
فعادت المرأة إلى أمها حزينة باكية ، لتعيش معها ، ولتقاسمها قسوة الفقر ، وأهوال الفاقة . وعلم الناس بذلك الأمر ، فقالوا عن المرأة :
( لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي ) ولاموها لسوء تصرفها ، وعدم قناعتها بما قسم الله تعالى لها من رزق ، ولات ساعة مندم .
وهكذا ذهب ذلك القول مثلا ....
من التراث / بتصرف
صباح الجميلي