أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز ...
نلتقيكم اليوم ومع مثل شائع في الأوساط البغدادية ( اللي يدري يدري ... واللي ما يدري كبضة عدس ) ويضرب هذا المثل للشخص الذي يقع في شدة كبيرة ، وأمر عظيم ، فلا يستطيع الجهر به ، أو الكشف عنه ، لفداحة الأمر وهول الشدة .
وقصة المثل هي :
أن رجلا كان يعمل ببيع الحبوب من رز وقمح وشعير وعدس ونحو ذلك . وكان له دكان كبير يقع في أول الزقاق الذي يسكنه . وكان للرجل زوجة مليحة حسناء ، ولكنها كانت خبيثة ، ماكرة ، لعوبا .. وكان لها عشيقا شابا يزورها بين الفينة والفينة ، عند غياب زوجها عن البيت وفي ذات يوم جاء العاشق لزيارة المرأة في بيتها ، فدخل إليها ، وجلس معها يتحدثان . وبينما هما كذلك ، دخل عليهما الزوج على غير عادته في المجيء إلى البيت ورأى إمرأته تجلس مع ذلك الشاب الغريب ، فاستولى عليه الغضب ، وثارت النخوة في رأسه، فاستل خنجره من غمده ، وهجم به على الشاب يريد قتله . لكن الشاب أسرع بالفرار من البيت ، وولّى هاربا ، وخشي أن يفتضح أمره وأمر المرأة بين الناس ، فتلوك الألسن سمعته وسمعة صاحبته . فلما مرّ من أمام دكان الرجل غرف بيده قبضة من العدس المعروض للبيع ، واستمر في ركضه ، وهو يوهم الناس أن الرجل إنما ينتضي خنجره ، ويركض خلفه ، من أجل ذلك العدس الذي نشله من دكانه . ورأى الناس ذلك ، فصاحوا بالرجل :
( رويدك ياهذا .. أتقتل شخصا من أجل قبضة من عدس ؟ إتق الله يارجل ) .
فصاح الزوج المسكين بهم قائلا : ( إلْحكْ وياكم .. إلْيدري يدري .. والمايدري گبضة عدس ) ...
وذهب ذلك القول ( إلْيدري يدري ... والمايدري گبضة عدس ) مثلا متداولا بين الناس ....
من التراث / بتصرف
صباح الجميلي