أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام
تحية حب واعتزاز واحترام
لقد وردتني هذه القصة الطريقفة عن مطرب العراق وقارئ المقام الأستاذ محمد الكبنجي ، أحببت ان تشاركوني بها لما فيها من أصالة وطرافة ...
والقصة رواها صديق مسيحي هاجر من العراق منتصف التسعينات ، تتحدث عن الأغنية الشهيرة التي غناها مطرب العراق الأول الأستاذ محمد الكبنجي وقد غناها من بعده قارئ المقام الشهير يوسف عمر ( رحمهم الله جميعا ) ، والأغنية هي ( سودنوني هالنصارى )
ومن ابياتها :
يا نصارى إشصار بيكم
ما تضيفون اليجيكم
سايم إعليكم نبيكم
لازم تسوولي جاره
سودنوني هالنصارى
أحبائي آمل أن تروق لكم مع تحياتي ....
قصة طريفة عن قاريء المقـام الكَبنجي
سودنوني هالنصارى
................
يا نصارى إشصار بيكم
ما تضيفون اليجيكم
سايم إعليكم نبيكم
لازم تسوولي جاره
....................................................
النصارى لا يستضيفون القبانجي
في مطلع نجومية محمد القبانجي ، وجد نفسه في ازمة عسيرة القت به في قفص الاتهام وكادت ان تزج به في السجن .
و يبدو انها من اجل حسناء من قوم عيسى تغنى بها في اغنيته الشهيرة
سودوني هالنصارى .
.
فالقبانجي كان من المطربين المهتمين بالشؤون العامة و القضايا الوطنية و القومية وربما غنى هذه الاغنية في اوائل تأسيس المملكة العراقية كأنشودة تتغنى بالمحبة بين الطوائف . و لكنها انقلبت عليه مع الأسف وكادت تزجه في السجن فعلمته الحذر
يا نصارى اش صار بيكم
ما تضيفون اليجيكم
لأصعد العيسى نبيكم
وأسأله يسوي لي جارة
ما ان غناها المطرب الكبير و سجلها و توزعت اسطواناتها في العراق حتى هبت ضجة اجتاحت العاصمة العراقية. قالوا انها تجرح مشاعر اخواننا المسيحيين بالتغني بواحدة من نسائهم. قالوا هذه اغنية تثير النعرات الطائفية. فضلا عن ذلك، عثر المغرضون كالعادة على ما اعتبروه كفرا بالدين. قالوا ، ما هذا؟ ان يصعد المغني الى السماء و يدخل الجنة ويكلم السيد المسيح عليه السلام و يوسطه في موضوع حبه . ايريد ان يصنع منه وسيطا في مثل هذا الموضوع؟
القوا القبض عليه وساقوه للمحاكمة . سأله القاضي ، من انت يا كافر؟ و من قال لك انك ستدخل الجنة؟
فأجابه محمد الكبنجي ( رحمه الله ) ، انا مو كافر. انا مسلم و اسمي محمد. و كمسلم لابد ان ادخل الجنة في الاخير.
وقد قدم محامي المتهم دفاعه بأن النصارى لم يستاؤا من الاغنية قط ، بل اعجبتهم .
وكان من صنع الاسطوانة و قام بتوزيعها في العراق رجل مسيحي هو( نقولا الخوري ). و عزفت الاسطوانة باستمرار في مقهى ( جميل ) ، الذي كان هو ايضا مسيحيا و معظم زبائنه من النصارى ولم يعترض احد منهم على عزفها. و للمغني نفسه كثير من الاصدقاء النصارى بل ويسكن في حي سوق الغزل الذي يضم الكثير من العوائل تسكنه الجالية المسيحية و تربطهم به روابط جيدة.
و قدم المحامي مضبطة وقعها الكثيرون من المسيحيين تؤيد المطرب و تستحسن ما غناه. بيد ان المدعي العام جاء بشاهد مسيحي ، السيد سليم حسون، الذي شهد ضد القبانجي و قال انه وجد كلمات الاغنية تجرح شعوره. وللرد عليه، جاء محامي الدفاع بمسيحي آخر هو المحامي ( يوسف عمانوئيل ) الذي عبر عن ارتياحه التام للأغنية. شفع ذلك شاهد مسلم ، هو ( محمد صالح ) ، كاتب عدل بغداد الذي شهد بأن الاغنية لا تنطوي على اي كفر و ذكر المحكمة بما قاله القرآن الكريم بأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون.
ولحسن حظ المتهم ان القاضي المتزمت ضده قد نقل واستلم مكانه قاض آخر من محبي المقام و من عشاق اغاني القبانجي ، اعتقد انه كان ( شهاب الدين الكيلاني )، فحكم في الأخير بتبرئة المتهم. وراح العراق من شماله لجنوبه يرددون انغامها و كلماتها ،
سودنوني هالنصارى
يا نصارى اش صار بيكم
ما تضيفون اليجيكم
لأصعد العيسى نبيكم
وأسأله يسوي لي جارة
سودنوني هالنصارى
صباح الجميلي / منقول بتصرف