الرئيسية
البوابة
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واحترام واعتزاز ...
لقد استعرضنا في الحلقات السابقة مفهوم العروض وضرورته، وكذلك استعرضنا المفاهيم الأساسية والتعاريف والمصطلحات ، و مفهوم القافية والروي والكتابة العروضية والتي تفيدنا في تقطيع بيت الشعر في القصيدة ومعرفة بحورها ...
واليوم نستكمل موضوع القافية ونستعرض حروفها وانواعها وعيوبها مع امثلة توضيحية لاستكمال الفائدة ، وأرجو ان تلاحظون كتابة الكلمة عروضيا...
مع تحياتي وحبي لكم جميعا ...
العروض وبحور الشعر الحلقة 4...
أ- حروف القافية:
حروف القافية هي تلك الحروف التي إذا جاءت في أول بيت من الشعر في القصيدة ، يجب على الشاعر الإلتزام بها في جميع ابيات القصيدة ، والمعروف عند العرب من هذه الحروف هو الروي فقط.
وللقافية ستة حروف وتسمى كالآتي :
1- الروي: هو أخر الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وهو اثبت الحروف وتسمى القصيدة بإسمه فيقال قصيدة ميمية ، أو لامية ، أو نونية إن كان حرفها الأخير ميما أو لاما أو نونا وكما بينا في الحلقة الماضية ، وقد نجد قصائد خالية من اي من حروف القافية الأخرى ولكن لا توجد قصيدة خالية من الروي .
والروي يكون آخر حرف في الشعر المقيد كقول امرئ القيس:
( فلا وأبيك ابنة العامري *** لا يدعي القوم أني أفرّ )
فالروي هنا هو حرف الراء والشعر هنا يسمى المقيد.
أما في قول البحتري :
( أضرت بضوء البدر والبدر طالع *** وقامت مقام البدر لما تغيبا )
فالروي هنا هو حرف الباء والشعر هنا يسمى بالمطلق .
وحسب ما بينته كتب القوافي فان جميع الحروف تصلح رويا ، عدا بعض الحروف مثل الألف والياء والواو والهاء والتنوين وما تسمى حروف العلة .
2- الوصل : ويسمى أيضا حرف الصلة ، وهو حرف مدٍّ ساكن ناشئ عن إشباع حركة الروي ، أو هاء ساكنة أو متحركة تأتي بعد حرف الروي .
اذا كان حرف الوصل مداً فهو يتبع حركة حرف الروي ، فيكون واوا ان كانت حركة الروي الضمة ، والفا ان كانت الحركة فتحة وياء ان كانت الحركة كسرة.
وان كان حرف الوصل هاء فله اربعة حالات وهي الضم والفتح والكسر والسكون وكما في الأمثلة الأتية:
( أتوك يجرون الحديد كأنهم *** سروا بجياد ما لهن قوائمُ )
وحرف الوصل هنا هو الواو الناتجة عن اشباع الميم المضمومة ، إذ تكتب كلمة – قوائمُ – عروضيا ( قوائمو )
( ويهم فيك إذا نطقت فصاحة *** من كل عضوٍ منك أن يتكلَمَا )
وحرف الوصل هنا هو الألف الساكنة تيجة إشباع الميم المفتوحة ، إذ تكتب كلمة – يتكلمَا – عروضيا ( يتكلما ).
( ضيف ألم برأسي غير محتشم *** والسيف أحسن منه فعلا باللممِ )
وحرف الوصل هنا هو الياء بسبب إشباع الميم المكسورة ، إذ تكتب كلمة – باللممِ – عروضيا ( باللممي ) .
( رأت أم عمرو يوم سارت مدامعي *** تنم بسري في الهوى وتذيعُهُ )
وهنا حرف الوصل هو الهاء المضمومة ..
( وهيفاء لا أصغي الى من يلومني *** عليها ويغريني بها أن يعيبهَا )
حرف الوصل هنا هو الهاء المفتوحة ..
( ألا بأبي من حيل دون مزاره *** وقد بت استسقي الغمام لدارِهِ )
هنا حرف الوصل الهاء المكسورة..
( رب شادٍ على الظّما أسلم الروح *** وروّى الأجيال نبع بيانهْ )
والوصل هو الهاء الساكنة ..
هذا البيت من بحر الخفيف ويسمى المدور لأن حرف الحاء في صدر البيت يحسب على عجزه ليتم الوزن ..
3- الخروج: هو الحرف الذي يتولد من هاء الصلة المتحركة ، فإن كانت حركة الهاء ضمة فيكون حرف الخروج واوا ، وإن كانت فتحة فالخروج يكون ألفا ، وان كانت كسرة فالخروج ياءً . وللتوضيح نلاحظ في قول الشاعر :
( تنم بسري في الهوى وتذيعُهُ )
فان الروي هو حرف العين من (تذيعُهُ) ، والوصل هي الهاء المضمومة أما الخروج فهو الواو الناتجة عن إشباع ضمة الهاء ، إذ تكتب كلمة – تذيعُهُ – عروضيا ( تذيعهو)
وفي قول الشاعر :
( ويغريني بها أن يعيبَها )
فإن حرف الباء من (يعيبَها) هو الروي ، والهاء المفتوحة هي الوصل ، والألف نتيجة اشباع الفتحة هو الخروج .
وفي قول الشاعر:
( وقد بت استسقي الغمامَ لدارِهِ )
فالروي هو الراء من (داره) ، والوصل هو الهاء المكسورة ، والياء المتولدة من اشباع الكسرة هي الخروج ، إذ تكتب كلمة – لدارِهِ – عروضيا ( لدارهي )
والخروج لازم لا يجوز تغييره ويجب التزامه في القصيدة كلها .
4- الردف: كلمة مأخوزة من الرديف ، أي الراكب الذي يركب الراحلة مع صاحبها ، فالروي هو الأصل فهو الراكب وهذا الحرف هو رديفه . وهو حرف مدّ يكون قبل الروي بلا فاصل بينهما سواء كان هذا الروي ساكنا أو متحركا .
فإن كان الردف ألفا فما قبله يجب ان يكون مفتوحا . ويجب التزامه في القصيدة كلها, فلا يتناوب الألف مع الواو والياء. ومثال على ذلك قول الشاعر أبو الحسن الأنباري وهي من بحر الوافر :
علو في الحياة وفي المماتِ *** لحقٌ تلك إحدى المعجزاتِ
أصارو الجو قبرك واستعاضوا *** عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى *** بحراس وحفاظ ثقاتِ
فالألف ردف ، والتاء روي ، والكسرة الناشئة عن اشباع التاء وصل . وكل ابيات القصيدة فيها الردف حرف الألف .
5- التأسيس : هو حرف الف بينها وبين الروي حرف واحد متحرك يسمى الدخيل ، كقول النابغة الذبياني وهي من بحر المتقارب :
(كليني لهمٍ يا أميمة ناصبِ *** وليلٍ أقاسيهِ بطيء الكواكبِ)
فهنا نجد الالف في (ناصب) وفي الكواكب) تأسيساً ، والصاد في (ناصب) والكاف في (الكواكب) هو الدخيل ، أما الباء في كلتا اللفظتين هي الروي.
ويتضح من البيت أعلاه عدم اجتماع الردف والتأسيس ، فان موضع الألف قبل الروي يحدد اسمه فإذا كان الألف قبل الروي مباشرة فهي ردف ، وإذا كان بينها وبين الروي حرف صحيح فهي تأسيس ، أما إذا كان بين الألف والروي أكثر من حرف فهي ليست تأسيسا ولا ردفا مثل: عقابيل ، حيازيم ، مفاتيح .
ويجوز ان تكون ألف التأسيس والروي في كلمة واحدة ، أو ان تكون ألف التأسيس من كلمة والروي من كلمة أخرى ومثال ذلك من بحر الطويل :
( دعاك الهوى واستجهلتك المنازلُ *** وكيف تصابي المرء والشيب شاملُ )
فهنا الألف من (شامل) ، تأسيس ، والميم دخيل ، واللام روي ..
وفي قول الشاعر وهو من بحر الطويل أيضا:
( ألا نادِ في آثارهن الغوانيا *** سُقينَ سهاماً ما لهنَ وما ليا )
فهنا الألف من (ما) في (ماليا) تأسيس ، واللام دخيل ، والياء روي ، والألف الأخيرة وصل.
ويجب على الشاعر الإلتزام بألف التأسيس في أبيات القصيدة كلها إذا بدأها بقافية اشتملت هذه الألف .
6- الدخيل : هو الحرف الواقع بين ألف التأسيس والروي كما ذكرنا ، ويجوز أن يكون الدخيل أي حرف صحيح ، ولا يشترط تكرر نفس الحرف في أبيات قصيدة واحدة ، إذ يمكن أن يكون في بيت دالا وفي بيت آخر راء أو ميما وفي نفس القصيدة.
ومما تقدم يمكن القول انه قد يجتمع في قافية واحدة التأسيس والدخيل والروي والوصل والخروج مثل قول الشاعر من بحر البسيط:
(والليل مدّ رواقا من غياهبه *** على فتى كرمت فيه مضاجعُهُ)
فهنا الألف من (مضاجعه) تأسيس ، والجيم دخيل، والعين روي ، والهاء وصل ، والواو الناشئة عن إشباع ضمة الهاء خروج ( مضاجعهو ) ، أو يجتمع الردف والروي والوصل والخروج مثل قول الشاعر من بحر الطويل:
(سرى طيفها والليل رق ظلامه *** وقد حُطّ عن وجه الصباح لثامُهُ)
فألف (لثامه) ردف ، والميم روي ، والهاء وصل ، والواو الناتجة عن حركة الهاء خروج. ( لثامهو )
ب- القوافي المقيدة والمطلقة :
لقد عرفنا مما تقدم أن الضرب هو آخر كلمة في الشطر الثاني من بيت الشعر ، أي هو آخر كلمة في عجز البيت وهي القافية ، وتأتي على ضربين : مقيد ومطلق.
ينقسم المقيد الى ثلاثة أضرب:
1- ضرب مؤسس مثل قول الشاعر من مجزوء الكامل:
( نهنه دموعك إن من *** يبكي على الحدثان عاجزْ )
ونلاحظ هنا أن الألف تأسيس والجيم دخيل والزاي روي
2- ضرب مردف كقول الشاعر من بحر السريع :
( من عائدي الليلة أم من يصيحْ *** بتُ بهمٍ ففؤادي قريحْ )
هنا الياء ردف والحاء روي
3- ضرب مجرد وهو خالٍ من التأسيس والردف مثل قول الشاعر وهو من بحر الرمل:
( إن تقوى ربنا خير نفلْ *** وبإذن الله ريثي وعجلْ )
هنا اللام روي
أما المطلق فهو على ستة أضرب:
1- ضرب مؤسس موصول كقول المتنبي من بحر الطويل:
( على قَدْر أهل العزم تأتي العزائمُ *** وتأتي على قَدْر الكرام المكارمُ )
هنا حرف الألف تأسيس وحرف الراء دخيل وحرف الميم روي والواو الناتجة عن اشباع الضمة على الميم هي الوصل . ( المكارمو )
2- ضرب مؤسس له خروج ويكون وصله هاء كقول الشاعر من الرجز :
( يوشك من فرّ من منيتهِ *** في بعض غراته يوافقها )
فالألف تأسيس والفاء دخيل والقاف روي والهاء وصل والألف الأخيرة خروج
3- ضرب مردوف موصول مثل قول الشاعر وهو من بحر البسيط:
( يا عيد مالك من شوق وإيراق *** ومرّ طيف على الأحداث طرّاقِ )
حرف الألف ردف ، وحرف القاف الروي ، والياء وصل . ( طرّاقي )
4- ضرب مردف موصول وله خروج كقول الشاعر من بحر الطويل:
( من الخفرات البيض ودٌ جليسها *** إذا ما انقضت أحدوثة لو يعيدها )
هنا الياء ردف ، والدال روي ، والهاء وصل ، والألف الأخيرة خروج
5- ضرب مجرد لا تأسيس له ولا ردف كقول امرئ القيس من معلقته وهي من البحر الطويل:
( قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزلِ *** بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ )
هنا اللام روي ، والياء وصل . ( فحوملي )
6- ضرب مجرد له خروج ويجب ان يكون الخروج بعد وصل مثل:
( كل امرىءٍ مُصبّح في أهله *** والموت أدنى من شراكِ نعلِهِ )
اللام روي ، والهاء وصل ، والياء خروج . ( نعلهي )
ج- أنواع القافية :
ذكرنا أن تعريف القافية وكما قال الخليل هو أنها الساكنان الأخيران من البيت وما بينما ، مع حركة ما قبل الساكن الأول منهما ، ويضاف قولا آخر وهو أنها ما بين الساكنين الأخرين من البيت ، مع الساكن الآخر فقط ، وعليه فإن القوافي في ضوء هذا التعريف تنقسم خمسة أضرب وكالآتي :
1- المتكاوس : وهو اجتماع اربع حركات بين الحرفين الساكنين مثل:
( قد جبر الدينَ الإلهُ فَجَبَرْ )
2- المتراكب : وهو اجتماع ثلاثة حروف متحركة بين ساكني القافية مثل:
( الشعرُ سحرٌ وعندي من روائعه *** أصفى من الماء أو أبهى من الدُرَرِ )
3- المتدارك : وهو أن يجتمع متحركان بين الساكنين مثل:
( فؤاد ببين الضاعنين مروّعُ *** وعينٌ على إثر الأحبة تدمعُ )
4- المتواتر: وهو وقوع متحرك واحد بين ساكني القافية مثل :
( يذكرني طلوع الشمس صخرا *** وأذكره لكل غروب شَمْسِ )
5- المترادف : وهو اجتماع ساكني القافية ولا شيء بينهما مثل:
( هذه دارهم أقفرت *** أم زبور محتها الدهُوْرْ )
د- عيوب القافية:
عيوب القافية معناه الإخلال بالقواعد والضوابط التي مرّ ذكرها ، وان أخل الشاعر بهذه القواعد والضوابط يكون قد وقع في عيب من عيوب القافية ، و من أهم هذه العيوب هي :
1- الأقواء: ويقع في جانبين ، ان يكون هنالك اختلاف في الإعراب وان يكون هنالك اختلاف في حركة الروي ، اي ان يجمع الشاعر الضم مع الكسر مثل:
( قالت بنو عامرٍ خالوا بني أسدٍ *** يا بؤس للجهلِ ضراراً لأقوامِ )
ثم قال :
( تبدو كواكبه والشمس طالعة *** لا النو نور ولا الإظلام إظلامُ )
نلاحظ الضرب في البيت الأول مكسور ، بينما في ضرب البيت الثاني مضموم
أو يجمع الشاعر الكسر مع الضم كقول الحارث بن حلزة:
( آذنتنا ببينها أسماء *** رب ثاوٍ يُملَّ منه الثواءُ )
ثم قال:
( فملكنا بذلك الناس حتى *** ملك المنذر بن ماء السماءِ )
نلاحظ الضرب في البيت الأول مضموم ، بينما في ضرب البيت الثاني مكسور
وهنالك إقواء يأتي بالنصب ولكنه قليل جدا ، أما اختلاف حركة الروي بفتح وضم أو بفتح وكسر فيسمى الإصراف .
2- الإجازة :هو الجمع بين رويين مختلفين في المخرج ، كقول الشاعر :
( قُبّحتِ من سالفةٍ ومن صُدُغْ *** كأنها كُشيةُ ضبٍ في صًقًعْ )
ونلاحظ اختلاف الحرفين (غ) و (ع) ..
3- البدل: هو تغيير حرف الروي مثل قول الشاعر:
(يا قبح الله بني السعلاةِ *** عمرو بن يربوع شرار الناتِ )
(ليسوا بأخيار ولا أكيات)
ويريد الشاعر هنا ( الناس وأكياس ) فأبدل حرف الروي لاضطراره وهذا قبيح جدا وقليل جدا .
4- الإيطاء: هو إعادة القافية بنفس المعنى ، ولكن يجوز إعادة القافية بنفس المعنى بعد سبعة أبيات ، ولكن إن اتفق اللفظ واختلف المعنى فلا يعتبر إيطاء ، ومثال على ذلك قول أبي نؤاس في قصيدته الفضلية :
أأسلمتني يا جعفر بن أبي الفضل *** ومن لي إذا أسلمتني يا أبا الفضلِ
فقل لأبي العباس إن كنت مذنبا *** فأنت أحق الناس بالأخذ بالفضلِ
ولا تجحدوني ودّ عشرين حجّةٍ *** ولا تفسدوا ما كان منك من الفضلِ
ونلاحظ أن الأول هو الكنية ، والثاني هو العفو ، والثالث هو الإعطاء والتفضل .
5- التضمين : هو إكمال وزن البيت قبل تمام معناه ، حيث يلزم الشاعر البيت الثاني لإكمال المعنى ، ومثال ذلك قول النابغة الذبياني :
هم وردوا الجفار على تميمٍ *** وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدت لهم مواطن صادقات *** أتينهم بنصح الصدر مني
نلاحظ ان الضرب في البيت الثاني ( إني ) هو يكمل وزن البيت الأول ويكمل معنى البيت الثاني ..
6- السناد : هو الإختلاف الذي يقع على الحروف والحركات ما قبل الروي ، ومنها:
• سناد الردف ، أي يكون بيتا مردفا وآخر غير مردف مثال قول الشاعر:
إذا كنت في حاجة الى مرسلا *** فارسل حكيما ولا تُوصِهِ
وإن باب أمر عليك التوى *** فشاور لبيا ولا تَعْصِهِ
• سناد التأسيس ، وهو ان يكون بيتا مؤسسا وآخر غير مؤسس مثل :
(يتجمل) و (يتجامل )
• سناد الإشباع ، هو اختلاف حركة الدخيل بحركتين متقاربتين مثل كسرة الهاء وفتحة العين في ( مجاهِد ) و ( تباعَد ) ولكن قد أجيز الجمع بين الكسرة والضمة..
• سناد التوجيه ، هو اختلاف حركة الحرف الذي قبل الروي المقيد كفتحة اللام وضمتها في قولنا ( حَلَم ) و ( حُلُم ) وهذا السناد قد أجازوه لكثرة وقوعه في شعر العرب .
أحبائي : كما لاحظتم ان موضوع العروض وبحور الشعر واسع جدا وتفرعاته كثيرة ، وقد يقع الشاعر في بعض الأخطاء والتي يمكن تجاوزها بالقراءة والمثابرة ، وإن من يمتلك الروح الشاعرية والإحساس المرهف يمكنه تجاوز الأخطاء العروضية حتى وان كان لا يعرفها . إن المهم في الشعر هو إيصال فكرة الشاعر ومشاعره وأحاسيسه الى القراء والمستمعين ، وهذا ما تلاحظونه في مساهماتكم الأدبية والشعرية في المنتدى ..
أحبائي : سنحاول في الحلقات القادمة دراسة التفاعيل وبحور الشعر فأرجو صيركم معي ، وحلمكم علي ، ولا تستصعبوا هذه المفردات فإن المران كفيل بتجاوز صعوباتها ...
ولكم مني أطيب الأمنيات...
صباح الجميلي
لقد استعرضنا في الحلقات السابقة مفهوم العروض وضرورته، وكذلك استعرضنا المفاهيم الأساسية والتعاريف والمصطلحات ، و مفهوم القافية والروي والكتابة العروضية والتي تفيدنا في تقطيع بيت الشعر في القصيدة ومعرفة بحورها ...
واليوم نستكمل موضوع القافية ونستعرض حروفها وانواعها وعيوبها مع امثلة توضيحية لاستكمال الفائدة ، وأرجو ان تلاحظون كتابة الكلمة عروضيا...
مع تحياتي وحبي لكم جميعا ...
العروض وبحور الشعر الحلقة 4...
أ- حروف القافية:
حروف القافية هي تلك الحروف التي إذا جاءت في أول بيت من الشعر في القصيدة ، يجب على الشاعر الإلتزام بها في جميع ابيات القصيدة ، والمعروف عند العرب من هذه الحروف هو الروي فقط.
وللقافية ستة حروف وتسمى كالآتي :
1- الروي: هو أخر الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وهو اثبت الحروف وتسمى القصيدة بإسمه فيقال قصيدة ميمية ، أو لامية ، أو نونية إن كان حرفها الأخير ميما أو لاما أو نونا وكما بينا في الحلقة الماضية ، وقد نجد قصائد خالية من اي من حروف القافية الأخرى ولكن لا توجد قصيدة خالية من الروي .
والروي يكون آخر حرف في الشعر المقيد كقول امرئ القيس:
( فلا وأبيك ابنة العامري *** لا يدعي القوم أني أفرّ )
فالروي هنا هو حرف الراء والشعر هنا يسمى المقيد.
أما في قول البحتري :
( أضرت بضوء البدر والبدر طالع *** وقامت مقام البدر لما تغيبا )
فالروي هنا هو حرف الباء والشعر هنا يسمى بالمطلق .
وحسب ما بينته كتب القوافي فان جميع الحروف تصلح رويا ، عدا بعض الحروف مثل الألف والياء والواو والهاء والتنوين وما تسمى حروف العلة .
2- الوصل : ويسمى أيضا حرف الصلة ، وهو حرف مدٍّ ساكن ناشئ عن إشباع حركة الروي ، أو هاء ساكنة أو متحركة تأتي بعد حرف الروي .
اذا كان حرف الوصل مداً فهو يتبع حركة حرف الروي ، فيكون واوا ان كانت حركة الروي الضمة ، والفا ان كانت الحركة فتحة وياء ان كانت الحركة كسرة.
وان كان حرف الوصل هاء فله اربعة حالات وهي الضم والفتح والكسر والسكون وكما في الأمثلة الأتية:
( أتوك يجرون الحديد كأنهم *** سروا بجياد ما لهن قوائمُ )
وحرف الوصل هنا هو الواو الناتجة عن اشباع الميم المضمومة ، إذ تكتب كلمة – قوائمُ – عروضيا ( قوائمو )
( ويهم فيك إذا نطقت فصاحة *** من كل عضوٍ منك أن يتكلَمَا )
وحرف الوصل هنا هو الألف الساكنة تيجة إشباع الميم المفتوحة ، إذ تكتب كلمة – يتكلمَا – عروضيا ( يتكلما ).
( ضيف ألم برأسي غير محتشم *** والسيف أحسن منه فعلا باللممِ )
وحرف الوصل هنا هو الياء بسبب إشباع الميم المكسورة ، إذ تكتب كلمة – باللممِ – عروضيا ( باللممي ) .
( رأت أم عمرو يوم سارت مدامعي *** تنم بسري في الهوى وتذيعُهُ )
وهنا حرف الوصل هو الهاء المضمومة ..
( وهيفاء لا أصغي الى من يلومني *** عليها ويغريني بها أن يعيبهَا )
حرف الوصل هنا هو الهاء المفتوحة ..
( ألا بأبي من حيل دون مزاره *** وقد بت استسقي الغمام لدارِهِ )
هنا حرف الوصل الهاء المكسورة..
( رب شادٍ على الظّما أسلم الروح *** وروّى الأجيال نبع بيانهْ )
والوصل هو الهاء الساكنة ..
هذا البيت من بحر الخفيف ويسمى المدور لأن حرف الحاء في صدر البيت يحسب على عجزه ليتم الوزن ..
3- الخروج: هو الحرف الذي يتولد من هاء الصلة المتحركة ، فإن كانت حركة الهاء ضمة فيكون حرف الخروج واوا ، وإن كانت فتحة فالخروج يكون ألفا ، وان كانت كسرة فالخروج ياءً . وللتوضيح نلاحظ في قول الشاعر :
( تنم بسري في الهوى وتذيعُهُ )
فان الروي هو حرف العين من (تذيعُهُ) ، والوصل هي الهاء المضمومة أما الخروج فهو الواو الناتجة عن إشباع ضمة الهاء ، إذ تكتب كلمة – تذيعُهُ – عروضيا ( تذيعهو)
وفي قول الشاعر :
( ويغريني بها أن يعيبَها )
فإن حرف الباء من (يعيبَها) هو الروي ، والهاء المفتوحة هي الوصل ، والألف نتيجة اشباع الفتحة هو الخروج .
وفي قول الشاعر:
( وقد بت استسقي الغمامَ لدارِهِ )
فالروي هو الراء من (داره) ، والوصل هو الهاء المكسورة ، والياء المتولدة من اشباع الكسرة هي الخروج ، إذ تكتب كلمة – لدارِهِ – عروضيا ( لدارهي )
والخروج لازم لا يجوز تغييره ويجب التزامه في القصيدة كلها .
4- الردف: كلمة مأخوزة من الرديف ، أي الراكب الذي يركب الراحلة مع صاحبها ، فالروي هو الأصل فهو الراكب وهذا الحرف هو رديفه . وهو حرف مدّ يكون قبل الروي بلا فاصل بينهما سواء كان هذا الروي ساكنا أو متحركا .
فإن كان الردف ألفا فما قبله يجب ان يكون مفتوحا . ويجب التزامه في القصيدة كلها, فلا يتناوب الألف مع الواو والياء. ومثال على ذلك قول الشاعر أبو الحسن الأنباري وهي من بحر الوافر :
علو في الحياة وفي المماتِ *** لحقٌ تلك إحدى المعجزاتِ
أصارو الجو قبرك واستعاضوا *** عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى *** بحراس وحفاظ ثقاتِ
فالألف ردف ، والتاء روي ، والكسرة الناشئة عن اشباع التاء وصل . وكل ابيات القصيدة فيها الردف حرف الألف .
5- التأسيس : هو حرف الف بينها وبين الروي حرف واحد متحرك يسمى الدخيل ، كقول النابغة الذبياني وهي من بحر المتقارب :
(كليني لهمٍ يا أميمة ناصبِ *** وليلٍ أقاسيهِ بطيء الكواكبِ)
فهنا نجد الالف في (ناصب) وفي الكواكب) تأسيساً ، والصاد في (ناصب) والكاف في (الكواكب) هو الدخيل ، أما الباء في كلتا اللفظتين هي الروي.
ويتضح من البيت أعلاه عدم اجتماع الردف والتأسيس ، فان موضع الألف قبل الروي يحدد اسمه فإذا كان الألف قبل الروي مباشرة فهي ردف ، وإذا كان بينها وبين الروي حرف صحيح فهي تأسيس ، أما إذا كان بين الألف والروي أكثر من حرف فهي ليست تأسيسا ولا ردفا مثل: عقابيل ، حيازيم ، مفاتيح .
ويجوز ان تكون ألف التأسيس والروي في كلمة واحدة ، أو ان تكون ألف التأسيس من كلمة والروي من كلمة أخرى ومثال ذلك من بحر الطويل :
( دعاك الهوى واستجهلتك المنازلُ *** وكيف تصابي المرء والشيب شاملُ )
فهنا الألف من (شامل) ، تأسيس ، والميم دخيل ، واللام روي ..
وفي قول الشاعر وهو من بحر الطويل أيضا:
( ألا نادِ في آثارهن الغوانيا *** سُقينَ سهاماً ما لهنَ وما ليا )
فهنا الألف من (ما) في (ماليا) تأسيس ، واللام دخيل ، والياء روي ، والألف الأخيرة وصل.
ويجب على الشاعر الإلتزام بألف التأسيس في أبيات القصيدة كلها إذا بدأها بقافية اشتملت هذه الألف .
6- الدخيل : هو الحرف الواقع بين ألف التأسيس والروي كما ذكرنا ، ويجوز أن يكون الدخيل أي حرف صحيح ، ولا يشترط تكرر نفس الحرف في أبيات قصيدة واحدة ، إذ يمكن أن يكون في بيت دالا وفي بيت آخر راء أو ميما وفي نفس القصيدة.
ومما تقدم يمكن القول انه قد يجتمع في قافية واحدة التأسيس والدخيل والروي والوصل والخروج مثل قول الشاعر من بحر البسيط:
(والليل مدّ رواقا من غياهبه *** على فتى كرمت فيه مضاجعُهُ)
فهنا الألف من (مضاجعه) تأسيس ، والجيم دخيل، والعين روي ، والهاء وصل ، والواو الناشئة عن إشباع ضمة الهاء خروج ( مضاجعهو ) ، أو يجتمع الردف والروي والوصل والخروج مثل قول الشاعر من بحر الطويل:
(سرى طيفها والليل رق ظلامه *** وقد حُطّ عن وجه الصباح لثامُهُ)
فألف (لثامه) ردف ، والميم روي ، والهاء وصل ، والواو الناتجة عن حركة الهاء خروج. ( لثامهو )
ب- القوافي المقيدة والمطلقة :
لقد عرفنا مما تقدم أن الضرب هو آخر كلمة في الشطر الثاني من بيت الشعر ، أي هو آخر كلمة في عجز البيت وهي القافية ، وتأتي على ضربين : مقيد ومطلق.
ينقسم المقيد الى ثلاثة أضرب:
1- ضرب مؤسس مثل قول الشاعر من مجزوء الكامل:
( نهنه دموعك إن من *** يبكي على الحدثان عاجزْ )
ونلاحظ هنا أن الألف تأسيس والجيم دخيل والزاي روي
2- ضرب مردف كقول الشاعر من بحر السريع :
( من عائدي الليلة أم من يصيحْ *** بتُ بهمٍ ففؤادي قريحْ )
هنا الياء ردف والحاء روي
3- ضرب مجرد وهو خالٍ من التأسيس والردف مثل قول الشاعر وهو من بحر الرمل:
( إن تقوى ربنا خير نفلْ *** وبإذن الله ريثي وعجلْ )
هنا اللام روي
أما المطلق فهو على ستة أضرب:
1- ضرب مؤسس موصول كقول المتنبي من بحر الطويل:
( على قَدْر أهل العزم تأتي العزائمُ *** وتأتي على قَدْر الكرام المكارمُ )
هنا حرف الألف تأسيس وحرف الراء دخيل وحرف الميم روي والواو الناتجة عن اشباع الضمة على الميم هي الوصل . ( المكارمو )
2- ضرب مؤسس له خروج ويكون وصله هاء كقول الشاعر من الرجز :
( يوشك من فرّ من منيتهِ *** في بعض غراته يوافقها )
فالألف تأسيس والفاء دخيل والقاف روي والهاء وصل والألف الأخيرة خروج
3- ضرب مردوف موصول مثل قول الشاعر وهو من بحر البسيط:
( يا عيد مالك من شوق وإيراق *** ومرّ طيف على الأحداث طرّاقِ )
حرف الألف ردف ، وحرف القاف الروي ، والياء وصل . ( طرّاقي )
4- ضرب مردف موصول وله خروج كقول الشاعر من بحر الطويل:
( من الخفرات البيض ودٌ جليسها *** إذا ما انقضت أحدوثة لو يعيدها )
هنا الياء ردف ، والدال روي ، والهاء وصل ، والألف الأخيرة خروج
5- ضرب مجرد لا تأسيس له ولا ردف كقول امرئ القيس من معلقته وهي من البحر الطويل:
( قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزلِ *** بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ )
هنا اللام روي ، والياء وصل . ( فحوملي )
6- ضرب مجرد له خروج ويجب ان يكون الخروج بعد وصل مثل:
( كل امرىءٍ مُصبّح في أهله *** والموت أدنى من شراكِ نعلِهِ )
اللام روي ، والهاء وصل ، والياء خروج . ( نعلهي )
ج- أنواع القافية :
ذكرنا أن تعريف القافية وكما قال الخليل هو أنها الساكنان الأخيران من البيت وما بينما ، مع حركة ما قبل الساكن الأول منهما ، ويضاف قولا آخر وهو أنها ما بين الساكنين الأخرين من البيت ، مع الساكن الآخر فقط ، وعليه فإن القوافي في ضوء هذا التعريف تنقسم خمسة أضرب وكالآتي :
1- المتكاوس : وهو اجتماع اربع حركات بين الحرفين الساكنين مثل:
( قد جبر الدينَ الإلهُ فَجَبَرْ )
2- المتراكب : وهو اجتماع ثلاثة حروف متحركة بين ساكني القافية مثل:
( الشعرُ سحرٌ وعندي من روائعه *** أصفى من الماء أو أبهى من الدُرَرِ )
3- المتدارك : وهو أن يجتمع متحركان بين الساكنين مثل:
( فؤاد ببين الضاعنين مروّعُ *** وعينٌ على إثر الأحبة تدمعُ )
4- المتواتر: وهو وقوع متحرك واحد بين ساكني القافية مثل :
( يذكرني طلوع الشمس صخرا *** وأذكره لكل غروب شَمْسِ )
5- المترادف : وهو اجتماع ساكني القافية ولا شيء بينهما مثل:
( هذه دارهم أقفرت *** أم زبور محتها الدهُوْرْ )
د- عيوب القافية:
عيوب القافية معناه الإخلال بالقواعد والضوابط التي مرّ ذكرها ، وان أخل الشاعر بهذه القواعد والضوابط يكون قد وقع في عيب من عيوب القافية ، و من أهم هذه العيوب هي :
1- الأقواء: ويقع في جانبين ، ان يكون هنالك اختلاف في الإعراب وان يكون هنالك اختلاف في حركة الروي ، اي ان يجمع الشاعر الضم مع الكسر مثل:
( قالت بنو عامرٍ خالوا بني أسدٍ *** يا بؤس للجهلِ ضراراً لأقوامِ )
ثم قال :
( تبدو كواكبه والشمس طالعة *** لا النو نور ولا الإظلام إظلامُ )
نلاحظ الضرب في البيت الأول مكسور ، بينما في ضرب البيت الثاني مضموم
أو يجمع الشاعر الكسر مع الضم كقول الحارث بن حلزة:
( آذنتنا ببينها أسماء *** رب ثاوٍ يُملَّ منه الثواءُ )
ثم قال:
( فملكنا بذلك الناس حتى *** ملك المنذر بن ماء السماءِ )
نلاحظ الضرب في البيت الأول مضموم ، بينما في ضرب البيت الثاني مكسور
وهنالك إقواء يأتي بالنصب ولكنه قليل جدا ، أما اختلاف حركة الروي بفتح وضم أو بفتح وكسر فيسمى الإصراف .
2- الإجازة :هو الجمع بين رويين مختلفين في المخرج ، كقول الشاعر :
( قُبّحتِ من سالفةٍ ومن صُدُغْ *** كأنها كُشيةُ ضبٍ في صًقًعْ )
ونلاحظ اختلاف الحرفين (غ) و (ع) ..
3- البدل: هو تغيير حرف الروي مثل قول الشاعر:
(يا قبح الله بني السعلاةِ *** عمرو بن يربوع شرار الناتِ )
(ليسوا بأخيار ولا أكيات)
ويريد الشاعر هنا ( الناس وأكياس ) فأبدل حرف الروي لاضطراره وهذا قبيح جدا وقليل جدا .
4- الإيطاء: هو إعادة القافية بنفس المعنى ، ولكن يجوز إعادة القافية بنفس المعنى بعد سبعة أبيات ، ولكن إن اتفق اللفظ واختلف المعنى فلا يعتبر إيطاء ، ومثال على ذلك قول أبي نؤاس في قصيدته الفضلية :
أأسلمتني يا جعفر بن أبي الفضل *** ومن لي إذا أسلمتني يا أبا الفضلِ
فقل لأبي العباس إن كنت مذنبا *** فأنت أحق الناس بالأخذ بالفضلِ
ولا تجحدوني ودّ عشرين حجّةٍ *** ولا تفسدوا ما كان منك من الفضلِ
ونلاحظ أن الأول هو الكنية ، والثاني هو العفو ، والثالث هو الإعطاء والتفضل .
5- التضمين : هو إكمال وزن البيت قبل تمام معناه ، حيث يلزم الشاعر البيت الثاني لإكمال المعنى ، ومثال ذلك قول النابغة الذبياني :
هم وردوا الجفار على تميمٍ *** وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدت لهم مواطن صادقات *** أتينهم بنصح الصدر مني
نلاحظ ان الضرب في البيت الثاني ( إني ) هو يكمل وزن البيت الأول ويكمل معنى البيت الثاني ..
6- السناد : هو الإختلاف الذي يقع على الحروف والحركات ما قبل الروي ، ومنها:
• سناد الردف ، أي يكون بيتا مردفا وآخر غير مردف مثال قول الشاعر:
إذا كنت في حاجة الى مرسلا *** فارسل حكيما ولا تُوصِهِ
وإن باب أمر عليك التوى *** فشاور لبيا ولا تَعْصِهِ
• سناد التأسيس ، وهو ان يكون بيتا مؤسسا وآخر غير مؤسس مثل :
(يتجمل) و (يتجامل )
• سناد الإشباع ، هو اختلاف حركة الدخيل بحركتين متقاربتين مثل كسرة الهاء وفتحة العين في ( مجاهِد ) و ( تباعَد ) ولكن قد أجيز الجمع بين الكسرة والضمة..
• سناد التوجيه ، هو اختلاف حركة الحرف الذي قبل الروي المقيد كفتحة اللام وضمتها في قولنا ( حَلَم ) و ( حُلُم ) وهذا السناد قد أجازوه لكثرة وقوعه في شعر العرب .
أحبائي : كما لاحظتم ان موضوع العروض وبحور الشعر واسع جدا وتفرعاته كثيرة ، وقد يقع الشاعر في بعض الأخطاء والتي يمكن تجاوزها بالقراءة والمثابرة ، وإن من يمتلك الروح الشاعرية والإحساس المرهف يمكنه تجاوز الأخطاء العروضية حتى وان كان لا يعرفها . إن المهم في الشعر هو إيصال فكرة الشاعر ومشاعره وأحاسيسه الى القراء والمستمعين ، وهذا ما تلاحظونه في مساهماتكم الأدبية والشعرية في المنتدى ..
أحبائي : سنحاول في الحلقات القادمة دراسة التفاعيل وبحور الشعر فأرجو صيركم معي ، وحلمكم علي ، ولا تستصعبوا هذه المفردات فإن المران كفيل بتجاوز صعوباتها ...
ولكم مني أطيب الأمنيات...
صباح الجميلي
