أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واحترام واعتزاز ...
بعد أن استعرضنا في الحلقات السابقة المفاهيم الأساسية والتعاريف والمصطلحات ، سنستعرض في هذه الحلقة موضوع ضرورات الشعر وما يجيز للشاعر أن يستعمله ، وموضوع التفاعيل وما يطرأ عليها من زحافات وعلل مع امثلة توضيحية لاستكمال الفائدة ، وأرجو التركيز على الكتابة العروضية تمهيدا للدخول الى موضوع البحور وأسمائها ...
مع خالص تحياتي وحبي لكم جميعا ...
العروض وبحور الشعر الحلقة 5...
1- ضرورات الشعر :
من أهم الأمور التي يجب على محب الشعر ودارسه أن يعرفها هي أن يكون متفهاً لقواعد اللغة العربية من صرف ونحو وبيان ومعانٍ إضافة الى العروض والقوافي ... وما الى ذلك ...
إن نظم الشعر ينقسم الى اربعة أنواع ...
• نظم خال من العيوب والضرورات ، وهذا هو قمة الشعر وأحلاه .
• نظم فيه عيب وهذا غير مستحب .
• نظم فيه ضرورة قبيحة ويعتبر رديء.
• نظم فيه ضرورة مقبولة وقد تداوله الشعراء قديمهم وحديثهم ، وهذا ما يجيز للشاعر ان استعمالها دون أن يحاسب عليه .
والضرورات المقبولة هي :
1-1- صرف ما لا ينصرف:
مثل قول الشاعر وقد صرف (أندلس) وهو من بحر البسيط:
( في أرضِ أندلسٍ تُلتذُ نعماءُ *** ولا يفارق فيها القلبُ سراءُ )
أما منع المنصرف عن الصرف فهو غير مستحب ، كقول مقري الوحش حيث
منع ( جامع ) من الصرف وهو من بحر الكامل...
( والروضُ جامعُ والأزاهر بُسْطه *** وقنادل الأترنج لاحت في الغدِ )
1-2- قصر المدود ومد المقصور:
مثل قول أبي تمام حيث قصر (الفضاء) ومدَّ ( الهدى ) وهو من بحر الكامل..
( ورثَ الندى وحوى النهى وبنى العلا *** وجلا الدجى ورما الفضا بهداء )
1-3- إبدال همزة القطع وصلا :
مثل قول الشاعر وقد وصل همزة (أم) ، وهو من البحر الطويل..
( ومن يصنع المروف في غير أهله *** يلاقي الذي لاقى مجيرامّ عامرِ )
1-4- قطع همزة الوصل:
كقول أبي العتاهية حيث قطع همزة الأمر من (بنى) فقال (إبن) وهي همزة وصل ، وهو من بحر الرمل ...
( أيها الباني لهدم الليالي *** إبنِ ما شئت ستلقى خرابا )
1-5- تخفيف المشدد:
ويكثر وقوعه في القوافي المقيدة المختومة بحرف صحيح ساكن وليس في غير ذلك مثل قول محمد بن البشير حيث خفف شدة ( تجفّ ) وهو من بحر الرمل..
( ليّ بستانٌ أنيقٌ زاهرٌ *** غَدقٌ تربته ليست تجفْ )
ويلحق في هذا تخفيف الهمزة ، كقول أمية بن أبي الصلت حيث خفف همزة ( البارئ ) وهو من البحر الطويل..
( هو الله باري الخلق والخلق كلهم *** إماء له طوعاً جميعاً وأعبدُ )
1-6- تثقيل المخفف:
كقول الشاعر وقد شددالميم في ( دم ) وهو من بحر البسيط..
( أهان دمّك فرغاً بعد عزته *** يا عمرو بغيك إصراراً على الحسدِ )
1-7- تسكين المتحرك وتحريك الساكن :
مثل قول أبي العلاء المعري، حيث أسكن الجيم في (رجل) ، وهو من بحر البسيط...
( وقد يُقال عثار الرجْل إن عثرت *** ولا يُقال عثار الرجْل إن عثرا )
ويحصل هذا كثيرا في ضمير الغائب والغائبة ، مثل قول الشاعر وقد أسكن الهاء في (هو ) وهو من البحر الكامل ...
( فالدر وهْو أجلُ شيئ يقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائصِ )
ومثل قول الشاعر حيث حرك الهاء الساكنة في ( الزهْر ) ، وهو من بحر البسيط ..
( تبقى صنائعهم في الأرضِ بعدهم *** والغيث إن سار أبقى بعده الزَهَرا )
ومثله قول أبن الجوزي وقد حرك لام ( حُلْم ) وهو من بحر البسيط..
( تباُ لطالب دنيا لا بقاء لها *** كأنما هي في تصريفها حُلُمُ )
1-8- تنوين العلم المنادى ، مثل قول الشاعر وقد نون ( مطر ) وهي من بحر الوافر..
( سلام الله يا مطرٌ عليها *** وليس عليك يا مطر السلام )
1-9- إشباع الحركة ليتولد منها حرف مدٍ ، كقول امرئ القيس حيث أشبع الكسرة فتولد منها حرف ياء في (انجلي ) ، وهو من البحر الطويل ...
( ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي *** بصبحٍ وما الإصباح منط بأمثلِ )
ومثل قول الخوارزمي وقد أشبع فتحة ( أقامَ ) بالألف ، وهو من البحر الطويل..
( فما أنت إلا البدر إن قلّ ضوؤه *** أغبّ وإن زاد الضياء أقاما )
ويكتر الإشباع في الضمائر ، مثل قول الشاعر وقد أشبع الكاف في ( أخاكَ ) فجعلها ( أخاكا ) وأشبع الهاء في (له ) فجعلها ( لهو) وهو من البحر الطويل..
( أخاكا أخاكا إن من لا أخاً لهو *** كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ )
1-10- تحريك ميم الجمع:
كقول أبي أذينة وقد حرك الميم في ( همْ ) و ( مجدهمْ ) ، وهو من بحر البسيط ..
( همُ أهلةُ غسانٍ ومجدهُمُ *** عالٍ فان حاولوا ملكا فلا عجبا )
1-11- كسر آخر الكلمة إن كان ساكنا ، مثل قول عنترة بن شداد وقد كسر الميم في ( أقدمْ ) ، وهو من البحر الكامل ..
( ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها *** قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ )
2- التفاعيل في بحور الشعر :
إن التفاعيل التي نجدها في بحور الشعر هي ثمانية ويستوجب مراجعة الحلقات السابقة لاستذكار الأوتاد والأسباب :
• الأصول وهي:
1- فَعُوْلَنْ ( U ــ ــ ) ، وتتكون من :
( وتد مجموع + سبب خفيف )
2- مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) ، وتتكون من
( وتد مجموع + سبب خفيف + سبب خفيف )
3- مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) ، وتتكون من :
( وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف )
4- فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) ، وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مجموع + سبب خفيف )
وكذلك فَاْعِ : لاتن (ــ U: ــ ــ) وتتكون من :
( وتد مفروق + سبب خفيف + سبب خفيف )
• الفروع وهي :
1- فاعلن (ــ Uــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مجموع )
2- مستفعلن ( ــ ــ Uــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مجموع )
وكذلك مستفعِ : لن (ــ ــ U: ــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف )
3- متفاعلن (U U ــ Uــ ) وتتكون من :
سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع )
4- مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) وتتكون من :
( سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مفروق )
3- الزحافات والعلل:
إن التفاعيل التي ذكرناها أعلاه هي ما تتكون منها أوزان البحور الشعرية ، ويدخل على هذه التفاعيل ما يسمى بالزحافات والعلل ، ومن الزحافات والعلل ما هو ملزم ومنها ما هو غير ملزم ومنها ما يكون وجوبا في بعض البحور، وكما سيتوضح لاحقا ..
• الزحافات: هي حدوث تغيير في ثواني الأسباب في الت فاعيل وكالآتي:
1- الخبن: هو حذف الثاني الساكن من التفعيلة مثل:
مُسْتَفْعِلُنْ ( ــ ــ Uــ ) تتحول بالخبن الى مُتَفْعِلُنْ (U ــ U ــ )
2- الوقص: وهو حذف الثاني المتحرك من التفعيلة مثل:
مُتَفاعلن (U U ــ Uــ ) فتصبح مُفاعِلُنْ (U ــ Uــ)
3- الإضمار : وهو تسكين الثاني المتحرك من التفعيلة مثل:
مُتَفاعلن (U U ــ Uــ ) فتصبح مُتْفاعِلُنْ ( ــ ــ Uــ ) وهي مثل مستفعلن
4- الطي: هو حذف الرابع الساكن من التفعيلة مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) تتحول الى مُسْتَعِلُن ( ــ U Uــ )
5- القبض : وهو حذف الخامس الساكن من التفعيلة مثل:
فَعولُنْ ( U ــ ــ ) فتصبح بالقبض فَعُوْلُ ( U ــ U )
كذلك : مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح بالقبض مَفَاْعِلُنْ (U ــ Uــ )
6- الكف : وهو حذف السابع الساكن من التفعيلة مثل:
مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) وتتحول الى مَفَاْعِيلُ (U ــ ــ U )
7- العقل: وهو حذف الخامس المتحرك من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) فتصبح بالعقل مُفَاْعَتُنْ (U ــ Uــ )
ونلاحظ هنا ان هذه التفعيلة (U ــ Uــ ) هي نفسها مُتَفْعِلُنْ المتولدة من مستفعلن ( ــ ــ Uــ ) عند الخبن ، وهي نفسها مَفَاْعِلُنْ المتولدة من مَفَاعِيْلُنْ
(U ــ ــ ــ ) عند القبض
8- العصب: وهو تسكين الخامس المتحرك من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) فتصبح مُفاعَلْتن (U ــ ــ ــ ) وهي مثل مفاعيلن
9- الحذف: وهو حذف السبب الأخير مثل:
مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) حيث تصبح بالحذف مَفاعي ( U ــ ــ ) وهي نفسها تفعيلة فعولن .
• العلل:
هي تغيير مشترك بين الأوتاد والأسباب في تفعيلة العروض أو الضرب بزيادة أو نقصان ، ولا يكون في غير العروض والضرب ، وهذا التغيير لازم ، فإذا حصلت في العروض أو الضرب وجب التزامه في جميع أبيات القصيدة .
1- علل الزيادة اللازمة ثلاثة وهي:
- التذييل: وهو زيادة حرف ساكن على وتد مجموع مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) فتصبح مُسْتَفْعِلانْ ( ــ ــ Uــ o )
- الترفيل : وهو زيادة سبب خفيف على وتد مجموع مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) فتصبح مُسْتَفْعِلاتنْ ( ــ ــ Uــ ــ )
- التسبيغ : وهو زيادة حرف ساكن على سبب خفيف مثل:
فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح فاعلاتان ( ــ Uــ ــ o)
• علل النقص اللازمة عشرة وهي:
- الحذف: إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة مثل:
مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح مَفَاعِيْ (U ــ ــ ) وهي مثل ، فعولن
- القطف: وهي (عصب + حذف ) اي تسكين الخامس المتحرك مع حذف السبب الأخير من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) مَفاعلْ (U ــ ــ ) وهي مثل فعولن
- القطع : وهو حذف آخر الوتد المجموع وأسكان ثانيه ، مثل :
فاعِلُنْ ( ــ Uــ ) فتصبح فاعِلْ ( ــ ــ ) أو فَعْلُنْ
- القصر: وهو حذف ثاني السبب الخفيف واسكان أوله من التفعيلة ، مثل:
مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح مفاعيلْ (U ــ ــ o )
- التشعيث : وهو حذف أول الوتد المجموع أو ثانيه مثل:
فاعِلُنْ ( ــ Uــ ) فتصبح فالن أو فَعْلِنْ ( ــ ــ )
وكذلك في فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح بعد التشعيث فا:لاتن ( ــ : ــ ــ )
- الحذذ: وهو حذف الود المجموع مثل:
مُتَفاعِلُنْ (U U ــ Uــ ) فتصبح مُتَفا (U U ــ )
- الكسف: وهو حذف آخر الوتد المفروق ، مثل :
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتصبح مفعولا أو مفعولن (ــ ــ ــ )
- الصلم: وهو حذف الوتد المفروق ، مثل :
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتتحول الى مَفْعُوْ أو فَعْلُنْ ( ــ ــ )
- الوقف : وهو تسكين آخر الوتد المفروق ، مثل
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتصبح مفعولاتْ (ــ ــ ــ o )
- البتر: وهو ( حذف + قطع ) أي إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة مع حذف آخر الوتد المجموع وأسكان ثانيه ، مثل:
فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح فَاعِلْ أو فَعْلُنْ ( ــ ــ )
أحبائي ... بهذا نكون قد استعرضنا الجوانب المهمة من موضوع ضرورات الشعر والتفاعيل وما يطرأ عليها من زحافات وعلل ، وإن شاء الله نتطرق في الحلقات القادمة الى البحور واسمائها وكيفية وزنها ..
أني ارجو من زملائي ان لا يملوا هذه التفاصيل ويستصعوبها فهي تفيد دارسي الشعر وتساعدهم على القراءة الصحيحة ومعرفة بحور الشعر وتفاصيلها ...
إن الكثير من الشعراء المبدعين قد لا يلموا بهذه التفاصيل الماماً واسعاً ولكنهم يملكون شاعرية مرهفة وحساً موسيقياً مكنهم من نظم روائع القصائد ... والى لقاء قريب ان شاء الله في الحلقة القادمة .. اترككم بخير وعافية ...
صباح الجميلي
بعد أن استعرضنا في الحلقات السابقة المفاهيم الأساسية والتعاريف والمصطلحات ، سنستعرض في هذه الحلقة موضوع ضرورات الشعر وما يجيز للشاعر أن يستعمله ، وموضوع التفاعيل وما يطرأ عليها من زحافات وعلل مع امثلة توضيحية لاستكمال الفائدة ، وأرجو التركيز على الكتابة العروضية تمهيدا للدخول الى موضوع البحور وأسمائها ...
مع خالص تحياتي وحبي لكم جميعا ...
العروض وبحور الشعر الحلقة 5...
1- ضرورات الشعر :
من أهم الأمور التي يجب على محب الشعر ودارسه أن يعرفها هي أن يكون متفهاً لقواعد اللغة العربية من صرف ونحو وبيان ومعانٍ إضافة الى العروض والقوافي ... وما الى ذلك ...
إن نظم الشعر ينقسم الى اربعة أنواع ...
• نظم خال من العيوب والضرورات ، وهذا هو قمة الشعر وأحلاه .
• نظم فيه عيب وهذا غير مستحب .
• نظم فيه ضرورة قبيحة ويعتبر رديء.
• نظم فيه ضرورة مقبولة وقد تداوله الشعراء قديمهم وحديثهم ، وهذا ما يجيز للشاعر ان استعمالها دون أن يحاسب عليه .
والضرورات المقبولة هي :
1-1- صرف ما لا ينصرف:
مثل قول الشاعر وقد صرف (أندلس) وهو من بحر البسيط:
( في أرضِ أندلسٍ تُلتذُ نعماءُ *** ولا يفارق فيها القلبُ سراءُ )
أما منع المنصرف عن الصرف فهو غير مستحب ، كقول مقري الوحش حيث
منع ( جامع ) من الصرف وهو من بحر الكامل...
( والروضُ جامعُ والأزاهر بُسْطه *** وقنادل الأترنج لاحت في الغدِ )
1-2- قصر المدود ومد المقصور:
مثل قول أبي تمام حيث قصر (الفضاء) ومدَّ ( الهدى ) وهو من بحر الكامل..
( ورثَ الندى وحوى النهى وبنى العلا *** وجلا الدجى ورما الفضا بهداء )
1-3- إبدال همزة القطع وصلا :
مثل قول الشاعر وقد وصل همزة (أم) ، وهو من البحر الطويل..
( ومن يصنع المروف في غير أهله *** يلاقي الذي لاقى مجيرامّ عامرِ )
1-4- قطع همزة الوصل:
كقول أبي العتاهية حيث قطع همزة الأمر من (بنى) فقال (إبن) وهي همزة وصل ، وهو من بحر الرمل ...
( أيها الباني لهدم الليالي *** إبنِ ما شئت ستلقى خرابا )
1-5- تخفيف المشدد:
ويكثر وقوعه في القوافي المقيدة المختومة بحرف صحيح ساكن وليس في غير ذلك مثل قول محمد بن البشير حيث خفف شدة ( تجفّ ) وهو من بحر الرمل..
( ليّ بستانٌ أنيقٌ زاهرٌ *** غَدقٌ تربته ليست تجفْ )
ويلحق في هذا تخفيف الهمزة ، كقول أمية بن أبي الصلت حيث خفف همزة ( البارئ ) وهو من البحر الطويل..
( هو الله باري الخلق والخلق كلهم *** إماء له طوعاً جميعاً وأعبدُ )
1-6- تثقيل المخفف:
كقول الشاعر وقد شددالميم في ( دم ) وهو من بحر البسيط..
( أهان دمّك فرغاً بعد عزته *** يا عمرو بغيك إصراراً على الحسدِ )
1-7- تسكين المتحرك وتحريك الساكن :
مثل قول أبي العلاء المعري، حيث أسكن الجيم في (رجل) ، وهو من بحر البسيط...
( وقد يُقال عثار الرجْل إن عثرت *** ولا يُقال عثار الرجْل إن عثرا )
ويحصل هذا كثيرا في ضمير الغائب والغائبة ، مثل قول الشاعر وقد أسكن الهاء في (هو ) وهو من البحر الكامل ...
( فالدر وهْو أجلُ شيئ يقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائصِ )
ومثل قول الشاعر حيث حرك الهاء الساكنة في ( الزهْر ) ، وهو من بحر البسيط ..
( تبقى صنائعهم في الأرضِ بعدهم *** والغيث إن سار أبقى بعده الزَهَرا )
ومثله قول أبن الجوزي وقد حرك لام ( حُلْم ) وهو من بحر البسيط..
( تباُ لطالب دنيا لا بقاء لها *** كأنما هي في تصريفها حُلُمُ )
1-8- تنوين العلم المنادى ، مثل قول الشاعر وقد نون ( مطر ) وهي من بحر الوافر..
( سلام الله يا مطرٌ عليها *** وليس عليك يا مطر السلام )
1-9- إشباع الحركة ليتولد منها حرف مدٍ ، كقول امرئ القيس حيث أشبع الكسرة فتولد منها حرف ياء في (انجلي ) ، وهو من البحر الطويل ...
( ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي *** بصبحٍ وما الإصباح منط بأمثلِ )
ومثل قول الخوارزمي وقد أشبع فتحة ( أقامَ ) بالألف ، وهو من البحر الطويل..
( فما أنت إلا البدر إن قلّ ضوؤه *** أغبّ وإن زاد الضياء أقاما )
ويكتر الإشباع في الضمائر ، مثل قول الشاعر وقد أشبع الكاف في ( أخاكَ ) فجعلها ( أخاكا ) وأشبع الهاء في (له ) فجعلها ( لهو) وهو من البحر الطويل..
( أخاكا أخاكا إن من لا أخاً لهو *** كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ )
1-10- تحريك ميم الجمع:
كقول أبي أذينة وقد حرك الميم في ( همْ ) و ( مجدهمْ ) ، وهو من بحر البسيط ..
( همُ أهلةُ غسانٍ ومجدهُمُ *** عالٍ فان حاولوا ملكا فلا عجبا )
1-11- كسر آخر الكلمة إن كان ساكنا ، مثل قول عنترة بن شداد وقد كسر الميم في ( أقدمْ ) ، وهو من البحر الكامل ..
( ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها *** قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ )
2- التفاعيل في بحور الشعر :
إن التفاعيل التي نجدها في بحور الشعر هي ثمانية ويستوجب مراجعة الحلقات السابقة لاستذكار الأوتاد والأسباب :
• الأصول وهي:
1- فَعُوْلَنْ ( U ــ ــ ) ، وتتكون من :
( وتد مجموع + سبب خفيف )
2- مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) ، وتتكون من
( وتد مجموع + سبب خفيف + سبب خفيف )
3- مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) ، وتتكون من :
( وتد مجموع + سبب ثقيل + سبب خفيف )
4- فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) ، وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مجموع + سبب خفيف )
وكذلك فَاْعِ : لاتن (ــ U: ــ ــ) وتتكون من :
( وتد مفروق + سبب خفيف + سبب خفيف )
• الفروع وهي :
1- فاعلن (ــ Uــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مجموع )
2- مستفعلن ( ــ ــ Uــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مجموع )
وكذلك مستفعِ : لن (ــ ــ U: ــ ) وتتكون من :
( سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف )
3- متفاعلن (U U ــ Uــ ) وتتكون من :
سبب ثقيل + سبب خفيف + وتد مجموع )
4- مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) وتتكون من :
( سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مفروق )
3- الزحافات والعلل:
إن التفاعيل التي ذكرناها أعلاه هي ما تتكون منها أوزان البحور الشعرية ، ويدخل على هذه التفاعيل ما يسمى بالزحافات والعلل ، ومن الزحافات والعلل ما هو ملزم ومنها ما هو غير ملزم ومنها ما يكون وجوبا في بعض البحور، وكما سيتوضح لاحقا ..
• الزحافات: هي حدوث تغيير في ثواني الأسباب في الت فاعيل وكالآتي:
1- الخبن: هو حذف الثاني الساكن من التفعيلة مثل:
مُسْتَفْعِلُنْ ( ــ ــ Uــ ) تتحول بالخبن الى مُتَفْعِلُنْ (U ــ U ــ )
2- الوقص: وهو حذف الثاني المتحرك من التفعيلة مثل:
مُتَفاعلن (U U ــ Uــ ) فتصبح مُفاعِلُنْ (U ــ Uــ)
3- الإضمار : وهو تسكين الثاني المتحرك من التفعيلة مثل:
مُتَفاعلن (U U ــ Uــ ) فتصبح مُتْفاعِلُنْ ( ــ ــ Uــ ) وهي مثل مستفعلن
4- الطي: هو حذف الرابع الساكن من التفعيلة مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) تتحول الى مُسْتَعِلُن ( ــ U Uــ )
5- القبض : وهو حذف الخامس الساكن من التفعيلة مثل:
فَعولُنْ ( U ــ ــ ) فتصبح بالقبض فَعُوْلُ ( U ــ U )
كذلك : مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح بالقبض مَفَاْعِلُنْ (U ــ Uــ )
6- الكف : وهو حذف السابع الساكن من التفعيلة مثل:
مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) وتتحول الى مَفَاْعِيلُ (U ــ ــ U )
7- العقل: وهو حذف الخامس المتحرك من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) فتصبح بالعقل مُفَاْعَتُنْ (U ــ Uــ )
ونلاحظ هنا ان هذه التفعيلة (U ــ Uــ ) هي نفسها مُتَفْعِلُنْ المتولدة من مستفعلن ( ــ ــ Uــ ) عند الخبن ، وهي نفسها مَفَاْعِلُنْ المتولدة من مَفَاعِيْلُنْ
(U ــ ــ ــ ) عند القبض
8- العصب: وهو تسكين الخامس المتحرك من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) فتصبح مُفاعَلْتن (U ــ ــ ــ ) وهي مثل مفاعيلن
9- الحذف: وهو حذف السبب الأخير مثل:
مَفَاعِيْلُنْ (U ــ ــ ــ ) حيث تصبح بالحذف مَفاعي ( U ــ ــ ) وهي نفسها تفعيلة فعولن .
• العلل:
هي تغيير مشترك بين الأوتاد والأسباب في تفعيلة العروض أو الضرب بزيادة أو نقصان ، ولا يكون في غير العروض والضرب ، وهذا التغيير لازم ، فإذا حصلت في العروض أو الضرب وجب التزامه في جميع أبيات القصيدة .
1- علل الزيادة اللازمة ثلاثة وهي:
- التذييل: وهو زيادة حرف ساكن على وتد مجموع مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) فتصبح مُسْتَفْعِلانْ ( ــ ــ Uــ o )
- الترفيل : وهو زيادة سبب خفيف على وتد مجموع مثل:
مُسْتَفْعِلُن ( ــ ــ Uــ ) فتصبح مُسْتَفْعِلاتنْ ( ــ ــ Uــ ــ )
- التسبيغ : وهو زيادة حرف ساكن على سبب خفيف مثل:
فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح فاعلاتان ( ــ Uــ ــ o)
• علل النقص اللازمة عشرة وهي:
- الحذف: إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة مثل:
مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح مَفَاعِيْ (U ــ ــ ) وهي مثل ، فعولن
- القطف: وهي (عصب + حذف ) اي تسكين الخامس المتحرك مع حذف السبب الأخير من التفعيلة مثل:
مَفَاعَلَتُنْ ( U ــ U U ــ ) مَفاعلْ (U ــ ــ ) وهي مثل فعولن
- القطع : وهو حذف آخر الوتد المجموع وأسكان ثانيه ، مثل :
فاعِلُنْ ( ــ Uــ ) فتصبح فاعِلْ ( ــ ــ ) أو فَعْلُنْ
- القصر: وهو حذف ثاني السبب الخفيف واسكان أوله من التفعيلة ، مثل:
مَفَاعِيلَنْ (U ــ ــ ــ ) فتصبح مفاعيلْ (U ــ ــ o )
- التشعيث : وهو حذف أول الوتد المجموع أو ثانيه مثل:
فاعِلُنْ ( ــ Uــ ) فتصبح فالن أو فَعْلِنْ ( ــ ــ )
وكذلك في فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح بعد التشعيث فا:لاتن ( ــ : ــ ــ )
- الحذذ: وهو حذف الود المجموع مثل:
مُتَفاعِلُنْ (U U ــ Uــ ) فتصبح مُتَفا (U U ــ )
- الكسف: وهو حذف آخر الوتد المفروق ، مثل :
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتصبح مفعولا أو مفعولن (ــ ــ ــ )
- الصلم: وهو حذف الوتد المفروق ، مثل :
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتتحول الى مَفْعُوْ أو فَعْلُنْ ( ــ ــ )
- الوقف : وهو تسكين آخر الوتد المفروق ، مثل
مفعولاتُ (ــ ــ ــ U ) فتصبح مفعولاتْ (ــ ــ ــ o )
- البتر: وهو ( حذف + قطع ) أي إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة مع حذف آخر الوتد المجموع وأسكان ثانيه ، مثل:
فاعِلَاتُنْ ( ــ Uــ ــ ) فتصبح فَاعِلْ أو فَعْلُنْ ( ــ ــ )
أحبائي ... بهذا نكون قد استعرضنا الجوانب المهمة من موضوع ضرورات الشعر والتفاعيل وما يطرأ عليها من زحافات وعلل ، وإن شاء الله نتطرق في الحلقات القادمة الى البحور واسمائها وكيفية وزنها ..
أني ارجو من زملائي ان لا يملوا هذه التفاصيل ويستصعوبها فهي تفيد دارسي الشعر وتساعدهم على القراءة الصحيحة ومعرفة بحور الشعر وتفاصيلها ...
إن الكثير من الشعراء المبدعين قد لا يلموا بهذه التفاصيل الماماً واسعاً ولكنهم يملكون شاعرية مرهفة وحساً موسيقياً مكنهم من نظم روائع القصائد ... والى لقاء قريب ان شاء الله في الحلقة القادمة .. اترككم بخير وعافية ...
صباح الجميلي
عدل سابقا من قبل صباح الجميلي في الإثنين ديسمبر 16, 2013 2:48 pm عدل 1 مرات