*الحلّاقُ المُلحِــد*
السَّـلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ أخوتي الأعضاء...
قرأتُ هذهِ القصةَ الرّائعةَ، فنالت اعجابي كثيـرًا لما فيها من فائدةٍ وعبْـرة، لذلكَ أحبَبْـتُ عرضها عليكم.
ذهبَ رجلٌ إلى الحلّاقِ لكي يحلقِ لهُ شعرَ رأسِهِ ويهذّبَ لُهُ لحيتُهُ، وما أن بَدأَ الحلّاقُ عمَلهُ في حلقِ رأسِ هذا الرّجل؛ حتّى بدأَ بالحديثِ معهُ في أمورٍ كثيرة...
إلى أنْ بدأَ الحديثُ حولَ وجودِ الله، قالَ الحلّاق:- أنا لا أؤمن بوجود الله!
فقال الزّبون :- لماذا تقولُ ذلك؟
ردَّ الحلّاق:- حسنًا، مجرّد أنْ تنزلَ إلى الشّارعِ، لتدركَ أنّ اللهَ غيرَ موجود، قُلْ لي، إذا كانَ اللهُ موجودًا هلْ ترى أُناسًا مرضى؟
وإذا كان الله موجودًا هلْ ترى هذهِ الإعدادَ الغفيرةَ مِنَ الأطفالِ المشردين؟
طبعًا إذا كانَ اللهُ موجودًا فلنْ ترى مثل هذه الآلامَ والمعاناة، أنا لا أستطيعُ أنْ أتصوّرَ كيفَ يسمحُ ذلكَ الإلهُ الرّحيم بمثلِ هذهِ الأمور.
فكّرَ الزّبونُ للحظاتٍ، لكنّهُ لم يردَّ على كلامِ الحلّاق حتّى لا يحتدّ النّقاش...
وبعدَ أنِ انتهى الحلّاقُ منْ عملهِ معَ الزّبون، خرجَ الزّبونُ إلى الشّارعِ، فشاهدَ رجلًا طويلَ شعرِ الرّأسِ مثل اللّيف، طويلَ اللّحيةِ، قذرَ المنظرِ، أشعثَ أغبر، فرجعَ الزّبونُ فورًا إلى صالونِ الحلاقة...
قال الزبون للحلاق :- هلْ تعلمُ بأنّهُ لا يوجدُ حلّاقٌ أبدًا؟
أجابَ الحلّاقُ متعجّبًا:- كيفَ تقولُ ذلك؟ أنا هُنا، وقدْ حلقتُ لكَ الآن.
قال الزبون:- لو كانَ هناكَ حلّاقين لَما وجدتَ مثلَ هذا الرجل.
قال الحلاق:- بلْ الحلّاقين موجودون، وإنّما حدثَ مثلُ هذا الّذي تراهُ عندما لا يأتي هؤلاءُ النّاسِ لي لكيْ أحلقَ لهم.
قال الزبونُ:- وهذا بالضّبطِ بالنّسبةِ إلى الله... فاللهُ موجودٌ ولكنْ يحدثُ ذلكَ عندما لا يذهبُ النّاسُ إليهِ عندَ حاجتهم... ولذلكَ ترى الآلامَ والمعاناةَ في العالم.
فتعجّبَ الحلّاقُ مِنْ هذا الرّدِّ الحكيم، وآمنَ بالله العظيم.
لا إلهَ إلّا الله، وحدهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ يحيي ويُميتُ وهوَ على كلِّ شـيءٍ قديـر.
تقبّلوا تحيّـاتي أخوتي
يُسْــــرى مَحمُـود مَحَـاجنة
يُسْــــرى مَحمُـود مَحَـاجنة