وتستمر الحياة(الجزء الاول)
===============
كثيرا ما نظن اننا تخلصنا من آلامنا وأحزاننا واننا اصبحنا اكثر قوة ,,نتناسى الماضى فلا نلتفت له ثم يغلفه الزمان بخيوطه الحريريه ويدفن فى ارض الذكريات بركن سحيق من العقل ,, ثم يأتى حدث ما فتطفو على السطح بكل ما فيها من الم وتنهش فى القلب بانياب من حديد وفى بعض الأحيان تنزف مره اخرى وبغزارة اكثر .....
اليوم وقد تعديت الخمسين من عمرى ولكنى مازلت احتفظ بالكثير من حيويتى ولكن من سخرية القدر ان بعض صديقاتى يخبرننى انى لو كنت مع زوجى لكان الحال غير الحال لكنت اصبحت اكثر ارهاقا وتقدما فى السن,, ابتسم بينى وبين نفسى ,,ليتهم يفهمون ,,
وقررت اليوم ان اخرج لبعض الوقت ,,وقفت امام منزلى فى احد ايام شهر يناير وقد كان المطر رذاذ خفيف واشعة الشمس تحاول اخترق السحاب المتكاثف ليحجب الدفء واتأمل روعة السماء المحمله بالسحب قررت الذهاب الى المكتبه سيرا على الاقدام فقد تذكرت ايام الصبا واللهو تحت المطر
وصلت الى المكتبة وقد راح المطر يتسارع كانه خيط متصل مابين الارض والسماء فلم اهتم فقد استمتعت كثير بتلك النزهه,, و كانت قاعة المكتبة العامه مقفره والحضور قلائل فاخترت الجلوس بجانب شابة وحيدة ,,وطلبت من امينة المكتبه كتابا من كتب التاريخ كنت قد بدأته منذ فتره ,,ورحت احتسى كوبا من القهوه سريعة التحضير كنت قد احضرتها معى وعزمت على جارتى بعضاً منها فاعتذرت بادب وعادت مره اخرى لكتابها ولاحظت انها لم تقلب الصفحه ,,و دموعها تتساقط بلا توقف وقد بللت صفحاته,, وحاولت تجاذب اطراف الحديث معها ولكنها تجاهلتنى,, فتحت حقيبتى واخرجت منديلآ ووضعته على الكتاب ,,لم اتكلم معها وخطرت فى بالى فكره فاخرجت قالب من الشكولاته ووضعته امامها ايضا ولم يسعها الا ان تنظر الى فاخبرتها انه يرفع معنويات النساء ويحسن مزاجهن فابتسمت ,, واستعدت للخروج وعرضت عليها ان اسير معها بعض الوقت فلم ترد ولكنها اشارت بالموافقه وخرجنا... سألتها ان نحتسى فنجان من القهوه ووفقت وأحسست بأنها تشعر بالوحدة وحالة من الضياع..
وبلا مقدمات نظرت لى وقالت لا بد ان الفضول يتأكلك يصارعك لتعرفى مابى؟ ... نظرت اليها ولم أجيب...
قالت:اولا ساعرفك على نفسى انا شمس ...
قلت: مرحبا شمس انا عائشه
قالت فى بعض الاحيان ، نحتاج لمن نتكلم معه قد لا نتقابل مره اخرى او ننسى حتى لقاءنا هذا ، ولكنى ساخبرك بقصتى علها تخفف مابى من الم وما يعتمل فى داخلى من حزن اليوم عيد ميلادى الخامس والعشرين وكما ترين أن الله قد وهبني مسحة من الجمال ، ولكن بعد وفاة ابى وكنت فى الثامنه عشر من عمري صمم أخوتي على زواجى وتزوجت ، لم اكن اعرف عنه الا انه ابن صديق اخى الكبير وكذالك مديره في الشركة التي يعمل فيها... وكان زواج سريعأ تم فى 6 شهور ولم اعرفه الا بعد الزواج ... وكان رجل رائع المنظر زرى المخبر سريع الغضب يضرب بلا تفكير ثم يعتذر,,مر عام ولم يحدث حمل وذهبت الى الطبيب والحمد لله ولحكمه من الله اكتشفنا اننى لا استطيع الانجاب ... وما كنت أتخيل أنه بهذا السوء ... ارسلت الى بيت امى كطرد ليس له قيمه وارسلت خلفى ورقتى واشيائى ,, اتعرفين,, لم احزن ولو لحظه ربما لو انجبت لعشت مع هذا الرجل طوال حياتى اتلظى بناره ... وما ابشعها من حياة ,,وتوفى الله امى بعد عام من طلاقى وعشت فى منزل الاسره ... الا ان اخى الكبير ايضا وذات يوم احضر عريس عنده 45 سنه وله ابناء ويريد تزويجى مرة أخرى وحين رفضت اعتبرنى متمرده وحرض باقى أخوتي على مقطاعتى حتى ارضخ له ولكنى ما رضخت ويكفيني زيجه فاشله ... ابتسمت لها ... وطلبت فنجانا اخرا من القهوه ، وقلت لها :
لا تحزنى ، فالحياه فيها الكثيروالكثير,, واعلمى انه لا يوجد في هذه الحياة سعادة مطلقة او حزن مطلق ولكنها اشياء تتداخل وتتقارب وتختلف من شخص لآخر كل حسب ظروفه ... لو تعرفى قصتى ,,هى الاغرب فانت قصه تتكرر كثيراً ,,
الى اللقاء فى الجزء الثانى
ماجى صلاح
===============
كثيرا ما نظن اننا تخلصنا من آلامنا وأحزاننا واننا اصبحنا اكثر قوة ,,نتناسى الماضى فلا نلتفت له ثم يغلفه الزمان بخيوطه الحريريه ويدفن فى ارض الذكريات بركن سحيق من العقل ,, ثم يأتى حدث ما فتطفو على السطح بكل ما فيها من الم وتنهش فى القلب بانياب من حديد وفى بعض الأحيان تنزف مره اخرى وبغزارة اكثر .....
اليوم وقد تعديت الخمسين من عمرى ولكنى مازلت احتفظ بالكثير من حيويتى ولكن من سخرية القدر ان بعض صديقاتى يخبرننى انى لو كنت مع زوجى لكان الحال غير الحال لكنت اصبحت اكثر ارهاقا وتقدما فى السن,, ابتسم بينى وبين نفسى ,,ليتهم يفهمون ,,
وقررت اليوم ان اخرج لبعض الوقت ,,وقفت امام منزلى فى احد ايام شهر يناير وقد كان المطر رذاذ خفيف واشعة الشمس تحاول اخترق السحاب المتكاثف ليحجب الدفء واتأمل روعة السماء المحمله بالسحب قررت الذهاب الى المكتبه سيرا على الاقدام فقد تذكرت ايام الصبا واللهو تحت المطر
وصلت الى المكتبة وقد راح المطر يتسارع كانه خيط متصل مابين الارض والسماء فلم اهتم فقد استمتعت كثير بتلك النزهه,, و كانت قاعة المكتبة العامه مقفره والحضور قلائل فاخترت الجلوس بجانب شابة وحيدة ,,وطلبت من امينة المكتبه كتابا من كتب التاريخ كنت قد بدأته منذ فتره ,,ورحت احتسى كوبا من القهوه سريعة التحضير كنت قد احضرتها معى وعزمت على جارتى بعضاً منها فاعتذرت بادب وعادت مره اخرى لكتابها ولاحظت انها لم تقلب الصفحه ,,و دموعها تتساقط بلا توقف وقد بللت صفحاته,, وحاولت تجاذب اطراف الحديث معها ولكنها تجاهلتنى,, فتحت حقيبتى واخرجت منديلآ ووضعته على الكتاب ,,لم اتكلم معها وخطرت فى بالى فكره فاخرجت قالب من الشكولاته ووضعته امامها ايضا ولم يسعها الا ان تنظر الى فاخبرتها انه يرفع معنويات النساء ويحسن مزاجهن فابتسمت ,, واستعدت للخروج وعرضت عليها ان اسير معها بعض الوقت فلم ترد ولكنها اشارت بالموافقه وخرجنا... سألتها ان نحتسى فنجان من القهوه ووفقت وأحسست بأنها تشعر بالوحدة وحالة من الضياع..
وبلا مقدمات نظرت لى وقالت لا بد ان الفضول يتأكلك يصارعك لتعرفى مابى؟ ... نظرت اليها ولم أجيب...
قالت:اولا ساعرفك على نفسى انا شمس ...
قلت: مرحبا شمس انا عائشه
قالت فى بعض الاحيان ، نحتاج لمن نتكلم معه قد لا نتقابل مره اخرى او ننسى حتى لقاءنا هذا ، ولكنى ساخبرك بقصتى علها تخفف مابى من الم وما يعتمل فى داخلى من حزن اليوم عيد ميلادى الخامس والعشرين وكما ترين أن الله قد وهبني مسحة من الجمال ، ولكن بعد وفاة ابى وكنت فى الثامنه عشر من عمري صمم أخوتي على زواجى وتزوجت ، لم اكن اعرف عنه الا انه ابن صديق اخى الكبير وكذالك مديره في الشركة التي يعمل فيها... وكان زواج سريعأ تم فى 6 شهور ولم اعرفه الا بعد الزواج ... وكان رجل رائع المنظر زرى المخبر سريع الغضب يضرب بلا تفكير ثم يعتذر,,مر عام ولم يحدث حمل وذهبت الى الطبيب والحمد لله ولحكمه من الله اكتشفنا اننى لا استطيع الانجاب ... وما كنت أتخيل أنه بهذا السوء ... ارسلت الى بيت امى كطرد ليس له قيمه وارسلت خلفى ورقتى واشيائى ,, اتعرفين,, لم احزن ولو لحظه ربما لو انجبت لعشت مع هذا الرجل طوال حياتى اتلظى بناره ... وما ابشعها من حياة ,,وتوفى الله امى بعد عام من طلاقى وعشت فى منزل الاسره ... الا ان اخى الكبير ايضا وذات يوم احضر عريس عنده 45 سنه وله ابناء ويريد تزويجى مرة أخرى وحين رفضت اعتبرنى متمرده وحرض باقى أخوتي على مقطاعتى حتى ارضخ له ولكنى ما رضخت ويكفيني زيجه فاشله ... ابتسمت لها ... وطلبت فنجانا اخرا من القهوه ، وقلت لها :
لا تحزنى ، فالحياه فيها الكثيروالكثير,, واعلمى انه لا يوجد في هذه الحياة سعادة مطلقة او حزن مطلق ولكنها اشياء تتداخل وتتقارب وتختلف من شخص لآخر كل حسب ظروفه ... لو تعرفى قصتى ,,هى الاغرب فانت قصه تتكرر كثيراً ,,
الى اللقاء فى الجزء الثانى
ماجى صلاح