كيف لك يا أديب
أن تحيا في زمن ٍ عجيب
من غير أم ٍ ولا أب ٍ
وليس بالجوار حبيب
تشتاق ُ لأب ٍ قد رحل
والأم لحقت بالأمس القريب
ضعف الجسدُ منكَ وذبُل
وصـِرت في الحياة ِ غريب
ما عاد ينفع ُ معك البكاء
ولن تشفيك دموع النحيب
آه ٍ مزقت كل الضلوع
وآه ٍتناجي ربا ً مُنيب
كيف لك يا أديب
أن تحيا في زمن ٍ عجيب
إعلم أن الدنيا فانية
ولن تحيا بعد عمرك ثانية
والآن بعد ما رحلت غلاتك
من تكون لك باقية
الآن في الحياة ِ وحيدا ً
وأصبحت جراحك دامية
الآن لم تعد أديبا ً
وعيناك باتت باكية
كيف لك يا أديب
أن تحيا في زمن ٍ عجيب
ذهب عنك الأخلاء
والأهل والاصحاب والأصدقاء
ولم يعد هناك قلبٌ
يسمع نبضك غير السماء
فهل تكون لك شافية
وهل تكون لك الدواء
هل ترى فيها الحبيبة
وهل تراها تنتظر اللقاء
هل تكون عشقا ً قريباً
أم تسلك وحدك طريق الشقاء
سامحني يا قلبي واغفر صُراخي
فالجُرح غائر ولم يعد يكفي البكاء