الرئيسية
البوابة
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
18ــ الاعتصام .. سلاح ودرس
قلت في مقال سابق أن العراق يعيش ألازمات والمتضرر منها هو الشعب العراقي.. نــزف دم .. ونزف ثروات.
وأقول اليوم إن ألازمات التي يعيشها العراقـي تصدر من جهات مختلفة متعددة لدول الاحتلال ومخابراتها ومن أحزاب وتشكيلات ســياسية وغير ذلك في داخل العراق وخارجه، وأخر أزمة وليس باخرها هو ما إثارته قـوات الاحتلال في العراق واخص بالذكر القوات الأمريكية هذه القوة الطاغية ذات الجبـروت اللا أنساني والتي سحقت ماكنتها العسكرية أبناء العراق بلا رحمة ولا رادع، ليس في العراق وإنما استهدفت الإسلام أينما وجد وفعلت فعلها في الوطن العربي أيضا، والأزمة التي أتحدث عنها اليوم هي اختطـاف الجندي الأمريكي من قبل عناصر مسلحة عراقيـة هكذا تدعي القوات الأمريكية التي تحتل العـراق والتي سحقت أبناء العراق وفي تطور أخر ادعـت هذه القوة الغاشـمة أن مصادر معلوماتهـا الاستخبارية تفيد بأن خلية إرهابية متواجدة فـي مدينة الصدر هي التي قامت بالاختطـاف وان الجندي الأمريكي موجود في تلك المدينة حيث نقل من منطقة الكرادة إلى هذه المدينة المشهود لها في سوح النضال والموالية للتيار الصدري وتأتمــر بأعلامه وقادته ومؤسسيه.
فماذا فعلت قوات الاحتلال ؟
ـــ مارست هذه القوة الغاشمة التي لا تراعي حرمــة ولا تراعي حقوق الإنسان مارست فرض حصـار على المدينة وضربت طوقا عسكريا يحيط بها كمـــا يحيط السوار بالمعصم، كتل كونكريتية وأسلاك شائكة والهمرات والدروع في الطرقات وملئـت السماء بطائراتها الحربية مستخدمتا كل جبروتهـا وتقنياتها العسكرية في إذلال هذه المدينة كما أذلت من قبل الشعب العراقي حين احتلته عــام 2003 م ولازالت، أسبوع من الحصار، قصف بالطائــرات، مداهمات للدور، تفتيش للداخلين والخارجيـن منها، منع حركة السيارات فيها، انفجــارات أسلحتها تلتهم الأجساد وتحطم المنشآت، حجتهـــا بذلك البحث عن الجندي الأمريكي.
فمن يبحث عن ألاف الجنود والمفقودين العراقييــــن طوال سنوات الاحتلال.. لا احد.. يا للعجب !
وليس هذا فقط بل شملت عمليات التفتيش بغـداد العاصمة بكاملها سيارة بعد سيارة يتم تفتيشهـا بحثا عنه مما سبب إرباك في حركة الســير ولسـاعات طويلة لكي يجتاز المواطن هـذه المسيطرات، في المدينة المذكورة لا يمكن نقل المرضى والمصابين إلى مواقع العلاج والمسـتشفيات والسبب قوات الاحتلال التي تفرض هذا الحصـــــار على المدينة الصامدة.
فماذا يصنع شعبنا في المدينة الصدرية وماذا يفعـل قائد التيار الصدري؟.
ـــ الشعب صابر صامد ينتظر إشارة قائده، والقائـد يعالج الموقف بحكمة ودراية ويحاول دفع الضـــرر عن أبناء الشعب في تلك المدينة ولكي لا يعطي مبررا لعمليات القتل الجماعي التي قد ترتكبها قوات الاحتلال بطرق مختلفة، وجه السيد مقتـــدى الصدر رسالته المعروفة طالبا من أبناء المدينـة الصبر والحذر والحكمة وعدم التصرف بل وضبـــط النفس لتفويت الفرصة على قوات الاحتلال، ثم أوصى بالاعتصام السلمي والعصيان المدني في هذه المدينة وذلك يوم الثلاثاء 31/10/2006 وكبرت المساجد والحسينيات وأبلغت الناس بذلــــك والتزم الجميع بهذا الأمر وشلت الحركة ليس في المدينة المذكورة فقط وإنما في بغداد العاصمة حيث لا حركة للسيارات ولا احد يصل إلى مكان عمله، وخرج الناس يتظاهرون ويطالبون بفك الحصار عن مدينتهم.
فماذا حصل بعد ذلك؟
ــ الذي حصل أن وجه السيد رئيس الوزراء برفـــع الكتل الكونكريتية ورفع الأسلاك الشائكة ورفع الحصار عن المدينة، وكذلك فعلت قوات الاحتلال وانسحبت بقطعاتها المخذولة إلى مواقعها ورُفع الحصار عن هــذه المدينة الباسلة.
فما السلاح الذي عرفناه والدرس الذي تعلمناه ؟
ــ السلاح في هذه المعركة السلمية من جانب أبناء الشعب العراقي هو الاعتصام سلاح سلمي بيــد المقاومين السلميين لمواجهة أسلحة الدمار الأمريكية، وقد فعل الاعتصام فعله المطلوب حيـث خضعت القوات الأمريكية لإرادة الشعب وسـحبت قواتها، والدرس الذي تعلمناه هو مقارعة قـوات الاحتلال أينما وجدت لغرض تنفيذ كل البرامج العراقية لمواجهة الاحتلال.
وماذا سيحصل لو تزاوج السلاحان بيد أبناء العراق؟
ــ إذا ما تزاوج سلاح الاعتصام الذي بيد المقاومين السلميين للاحتلال في مواقع تواجدهـم مع رصاص السلاح الذي بيد المقاومون المسلحون ضد الاحتلال في مواقع تواجدهم الذي سيحصل هـو تكبيد العدو المحتل خسائر بشرية وأليه تكســـر شوكته وتحطم عنجهيته هذا من جانب وتضعـف موقفه الدولي وتعيق سياسته بتأثير سلاح المقاومون السلميين هذا من جانب أخر ، وبالتالـي سوف يخسر المعركة الاحتلال الأمريكي ويغـادر ارض العراق الشماء يجر أذيال الهزيمة.
وبهذه المناسبة أوجه الدعوة للذين وقعوا وثيقـة مكة جميعا ولإطراف المقاومة الوطنية بكل أشكالها أن تضع نصب أعينها مصلحة الشعب والوطــن والأمة، ونضع أيدينا يد بيد من اجل التحريــر والبناء في ظل نظام ديمقراطي وطني يراعـي مصالح الجميع ويخدم أبناء الشعب العراقي ليكــون نموذجا يقتدى به في عموم الوطن العربـي والمنطقة جميعا.
سلمت أيديكم أيها المقاومون السلميون للاحتـــــلال وسلمت أيدي المقاومة المسلحة للاحتلال 0
والله الموفق
1/ت 2 /2006
************************
19ــ مدن المقاومة... مدن الحصار
منذ 9/4/2003 يوم الاحتلال الأمريكي والدول المتحالفة معه لعراقنا الحبيب تسير الأمور من سيء إلى أسوء ويمر العراق من أزمة إلى أخرى وكـــأن قدر العراقيين أن يعيشوا في أزمات، هذه الأزمات تحدثت عنها في مقال سابق وعن أسبابها ومسبباتها، والضحية دائما هو شـــعب العراق.. نزف دم.. ونزف ثروات، والمستفيد دائما هي الجهات ذاتها لدول الاحتلال ومن جاء معهم على دباباتهم ولمن سار خلف الركب من سياسينا وأحزابهم وتشكيلاتهم.
منذ عام الاحتلال إلى يومنا هذا والعراقي لا يرى يوما النور ولا يرى أبدا بصيص الأمل لكي يخـرج من النفق المظلم الذي حُشر فيه حشرا، منذ ذلك العام إلى يومنا هذا والمقاومة الوطنية العراقية تباشر عملياتها لغرض تحرير العـراق وإنقاذه من براثن المحتلين، الاحتلال المباشــر والاحتلال الغير مباشر لدول أخرى استغلت الاحتلال المباشر ومدت اذرع مخابراتها وعملائهــا ليسيطروا على مقدرات البلاد، منذ ذلك العام ومدن العراق تشهد أعمال إرهابية من عمليات القتل الفردي والجماعي والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من قبل عناصر لا تعي حقوق الإنسان ولا تراعي دين ومذهب عناصـر مدفوعة الثمن تحركها مخابرات دول الجوار كافـــة عربية وأجنبية، والضحية هو الشعب العراقـي دائما ينزف دما طاهرا وتهدر ثرواته التي لــو استخدمت بشكل صحيح لتغير حال العراق إلى الأفضل، منذ ذلك العام ( عام الاحتلال ) والعراقي يعيـش حالة الهلع والرعب والفزع وينتظر الموت من حيث يأتيه وبالطريقة التي يرسـمها الجلادون الإرهابيون، ومواطننا لا حول ولا قوة له ألا الله، فالحكومة عاجزة وأنى لها أن تفعل شيء ومــن شارك فيها من أحزاب وحركات وهيئات ومليشيـات لها باع طويلة في عمليات القتل، وأجهزتها الأمنية لا تدين بالولاء للعراق وحكومته وإنما ولائها لمرجعياتها الحزبية المنتمية إليها فكيـف سيستقر الأمن، منذ ذلك العام ( عام الاحتلال ) ومدن العراق التـي ترفع شعار المقاومة الوطنية ضد الاحتــلال وتواجهه عسكريا وتوجه ضرباتها لآلياته ومواقعه تعاني هذه المدن الحصار والدمار وانتهاك للأعراض وقتل جماعي وفردي وانتهاك حرمـات بيوت الله وانتهاك حقوق الإنسان.
هذا الحصار قد شاركت فيه وللأسف قوات عراقيــة مع القوات الأمريكية وعلى مختلف الحكومات السابقة والحالية فأصبح يذبح العراقي بيد العراقــي بحجة مكافحة الإرهاب فعجبا للذين ينساقــون وراء هذه أللافته، هل الذي يقاوم الاحتلال إرهابي؟
مدن العراق.. مدن المقاومة المتواجدة فيهـا تتحمل أعباء كبيرة من الظلم والجور والقتــل وبمختلف الأسلحة الفتاكة من قبل قوات الاحتـلال والمتحالفين معهم.. فالمدائن والفلوجة وهيــت والرمادي وغيرها من مدن المقاومة والمقاومـون الأبطال فيها يواجهون بصدورهم رصاص العـدو كما ويلقنون العدو دروسا في الجهاد والمقاومة ويكبدوه خسائر لا يستهان بها، هذه المدن تتعـرض كل يوم إلى حصار قاسي حصار عسكري أمريكي تواجه به النساء والأطفال والشيوخ العاجزين كـــل المأسي، والحكومة لا تفعل شيء كأن هذه المـدن لا تعنيها.
بالأمس القريب حين حوصرت مدينة الصدر ولمـدة أسبوع طالب رئيس الوزراء بفك الحصار عنهـا واعتصم الشعب يطالب بفك الحصار، وحصل ذلــك فعلا في حين أن المدن التي أشرت إليها كأن أمرها بايعني رئيس الوزراء وكأنه رئيس وزراء لطائفــة معينة لا لشعب كامل.
هذه المدن اضطرت بالأمس أن تقدم طلبات إلى الجامعة العربية لفك الحصار عنها وناشـدت الخيرين من الشعب والحكومة لفعل ذلك أيضا.
إن مدن المقاومة.. مدن الحصار هي مدن يُرفع فيها رأس العراقي عاليا لأنه يقف بوجـــه الاحتلال ويقاتله بكل ما أوتي من قوة فســاندوه وادعموه لترفع رؤوسكم عاليا أيها العراقيـون الأباة.
ويا حكومتنا حكومة الوحدة الوطنية إذا بقيت تكيلين بمكيالين في إدارة شؤون العراق والحفـاظ على مدنه فأنكِ لست حكومة وحدة وطنية وإنما حكومة أخرى تمثل مكون أخر واحد، وهـذا ما لا نريده فاعملي بموجب الدستور وبموجـب الصلاحيات الممنوحة لك واحرصي على الجميـع فكل مدن العراق.. هي العراق وشعب العراق.
مدن المقاومة.. مدن الحصار اصبـــروا وصابرو وجاهدوا في سبيل الإسلام والوطن وقارعوا الطغاة الجبارين من المحتلين والداعميــن لهم من خارج الحدود ومن داخل الوطن وليكـن هدفكم هو تحرير العراق وشعب العراق من الظلم ، وجهوا نيرانكم على قواعد المحتلين وأماكن تواجدهم وعلى ارتالهم خارج المدن، لكـي لا تصيبوا عراقي بمقتل، جاهدوا المحتلين أينما ظفرتموهم لينصركم الله بنصره ومن ينصـره الله لا غالب له، وان يوم التحرير لآت.
3/ت2/2006
*************************
20 ــ حرب المدن 000 حرب هاونــات
إن العراق اليوم ومنذ الاحتلال في 9/4/2003 من قبل القوات الأمريكية والدول المتحالفة معها يعيـش ألازمات ويعيش التحديات ، ألازمات تحدثت عنهـــا في مقالات سابقة وعن أسبابها ومسبباتهــا ولازال الشعب يتحدى المخططات ويسعى لإفشالها.
أزمة اليوم مرتبطة بأزمات أخرى سبقتها ففي ظــل الحكومات المتعاقبة على العراق ( مجلس الحكــم، حكومة علاوي، حكومة الجعفري، حكومـة المالكي ) الحكومة الحالية أخذت ألازمات تنمــو وتتطور وتأخذ إبعاد أعمق واشمل كل تلـك الحكومات ترفض الاعتراف بالمقاومة العراقية للاحتلال وتتهمها بالإرهاب وكأن شـعب العراق يرضى بأن يدوس مقدساته حذاء المحتل وكأنه يرضى أن تنتهك سيادته وعرضه من قبل المحتـــل وهذا غير صحيح لان المقاومة الوطنية المسلحــــة منذ يوم الاحتلال أعلاه إلى يومنا هذا لا تزال توجــه ضرباتها إلى المحتل لكي يسحب قطعاته مخذولا من ارض العراق الشماء.
أما الإرهاب الذي خلطوا أوراقه بأوراق المقاومة فهو شيء أخر صنعته أجهزة مخابرات دول الجــوار لتنفذ أجندتها في العراق، وحين أقول صنعته أيدي الماسكين بالحكم اعني استغلالهم للسلطة ولأجهزة الدولة والياتها لتنفيذ ثارات مقيتة راح ضحيتها أعداد لا تحصى مـن مكون أخر غير الماسك بالسلطة وفي مناطق سكناهم، اُخذوا عنوة كون الفاعلين أجهزة رسمية ووجدوا مغدور بهم مقتولين مرميين في العــراء بأبشع صور التعذيب تثقيب بالدريل الكهربائـي وحرقا بالتيزاب والبنزين هذا ما حصل لشـهداء مدينة الحرية ومنطقة السبع أبكار والمدائــن وغيرها من مدن المكون الآخر ومن مدن غالبيـة المكون الآخر مدعين إن هؤلاء مجهولي الهويـة فحدث ولا حرج.
ومن الاغتيالات الفردية العلنية أمام أنظار أجهزة الدولة وخارج أنظارها تحول الحال إلى الهجمــــات المسلحة بمختلف الأسلحة وفي فترات منع التجـول فهم وحدهم يصولون ويجولون في بغداد وأزقتها دون رادع يعيثون في الأرض الفساد قتلا وحرقـــــا وتدميرا حتى لبيوت الله ( قال تعالى.. فمن اظلـم ممن افترى على الله كذبا ومنع مساجد الله مـــن أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. صدق الله العظيم ) وتهجيرا قسريا للعوائل.
ومن يقرأ التأريخ جيدا يرى بأم عينيه ما فعلـه الصفويين في إيران قبل أكثر من مأتي سـنه من أساليب دموية مشابهه لما يحدث اليوم في العــراق وقد غيروا إيران وحولوها من مذهب إلى مذهـــــب أخر بهذه الوسائل لازال يشكل الغالبية فيها .
أما المكون الآخر الذي يمسك بزمام السلطة اليـــوم قياداته السياسية والدينية عبر أحزابها الإسلامية فهو يشكوا من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقتل بالسيف والاغتيالات والتهجير ألقسري وبالمناسبة فالمفخخات طالت مناطق المكون الآخر وكأن ألعمليه فعل ورد فعل والخاسر الوحيد هـو الشعب العراق ينزف دم باستمرار نساء ترمل وأطفال تيتم في ظروف صعبة للغاية حيث لا امن ولا أمان ولا حياة اقتصادية مرفهه.
التطور الذي أود الحديث عنه اليوم هو حرب الهاونات على المدن فمذ يوم السـبت 4/11/2006 ولغاية الأربعاء 8/11/2006 تاريخ كتابتي مقالي هذا ومدينة الاعظمية البطلــــة الصابرة الصامدة تتلقى العشرات من قنابر الهــاون المنطلقة عليها من مناطق مكون أخر يمسك زمـــام الأمور، هدم للدور، قتل جماعي، ترويع للعوائــل ومستشفى النعمان في المنطقة المذكورة قطعــت عنه كل المعونات والدعم من وزارة الصحة التـي وزيرها شخص ممن يمسكون زمام الأمور ومـن أحزابها وتياراتها، لا أدوية ولا حقن لإيقاف النزف ولاقتاني دم ولا.. ولا.. ولا والقائمة طويلة والجرحى يموتون تباعا، الأهالي يستنجدون بالدولة للتدخل ويعلنها رئيس الوزراء يوم 7/11/2006 بضرورة تدخل أجهزة الجيش والشرطة لإنهاء هذه المأساة والنتيجة فـي يوم 8/11/2006 تسقط عشرة قذائف هاون علـى نفس المدينة أعقبها قصف على منطقة الفضـــل وبعدها تضرب مدينة الكاظمية المقدسة بالهاونــات هذه الأعمال يمارسها أناس مدعومين بل لهم كــــل الدعم من شتى الأصناف دعم حكومي، دعم داخلي، دعم خارجي وهذا تطور خطير يقودنا إلى منزلـق اخطر لا سامح الله ألا وهو الحرب الطائفية فلا تسعوا لها بأرجلكم بل أوقفوها بعقولكم وعودتكــــم إلى كتاب الله، أن من يمارسون هذه الأعمال إن لم يكونــوا صفويين بالانتماء ومن هذه الأصول فهم صفوييــن بالأفعال والتنفيذ لأنهم ينفذون أرادة غير عراقيـة وغير عربية وما أشبه اليوم بالبارحة ما أشبه حـال العراق ألان بحال إيران أيام الصفويين.
فيا سياسيو العراق احذروا ويا شعب العراق احـذر ولا أقول أيها المكون الآخر احذر لان المؤامرة التـي تحاك ضد العراق لا يرضى بها عموم الشعب بكافة مكوناته.. والله الموفق 8/11/2006
**********************
21ــ مذكرة اعتقال.. أم مذكرة اغتيال
سمعت كما سمع غيري من العراقيين بتاريـخ 16/11/2006 بمذكرة اعتقال صدرت بحـق الشيخ المجاهد حارث الضاري، صدرت هذه المذكرة من الحكومة الصفوية في بغداد ما بعد الاحتلال أن هذه المذكرة ليست وليدة لحظتها وإنما هي نتيجة مخاض عسير وطويل عانى منه المكـون الآخر الذي ليس بيده زمام الأمور في هذه الحكومة ولنرجع إلى الوراء نستذكر الأحداث والمواقـف التي جعلت من هذه المذكرة تأخذ طريقها بالأيدي القذرة التي تسوس البلد.
أبان النظام السابق سعت أحزاب وتشكيلات معروفة بعمالتها لدول الجوار ولغير دول الجوار بـل وارتمت في أحضانها وكانت هي الداعمة لها والمؤسسة لبعض تشكيلاتها التي دربتها على الغدر والقتل والتنكيل، ادعت هذه الأحزاب والتشكيلات بأنها تقود معارضة وطنية ضد النظـــم السابق وسعت لإسقاطه بكل الطرق ومنها مغازلـــة أميركا والصهيونية من اجل إسقاط النظام ملتزميـن بنظرية التدافع التي يؤمنون بها وهي دفع الظالـم بظالم وأزاحته هذه النظرية العقيمة التي جلبت إلى العراق والعراقيين كل الويلات فقد وضعت تلك الأحزاب ألمعارضه نفسها في خندق الظلم والكفـــر ورهنت نفسها بمخططاتهم لتنفذ هي مشروعهـا وأي مشروع طائفي مقيت هذا، عقدت الاجتماعات والمؤتمرات في واشـنطن ومصيف صلاح الدين ووضعوا أسس التغير وفعــلا حصل التغير واحتل العراق في 9/4/2003 مـن قبل القوات الأمريكية والدول المتحالفة معهــا احتلالا ظاهريا أما الاحتلال الباطني فهو أقسى وأمر من الاحتلال الظاهري ألا وهو الاحتـلال ألصفوي للعراق.
لقد مدت المخابرات الإيرانية اذرعها في ارض العراق وتصرفت الحكومة الإيرانية بما يخدم مخططها فدعمت الأحزاب الهزيلة العميلة التي صنعتها وقدمت لها وسائل الموت والدمار وابتكرت طرق التعذيب والتهجير كما فعل أسلافهم الصفويين في إيران قبل أكثر من مأتي عام وغيروها إلى المذهب الشيعي المحرّف، نفس الأسلوب ونفس المخطط بدأ يعاد في العـراق وبأشد وحشية وقساوة وبدأ المسلسل ينفذ بدءا من الاغتيالات الفردية إلى اختطاف الناس من أهل المكون الآخر بالجملة من دورهم وسوقهم إلى مقاصل الموت، إلى احتلال المساجد وغلقهـا أو حرقها تصديقا لقوله تعالى ( فمن اظلم ممن افترى على الله الكذب ومنع مساجد الله من أن يذكر فيهـــا اسمه وسعى في خرابها.. صدق الله العظيم ) إلى طرد الكفاءات العلمية والإدارية من المكون خارج الوظيفة ورئاسة دوائرها إلى الإساءة للمقاومـة الوطنية واتهامها بالإرهاب إلى هجوم الميليشيـــات المجرمة التابعة لها على مناطق الغالبية للمكـون الآخر وإطلاق يدها في القتل إلى التهجير ألقسري إلى حرب المدن وضربها بالهاونات مرورا بالمعتقلات السرية وتعذيب السجناء فيها إلى اخـذ الموظفين من دوائر الدولة بالجملة ممن ينتمون إلى المكون الآخر وإخفائهم إلى مذكرة اعتقـال الشيخ الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين الشخصية الوطنية المعروفة والشخصية الإسلامية الورعة التي هي مرجع ديني لأهل السنة فـــي العراق، ولم تكن هذه هي الحلقة الأخيرة في المسلسل وإنما ما خفي أعظم.
الواضح إن الصفويين الذين يحكمون ألان بالعــراق لا يريدون حكومة وحدة وطنية وإنما يريـدون حكومة الغالبية الانتخابية التي زوروا بطاقاتها الانتخابية ومرروا صناديق الاقتراع المزيفة من إيران الحقد والكفر إلى العراق ومنحوا الأعاجم الجنسية العراقية بالألوف المؤلفة ومارســـوا القتل الجماعي للمكون الآخر باستمرار لكي ينقصوا مــن أعداده، ليكونوا غالبية مطلقة في هذا البلد.
هم يريدون هذه الحكومة لأنهم يسعون لتقسيم العراق إلى فدراليات مقيتة في الشمال والجنـوب والوسط وبالتالي يقيموا دولة بموجب رؤياهـم الطائفية وهذه الأفكار تنسجم مع المخطط الأمريكي ومحركه اللوبي الصهيوني في المنطقة وكلنا يعلــم بمشروع كيسنجر عام 1975 الداعي إلى تقسـيم الدول العربية وإضعافها لتبقى "إسرائيل" الدولـــة القوية في المنطقة، فانسجم المخططان لان الصفوية والصهيونية ترضع من مصدر واحـد وأهدافهم مشتركة في ذلك.
أعود إلى مذكرة الاعتقال فهي لا تمس شـخص الشيخ المجاهد حارث الضاري وإنما تمس كل المجاهدين وتمس المكون الآخر خارج سلطتهـم والرافض للاحتلال منذ يوم الاحتلال البغيض إلى يومنا هذا وتشهد على ذلك مدنهم وما تتعرض له من ظلم وجور وعدوان مستمر من قوات الاحتــلال وأجهزة حكومة من جائوا على الدبابة الأمريكية وبرداء الصفوية البغيض، وهم يحملون الجنســـية الغير عراقية وأفكارهم الطائفية المريضة التي ترفض العروبة والعرب.
إن صدور مذكرة الاعتقال هذه هي في الحقيقة ليست مذكرة اعتقال للشيخ حارث الضاري وإنما مذكرة اعتقال جماعية للمكون الآخر تصادر فيهــــا حقوقهم وتصادر فيها أرادتهم المقاتلة للاحتـلال وعملائه ومشاريع التجزئة البغيضة، هي في حقيقة الأمر ليست مذكرة اعتقال وإنما مذكرة اغتيال للمشروع الوطني العراقي واغتيال للمصالحة الوطنية واغتيال للمقاومة الوطنية للاحتلاليين الأمريكي والصفوي وهي اغتيال لكــــل ما هو عربي عراقي لا يرضى بالذل والتبعيـة ولا يرضى بغير الإسلام دينا، في حين هم يسعون من خلالها إلى الطائفية وعودة نار المجوس في أراضينا وتدمير الإسلام فينا عبــر منهج منظم مزيف يصادرون من خلاله حقوق الآخرين والدليل لم تصدر مذكرات مشابهة لقيـادات مليشياتهم.
المذكرة.. الحدث أججت الشارع العراقــي والعربي ووقفوا ضدها وضد أرادة من أصدروها عبر مسيرات احتجاجية واسعة وعبر مذكـرات استنكار لها وعبر مكالمات هاتفية مع الشـيخ الضاري تشد من أزره، وهم عازمون على إحباط المؤامرة وإسقاط الصفويين وحكومتهم وطرد المحتل من ارض العراق أينما وجد.
والله اكبر .. الله اكبر وليخسأ الخاسئون 0
17/11/2006
**************************
22ــ الرأي والرأي الآخر
أنا من دعاة الرأي والرأي الآخر شرط أن يكونا عراقيين في المنهج والفكر والطرح ، فلولا الـــرأي والرأي الآخر لما اسـتقامة الحياة السياسـية والبرلماني والتنفيذية في تسير أمور الدولة من الهرم إلى القاعدة.
ويجب أن تكون طروحات الرأي والرأي الآخر طروحات بناءة تحاول تجسيد روح المحبة والتقارب بين الجميع ويجب أن تكون طروحاتهـا تؤكد على العراق الواحد أرضا وشعبا وتخلوا من الروح الطائفية والعرقية والاثنية لان الجميع هم عراقيون وسواسيه أمام الاستحقاقات ويجب أن تكون طروحات الرأي والرأي الآخر طروحات تخلوا من التلاعب بالألفاظ وخلط المصطلحات بـل وعليها أعطاء المصطلح الحق للحالة الحقيقية فــي عراقنا اليوم.
هذا مدخل أردته للتعليق على العمود الافتتاحي بعنوان قافلة الائتلاف تسير ولا يهمها ؟؟؟ للأستاذ رئيس التحرير الدكتور نعمة عودة العكيلي وعلى العمود المعنون من القلب وماذا بعد ؟؟ للأستاذ عبدالستار الربيعي المنشوران في العدد 402 بتاريخ 3/4/2007 في صحيفة صدى الجماهيـر كلاهما تحدث عن الانتخابات الديمقراطية في العراق.
أقول هنا أن الانتخابات أصابها اللبس والتزييف والتزوير والاعتراضات من جميع القوائم المشاركة فيها ومررت نتائجها بطريقة لا تخفى على الجميع وتأخر تشكيل الحكومة بسببها وهي ليست دليل على أحقية قائمة بالانفراد بالحكم هذا من جانب وان سبب القبول بحكومة الوحدة الوطنية ليس بسبب سعة صدر الائتلاف العراقي الموحد كما قيـل فقط وإنما بسبب التشكيك بالعملية الانتخابية وما رافقها من ملابسات ذكرناها أنفا أيضا، أدت إلى هذا التوافق بين القوائم، نعم أنا مع حكومة تشكلها القائمة الفائزة بالأغلبية شرط أن يكون ذلك نابع من أجواء انتخابية صحيحة وسـليمة وذات نهج عراقي عربي.
وأود أن اذكر التجربة اللبنانية هنا لان الحكومة هناك هي حكومة الأغلبية الانتخابية فماذا حصل هناك؟ الذي حصل أن السيد حسن نصرالله يطالــب بحكومة وحدة وطنية لا حكومة استحقاق انتخابي ومارس الضغط على الحكومة ومارس الاعتصـام من اجل تحقيق ذلك فلماذا يرتضيه أتباع الائتلاف هنا لإتباع مذهبهم هناك ويعيبوه هنا في العـراق للمذهب الآخر، أقول علينا أن لا ننقاد للمذهبية فــي الطروحات ونلجأ إلى عراقيتنا فيها.
وعلينا أيضا أن نحسن اختيار الأمثال واختيـار المفردات الصحيحة فالقول انه تم تحرير العراق من نظام دكتاتوري غير صحيح لأنهم جلبوا لنا الاحتلال الأمريكي ودول أخرى فهل يقبل العقل هذا.
أما الحديث عن أعضاء البرلمان والسياسيون والوطنيون العراقيون ونلحق به ( قائمة الائتلاف تسير ولا يهمها ؟؟؟) فهذا المثل معروف لدى العراقيين أي بعد لا يهمها تأتـي ( نباح الكلاب ) وهذه صفة لا يمكن أن نطلقها على سياسـينا وبرلمانينا ورجال الدين فيهم لأنهم عراقيـون وعرب حد النخاع صحيحي الحسب والنســـب وأفضل من غير هم ممن منحوا الجنسية العراقية عبر سنين خلت وما هم بعراقيين ولا بعرب.
علينا أن نقبل طروحاتهم ونحاورهم ونقنعهم بالحجة والمتورط منهم بالإرهاب وقتل العراقيين أن يأخذ طريقه إلى محاكم الدولة، ومن يقاوم الاحتلال علينا أن نعزز موقفه من اجل تحريـر العراق، أما نجاح الخطة الأمنية الذي تم التحــدث عنه أقول ما هو المعيار الحقيقي الذي على أساسه يتم الحكم بنجاح أو فشل الخطة الأمنية؟ هل هو قتل واعتقال أبناء المذهب الآخر واســتهداف مناطقهم؟ إذا كان هذا هو المعيار فنعم نجحت! ، أما إذا كان المقياس تحجيم عمليات التفجير والقتـل والحد من ظاهرة الجثث المجهولة وإعادة العوائــل المهجرة قسرا إلى مساكنها فان الخطة الأمنية قـد فشلت لان هذه العمليات لازالت مستمرة ومـن أطراف متعددة.
وعلى العموم أقول يجب أن يكون حديثنا باتجاه ترسيخ معاني الأخوة والمحبة بين الجميع ويكون حديثنا بموجب هويتنا العراقية لا بالهويات الفرعية المقيتة لأنها تقودنا إلى منزلق خطير.
أتمنى على الأستاذ الفاضل رئيس التحرير أن ينشر ردي هذا من باب الممارسة الديمقراطية وقبول الرأي الآخر لتكتمل الصورة أمام أنظار القارئ مــن مختلف الزوايا.
والله الموفق
4/4/2007
************************
23ــ عراق ما بعد التغـير
بعد 9/4/2003 عام الاحتلال للعراق مرت الإحداث بشكل متسارع وتواترت فيها الأمور بشــكل ملفت للنظر، ورغم مرور العراق بحكومات متعاقبة خلال السنين التي تلت الاحتلال ألا أنها جميعا لم تستطيع تنفيذ منهجها العراقي الصميمي ولم تستطيع أن تؤسس برنامجا وطنيا على قاعدة السلطة " الشـعب والأرض" وذلك بسبب تدخلات دول الاحتلال وفرض أرادتها علـى إرادة القيادات العراقية الدينية والسياسية ورغم ذلك إننا نلمس بأن هناك خطوات جادة للنهج العراقي الجديد على طريق الديمقراطية واقصد بذلك الانتخابات كممارسة وفعل، كمبدأ وتطبيق رغم ما يشوبها من عمليات طعن ولبس وتشكيك، علينا جميعا أن نؤكـد ونعزز دور المؤسسـات الديمقراطية ونهجها الصحيح في عراق ما بعد التغيــــر وعلينا جميعا أن نتخلص من عقدة الثأر والتهميـش ونعمل جاهدين من اجل العراق أرضا وشعبا.
الملاحظ عبر أجهزة الأعلام وعبر حديث القيـادات المختلفة السياسية والدينية لمكونات الشعب العراقي جميعا الملاحظ أنها تسير وفق منهج غريب علـى أسماع المواطن العراقي وغريب عن تفكير المواطـــــن العراقي وغريب عن نهج أبناء العراق العظيم ألا وهـو الحديث الذي يخلط بين القوميات وبين الطوائـف المذهبية فلا زلنا نسمع ( شيعي وسـني وكردي وتركماني.. الخ ) من هذه التسميات المقيتة ذات الطابع التعصبي المقيت علينا أن نتحدث أولا وقبل كـــل شيء بعراقيتنا فنقول أنا عراقي أي أتحدث بالهويــــة العراقية التي تخدم الجميع ولا أتحدث بالهويـات الفرعية التي تفرق الجميع، وعلينا أن نقول أن الشعب العراقي مكون من عـرب وأكراد وتركمان وباقي الأقليات الأخرى أي علينا أن نحافظ على عروبة العراق قبل كل شيء، لان المتلقي اليوم عبر محطات التلفزة والفضائيات لا يسمع فــي العراق صوتا للعروبة وكأن المقصود من عملية التغيـر هو طمس هوية العراق العربية، حين يتحدث المتحدثون عبر الأربع سنين الماضية وما سيليها بأسلوب الخلط بين القوميات والمذاهب تضيع هويتنا العربية بين أحاديثهم قهم يقولون عن مكونات الشعب العراقي باستمرار " الشيعة والسنة والكرد والتركمــان والكلدواشوريين وغيرها من الأقليات " فأين القوميـة العربية من ذلك في العراق كان الأولى بهم أن يقولوا أن مكونات الشعب العراقي هي " العرب والأكراد والتركمان.. الخ " لكي نحافظ على قوميتنا العربية الأصيلة التي هي مادة الإسلام وحاملة الرسالة إلى أمم الأرض أجمعين.
وهذه التسميات القومية تظم الجميع لان السنة والشيعة موجودين في كل القوميات العربية والكرديــة والتركمانية.. الخ.
أو علينا الحديث باسم الديانات فنقول الإسلام والمسيـح وذلك يشمل في الإسلام الشيعة والسنة في كل القوميات العراقية ويشمل كذلك في الديانة المسيحية الكاثوليـك والارثوذوكس وجودهم في كل القوميات العراقية، أذن علينا أن نفرز المفردات ونتجنب الخلط بين الديانات والقوميات، فيكون حديثنا بموجب الديانات أوسع واشمل لكل العراقيين أو حديثنا بموجب القوميات أوسع واشمل لكل العراقيين بحيث يسمع المتلقي القومية العربية إلى جنب القوميات دون لبس، أما هل العملية مقصودة والغاية منها طمس الانتماء العربي للعراق؟. فنقول هنا هذه هي أجندة الاحتلالين الظاهر والباطن وما يطمحان إليه وعلينا كعراقيين أن لا نسير على خطى أجندة المحتلين وإنما علينا أن نعمل بموجب أجندتنا الإسلامية والعربية لأنها هي الأوسع في العـراق والأصلح للعراق.
علينا أيضا حين نتحدث عن الهوية الفرعية سواء كانت مذهبية أو قومية علينا أن نتحدث دون تعصب ولا نعتبر ذلك هو الأصلح للجميع وإنما الأصلح للجميع هو الحوار بروح المودة والمشاركة وإظهار مواضع القــوة للقومية دون أن يكون ذلك على حساب سحق القوميـات الأخرى لكي نعزز قوة العراق العربي المسلم وتتجسد هويته العربية والإسلامية من خلال سلوك القيادات الدينية والسياسية وأدارتها لدفة الحكم باتجاه الحفـاظ على العراق الواحد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
علينا الحديث عن العراق الواحد بعظمته وإنجازاته وعلينا التركيز على كوادره وثقافته وحضاراته واعتماد التكنوقراط في اختيار قياداته الحكومية والإدارية لكـي نصنع تجربة خالية من كل الشوائب ولكي نبني ما دمرته عجلة الاحتلال ولكي نقضي على الإرهاب بكـل مسمياته والجهات الداعمة له والموجود في كــــل مكونات الشعب العراقي، وبالتالي نصنع تجربة يحتذى بها في المنطقة والعالم من حيث اعتماد المعايير الديمقراطية في تسير أمور الدولة والمجتمع واعتماد منهج لإخراج المحتل بكل الوسائل المتاحة العسكرية والحوارية.
وتحسين أوضاع الشعب الاقتصادية وبناء مجتمع متكامل توزع فيه الثروات بالتساوي على جميع المحافظات وحسب عدد السكان فيها لتطويرها بأشراف حكومة المركز، والاهم من ذلك كله علينا الاهتمـام ببناء الإنسان العراقي بناءا وطنيا قوميا إسلاميا سلميـا يكون يد الدولة في البناء ويدها في الحرب من اجل الحفاظ على المكتسبات والمنجزات وبالتالي يمكـن للشعب أن يحمي حكومته الوطنية المنتخبة حقـا بالأسلوب الديمقراطي السليم 0
إن العراق الذي نريده هو عراق واحد ديمقراطي عربي مسلم يسود مجتمعه الألفة والمحبة والعدل والأمان ويسوده القانون، عراق يدافع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية بملئ أرادته لا بإرادات الغير، هــذا عراق ننشده ونسعى إليه فهل من سبيل؟.
****************************
خاتمــــة الكتــــــــاب
بعونه تعالى تم أنجاز هذا الكتاب ( أزاهير الكــلام ) وهو يظم مقالات كتبت ونشر غالبيتها بين عامي 2005 ـــ 2009 م في مختلف شؤون الحياة الثقافية كالمسرح والشعر والفن التشكيلـي والحياة السياسية.
ففي المسرح ضم مقالتين الأولى بعنوان المســـــرح بين زمانين والثانية تجارب مسرحية.
وفي مجال الشعر ضم المقالات التالية شعراء النغمة، الشعر مفرداته وبحوره، الغزل في الشعر العربي قديمه وحديثه ( من ثلاثة أجزاء )، رحلة مع الشعراء ( من أربعة أجزاء )، شاعر وقصيـدة ( من سبعة أجزاء )، حدث وقصيدة ( من خمسـة أجزاء )، رحلة مع الشعر الإسلامي ( من ثلاثة أجزاء )، نزهة في واحة الشعر الشعبي ( مـن ثلاثة أجزاء )، الشعر نبض الحياة ( من خمسة أجزاء )، رحلة مع عمالقة الشعر ( من ثلاثـة أجزاء ).
وفي الفن التشكيلي ضم مقالتين.. الفن التشكيلـــي هموم وطموح، لوحة وفنان ( من ثلاثة أجزاء ).
إضافة إلى مقالات البوستر فن الإضحاك الناقـــــد، ورحلة مع أعلام العرب ( من سبعة أجزاء ).
هذه عزيزي القارئ هي محتويات الكتاب الذي بيـن يديك حاولت جاهدا أن ابرز من خلال هذه المقـالات دور المسرح العراقي واشكاليته لدى المسرحيين كتاب وممثلين ومشاهدين، وفي الشعر حاولت أن ابرز دور الشعر والشعراء في حياة الأمة العربيــة وتسجيلهم للحوادث والمواقف البطولية لهم ومـــن أوجه مختلفة للشعر كالغزل والسياسة وحاولت أن اذكر القارئ بأسماء شعراء قد نسيناهم في أيامنا الحالية بسبب إشكاليات الحياة وانشغالنا الدائم فــي متطلباتها، أما في الفن التشكيلي فقد حاولت أن أوضح للقارئ نبذة موجزة عن هذا الفن الرائع وموقع العراق المتميز فيه وكذلك تعريف القــــارئ بمجموعة من الفنانين تتلمذوا على أيدي المبدعيـن الرواد وكيفية استخدامهم للخامات.
أما في المجال السياسي فقد كتبت مقالاتي التي تتعلق بالواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشـه اليوم حيث الصراع المستمر بين قوات الاحتـلال والحكومات المتعاقبة من جهة وبين قوى المقاومة لإنهاء الاحتلال من جهة أخرى وكذلك الصـراع الذي يسفك بسببه دم العراقي بلا هوادة محاولا بذلك أن اتحدت بنظرة متوازنة توضح للمواطن حجم المأساة وسبل الخروج منها، وحين وضعت هذا الكتاب بعد جمع المقالات المنشورة وغير المنشورة لم ابتغي التقرب من أية جهة كانت ولم ابتغي الشهرة أو جني المال، وإنما كان هدفي هو حصول المواطن والقارئ على شيء من المتعة والمعرفة وإنارة الطريق له من خلال ما نشر.
نحن الكتاب والقصاصين والأدباء والشعراء غايتنا هو الشعب وهدفنا هو الشعب كي يعي ظروف المرحلة الراهنة التي يمر بها عراقنا الحبيب، وكنا دائما نضع المسائلة القانونية سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة نصب أعيننا ونحن نكتب وكنا نجازف ولا نخشى في الحق لومة لائـم لان غايتنا وهدفنا هو الشعب... هو العراق ومدنه أرضا وشعبا، وهذا الكتاب هو مساهمة بسيطة في هذا الاتجاه والله الموفق.
**********************
18ــ الاعتصام .. سلاح ودرس
قلت في مقال سابق أن العراق يعيش ألازمات والمتضرر منها هو الشعب العراقي.. نــزف دم .. ونزف ثروات.
وأقول اليوم إن ألازمات التي يعيشها العراقـي تصدر من جهات مختلفة متعددة لدول الاحتلال ومخابراتها ومن أحزاب وتشكيلات ســياسية وغير ذلك في داخل العراق وخارجه، وأخر أزمة وليس باخرها هو ما إثارته قـوات الاحتلال في العراق واخص بالذكر القوات الأمريكية هذه القوة الطاغية ذات الجبـروت اللا أنساني والتي سحقت ماكنتها العسكرية أبناء العراق بلا رحمة ولا رادع، ليس في العراق وإنما استهدفت الإسلام أينما وجد وفعلت فعلها في الوطن العربي أيضا، والأزمة التي أتحدث عنها اليوم هي اختطـاف الجندي الأمريكي من قبل عناصر مسلحة عراقيـة هكذا تدعي القوات الأمريكية التي تحتل العـراق والتي سحقت أبناء العراق وفي تطور أخر ادعـت هذه القوة الغاشـمة أن مصادر معلوماتهـا الاستخبارية تفيد بأن خلية إرهابية متواجدة فـي مدينة الصدر هي التي قامت بالاختطـاف وان الجندي الأمريكي موجود في تلك المدينة حيث نقل من منطقة الكرادة إلى هذه المدينة المشهود لها في سوح النضال والموالية للتيار الصدري وتأتمــر بأعلامه وقادته ومؤسسيه.
فماذا فعلت قوات الاحتلال ؟
ـــ مارست هذه القوة الغاشمة التي لا تراعي حرمــة ولا تراعي حقوق الإنسان مارست فرض حصـار على المدينة وضربت طوقا عسكريا يحيط بها كمـــا يحيط السوار بالمعصم، كتل كونكريتية وأسلاك شائكة والهمرات والدروع في الطرقات وملئـت السماء بطائراتها الحربية مستخدمتا كل جبروتهـا وتقنياتها العسكرية في إذلال هذه المدينة كما أذلت من قبل الشعب العراقي حين احتلته عــام 2003 م ولازالت، أسبوع من الحصار، قصف بالطائــرات، مداهمات للدور، تفتيش للداخلين والخارجيـن منها، منع حركة السيارات فيها، انفجــارات أسلحتها تلتهم الأجساد وتحطم المنشآت، حجتهـــا بذلك البحث عن الجندي الأمريكي.
فمن يبحث عن ألاف الجنود والمفقودين العراقييــــن طوال سنوات الاحتلال.. لا احد.. يا للعجب !
وليس هذا فقط بل شملت عمليات التفتيش بغـداد العاصمة بكاملها سيارة بعد سيارة يتم تفتيشهـا بحثا عنه مما سبب إرباك في حركة الســير ولسـاعات طويلة لكي يجتاز المواطن هـذه المسيطرات، في المدينة المذكورة لا يمكن نقل المرضى والمصابين إلى مواقع العلاج والمسـتشفيات والسبب قوات الاحتلال التي تفرض هذا الحصـــــار على المدينة الصامدة.
فماذا يصنع شعبنا في المدينة الصدرية وماذا يفعـل قائد التيار الصدري؟.
ـــ الشعب صابر صامد ينتظر إشارة قائده، والقائـد يعالج الموقف بحكمة ودراية ويحاول دفع الضـــرر عن أبناء الشعب في تلك المدينة ولكي لا يعطي مبررا لعمليات القتل الجماعي التي قد ترتكبها قوات الاحتلال بطرق مختلفة، وجه السيد مقتـــدى الصدر رسالته المعروفة طالبا من أبناء المدينـة الصبر والحذر والحكمة وعدم التصرف بل وضبـــط النفس لتفويت الفرصة على قوات الاحتلال، ثم أوصى بالاعتصام السلمي والعصيان المدني في هذه المدينة وذلك يوم الثلاثاء 31/10/2006 وكبرت المساجد والحسينيات وأبلغت الناس بذلــــك والتزم الجميع بهذا الأمر وشلت الحركة ليس في المدينة المذكورة فقط وإنما في بغداد العاصمة حيث لا حركة للسيارات ولا احد يصل إلى مكان عمله، وخرج الناس يتظاهرون ويطالبون بفك الحصار عن مدينتهم.
فماذا حصل بعد ذلك؟
ــ الذي حصل أن وجه السيد رئيس الوزراء برفـــع الكتل الكونكريتية ورفع الأسلاك الشائكة ورفع الحصار عن المدينة، وكذلك فعلت قوات الاحتلال وانسحبت بقطعاتها المخذولة إلى مواقعها ورُفع الحصار عن هــذه المدينة الباسلة.
فما السلاح الذي عرفناه والدرس الذي تعلمناه ؟
ــ السلاح في هذه المعركة السلمية من جانب أبناء الشعب العراقي هو الاعتصام سلاح سلمي بيــد المقاومين السلميين لمواجهة أسلحة الدمار الأمريكية، وقد فعل الاعتصام فعله المطلوب حيـث خضعت القوات الأمريكية لإرادة الشعب وسـحبت قواتها، والدرس الذي تعلمناه هو مقارعة قـوات الاحتلال أينما وجدت لغرض تنفيذ كل البرامج العراقية لمواجهة الاحتلال.
وماذا سيحصل لو تزاوج السلاحان بيد أبناء العراق؟
ــ إذا ما تزاوج سلاح الاعتصام الذي بيد المقاومين السلميين للاحتلال في مواقع تواجدهـم مع رصاص السلاح الذي بيد المقاومون المسلحون ضد الاحتلال في مواقع تواجدهم الذي سيحصل هـو تكبيد العدو المحتل خسائر بشرية وأليه تكســـر شوكته وتحطم عنجهيته هذا من جانب وتضعـف موقفه الدولي وتعيق سياسته بتأثير سلاح المقاومون السلميين هذا من جانب أخر ، وبالتالـي سوف يخسر المعركة الاحتلال الأمريكي ويغـادر ارض العراق الشماء يجر أذيال الهزيمة.
وبهذه المناسبة أوجه الدعوة للذين وقعوا وثيقـة مكة جميعا ولإطراف المقاومة الوطنية بكل أشكالها أن تضع نصب أعينها مصلحة الشعب والوطــن والأمة، ونضع أيدينا يد بيد من اجل التحريــر والبناء في ظل نظام ديمقراطي وطني يراعـي مصالح الجميع ويخدم أبناء الشعب العراقي ليكــون نموذجا يقتدى به في عموم الوطن العربـي والمنطقة جميعا.
سلمت أيديكم أيها المقاومون السلميون للاحتـــــلال وسلمت أيدي المقاومة المسلحة للاحتلال 0
والله الموفق
1/ت 2 /2006
************************
19ــ مدن المقاومة... مدن الحصار
منذ 9/4/2003 يوم الاحتلال الأمريكي والدول المتحالفة معه لعراقنا الحبيب تسير الأمور من سيء إلى أسوء ويمر العراق من أزمة إلى أخرى وكـــأن قدر العراقيين أن يعيشوا في أزمات، هذه الأزمات تحدثت عنها في مقال سابق وعن أسبابها ومسبباتها، والضحية دائما هو شـــعب العراق.. نزف دم.. ونزف ثروات، والمستفيد دائما هي الجهات ذاتها لدول الاحتلال ومن جاء معهم على دباباتهم ولمن سار خلف الركب من سياسينا وأحزابهم وتشكيلاتهم.
منذ عام الاحتلال إلى يومنا هذا والعراقي لا يرى يوما النور ولا يرى أبدا بصيص الأمل لكي يخـرج من النفق المظلم الذي حُشر فيه حشرا، منذ ذلك العام إلى يومنا هذا والمقاومة الوطنية العراقية تباشر عملياتها لغرض تحرير العـراق وإنقاذه من براثن المحتلين، الاحتلال المباشــر والاحتلال الغير مباشر لدول أخرى استغلت الاحتلال المباشر ومدت اذرع مخابراتها وعملائهــا ليسيطروا على مقدرات البلاد، منذ ذلك العام ومدن العراق تشهد أعمال إرهابية من عمليات القتل الفردي والجماعي والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة من قبل عناصر لا تعي حقوق الإنسان ولا تراعي دين ومذهب عناصـر مدفوعة الثمن تحركها مخابرات دول الجوار كافـــة عربية وأجنبية، والضحية هو الشعب العراقـي دائما ينزف دما طاهرا وتهدر ثرواته التي لــو استخدمت بشكل صحيح لتغير حال العراق إلى الأفضل، منذ ذلك العام ( عام الاحتلال ) والعراقي يعيـش حالة الهلع والرعب والفزع وينتظر الموت من حيث يأتيه وبالطريقة التي يرسـمها الجلادون الإرهابيون، ومواطننا لا حول ولا قوة له ألا الله، فالحكومة عاجزة وأنى لها أن تفعل شيء ومــن شارك فيها من أحزاب وحركات وهيئات ومليشيـات لها باع طويلة في عمليات القتل، وأجهزتها الأمنية لا تدين بالولاء للعراق وحكومته وإنما ولائها لمرجعياتها الحزبية المنتمية إليها فكيـف سيستقر الأمن، منذ ذلك العام ( عام الاحتلال ) ومدن العراق التـي ترفع شعار المقاومة الوطنية ضد الاحتــلال وتواجهه عسكريا وتوجه ضرباتها لآلياته ومواقعه تعاني هذه المدن الحصار والدمار وانتهاك للأعراض وقتل جماعي وفردي وانتهاك حرمـات بيوت الله وانتهاك حقوق الإنسان.
هذا الحصار قد شاركت فيه وللأسف قوات عراقيــة مع القوات الأمريكية وعلى مختلف الحكومات السابقة والحالية فأصبح يذبح العراقي بيد العراقــي بحجة مكافحة الإرهاب فعجبا للذين ينساقــون وراء هذه أللافته، هل الذي يقاوم الاحتلال إرهابي؟
مدن العراق.. مدن المقاومة المتواجدة فيهـا تتحمل أعباء كبيرة من الظلم والجور والقتــل وبمختلف الأسلحة الفتاكة من قبل قوات الاحتـلال والمتحالفين معهم.. فالمدائن والفلوجة وهيــت والرمادي وغيرها من مدن المقاومة والمقاومـون الأبطال فيها يواجهون بصدورهم رصاص العـدو كما ويلقنون العدو دروسا في الجهاد والمقاومة ويكبدوه خسائر لا يستهان بها، هذه المدن تتعـرض كل يوم إلى حصار قاسي حصار عسكري أمريكي تواجه به النساء والأطفال والشيوخ العاجزين كـــل المأسي، والحكومة لا تفعل شيء كأن هذه المـدن لا تعنيها.
بالأمس القريب حين حوصرت مدينة الصدر ولمـدة أسبوع طالب رئيس الوزراء بفك الحصار عنهـا واعتصم الشعب يطالب بفك الحصار، وحصل ذلــك فعلا في حين أن المدن التي أشرت إليها كأن أمرها بايعني رئيس الوزراء وكأنه رئيس وزراء لطائفــة معينة لا لشعب كامل.
هذه المدن اضطرت بالأمس أن تقدم طلبات إلى الجامعة العربية لفك الحصار عنها وناشـدت الخيرين من الشعب والحكومة لفعل ذلك أيضا.
إن مدن المقاومة.. مدن الحصار هي مدن يُرفع فيها رأس العراقي عاليا لأنه يقف بوجـــه الاحتلال ويقاتله بكل ما أوتي من قوة فســاندوه وادعموه لترفع رؤوسكم عاليا أيها العراقيـون الأباة.
ويا حكومتنا حكومة الوحدة الوطنية إذا بقيت تكيلين بمكيالين في إدارة شؤون العراق والحفـاظ على مدنه فأنكِ لست حكومة وحدة وطنية وإنما حكومة أخرى تمثل مكون أخر واحد، وهـذا ما لا نريده فاعملي بموجب الدستور وبموجـب الصلاحيات الممنوحة لك واحرصي على الجميـع فكل مدن العراق.. هي العراق وشعب العراق.
مدن المقاومة.. مدن الحصار اصبـــروا وصابرو وجاهدوا في سبيل الإسلام والوطن وقارعوا الطغاة الجبارين من المحتلين والداعميــن لهم من خارج الحدود ومن داخل الوطن وليكـن هدفكم هو تحرير العراق وشعب العراق من الظلم ، وجهوا نيرانكم على قواعد المحتلين وأماكن تواجدهم وعلى ارتالهم خارج المدن، لكـي لا تصيبوا عراقي بمقتل، جاهدوا المحتلين أينما ظفرتموهم لينصركم الله بنصره ومن ينصـره الله لا غالب له، وان يوم التحرير لآت.
3/ت2/2006
*************************
20 ــ حرب المدن 000 حرب هاونــات
إن العراق اليوم ومنذ الاحتلال في 9/4/2003 من قبل القوات الأمريكية والدول المتحالفة معها يعيـش ألازمات ويعيش التحديات ، ألازمات تحدثت عنهـــا في مقالات سابقة وعن أسبابها ومسبباتهــا ولازال الشعب يتحدى المخططات ويسعى لإفشالها.
أزمة اليوم مرتبطة بأزمات أخرى سبقتها ففي ظــل الحكومات المتعاقبة على العراق ( مجلس الحكــم، حكومة علاوي، حكومة الجعفري، حكومـة المالكي ) الحكومة الحالية أخذت ألازمات تنمــو وتتطور وتأخذ إبعاد أعمق واشمل كل تلـك الحكومات ترفض الاعتراف بالمقاومة العراقية للاحتلال وتتهمها بالإرهاب وكأن شـعب العراق يرضى بأن يدوس مقدساته حذاء المحتل وكأنه يرضى أن تنتهك سيادته وعرضه من قبل المحتـــل وهذا غير صحيح لان المقاومة الوطنية المسلحــــة منذ يوم الاحتلال أعلاه إلى يومنا هذا لا تزال توجــه ضرباتها إلى المحتل لكي يسحب قطعاته مخذولا من ارض العراق الشماء.
أما الإرهاب الذي خلطوا أوراقه بأوراق المقاومة فهو شيء أخر صنعته أجهزة مخابرات دول الجــوار لتنفذ أجندتها في العراق، وحين أقول صنعته أيدي الماسكين بالحكم اعني استغلالهم للسلطة ولأجهزة الدولة والياتها لتنفيذ ثارات مقيتة راح ضحيتها أعداد لا تحصى مـن مكون أخر غير الماسك بالسلطة وفي مناطق سكناهم، اُخذوا عنوة كون الفاعلين أجهزة رسمية ووجدوا مغدور بهم مقتولين مرميين في العــراء بأبشع صور التعذيب تثقيب بالدريل الكهربائـي وحرقا بالتيزاب والبنزين هذا ما حصل لشـهداء مدينة الحرية ومنطقة السبع أبكار والمدائــن وغيرها من مدن المكون الآخر ومن مدن غالبيـة المكون الآخر مدعين إن هؤلاء مجهولي الهويـة فحدث ولا حرج.
ومن الاغتيالات الفردية العلنية أمام أنظار أجهزة الدولة وخارج أنظارها تحول الحال إلى الهجمــــات المسلحة بمختلف الأسلحة وفي فترات منع التجـول فهم وحدهم يصولون ويجولون في بغداد وأزقتها دون رادع يعيثون في الأرض الفساد قتلا وحرقـــــا وتدميرا حتى لبيوت الله ( قال تعالى.. فمن اظلـم ممن افترى على الله كذبا ومنع مساجد الله مـــن أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.. صدق الله العظيم ) وتهجيرا قسريا للعوائل.
ومن يقرأ التأريخ جيدا يرى بأم عينيه ما فعلـه الصفويين في إيران قبل أكثر من مأتي سـنه من أساليب دموية مشابهه لما يحدث اليوم في العــراق وقد غيروا إيران وحولوها من مذهب إلى مذهـــــب أخر بهذه الوسائل لازال يشكل الغالبية فيها .
أما المكون الآخر الذي يمسك بزمام السلطة اليـــوم قياداته السياسية والدينية عبر أحزابها الإسلامية فهو يشكوا من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقتل بالسيف والاغتيالات والتهجير ألقسري وبالمناسبة فالمفخخات طالت مناطق المكون الآخر وكأن ألعمليه فعل ورد فعل والخاسر الوحيد هـو الشعب العراق ينزف دم باستمرار نساء ترمل وأطفال تيتم في ظروف صعبة للغاية حيث لا امن ولا أمان ولا حياة اقتصادية مرفهه.
التطور الذي أود الحديث عنه اليوم هو حرب الهاونات على المدن فمذ يوم السـبت 4/11/2006 ولغاية الأربعاء 8/11/2006 تاريخ كتابتي مقالي هذا ومدينة الاعظمية البطلــــة الصابرة الصامدة تتلقى العشرات من قنابر الهــاون المنطلقة عليها من مناطق مكون أخر يمسك زمـــام الأمور، هدم للدور، قتل جماعي، ترويع للعوائــل ومستشفى النعمان في المنطقة المذكورة قطعــت عنه كل المعونات والدعم من وزارة الصحة التـي وزيرها شخص ممن يمسكون زمام الأمور ومـن أحزابها وتياراتها، لا أدوية ولا حقن لإيقاف النزف ولاقتاني دم ولا.. ولا.. ولا والقائمة طويلة والجرحى يموتون تباعا، الأهالي يستنجدون بالدولة للتدخل ويعلنها رئيس الوزراء يوم 7/11/2006 بضرورة تدخل أجهزة الجيش والشرطة لإنهاء هذه المأساة والنتيجة فـي يوم 8/11/2006 تسقط عشرة قذائف هاون علـى نفس المدينة أعقبها قصف على منطقة الفضـــل وبعدها تضرب مدينة الكاظمية المقدسة بالهاونــات هذه الأعمال يمارسها أناس مدعومين بل لهم كــــل الدعم من شتى الأصناف دعم حكومي، دعم داخلي، دعم خارجي وهذا تطور خطير يقودنا إلى منزلـق اخطر لا سامح الله ألا وهو الحرب الطائفية فلا تسعوا لها بأرجلكم بل أوقفوها بعقولكم وعودتكــــم إلى كتاب الله، أن من يمارسون هذه الأعمال إن لم يكونــوا صفويين بالانتماء ومن هذه الأصول فهم صفوييــن بالأفعال والتنفيذ لأنهم ينفذون أرادة غير عراقيـة وغير عربية وما أشبه اليوم بالبارحة ما أشبه حـال العراق ألان بحال إيران أيام الصفويين.
فيا سياسيو العراق احذروا ويا شعب العراق احـذر ولا أقول أيها المكون الآخر احذر لان المؤامرة التـي تحاك ضد العراق لا يرضى بها عموم الشعب بكافة مكوناته.. والله الموفق 8/11/2006
**********************
21ــ مذكرة اعتقال.. أم مذكرة اغتيال
سمعت كما سمع غيري من العراقيين بتاريـخ 16/11/2006 بمذكرة اعتقال صدرت بحـق الشيخ المجاهد حارث الضاري، صدرت هذه المذكرة من الحكومة الصفوية في بغداد ما بعد الاحتلال أن هذه المذكرة ليست وليدة لحظتها وإنما هي نتيجة مخاض عسير وطويل عانى منه المكـون الآخر الذي ليس بيده زمام الأمور في هذه الحكومة ولنرجع إلى الوراء نستذكر الأحداث والمواقـف التي جعلت من هذه المذكرة تأخذ طريقها بالأيدي القذرة التي تسوس البلد.
أبان النظام السابق سعت أحزاب وتشكيلات معروفة بعمالتها لدول الجوار ولغير دول الجوار بـل وارتمت في أحضانها وكانت هي الداعمة لها والمؤسسة لبعض تشكيلاتها التي دربتها على الغدر والقتل والتنكيل، ادعت هذه الأحزاب والتشكيلات بأنها تقود معارضة وطنية ضد النظـــم السابق وسعت لإسقاطه بكل الطرق ومنها مغازلـــة أميركا والصهيونية من اجل إسقاط النظام ملتزميـن بنظرية التدافع التي يؤمنون بها وهي دفع الظالـم بظالم وأزاحته هذه النظرية العقيمة التي جلبت إلى العراق والعراقيين كل الويلات فقد وضعت تلك الأحزاب ألمعارضه نفسها في خندق الظلم والكفـــر ورهنت نفسها بمخططاتهم لتنفذ هي مشروعهـا وأي مشروع طائفي مقيت هذا، عقدت الاجتماعات والمؤتمرات في واشـنطن ومصيف صلاح الدين ووضعوا أسس التغير وفعــلا حصل التغير واحتل العراق في 9/4/2003 مـن قبل القوات الأمريكية والدول المتحالفة معهــا احتلالا ظاهريا أما الاحتلال الباطني فهو أقسى وأمر من الاحتلال الظاهري ألا وهو الاحتـلال ألصفوي للعراق.
لقد مدت المخابرات الإيرانية اذرعها في ارض العراق وتصرفت الحكومة الإيرانية بما يخدم مخططها فدعمت الأحزاب الهزيلة العميلة التي صنعتها وقدمت لها وسائل الموت والدمار وابتكرت طرق التعذيب والتهجير كما فعل أسلافهم الصفويين في إيران قبل أكثر من مأتي عام وغيروها إلى المذهب الشيعي المحرّف، نفس الأسلوب ونفس المخطط بدأ يعاد في العـراق وبأشد وحشية وقساوة وبدأ المسلسل ينفذ بدءا من الاغتيالات الفردية إلى اختطاف الناس من أهل المكون الآخر بالجملة من دورهم وسوقهم إلى مقاصل الموت، إلى احتلال المساجد وغلقهـا أو حرقها تصديقا لقوله تعالى ( فمن اظلم ممن افترى على الله الكذب ومنع مساجد الله من أن يذكر فيهـــا اسمه وسعى في خرابها.. صدق الله العظيم ) إلى طرد الكفاءات العلمية والإدارية من المكون خارج الوظيفة ورئاسة دوائرها إلى الإساءة للمقاومـة الوطنية واتهامها بالإرهاب إلى هجوم الميليشيـــات المجرمة التابعة لها على مناطق الغالبية للمكـون الآخر وإطلاق يدها في القتل إلى التهجير ألقسري إلى حرب المدن وضربها بالهاونات مرورا بالمعتقلات السرية وتعذيب السجناء فيها إلى اخـذ الموظفين من دوائر الدولة بالجملة ممن ينتمون إلى المكون الآخر وإخفائهم إلى مذكرة اعتقـال الشيخ الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين الشخصية الوطنية المعروفة والشخصية الإسلامية الورعة التي هي مرجع ديني لأهل السنة فـــي العراق، ولم تكن هذه هي الحلقة الأخيرة في المسلسل وإنما ما خفي أعظم.
الواضح إن الصفويين الذين يحكمون ألان بالعــراق لا يريدون حكومة وحدة وطنية وإنما يريـدون حكومة الغالبية الانتخابية التي زوروا بطاقاتها الانتخابية ومرروا صناديق الاقتراع المزيفة من إيران الحقد والكفر إلى العراق ومنحوا الأعاجم الجنسية العراقية بالألوف المؤلفة ومارســـوا القتل الجماعي للمكون الآخر باستمرار لكي ينقصوا مــن أعداده، ليكونوا غالبية مطلقة في هذا البلد.
هم يريدون هذه الحكومة لأنهم يسعون لتقسيم العراق إلى فدراليات مقيتة في الشمال والجنـوب والوسط وبالتالي يقيموا دولة بموجب رؤياهـم الطائفية وهذه الأفكار تنسجم مع المخطط الأمريكي ومحركه اللوبي الصهيوني في المنطقة وكلنا يعلــم بمشروع كيسنجر عام 1975 الداعي إلى تقسـيم الدول العربية وإضعافها لتبقى "إسرائيل" الدولـــة القوية في المنطقة، فانسجم المخططان لان الصفوية والصهيونية ترضع من مصدر واحـد وأهدافهم مشتركة في ذلك.
أعود إلى مذكرة الاعتقال فهي لا تمس شـخص الشيخ المجاهد حارث الضاري وإنما تمس كل المجاهدين وتمس المكون الآخر خارج سلطتهـم والرافض للاحتلال منذ يوم الاحتلال البغيض إلى يومنا هذا وتشهد على ذلك مدنهم وما تتعرض له من ظلم وجور وعدوان مستمر من قوات الاحتــلال وأجهزة حكومة من جائوا على الدبابة الأمريكية وبرداء الصفوية البغيض، وهم يحملون الجنســـية الغير عراقية وأفكارهم الطائفية المريضة التي ترفض العروبة والعرب.
إن صدور مذكرة الاعتقال هذه هي في الحقيقة ليست مذكرة اعتقال للشيخ حارث الضاري وإنما مذكرة اعتقال جماعية للمكون الآخر تصادر فيهــــا حقوقهم وتصادر فيها أرادتهم المقاتلة للاحتـلال وعملائه ومشاريع التجزئة البغيضة، هي في حقيقة الأمر ليست مذكرة اعتقال وإنما مذكرة اغتيال للمشروع الوطني العراقي واغتيال للمصالحة الوطنية واغتيال للمقاومة الوطنية للاحتلاليين الأمريكي والصفوي وهي اغتيال لكــــل ما هو عربي عراقي لا يرضى بالذل والتبعيـة ولا يرضى بغير الإسلام دينا، في حين هم يسعون من خلالها إلى الطائفية وعودة نار المجوس في أراضينا وتدمير الإسلام فينا عبــر منهج منظم مزيف يصادرون من خلاله حقوق الآخرين والدليل لم تصدر مذكرات مشابهة لقيـادات مليشياتهم.
المذكرة.. الحدث أججت الشارع العراقــي والعربي ووقفوا ضدها وضد أرادة من أصدروها عبر مسيرات احتجاجية واسعة وعبر مذكـرات استنكار لها وعبر مكالمات هاتفية مع الشـيخ الضاري تشد من أزره، وهم عازمون على إحباط المؤامرة وإسقاط الصفويين وحكومتهم وطرد المحتل من ارض العراق أينما وجد.
والله اكبر .. الله اكبر وليخسأ الخاسئون 0
17/11/2006
**************************
22ــ الرأي والرأي الآخر
أنا من دعاة الرأي والرأي الآخر شرط أن يكونا عراقيين في المنهج والفكر والطرح ، فلولا الـــرأي والرأي الآخر لما اسـتقامة الحياة السياسـية والبرلماني والتنفيذية في تسير أمور الدولة من الهرم إلى القاعدة.
ويجب أن تكون طروحات الرأي والرأي الآخر طروحات بناءة تحاول تجسيد روح المحبة والتقارب بين الجميع ويجب أن تكون طروحاتهـا تؤكد على العراق الواحد أرضا وشعبا وتخلوا من الروح الطائفية والعرقية والاثنية لان الجميع هم عراقيون وسواسيه أمام الاستحقاقات ويجب أن تكون طروحات الرأي والرأي الآخر طروحات تخلوا من التلاعب بالألفاظ وخلط المصطلحات بـل وعليها أعطاء المصطلح الحق للحالة الحقيقية فــي عراقنا اليوم.
هذا مدخل أردته للتعليق على العمود الافتتاحي بعنوان قافلة الائتلاف تسير ولا يهمها ؟؟؟ للأستاذ رئيس التحرير الدكتور نعمة عودة العكيلي وعلى العمود المعنون من القلب وماذا بعد ؟؟ للأستاذ عبدالستار الربيعي المنشوران في العدد 402 بتاريخ 3/4/2007 في صحيفة صدى الجماهيـر كلاهما تحدث عن الانتخابات الديمقراطية في العراق.
أقول هنا أن الانتخابات أصابها اللبس والتزييف والتزوير والاعتراضات من جميع القوائم المشاركة فيها ومررت نتائجها بطريقة لا تخفى على الجميع وتأخر تشكيل الحكومة بسببها وهي ليست دليل على أحقية قائمة بالانفراد بالحكم هذا من جانب وان سبب القبول بحكومة الوحدة الوطنية ليس بسبب سعة صدر الائتلاف العراقي الموحد كما قيـل فقط وإنما بسبب التشكيك بالعملية الانتخابية وما رافقها من ملابسات ذكرناها أنفا أيضا، أدت إلى هذا التوافق بين القوائم، نعم أنا مع حكومة تشكلها القائمة الفائزة بالأغلبية شرط أن يكون ذلك نابع من أجواء انتخابية صحيحة وسـليمة وذات نهج عراقي عربي.
وأود أن اذكر التجربة اللبنانية هنا لان الحكومة هناك هي حكومة الأغلبية الانتخابية فماذا حصل هناك؟ الذي حصل أن السيد حسن نصرالله يطالــب بحكومة وحدة وطنية لا حكومة استحقاق انتخابي ومارس الضغط على الحكومة ومارس الاعتصـام من اجل تحقيق ذلك فلماذا يرتضيه أتباع الائتلاف هنا لإتباع مذهبهم هناك ويعيبوه هنا في العـراق للمذهب الآخر، أقول علينا أن لا ننقاد للمذهبية فــي الطروحات ونلجأ إلى عراقيتنا فيها.
وعلينا أيضا أن نحسن اختيار الأمثال واختيـار المفردات الصحيحة فالقول انه تم تحرير العراق من نظام دكتاتوري غير صحيح لأنهم جلبوا لنا الاحتلال الأمريكي ودول أخرى فهل يقبل العقل هذا.
أما الحديث عن أعضاء البرلمان والسياسيون والوطنيون العراقيون ونلحق به ( قائمة الائتلاف تسير ولا يهمها ؟؟؟) فهذا المثل معروف لدى العراقيين أي بعد لا يهمها تأتـي ( نباح الكلاب ) وهذه صفة لا يمكن أن نطلقها على سياسـينا وبرلمانينا ورجال الدين فيهم لأنهم عراقيـون وعرب حد النخاع صحيحي الحسب والنســـب وأفضل من غير هم ممن منحوا الجنسية العراقية عبر سنين خلت وما هم بعراقيين ولا بعرب.
علينا أن نقبل طروحاتهم ونحاورهم ونقنعهم بالحجة والمتورط منهم بالإرهاب وقتل العراقيين أن يأخذ طريقه إلى محاكم الدولة، ومن يقاوم الاحتلال علينا أن نعزز موقفه من اجل تحريـر العراق، أما نجاح الخطة الأمنية الذي تم التحــدث عنه أقول ما هو المعيار الحقيقي الذي على أساسه يتم الحكم بنجاح أو فشل الخطة الأمنية؟ هل هو قتل واعتقال أبناء المذهب الآخر واســتهداف مناطقهم؟ إذا كان هذا هو المعيار فنعم نجحت! ، أما إذا كان المقياس تحجيم عمليات التفجير والقتـل والحد من ظاهرة الجثث المجهولة وإعادة العوائــل المهجرة قسرا إلى مساكنها فان الخطة الأمنية قـد فشلت لان هذه العمليات لازالت مستمرة ومـن أطراف متعددة.
وعلى العموم أقول يجب أن يكون حديثنا باتجاه ترسيخ معاني الأخوة والمحبة بين الجميع ويكون حديثنا بموجب هويتنا العراقية لا بالهويات الفرعية المقيتة لأنها تقودنا إلى منزلق خطير.
أتمنى على الأستاذ الفاضل رئيس التحرير أن ينشر ردي هذا من باب الممارسة الديمقراطية وقبول الرأي الآخر لتكتمل الصورة أمام أنظار القارئ مــن مختلف الزوايا.
والله الموفق
4/4/2007
************************
23ــ عراق ما بعد التغـير
بعد 9/4/2003 عام الاحتلال للعراق مرت الإحداث بشكل متسارع وتواترت فيها الأمور بشــكل ملفت للنظر، ورغم مرور العراق بحكومات متعاقبة خلال السنين التي تلت الاحتلال ألا أنها جميعا لم تستطيع تنفيذ منهجها العراقي الصميمي ولم تستطيع أن تؤسس برنامجا وطنيا على قاعدة السلطة " الشـعب والأرض" وذلك بسبب تدخلات دول الاحتلال وفرض أرادتها علـى إرادة القيادات العراقية الدينية والسياسية ورغم ذلك إننا نلمس بأن هناك خطوات جادة للنهج العراقي الجديد على طريق الديمقراطية واقصد بذلك الانتخابات كممارسة وفعل، كمبدأ وتطبيق رغم ما يشوبها من عمليات طعن ولبس وتشكيك، علينا جميعا أن نؤكـد ونعزز دور المؤسسـات الديمقراطية ونهجها الصحيح في عراق ما بعد التغيــــر وعلينا جميعا أن نتخلص من عقدة الثأر والتهميـش ونعمل جاهدين من اجل العراق أرضا وشعبا.
الملاحظ عبر أجهزة الأعلام وعبر حديث القيـادات المختلفة السياسية والدينية لمكونات الشعب العراقي جميعا الملاحظ أنها تسير وفق منهج غريب علـى أسماع المواطن العراقي وغريب عن تفكير المواطـــــن العراقي وغريب عن نهج أبناء العراق العظيم ألا وهـو الحديث الذي يخلط بين القوميات وبين الطوائـف المذهبية فلا زلنا نسمع ( شيعي وسـني وكردي وتركماني.. الخ ) من هذه التسميات المقيتة ذات الطابع التعصبي المقيت علينا أن نتحدث أولا وقبل كـــل شيء بعراقيتنا فنقول أنا عراقي أي أتحدث بالهويــــة العراقية التي تخدم الجميع ولا أتحدث بالهويـات الفرعية التي تفرق الجميع، وعلينا أن نقول أن الشعب العراقي مكون من عـرب وأكراد وتركمان وباقي الأقليات الأخرى أي علينا أن نحافظ على عروبة العراق قبل كل شيء، لان المتلقي اليوم عبر محطات التلفزة والفضائيات لا يسمع فــي العراق صوتا للعروبة وكأن المقصود من عملية التغيـر هو طمس هوية العراق العربية، حين يتحدث المتحدثون عبر الأربع سنين الماضية وما سيليها بأسلوب الخلط بين القوميات والمذاهب تضيع هويتنا العربية بين أحاديثهم قهم يقولون عن مكونات الشعب العراقي باستمرار " الشيعة والسنة والكرد والتركمــان والكلدواشوريين وغيرها من الأقليات " فأين القوميـة العربية من ذلك في العراق كان الأولى بهم أن يقولوا أن مكونات الشعب العراقي هي " العرب والأكراد والتركمان.. الخ " لكي نحافظ على قوميتنا العربية الأصيلة التي هي مادة الإسلام وحاملة الرسالة إلى أمم الأرض أجمعين.
وهذه التسميات القومية تظم الجميع لان السنة والشيعة موجودين في كل القوميات العربية والكرديــة والتركمانية.. الخ.
أو علينا الحديث باسم الديانات فنقول الإسلام والمسيـح وذلك يشمل في الإسلام الشيعة والسنة في كل القوميات العراقية ويشمل كذلك في الديانة المسيحية الكاثوليـك والارثوذوكس وجودهم في كل القوميات العراقية، أذن علينا أن نفرز المفردات ونتجنب الخلط بين الديانات والقوميات، فيكون حديثنا بموجب الديانات أوسع واشمل لكل العراقيين أو حديثنا بموجب القوميات أوسع واشمل لكل العراقيين بحيث يسمع المتلقي القومية العربية إلى جنب القوميات دون لبس، أما هل العملية مقصودة والغاية منها طمس الانتماء العربي للعراق؟. فنقول هنا هذه هي أجندة الاحتلالين الظاهر والباطن وما يطمحان إليه وعلينا كعراقيين أن لا نسير على خطى أجندة المحتلين وإنما علينا أن نعمل بموجب أجندتنا الإسلامية والعربية لأنها هي الأوسع في العـراق والأصلح للعراق.
علينا أيضا حين نتحدث عن الهوية الفرعية سواء كانت مذهبية أو قومية علينا أن نتحدث دون تعصب ولا نعتبر ذلك هو الأصلح للجميع وإنما الأصلح للجميع هو الحوار بروح المودة والمشاركة وإظهار مواضع القــوة للقومية دون أن يكون ذلك على حساب سحق القوميـات الأخرى لكي نعزز قوة العراق العربي المسلم وتتجسد هويته العربية والإسلامية من خلال سلوك القيادات الدينية والسياسية وأدارتها لدفة الحكم باتجاه الحفـاظ على العراق الواحد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
علينا الحديث عن العراق الواحد بعظمته وإنجازاته وعلينا التركيز على كوادره وثقافته وحضاراته واعتماد التكنوقراط في اختيار قياداته الحكومية والإدارية لكـي نصنع تجربة خالية من كل الشوائب ولكي نبني ما دمرته عجلة الاحتلال ولكي نقضي على الإرهاب بكـل مسمياته والجهات الداعمة له والموجود في كــــل مكونات الشعب العراقي، وبالتالي نصنع تجربة يحتذى بها في المنطقة والعالم من حيث اعتماد المعايير الديمقراطية في تسير أمور الدولة والمجتمع واعتماد منهج لإخراج المحتل بكل الوسائل المتاحة العسكرية والحوارية.
وتحسين أوضاع الشعب الاقتصادية وبناء مجتمع متكامل توزع فيه الثروات بالتساوي على جميع المحافظات وحسب عدد السكان فيها لتطويرها بأشراف حكومة المركز، والاهم من ذلك كله علينا الاهتمـام ببناء الإنسان العراقي بناءا وطنيا قوميا إسلاميا سلميـا يكون يد الدولة في البناء ويدها في الحرب من اجل الحفاظ على المكتسبات والمنجزات وبالتالي يمكـن للشعب أن يحمي حكومته الوطنية المنتخبة حقـا بالأسلوب الديمقراطي السليم 0
إن العراق الذي نريده هو عراق واحد ديمقراطي عربي مسلم يسود مجتمعه الألفة والمحبة والعدل والأمان ويسوده القانون، عراق يدافع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية بملئ أرادته لا بإرادات الغير، هــذا عراق ننشده ونسعى إليه فهل من سبيل؟.
****************************
خاتمــــة الكتــــــــاب
بعونه تعالى تم أنجاز هذا الكتاب ( أزاهير الكــلام ) وهو يظم مقالات كتبت ونشر غالبيتها بين عامي 2005 ـــ 2009 م في مختلف شؤون الحياة الثقافية كالمسرح والشعر والفن التشكيلـي والحياة السياسية.
ففي المسرح ضم مقالتين الأولى بعنوان المســـــرح بين زمانين والثانية تجارب مسرحية.
وفي مجال الشعر ضم المقالات التالية شعراء النغمة، الشعر مفرداته وبحوره، الغزل في الشعر العربي قديمه وحديثه ( من ثلاثة أجزاء )، رحلة مع الشعراء ( من أربعة أجزاء )، شاعر وقصيـدة ( من سبعة أجزاء )، حدث وقصيدة ( من خمسـة أجزاء )، رحلة مع الشعر الإسلامي ( من ثلاثة أجزاء )، نزهة في واحة الشعر الشعبي ( مـن ثلاثة أجزاء )، الشعر نبض الحياة ( من خمسة أجزاء )، رحلة مع عمالقة الشعر ( من ثلاثـة أجزاء ).
وفي الفن التشكيلي ضم مقالتين.. الفن التشكيلـــي هموم وطموح، لوحة وفنان ( من ثلاثة أجزاء ).
إضافة إلى مقالات البوستر فن الإضحاك الناقـــــد، ورحلة مع أعلام العرب ( من سبعة أجزاء ).
هذه عزيزي القارئ هي محتويات الكتاب الذي بيـن يديك حاولت جاهدا أن ابرز من خلال هذه المقـالات دور المسرح العراقي واشكاليته لدى المسرحيين كتاب وممثلين ومشاهدين، وفي الشعر حاولت أن ابرز دور الشعر والشعراء في حياة الأمة العربيــة وتسجيلهم للحوادث والمواقف البطولية لهم ومـــن أوجه مختلفة للشعر كالغزل والسياسة وحاولت أن اذكر القارئ بأسماء شعراء قد نسيناهم في أيامنا الحالية بسبب إشكاليات الحياة وانشغالنا الدائم فــي متطلباتها، أما في الفن التشكيلي فقد حاولت أن أوضح للقارئ نبذة موجزة عن هذا الفن الرائع وموقع العراق المتميز فيه وكذلك تعريف القــــارئ بمجموعة من الفنانين تتلمذوا على أيدي المبدعيـن الرواد وكيفية استخدامهم للخامات.
أما في المجال السياسي فقد كتبت مقالاتي التي تتعلق بالواقع السياسي والاجتماعي الذي نعيشـه اليوم حيث الصراع المستمر بين قوات الاحتـلال والحكومات المتعاقبة من جهة وبين قوى المقاومة لإنهاء الاحتلال من جهة أخرى وكذلك الصـراع الذي يسفك بسببه دم العراقي بلا هوادة محاولا بذلك أن اتحدت بنظرة متوازنة توضح للمواطن حجم المأساة وسبل الخروج منها، وحين وضعت هذا الكتاب بعد جمع المقالات المنشورة وغير المنشورة لم ابتغي التقرب من أية جهة كانت ولم ابتغي الشهرة أو جني المال، وإنما كان هدفي هو حصول المواطن والقارئ على شيء من المتعة والمعرفة وإنارة الطريق له من خلال ما نشر.
نحن الكتاب والقصاصين والأدباء والشعراء غايتنا هو الشعب وهدفنا هو الشعب كي يعي ظروف المرحلة الراهنة التي يمر بها عراقنا الحبيب، وكنا دائما نضع المسائلة القانونية سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة نصب أعيننا ونحن نكتب وكنا نجازف ولا نخشى في الحق لومة لائـم لان غايتنا وهدفنا هو الشعب... هو العراق ومدنه أرضا وشعبا، وهذا الكتاب هو مساهمة بسيطة في هذا الاتجاه والله الموفق.
**********************
عدل سابقا من قبل مؤسس ومدير عام المنتدى في الإثنين فبراير 04, 2019 2:28 pm عدل 2 مرات
