احبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام
تحية حب واعتزاز
قرأت لكم احبائي عن واحد من الشعراء المخضرمين وهو بشار ابن برد، وله من الطرائف الشيء الكثير في مسيرته الشعرية وحياته ولد في البصرة سنة 714 م ومات سنة 784 م، وفيما يلي شيء عن سيرته وشعره وطرائفه، آمل ان تستمتعون بها مع تحياتي القلبية ...
بشار بن برد
بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168هـ)، والمكنى أبو معاذ، شاعر مطبوع، إمام الشعراء المولدين، ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية، ولد أعمى، وكان من فحول الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الافتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب.
قال أيمة الأدب: " إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده." وقال الجاحظ: "وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه." اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.
كان بشار ضخم الخلقة، عظيم الوجه مجدورا، طويلا جاحظ المقلتين، فكان أقبح الناس عمى ومنظرا. وإذا أنشد يأتي بالعجب، وكان شديد التبرم بالناس ويقول دائما: الحمد لله الذي ذهب ببصري، ولما سئل لماذا؟ قال: لئلا أرى من أبغض...
بشار ولد اعمى وما نظر الدنيا قط، لكنه يشبه الأشياء بعضها ببعض في شعره، فيأتي بما لا يستطيع عليه البصراء.
شيء من شعره وطرائفه ...
• كان بشار يوما في حضرة المهدي ينشده شعرا، فدخل يزيد الحميري وهو خال الخليفة، وبعد ان أنهى بشار قصيدته في مدح الخليفة. سأله يزيد وكانت به غفلة:
- يا شيخ ما صناعتك؟
- فأجاب بشار: اثقب اللؤلؤ
- ضحك المهدي وقال لبشار: ويلك؛ أتتنادر على خالي؟
- فقال له: وماذا اصنع به؟ يرى شيخا اعمى ينشد الخليفة شعرا ويسأله عن صناعته.
• سأل أحدهم بشارا قائلا: إنك لتجيء بالشيء المبتذل المتفاوت؛
فقال: وما ذاك؟ أجاب: بينما تقول شعرا تثير به النقع (أي تشعل به الحرب) وتخلع به القلوب مثل قولك:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية *** هتكنا حجاب الشمس أو تمطر الدما
إذا ما أعرنا سيدا من قبيلة *** ذرى منبر صلى علينا وسلما
(البحر الطويل)
تراك تقول:
رباب ربة البيت *** تصب الخل بالزيت
لها عشر دجاجات *** وديك حسن الصوت
(البحر الوافر)
فقال بشار: لكل وجه وموضع، فالقول الأول جد، والثاني قلته في رباب جاريتي ، وانا لا آكل البيض من السوق ورباب هذه لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع لي البيض وتحفظه عندها، وهذا عندها من قولي احسن من احسن معلقة عندك.
• قالت امرأة لبشار: ما أدري لم يهابك الناس مع قبح وجهك؟
فأجاب: ليس من حسنه يهاب الأسد.
• ومن شعره في التسامح في الصداقة من قصيدة في وصف أحد الجيوش بدأها بذكر بعض الحكم ... (من بحر الطويل)
إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش حياتك، أو صل أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
إذا انت لم تشرب مرارا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
• وفي أحد الأيام مر رجل ببشار ورآه مضطجعا في رواق البيت وكأنه جاموس،
فقال له: يا أبا معاذ، أأنت القائل:
في حلتي جسم فتى ناحل *** لو هبت الريح به طاحا
(من البحر السريع)
وفي رواية أخرى:
إن في بردي جسم ناحل *** لو توكأت عليه لانهدم
(من بحر الرمل)
فقال بشار: نعم
فقال الرجل: كذبت والله لو هبت عليك ريح عاد وثمود لما زحزحتك من مكانك.
• وذكر رجل أنه كان مع بشار، وأتاه رجل سائلا عن بيت رجل ذكره له، فوصف الطريق اليه وعبثا حاول بشار ان يفهمه، فقال له بشار خذ بيدي، وقام يقوده الى منزل الرجل وهو يقول: أعمى يقود بصيرا، لا أبا لكم، قد ضل من كانت العميان تهديه، حنى اوصله الى منزل الرجل ... ثم قال له: هذ هو منزله يا اعمى...
• ولما اتهم بالزندقة، ضربه الجلاد ثلاثة عشر سوطا، فكان كلما ضربه سوطا يقول بشار: أوجعتني ويلك!
فقال الجلاد: يا زنديق أتضرب ولا تقول، باسم الله؟
فيقول بشار ساخرا: ويلك؛ أثريد هو فأسمي الله عليه؟
ومات من ذلك الضرب ....
صباح الجميلي
منقول بتصرف
عدل سابقا من قبل صباح الجميلي في الثلاثاء مايو 09, 2017 11:49 am عدل 1 مرات