ثرثرة وجع
------------
لم يُستجب لتوسلات عبد الرحمن
- كفى يا عمي أمل ستموت بين يديك، الزواج ليس اجباراً.
يقف علام أمامها ثائراً كالأسد بيده سوط يجلدها كالعبيد. عبد الرحمن قلبه يرتجف ينتفض من بين أضلعه، ينظر لأمه بتوسل ورجاء
- سيقتلها يا أمي
- دعه يؤدبها
- حرام يا أمي الرحمة، هل الرحمة زالت من على وجه الأرض؟
- أنت تحبها وهي لن تكون لغيرك.
- الزواج رضا وقبول
دفعها والدها بعنف داخل غرفة صغيرة مظلمة. تكومت ملتصقة بالحائط.
فتح باب الغرفة بحذر حاملاً بيده زجاجة من الماء البارد، كانت أمل تحني رقبتها فوق صدرها، لقد أدركها التعب حتى فقدت وعيها، اقترب نحوها
- أمل ... أمل
أجابته بأنين خافت
- آه آه
- اشرب يا أمل
كان جسدها يرتعش وجبينها يتصبب عرقاً. وجهها شاحباً كراهب
- لن أتزوجك على غير رغبتك اطمئني
حدقت إليه بعينيها الحمراوتين
- إذا لم أتزوج منك سيجبرني أبي وأتزوج من غيرك. لا أعلم لماذا يعاملني بتلك القسوة منذ وفاة أمي وازدادت قسوته أكثر بعد زواجه من أمك. أتوسل إليك ساعدني كي اهرب
- تهربين!! لا لا
- إذا كنت تريد بي خيراً. ساعدني كي اهرب.
استبدلت ملابسها وطوت ملابسها التي كانت ترتديها ووضعتها تحت ابطها، استندت على كتف عبد الرحمن، سألها:
- إلى أين ؟
لم تدر بماذا تجيب . صمتت قليلاً ثم قالت:
أريد منك مطلبين الأول أن تذهب بي إلى محطة القطار والثاني أن تأخذ ملابسي هذه وتلقي بها على شاطئ البحر
- ستسافرين ؟
- نعم حتى لا يؤذيني أبي ثانية
- إلى أين ؟
- سأرسل إليك برسالة عبر الهاتف حينما استقر .لن انسى جميلك هذا طالما حييت، اذهب أنت حتى لا يرانا أحد...
- مع السلامة يا أمل
*******
- أين ذهبت؟ هربت أمل
دفع الباب اقتحم غرفته انهض عبد الرحمن. هربت أمل
يتظاهر بالدهشة وكأنه متفاجئاً
- هربت؟ كيف؟
خرجا يبحثان عنها حتى وصلا إلى البحر... ملابس أمل ملقاة على الشاطئ انتحرت أمل ... ماتت أمل
أقيم العزاء في بيت علام وأهل البلدة يقدمون العزاء لوالدها علام، كان يود عبد الرحمن أن يعلن أن أمل لم تمت... لكنه تكتم على السر خوفاً عليها ... استقبل رسالة بعد مرور عام من سفر أمل. كان مفادها عنواني .......أنا أمل
ذهب إلى العنوان بعد استقباله للرسالة بثلاثة ساعات تقريباً...
- طمئنيني كيف حالك؟
- اقيم مع تلك السيدة المسنة براتب شهري ... ذاكرت وحصلت على مجموع عالٍ سألتحق بكلية الطب، أخيراً سأحقق حلمي ...
واستطردت حديثها
- كيف حالك؟ كيف حال أبي؟
- ابوك بخير ... أما أنا تزوجت من فاطمة ابنة عمتي
- مبارك لك لن أنسى جميلك ما حييت لولاك ما كنت حققت حلمي
- لا تشكريني ... ما فعلت ذلك إلا الواجب وما املاه علي ضميري وقلبي ...
لمعت عينيها هبطت ببصرها... واصلت حديثها لتتجاهل ما فهمته من نظرات عينيه ...
مر الوقت سريعاً... ودعها بود... وعدها أن يتواصل معها عبر موقع التواصل الاجتماعي ليطمئن عليها ويطمئنها على والدها، مرت السنوات وأمل لم يشغل بالها سوى مستقبلها المهني أصبحت طبيبة، وتحقق حلمها . استقبلت رسالة عبر الماسنجر والدك يحتضر إن كنت تريدين أن تلقي عليه نظرة وداع... هرولت إليه لعلها ستكون السبب في شفائه ... فتحت والدة عبد الرحمن باب البيت شهقت بصوت عالِ حينما رأتها أمامها
- أمل !!
رحب بها عبد الرحمن ودعاها للاطمئنان على والدها، أدركت الأم أن عبد الرحمن كان له يد في اختفاء أمل ... دلفت أمل غرفة والدها، دنت نحوه، نظر إليها بعينيه الزائغين ... أمسكت بكفه الباردة كالثلج ... همهم بشفتيه أ. م. ل
- سامحني يا أبي
تغربت عيناه يميناً ويسارا انتظرت ان يقبلها او يقول لها كلمة واحدة تشفي روحها فلم يقل إلا
- أنا زوج أمك ليس أبيك
- قل لي كيف ذلك
تكلم ...تكلم
ظلت تهزه بعنف لعله يستجيب لصراخها
ربت على كتفها
اهدئي يا أمل .. مات أبيك
- ليس أبي ... ليس أبي
انتهتً
------------
لم يُستجب لتوسلات عبد الرحمن
- كفى يا عمي أمل ستموت بين يديك، الزواج ليس اجباراً.
يقف علام أمامها ثائراً كالأسد بيده سوط يجلدها كالعبيد. عبد الرحمن قلبه يرتجف ينتفض من بين أضلعه، ينظر لأمه بتوسل ورجاء
- سيقتلها يا أمي
- دعه يؤدبها
- حرام يا أمي الرحمة، هل الرحمة زالت من على وجه الأرض؟
- أنت تحبها وهي لن تكون لغيرك.
- الزواج رضا وقبول
دفعها والدها بعنف داخل غرفة صغيرة مظلمة. تكومت ملتصقة بالحائط.
فتح باب الغرفة بحذر حاملاً بيده زجاجة من الماء البارد، كانت أمل تحني رقبتها فوق صدرها، لقد أدركها التعب حتى فقدت وعيها، اقترب نحوها
- أمل ... أمل
أجابته بأنين خافت
- آه آه
- اشرب يا أمل
كان جسدها يرتعش وجبينها يتصبب عرقاً. وجهها شاحباً كراهب
- لن أتزوجك على غير رغبتك اطمئني
حدقت إليه بعينيها الحمراوتين
- إذا لم أتزوج منك سيجبرني أبي وأتزوج من غيرك. لا أعلم لماذا يعاملني بتلك القسوة منذ وفاة أمي وازدادت قسوته أكثر بعد زواجه من أمك. أتوسل إليك ساعدني كي اهرب
- تهربين!! لا لا
- إذا كنت تريد بي خيراً. ساعدني كي اهرب.
استبدلت ملابسها وطوت ملابسها التي كانت ترتديها ووضعتها تحت ابطها، استندت على كتف عبد الرحمن، سألها:
- إلى أين ؟
لم تدر بماذا تجيب . صمتت قليلاً ثم قالت:
أريد منك مطلبين الأول أن تذهب بي إلى محطة القطار والثاني أن تأخذ ملابسي هذه وتلقي بها على شاطئ البحر
- ستسافرين ؟
- نعم حتى لا يؤذيني أبي ثانية
- إلى أين ؟
- سأرسل إليك برسالة عبر الهاتف حينما استقر .لن انسى جميلك هذا طالما حييت، اذهب أنت حتى لا يرانا أحد...
- مع السلامة يا أمل
*******
- أين ذهبت؟ هربت أمل
دفع الباب اقتحم غرفته انهض عبد الرحمن. هربت أمل
يتظاهر بالدهشة وكأنه متفاجئاً
- هربت؟ كيف؟
خرجا يبحثان عنها حتى وصلا إلى البحر... ملابس أمل ملقاة على الشاطئ انتحرت أمل ... ماتت أمل
أقيم العزاء في بيت علام وأهل البلدة يقدمون العزاء لوالدها علام، كان يود عبد الرحمن أن يعلن أن أمل لم تمت... لكنه تكتم على السر خوفاً عليها ... استقبل رسالة بعد مرور عام من سفر أمل. كان مفادها عنواني .......أنا أمل
ذهب إلى العنوان بعد استقباله للرسالة بثلاثة ساعات تقريباً...
- طمئنيني كيف حالك؟
- اقيم مع تلك السيدة المسنة براتب شهري ... ذاكرت وحصلت على مجموع عالٍ سألتحق بكلية الطب، أخيراً سأحقق حلمي ...
واستطردت حديثها
- كيف حالك؟ كيف حال أبي؟
- ابوك بخير ... أما أنا تزوجت من فاطمة ابنة عمتي
- مبارك لك لن أنسى جميلك ما حييت لولاك ما كنت حققت حلمي
- لا تشكريني ... ما فعلت ذلك إلا الواجب وما املاه علي ضميري وقلبي ...
لمعت عينيها هبطت ببصرها... واصلت حديثها لتتجاهل ما فهمته من نظرات عينيه ...
مر الوقت سريعاً... ودعها بود... وعدها أن يتواصل معها عبر موقع التواصل الاجتماعي ليطمئن عليها ويطمئنها على والدها، مرت السنوات وأمل لم يشغل بالها سوى مستقبلها المهني أصبحت طبيبة، وتحقق حلمها . استقبلت رسالة عبر الماسنجر والدك يحتضر إن كنت تريدين أن تلقي عليه نظرة وداع... هرولت إليه لعلها ستكون السبب في شفائه ... فتحت والدة عبد الرحمن باب البيت شهقت بصوت عالِ حينما رأتها أمامها
- أمل !!
رحب بها عبد الرحمن ودعاها للاطمئنان على والدها، أدركت الأم أن عبد الرحمن كان له يد في اختفاء أمل ... دلفت أمل غرفة والدها، دنت نحوه، نظر إليها بعينيه الزائغين ... أمسكت بكفه الباردة كالثلج ... همهم بشفتيه أ. م. ل
- سامحني يا أبي
تغربت عيناه يميناً ويسارا انتظرت ان يقبلها او يقول لها كلمة واحدة تشفي روحها فلم يقل إلا
- أنا زوج أمك ليس أبيك
- قل لي كيف ذلك
تكلم ...تكلم
ظلت تهزه بعنف لعله يستجيب لصراخها
ربت على كتفها
اهدئي يا أمل .. مات أبيك
- ليس أبي ... ليس أبي
انتهتً