التواضع في شعر العرب
احبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ....
تحية حب واعتزاز....
تختلف طبائع الانسان باختلاف بيئته وثقافته ويكتسب منهما العادات والتقاليد، ولكن يبقى القاسم المشترك بينهم هو مفهوم الإنسانية والتعامل فيما بينهم بهذا المفهوم، فنرى منهم المتواضع المسامح المثقف الكريم النزيه الشجاع الوفي والمتعامل مع الاخرين بالحسنى، ونرى منهم المتكبر الحقود الجاهل البخيل الفاسد الجبان الغادر والمتعامل مع الاخرين بالسوأى.
وفي تاريخنا وتراثنا الكثير من الشواهد والدلالات بالتمجيد والإشادة بالمزايا والصفات الطيبة ونبذ وذم المزايا والصفات السيئة والتي روتها كتاباتهم واشعارهم وبقينا نرددها حكم ومواعظ ... وقد قطفت لكم بعض الأزهار من تلك الجنان الزاهية آمل ان تروق لكم ...
قال الشيخ الشاعر نزهان البستاني والمشهور بتواضعه وكرمه ومن قصيدة عن الوطن القاها امام الشيخ فرحان النايف الفيصل:
ملء السنابل تنحني بتواضعٍ *** والفارغات رؤوسهن شوامخُ
وقالوا:
كن عالما متواضعا بين الورى *** تشكر وتحمد في جميع الألسنِ
أومآ ترى الكحال وهو حجار*** لانت فصار مقرها في الأعينِ
ويقال ان هذه الأبيات تنسب الى أحمد شوقي ولكني لم اجدها في ديوانه، وذكر البعض انها للشاعر أبو عباس أحمد بن عجيبة وهو من علماء القرن الثاني عشر
وقال أبو العلاء المعري:
الناس للناس من بدو ومن حضر *** بعض لبعض وان لم يشعروا خدمُ
وقال احمد شوقي:
صن النفس واحملها على ما يزينها *** تعش سالما والقول فيك جميلُ
وقال أبو الأسود الدؤلي:
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله *** عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وقال أبو نؤاس الحسن بن هاني:
قل لمن يدعي العلم معرفةً *** عرفت شيئاً وغابت عنك اشياءُ
وذكر في روضة العقلاء قول الشاعر:
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قومٌ هم منك أرفع
وإن كنت في عزٍ وخيرٍ ورفعةٍ *** فكم مات من قومٍ هم منك أوضعُ
وذكر في أعيان العصر واعوان النصر للصفدي ما قال موسى بن علي بن موسى قوله:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** الى طبقات الجو وهو وضيعُ
وفي جواهر الادب في ادبيات وانشاء لغة العرب قال آخر:
تواضع إذا ما نلت في الناس رفعةً *** فإن رفيع القومِ من يتواضعُ
وقل الامام محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله:
كلما أدبني الدهر *** أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما *** زادني علما بجهلي
وفي هذا المعنى الجميل في قول الشافعي رحمه الله وضع آينشتاين المعادلة الرياضية التي تبين العلاقة بين الغرور والمعرفة كالتالي:
الغرور = 1 / المعرفة
وبالإنكليزية: - Ego = 1 / Knowledge
فكلما ازدادت المعرفة يقل الغرور وكلما قلت المعرفة يزداد الغرور
صباح الجميلي
منقول بتصرف
عدل سابقا من قبل صباح الجميلي في الجمعة يناير 12, 2018 7:19 am عدل 1 مرات