أحمد مطر شاعر ساخر ناقد مبدع وله قصائد جريئة ومن قصائده البديعة والبليغة بمعناها الساخر قصيدة أنا اللص في بيتي
أنا اللص في داري
من أجمل قصائد الشاعر المبدع أحمد مطر
دخل لص خلسةً
الى داري
ً
فسرق ساعتي
ومزهرية الورد
وقلادتي
بحثت في كل مكان
عن لص سرق
متاعي
بحثت عنه في الاسواق
وفي السجون
لعلي استعيد مالي
فلم اجده فقررت
ان اذهب الى الشرطة
ببلاغي
دخلت الى قائد الشرطة
لكي يقبض على لص
سرق داري
بدأت ابلغه فرأيت بيده
ساعةً تشبهُ
ساعتي
فقلت يا سيدي عذرا
ربما قبضتم
على سارق داري
فهذه الساعة التي
في يدك ورثتها
عن ابي واجدادي
نظر نحوي بخبث
وقال يا حراس أدخلوه
سجن انفرادي
بعد عام اُطلق سراحي
فقررت ان اذهب
الى القاضي
اشتكي قائد الشرطة
ولص ٍ يعبثُ
بداري
وقفت امام قاضي القضاة
ابحث عن حقي
فرأيت امامه
مزهرية أزهاري
قلت يا سيدي القاضي
هل قبضتم على اللص
الذي سرق داري
فهذه المزهرية ملكي
وفيها كنت اضع
ازهاري
صمت الجميع
بما فيهم انا
بعد ان صرخ
القاضي
يا حراس خذوا هذا المجنون
من امامي
وعلموه
كيف يحترم القاضي
وبعد عام او عامين
تذكرت أنى كنت
في حضرة القاضي
ذهبت مسرعا
ومستنجدا
الى عند سيدي الوالي
شرحت كل شيء
بالتفصيل الممل
هذا يا سيدي
ما جرالي
اللص وقائد الشرطة
وقاضي القضاة
كلهم صاروا اعدائي
نظر الوالي الي متبسمآ
وقال أخشى
ان تقول بأن قلادتك
هي التي يلبسها
الوالي
نظرت الى قلادتي
معلقة
في عنق الوالي
وفهمت الدرس أخيرا
بأني وما املك
ملكا للوالي
فلم يدخل اللص داري
ابدآ
وأنما انا كنت اللص
في داري
أحمد مطر
منقول / صباح الجميلي