موعد مع بغداد
عشـقتُها منذ عرفتُ الكلامْ
وقبل أن أعرفُ طعمَ الغرامْ
جميــلةٌ عفيــفةٌ أبدا
زهتْ بنورِ علمِــها الاقوامْ
حضارةٌ ثقافـةٌ قد سما
بين الشعوبِ عدلُها والسلامْ
قِبـلةُ كلِ من أراد العلا
حاضـرةٌ لكلِ ما يســتـقامْ
سواعدٌ تبني وتحمي الحمى
بالحقِ خلفُـها رجالٌ عظامْ
فانتشـرتْ أفضاُلهـا نورا
لينهي الظلمَ وينهي الظلامْ
وأشـبعتْ بخيـرِها أمماً
آمنــةً سـعيـدةً في وئــامْ
وخمسةٌ من القرونِ مضتْ
وأولو أمرٍ عادلون كرامْ
ما ضـاع حقٌ عندهم أبدا
وشرعُ ربِ العالمين نظامْ
إن اسـتجار أهلُ حقٍ بهم
هبوا لهم أسدٌ رجالٌ ضرامْ
حين اسـتغاثتْ حرةٌ باسمهِ
هبّ لهـا المعتصمُ المقدامْ
حررها أنصفها وعموريـة (م)
أضـحى يومُهـا في قتـامْ
وهكذا دارُ الســلامِ بَنَتْ
مجداً وفخراً شهدته الأنامْ
حتى تولى أمرَها غافلٌ
من حولـهِ شـراذمٌ ولئـامْ
يقودهم بمَكـرِهِ حـاقدٌ
يأمُهم للغدرِ بئـس الإمامْ
وكان للغازين مرشدهم
فانهار ذاك السورُ أمسى حطامْ
ومرّ عقدٌ وتلتهُ عقودٌ
سـادهم جهلٌ وموتٌ زؤامْ
ودجلةَ الخيرِ على مائِها
جسرٌ طويلٌ من كتابٍ مُقامْ
والماءُ جارٍ حزناً لونُهُ
المسودُ حين ضاعتْ الأقلامْ
وبعدَ كلِ نهضةٍ نكبةٌ
وبعدَ كلِ نكبةٍ قيامْ
وبينَ أسودٍ على أبيضٍ
وطامعٍ في غدرِهِ لا يلامْ
(وهل يلامُ الذئبُ في غدرِهِ
إذا أولوُ الأمرِ رعاةٌ نيامْ)
توالت الاحداثُ مسرعةً
بينَ انبلاجِ فجرُها والظلامْ
حتى بزوغ فجرُها مشرقاً
بعد صراعٍ ونضالٍ جِسامْ
فدولةٌ رصينةٌ ومليـكٌ (م)
ورجـالٌ حولَـه ُ لا تنـامْ
شادوا وعمروا بلادَ الخيرِ (م)
خططوا وحققوا الاحــلامْ
ثلاثــةٌ من العقودِ مضتْ
وبعدها سبعٍ من الاعوامْ
سارتْ تُسارعُ الخطى حتى
تلحقُ ركبَ العلمِ بينَ الزحامْ
إذا بنابِ الغدرِ قد طالَها
فضاعَ حاديها وضاعَ اللجامْ
فما استقرتْ بعدَها والرعاةُ (م)
في صراعِ الجهلِ همْ والخصامْ
وخُتِّمَتْ مأســاةُ بغدادي
دخـولَ غـازٍ بدليـلِ الزنــامْ
وا أسفا بغداد إذ دارتْ
أزمنــةٌ علت بهـا الاقـدامْ
بغداد شُـعلةٌ ولنْ تخبو
سترفعين في السما الاعلامْ
الطائرُ العنقــاءُ خالدةٌ
لا الغدرُ يثنيكِ ولا الإضرامْ
صبراً أيا بغــداد إنّ لنــا
يومــاً به تُحطمُ الاصنامْ
صبرا حبيبتي فإن لنا
يوماً وموعداُ لدارِ السلامْ
صباح الجميلي
عشـقتُها منذ عرفتُ الكلامْ
وقبل أن أعرفُ طعمَ الغرامْ
جميــلةٌ عفيــفةٌ أبدا
زهتْ بنورِ علمِــها الاقوامْ
حضارةٌ ثقافـةٌ قد سما
بين الشعوبِ عدلُها والسلامْ
قِبـلةُ كلِ من أراد العلا
حاضـرةٌ لكلِ ما يســتـقامْ
سواعدٌ تبني وتحمي الحمى
بالحقِ خلفُـها رجالٌ عظامْ
فانتشـرتْ أفضاُلهـا نورا
لينهي الظلمَ وينهي الظلامْ
وأشـبعتْ بخيـرِها أمماً
آمنــةً سـعيـدةً في وئــامْ
وخمسةٌ من القرونِ مضتْ
وأولو أمرٍ عادلون كرامْ
ما ضـاع حقٌ عندهم أبدا
وشرعُ ربِ العالمين نظامْ
إن اسـتجار أهلُ حقٍ بهم
هبوا لهم أسدٌ رجالٌ ضرامْ
حين اسـتغاثتْ حرةٌ باسمهِ
هبّ لهـا المعتصمُ المقدامْ
حررها أنصفها وعموريـة (م)
أضـحى يومُهـا في قتـامْ
وهكذا دارُ الســلامِ بَنَتْ
مجداً وفخراً شهدته الأنامْ
حتى تولى أمرَها غافلٌ
من حولـهِ شـراذمٌ ولئـامْ
يقودهم بمَكـرِهِ حـاقدٌ
يأمُهم للغدرِ بئـس الإمامْ
وكان للغازين مرشدهم
فانهار ذاك السورُ أمسى حطامْ
ومرّ عقدٌ وتلتهُ عقودٌ
سـادهم جهلٌ وموتٌ زؤامْ
ودجلةَ الخيرِ على مائِها
جسرٌ طويلٌ من كتابٍ مُقامْ
والماءُ جارٍ حزناً لونُهُ
المسودُ حين ضاعتْ الأقلامْ
وبعدَ كلِ نهضةٍ نكبةٌ
وبعدَ كلِ نكبةٍ قيامْ
وبينَ أسودٍ على أبيضٍ
وطامعٍ في غدرِهِ لا يلامْ
(وهل يلامُ الذئبُ في غدرِهِ
إذا أولوُ الأمرِ رعاةٌ نيامْ)
توالت الاحداثُ مسرعةً
بينَ انبلاجِ فجرُها والظلامْ
حتى بزوغ فجرُها مشرقاً
بعد صراعٍ ونضالٍ جِسامْ
فدولةٌ رصينةٌ ومليـكٌ (م)
ورجـالٌ حولَـه ُ لا تنـامْ
شادوا وعمروا بلادَ الخيرِ (م)
خططوا وحققوا الاحــلامْ
ثلاثــةٌ من العقودِ مضتْ
وبعدها سبعٍ من الاعوامْ
سارتْ تُسارعُ الخطى حتى
تلحقُ ركبَ العلمِ بينَ الزحامْ
إذا بنابِ الغدرِ قد طالَها
فضاعَ حاديها وضاعَ اللجامْ
فما استقرتْ بعدَها والرعاةُ (م)
في صراعِ الجهلِ همْ والخصامْ
وخُتِّمَتْ مأســاةُ بغدادي
دخـولَ غـازٍ بدليـلِ الزنــامْ
وا أسفا بغداد إذ دارتْ
أزمنــةٌ علت بهـا الاقـدامْ
بغداد شُـعلةٌ ولنْ تخبو
سترفعين في السما الاعلامْ
الطائرُ العنقــاءُ خالدةٌ
لا الغدرُ يثنيكِ ولا الإضرامْ
صبراً أيا بغــداد إنّ لنــا
يومــاً به تُحطمُ الاصنامْ
صبرا حبيبتي فإن لنا
يوماً وموعداُ لدارِ السلامْ
صباح الجميلي