الرئيسية
البوابة
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف احبائي تحية حب واعتزاز
ديواني الثاني (موعد مع بغداد) تضمن مجموعة القصائد التي كتبتها بعد ديواني الاول الهديل وقد ضمنته في المسودةالاصلية بعضا من القصائد المنشورة في الهديل... وقد اكملت تنضيده تمهيدا لطبعه
ك.. وفيما يلي جزء منه وسانشر الباقي لاحقا...
تحياتي واحترامي لكم جميعا ...
مجموعة شعرية
موعد مع بغداد
صباح الجميلي
تمهيد
موعد مع بغداد ... مجموعة شعرية تضمنت قصائدا من الشعر لها دلالتها وذكريات لأحداث مرت على كاتبها، فإن كل قصيدة من هذه المجموعة تمثل قصة وحدثا في حياتي، بأفراحي وأحزاني وبهجتي وآلامي ...
جمعت هذه المجموعة بعد إصدار ديواني الأول (الهديل) عام 2005 ... وبعد السنين العجاف التي عشناها حتى كتابة هذه السطور ... كنت حائرا، ما أسمي هذه المجموعة وأي عنوان أعطي لهذا الكتاب وفيه قصة مأساة لحبيبة غدر بها الزمان عبر العصور ومنذ بنائها وحتى يومنا هذا ... هل أقول آلامي، أحزاني، دموع حائرة، حسرتي على بغداد وما أصابها من غدر ونكران أم أتركه بلا عنوان ... ثم اقترحت عليّ زميلتي الفنانة التشكيلية المبدعة يسرى العبادي أن يكون الاسم (موعد مع بغداد) وكان ذلك... موعد مع بغداد تضم قصيدة بنفس الاسم، حاولت ان استعرض بها حياة بغداد منذ ان بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كمقر رسمي للخلافة العباسية عام 762 – 768م وكان اسمها دار السلام، وحتى يوم مأسىآتها سنة 2003 وكأن الزمن يعيد دورته عليها ...
كانت فلسفتي في الحياة أن أرمي كل ما يحزن من أحداث مرت عليّ وتمر بي خلف ظهري ولا اجعلها عائقا لمسيرتي في الحياة ولا احتفظ منها سوى العبر والدروس لأستفيد منها في الحاضر ولتكون دليلا لي في المستقبل ... لذا قد يلاحظ القارئ إني استعرضت بعض الحقبات من حياة بغداد وبالإشارة وبما لا يخفى على اللبيب ...
الهديل، كتابي الأول لم اعرضه في السوق وما ابتغيت منه الكسب، بل وزعته على أحبائي وأصدقائي ليبقى ذكرى لديهم، وهذا ما أنويه لموعد مع بغداد...
لقد تضمن موعد مع بغداد ما كُتبَ في الهديل من تمهيد وتقديم لأساتذتي وإخوتي رحمهم الله ... الشاعر المحامي عبد الغني الحبوبي والشاعر المحامي صبري الحمداني وأخي الشاعر الفنان شعيب إبراهيم (شعوبي إبراهيم) رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته، وادعو الله متضرعا أن يجمعني بهم ومع من رضيّ عنهم تحت ظله يوم لا ظل سواه.
وتضمن موعد مع بغداد بعضا من قصائدي التي ذكرت في الهديل لما لها من احداث لا تزال في الفكر والوجدان ...
لقد ابصرت هذه المجموعة النور بتشجيع ومتابعة ودعم ومراجعة وتقديم من أناس عزيزين عندي، فشكرا لكم احبتي اولادي وفلذات كبدي والحاجة ام احمد واختي نجاح والسيدة الفاضلة الاديبة ماجي صلاح والاخت الفاضلة الأستاذة فوزية العزاوي والأستاذ الفاضل الاديب عصام صقر، وأقول وما قولي الا جزء بسيطاً من الوفاء والامتنان لما قدمتموه وان كان قولي لا يوفيكم حقكم ... أقول لكم جميعا شكرا وألف شكر ...
ومن الله التوفيق ...
صباح الجميلي / أيار 2018
موعد مع بغداد
عشـقتُها منذ عرفتُ الكلامْ
وقبل أن أعرفُ طعمَ الغرامْ
جميــلةٌ عفيــفةٌ أبدا
زهتْ بنورِ علمِــها الاقوامْ
حضارةٌ ثقافـةٌ قد سما
بين الشعوبِ عدلُها والسلامْ
قِبـلةُ كلِ من أراد العلا
حاضـرةٌ لكلِ ما يســتـقامْ
سواعدٌ تبني وتحمي الحمى
بالحقِ خلفُـها رجالٌ عظامْ
فانتشـرتْ أفضاُلهـا نورا
لينهي الظلمَ وينهي الظلامْ
وأشـبعتْ بخيـرِها أمماً
آمنــةً سـعيـدةً في وئــامْ
وخمسةٌ من القرونِ مضتْ
وأولو أمرٍ عادلون كرامْ
ما ضـاع حقٌ عندهم أبدا
وشرعُ ربِ العالمين نظامْ
إن اسـتجار أهلُ حقٍ بهم
هبوا لهم أسدٌ رجالٌ ضرامْ
حين اسـتغاثتْ حرةٌ باسمهِ
هبّ لهـا المعتصمُ المقدامْ
حررها أنصفها وعموريـة (م)
أضـحى يومُهـا في قتـامْ
وهكذا دارُ الســلامِ بَنَتْ
مجداً وفخراً شهدته الأنامْ
حتى تولى أمرَها غافلٌ
من حولـهِ شـراذمٌ ولئـامْ
يقودهم بمَكـرِهِ حـاقدٌ
يأمُهم للغدرِ بئـس الإمامْ
وكان للغازين مرشدهم
فانهار ذاك السورُ أمسى حطامْ
ومرّ عقدٌ وتلتهُ عقودٌ
سـادهم جهلٌ وموتٌ زؤامْ
ودجلةَ الخيرِ على مائِها
جسرٌ طويلٌ من كتابٍ مُقامْ
والماءُ جارٍ حزناً لونُهُ
المسودُ حين ضاعتْ الأقلامْ
وبعدَ كلِ نهضةٍ نكبةٌ
وبعدَ كلِ نكبةٍ قيامْ
وبينَ أسودٍ على أبيضٍ
وطامعٍ في غدرِهِ لا يلامْ
(وهل يلامُ الذئبُ في غدرِهِ
إذا أولوُ الأمرِ رعاةٌ نيامْ)
توالت الاحداثُ مسرعةً
بينَ انبلاجِ فجرُها والظلامْ
حتى بزوغ فجرُها مشرقاً
بعد صراعٍ ونضالٍ جِسام
فدولةٌ رصينةٌ ومليـكٌ (م)
ورجـالٌ حولَـه ُ لا تنـامْ
شادوا وعمروا بلادَ الخيرِ (م)
خططوا وحققوا الاحــلامْ
ثلاثــةٌ من العقودِ مضتْ
وبعدها سبعٍ من الاعوامْ
سارتْ تُسارعُ الخطى حتى
تلحقُ ركبَ العلمِ بينَ الزحامْ
إذا بنابِ الغدرِ قد طالَها
فضاعَ حاديها وضاعَ اللجامْ
فما استقرتْ بعدَها والرعاةُ (م)
في صراعِ الجهلِ همْ والخصامْ
وخُتِّمَتْ مأســاةُ بغدادي
دخـولَ غـازٍ بدليـلِ الزنــامْ
وا أسفا بغداد إذ دارتْ
أزمنــةٌ علت بهـا الاقـدامْ
بغداد شُـعلةٌ ولنْ تخبو
سترفعين في السما الاعلامْ
الطائرُ العنقــاءُ خالدةٌ
لا الغدرُ يثنيكِ ولا الإضرامْ
صبراً أيا بغــداد إنّ لنــا
يومــاً به تُحطمُ الاصنامْ
صبرا حبيبتي فإن لنا
يوماً وموعداُ لدارِ السلامْ
الروح حيرى
الفكرُ مشغولٌ والروحُ كم حيرى
والقلبُ معلولٌ وأمرُه أمرا
كفاك يا قلبي فالشوقُ ذا قاتلي
آهاتٍ واستلهم الصبرا
ولا تلوم العينِ اذ بكتْ وعمتْ
بعادُ من تهوى قد ذاقها المرا
أناشدُ العقلَ عن حلٍ يرشدني
لا حل قال فهذا الحبُ منتصرا
أنا وقلبي
مالَكِ يا عينُ لا تبكينَ خلاني
جفتْ دموعُكِ أم آلفتُ أحزاني
أم هل سَلوت لطولِ البعدِ أحبابَنا
ما تناسى الذي أهواهُ أشجاني
أو ربما ضاعَ مني الرشدُ بعدَهُمُ
حتى توهمتُ ما يخشاهُ وجداني
أجابَ عني الذي أدماهُ حبُهُمُ
أنتَ الذي قلتَ من أهواهُ يهواني
ورُحتَ تزرع بالأشواقِ ورداً لها
وناثراً دربَهـا بالطيـبِ ألواني
قلتُ صدقتَ فإني عاشقٌ ولِهٌ
أحببتُ صدقاً وأن الوجـدَ آذاني
وقلتُ شعراً لها لحناً أُردِدُهُ
لحناً حزيناً من الأعماقِ ناجاني
لو أني أعلمُ أنّ الحلمَ يجمعنا
لكنتُ أغمضتُ طولَ العمرِ أجفاني
أو لو علمتُ بأنّ الموتَ يجمعنا
لكنتُ قبلَ اللقـا أحضرتُ أكفـاني
أحلامنا
أحلامُنا شمعةٌ للفكرِ لا تنجلي
منيـرةٌ للفتى درباً من المـللِ
(أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها)
والنفسُ في حُلمها تنأى عن الزللِ
والحلمُ في كلِ يومٍ مَأملٌ يُرتجى
(ما أضيقَ العيشُ لو لا فسحةُ الأملِ)
هـذا نموذجُ حُلم لكِ غاليـتي
في بيـتِ عزٍ عسى نلقاهُ يا أملي
يا زهرةً من ربوعِ الحبِ لم تزلِ
يا قطرةً من دموعِ الصبِ لم تنجلِ
يا نفحةً من نُسيماتِ الصبا حُملتْ
عطر الربيعِ بنارِ الشوقِ والقبلِ
يا همسةً من فؤادٍ مدنفٍ قد ذوى
شوقاً ينادي بذي الأبياتِ في وجلِ
ناديتُكم من رحابِ الشعرِ أغنية
ناديتُكم بشـغافِ القلبِ في غزلِ
ناديتُكم راجياً أن تسمعي حكمةً
إنسـي الذي نسيّ الودَ ولا تصلِ
ناديتُكم وفؤادي مـلؤُهُ أمـلٌ
يعزف لحناً جميلاً في الهوى الثملِ
(أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأملِ)
عندما يجن الليل ويأوي الناس الى فراشهم هانئين بنعمة النوم ... يبقى العشاق ساهرين وفي وجدانهم صورة الحبيب وذكرى آخر لقاء معه فيهجرهم النوم وتهزهم المشاعر وينزف القلم بمداد القلب ....
بعادك ظلوم
بعادُكِ يا ظلومُ ظلومُ
وقربُكِ يا رؤومُ رؤومٌ
شموخُ النفسِ تأبى ذُلةً
وصدري في هواكِ كتومُ
أُرددُ باسمِ من أهوى بليلي
نديمي دمعُ عينييً السًمومُ
إلامَ الصبرُ والأعمارُ تفنى
إلامَ الروحُ تكويها الضَرومُ
رَميتُ الروحَ في بحرِ هوانا
وها أنا ذا تُطارِدُني الهمومُ
غادة جميلة في ربيع الشباب وزميلة لي في العمل .. لقد قرأت لها بعضا من ابيات الشعر التي كتبتها فأعجبت بها جدا ... وقالت انت تتكلم الإنكليزية بطلاقة فهل جربت ان تكتب شعرا بالإنكليزية ... فكتبت لها ابياتا باللغة لإنكليزية وهذه ترجمتها...
يا ليتني
يا ليتني بضع سنين أصغر
لما انتظرت يا ملاكي أكثر
لجئت عنك باحثا ولما
ألقاك هل تعلمين ما أفكر
قصرا سأبني لك شامخا
أحجاره من ذهب أصفر
جنــينة زاهيـــة حولـه
مزهرة وسط بساط أخضر
خلالها النهر زلال يجري
ينسـاب فيـه ماؤه كوثر
والطيب من أزهارها عابقا
وتحمل الأشـجار حلو الثمر
أما أنا فمارد المصباح
فاطلبي ما تحلمين يحضر
مرت من أمامي بطلعتها الوضاءة وعيونها الناعسة الجميلة فكانت هذه الأبيات ....
طلعة كالبدر
سبحانَ من أعطاكِ هذا الجمالْ
وطلعةً كالبدرِ يوم الكمالْ
من طيبك الوردُ استقى عطرَه
مِنَ العيونِ غار منك الغزالْ
يا رب بالخير دعائي لها
وبالحيا حقق لها الآمالْ
هيئ لها يا رب ما ترتجي
من نعمٍ بالعزِ يا ذا الجلالْ
كنت عضوا في مجلس أولياء أمور الطلبة في ثانوية العقيدة للبنات حيث يدرس ابنتاي وعندما تخرجتا وانتهت الدورة الأخيرة للمجلس، ودعت الكادر التعليمي والطالبات بهذه الأبيات، مستهلا بتضمين بيتين من الشعر لأستاذي الشاعر عبد الغني الحبوبي..
إلى إخوتي وأخواتي أبنائي وبناتي ممن عملت معهم طيلة العام المنصرم
وداع
(ياباقة من زهور نشرها عبقُ
أن الشباب بكم يزهو ويأتلقُ)
(سواعدٌ وعقولٌ يسـتنار بها
للعلم مصطبح فيكم ومغـتبقُ)
جهودكم علم مرفرف في العلا
جهودكم طربٌ قلبي لها يخفقُ
أني وان كنت للأحبـة تاركا
لكن في الذكرى قلبي لكم صادقُ
حكم الزمـان وغدره لنا قدر
لا بارك الله في زمن أخرقُ
هذي الحياة لها نهاية وكذا
الأعمال عمـر لها يمر إذ تطلقُ
مفارق وفؤادي عندكم ولـه
مفارق وعيوني دمعـها مغـرقُ
وإنني أدعو رب السما ضارعا
يا رب بالخير ترعاهم مشفقُ
غادة جميلة ... جاءت إليه لاجئة ضائعة لا معين ولا سند تطلب رعايته ... فعطف عليها ورعاها اجمل الرعاية ... واهتم بها ... ثم تعلق بها ... وعاهدته على الوفاء والحب ... وكتب لها من نزف القلب ما كتب ... ثم دارت الأيام وغرتها الدنيا فباعت العهود وباعت الوفاء ... فكتب لها مودعا غير آسف لفراقها ....
وهل لجراح القلب دواء
هاك أوراقا متفرقة سهلة الفناء
كسنين العمر التي ذهبت آلآ وهباء
إن حفظت الحب فأنت له رمزا ورجاء
أو نسيت الذي مضى فلك الحكم والقضاء
لا تبالي ولا تداري إنني الطائر العنقاء
التي قامت حية لا جراح ولا دماء
أرحيل مفاجئ وتركتي الحب شقاء
أم تآلفت والبريق الذي يوحي بالثراء
فتناسيت ما وعدت من الحب والوفاء
وتسارعت كالفراش ظننت النار ضياء
أنسيت ما سطر القلب من شدو وغناء
وأهازيج غنها القلب في الصبح والمساء
إذهبي غير آسف لرحيل بلا بكاء
لقد اخترت درب آل خيال لك الرثاء
إذهبي في رعاية الله مني لك الدعاء
ولندعو الله عسى لجراح القلب دواء
لقد عصف بهما الشوق والتقيا بعد غياب ... فشكت له الشوق ... وكان بينهما هذا الحوار....
مشتاقة
قالت إنني مشتاقة لك جدا
فقال لها الى الذي هو أشوق
قالت إن شوقي كالنهر جار
فقال إن شوقي بحر والبحر أعمق
قالت إني على صفحة نهري أطفو
فقال وأنا في بحر شوقي أغرق
خبريني يامن نسيت هواك
خبريني حبك أم حبي أصدق
رثاء عمر غسان النجار الذي رحل يوم الاثنين 21 تموز 2003 إثر حادث مؤسف
وقرأتُ في سفرٍ من الأسفارِ
عن حكمةٍ تروى بذي الأقدارِ
( حكمُ المنيةِ في البريةِ جاري )
من قبلِ عادٍ صاحبِ الأسفارِ
فحياتُنا نجمٌ يمـرُ ويختـفي
( ما هـذه الدنيـا بدارِ قرارِ)
( بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبرا )
يروي ويمرحُ في صفا السـمارِ
والربعُ من حولِ الفتى في غِبطةٍ
( حتى يُرى خبراً من الأخبـارِ)
هذى الحياةُ وكيف يصفو طيبُها
وطبـاعُها في الغـدرِ والاكـدارِ
فالغدرُ من طبعِ الزمـانِ وخلقِه
متفنــنٌ بعــداوةِ الأحــرارِ
ولقد أُصبنا غـدرُه واحسـرةً
لرحيـلِكم يا زينـةَ الأقمــارِ
يا ليتني كنتُ المسافر عنكم
يا ليت أنت الراثي بالأشـعارِ
لكن أمراً قد جرى ولحكمةٍ
من يدرك الأحـكامَ في الأقـدارِ
آهٍ أبا الفاروقِ يا نجماً هوى
يا كوكبـاً ما زالَ في الابــدارِ
عُمَرٌ وهل تنسى شمائلُ خلقهِ
برٌ وفيٌ صـادقُ الأفــكارِ
قد نالَ في حقلِ العلومِِ مراتباً
متفوقـاً في الكشـفِ للأسـرارِ
ولتصبح الأطروحةُ المهداةُ منه (م)
مراجـعــاً للعـلمِ للزوارِ
عشرون عاماً بعدَ ستٍ وانقضتْ
في رفقةِ الأعلامِ في المضمارِ
حتى اصطفاه اللهُ في فردوسِهِ
فاهنـأ أبا الفـاروقِ بالايسـارِ
صبراً أخي غسان إنكَ مؤمنٌ
أين الأُلى من خيـرةِ الأخيـارِ
أين النبي المصطفى هادي الورى
أو ليـس هو بالصـادقِ المختارِ
فالكلُ يمضي مسـرعاً لنهـايةٍ
في اللوحِ عنـد الواحـدِ القهـارِ
هذا رثائي إنني أرختُــه
( قولا هو في جنـةِ الغفـارِ)
( 2003 م )
رثاء الحاج محمد علوان الطائي الذي رحل عنا يوم 27 تموز2004 بعد صراع طويل مع مرض عضال
وهذه الأمثالُ تروي لنا
ما أرخصَ الدنيا لهذي العبادْ
كل ابنِ أنثى راحلٌ في غدٍ
والكلُ في حينهِ يومَ المعادْ
فكم كريمٍ راحلٍ تاركٍ
خلفه طيبَ الذكريات قلادْ
وكم لئيمٍ ناعمٍ عيشه
يعيث في هذي الحياةِ فسادْ
بالأمسِ ودعنا حبيباً ولم
تُطفأُ بعدُ لوعةٌ في الفؤادْ
حتى فجعنا بمحمدنا
فمن لنا بعده يوم التنادْ
كريمُ أصلٍ وعزيزُ قومٍ
شهمٌ أبيٌ كان خيرَ عمادْ
فارقتنا والدرب لما يزل
فالقلب مدمي والعيونُ سهادْ
قارعت علةً سنيناً وقد
صبرت إن الصبرَ هذا جهادْ
وقالت الأمثالُ في حكمةٍ
لا بد يوماً للحياةِ نفادْ
(فالناس في الموتِ كخيلِ الطرادْ
السابقُ السابقُ منها الجوادْ)
(والموتُ نقادٌ على كفهِ
جواهرٌ يختارُ منها الجيادْ)
ففي جنان الخلد مثواك (م)
فاهنأ فجوار اللهِ خيرُ المرادْ
رثاء العميد المهندس زهير البهيجي الذي وافاه الأجل يوم السبت 17 آذار 2012 بعد صراعه مع المرض لأربع سنين ...
أهكذا الأخيـارُ تمضي
أهكذا الأعمـارُ تجري
هذي الحياةُ لا بقاءَ لها
طوبى لمن ذكراهُ كالعطـرِ
رحلتَ عنا فالعيـونُ دَمٌ
والقلبُ يشكو زَمنَ الغدرِ
ودعتنا مقارعاً علـة
تَئِنُ بالسـرِ بلا جهـرِ
فأربعٌ من السنينَ مَضَتْ
تشكو البلاء لفـالقِ الفجرِ
ودعتنـا مجاهداً صابراً
فابشر أبا البهـاءِ بالصبرِ
أبا البهاء كيف الرحيل ومن
تركتَ للأحبـابِ لا أدري
وكيف يا صرحاً هوى سقما
أبكيكَ أو أرثيكَ في شعري
رحابُ يا رمزَ الوفاء صبراً
ما دام إلا مالكُ الأمـرِ
أشـهدُ يا زهير أنكَ قد
أوفيتَ ما عاهدتَ في العمرِ
فنعـمً ما خَلًفْتَ بعدكمُ
من خَلَفٍ في الصدقِ والبرِ
فاهنأ شهيداً في الجنانِ التي
يوفي بها الرحمنُ للطهرِ
رثاء الحاج المهندس غسان النجار الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء 21 كانون الثاني 2014 بعد صراعه مع المرض لأربع سنين ...
ماذا أقولُ وقد نبا القلمُ
وهذي العيونُ أصابها السقمُ
تبكي الكرامَ رحيلَهمْ كمداً
ونزيفُهــا بدلِ الدموعِ دَمُ
غســانُ من لي بعدَكمْ سندٌ
في عالمٍ ضاعت به الشـيمُ
هذا الونى صارعتَــه أمداً
ترعاكَ رمزا للوفــاءِ أُمُ
وسنونَ أربعــةٌ تُجاهده
صبرَ النبي والوجهُ مُبتسمُ
يا حسرةً تحت الثرى رجلٌ
(هو خيرُ من مشت به القدمُ)
وترى على سطحِ الثرى بُهُمٌ
وحضورُهم من غيرهِ عَدَمُ
يا أحمداً صبراً أحبتي نوراً (م)
يا عليْ بالصبر نقتسـمُ
أمَ البنينَ أُخَيّتي قسـماً
أوفيت حقا والوفا ذِممُ
وَعَد الرحيمُ ووعدُهُ الأملُ
يا صـابرين جزاؤكم نِعَمُ
ديواني الثاني (موعد مع بغداد) تضمن مجموعة القصائد التي كتبتها بعد ديواني الاول الهديل وقد ضمنته في المسودةالاصلية بعضا من القصائد المنشورة في الهديل... وقد اكملت تنضيده تمهيدا لطبعه
ك.. وفيما يلي جزء منه وسانشر الباقي لاحقا...
تحياتي واحترامي لكم جميعا ...
مجموعة شعرية
موعد مع بغداد
صباح الجميلي
تمهيد
موعد مع بغداد ... مجموعة شعرية تضمنت قصائدا من الشعر لها دلالتها وذكريات لأحداث مرت على كاتبها، فإن كل قصيدة من هذه المجموعة تمثل قصة وحدثا في حياتي، بأفراحي وأحزاني وبهجتي وآلامي ...
جمعت هذه المجموعة بعد إصدار ديواني الأول (الهديل) عام 2005 ... وبعد السنين العجاف التي عشناها حتى كتابة هذه السطور ... كنت حائرا، ما أسمي هذه المجموعة وأي عنوان أعطي لهذا الكتاب وفيه قصة مأساة لحبيبة غدر بها الزمان عبر العصور ومنذ بنائها وحتى يومنا هذا ... هل أقول آلامي، أحزاني، دموع حائرة، حسرتي على بغداد وما أصابها من غدر ونكران أم أتركه بلا عنوان ... ثم اقترحت عليّ زميلتي الفنانة التشكيلية المبدعة يسرى العبادي أن يكون الاسم (موعد مع بغداد) وكان ذلك... موعد مع بغداد تضم قصيدة بنفس الاسم، حاولت ان استعرض بها حياة بغداد منذ ان بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كمقر رسمي للخلافة العباسية عام 762 – 768م وكان اسمها دار السلام، وحتى يوم مأسىآتها سنة 2003 وكأن الزمن يعيد دورته عليها ...
كانت فلسفتي في الحياة أن أرمي كل ما يحزن من أحداث مرت عليّ وتمر بي خلف ظهري ولا اجعلها عائقا لمسيرتي في الحياة ولا احتفظ منها سوى العبر والدروس لأستفيد منها في الحاضر ولتكون دليلا لي في المستقبل ... لذا قد يلاحظ القارئ إني استعرضت بعض الحقبات من حياة بغداد وبالإشارة وبما لا يخفى على اللبيب ...
الهديل، كتابي الأول لم اعرضه في السوق وما ابتغيت منه الكسب، بل وزعته على أحبائي وأصدقائي ليبقى ذكرى لديهم، وهذا ما أنويه لموعد مع بغداد...
لقد تضمن موعد مع بغداد ما كُتبَ في الهديل من تمهيد وتقديم لأساتذتي وإخوتي رحمهم الله ... الشاعر المحامي عبد الغني الحبوبي والشاعر المحامي صبري الحمداني وأخي الشاعر الفنان شعيب إبراهيم (شعوبي إبراهيم) رحمهم الله جميعا واسكنهم فسيح جناته، وادعو الله متضرعا أن يجمعني بهم ومع من رضيّ عنهم تحت ظله يوم لا ظل سواه.
وتضمن موعد مع بغداد بعضا من قصائدي التي ذكرت في الهديل لما لها من احداث لا تزال في الفكر والوجدان ...
لقد ابصرت هذه المجموعة النور بتشجيع ومتابعة ودعم ومراجعة وتقديم من أناس عزيزين عندي، فشكرا لكم احبتي اولادي وفلذات كبدي والحاجة ام احمد واختي نجاح والسيدة الفاضلة الاديبة ماجي صلاح والاخت الفاضلة الأستاذة فوزية العزاوي والأستاذ الفاضل الاديب عصام صقر، وأقول وما قولي الا جزء بسيطاً من الوفاء والامتنان لما قدمتموه وان كان قولي لا يوفيكم حقكم ... أقول لكم جميعا شكرا وألف شكر ...
ومن الله التوفيق ...
صباح الجميلي / أيار 2018
موعد مع بغداد
عشـقتُها منذ عرفتُ الكلامْ
وقبل أن أعرفُ طعمَ الغرامْ
جميــلةٌ عفيــفةٌ أبدا
زهتْ بنورِ علمِــها الاقوامْ
حضارةٌ ثقافـةٌ قد سما
بين الشعوبِ عدلُها والسلامْ
قِبـلةُ كلِ من أراد العلا
حاضـرةٌ لكلِ ما يســتـقامْ
سواعدٌ تبني وتحمي الحمى
بالحقِ خلفُـها رجالٌ عظامْ
فانتشـرتْ أفضاُلهـا نورا
لينهي الظلمَ وينهي الظلامْ
وأشـبعتْ بخيـرِها أمماً
آمنــةً سـعيـدةً في وئــامْ
وخمسةٌ من القرونِ مضتْ
وأولو أمرٍ عادلون كرامْ
ما ضـاع حقٌ عندهم أبدا
وشرعُ ربِ العالمين نظامْ
إن اسـتجار أهلُ حقٍ بهم
هبوا لهم أسدٌ رجالٌ ضرامْ
حين اسـتغاثتْ حرةٌ باسمهِ
هبّ لهـا المعتصمُ المقدامْ
حررها أنصفها وعموريـة (م)
أضـحى يومُهـا في قتـامْ
وهكذا دارُ الســلامِ بَنَتْ
مجداً وفخراً شهدته الأنامْ
حتى تولى أمرَها غافلٌ
من حولـهِ شـراذمٌ ولئـامْ
يقودهم بمَكـرِهِ حـاقدٌ
يأمُهم للغدرِ بئـس الإمامْ
وكان للغازين مرشدهم
فانهار ذاك السورُ أمسى حطامْ
ومرّ عقدٌ وتلتهُ عقودٌ
سـادهم جهلٌ وموتٌ زؤامْ
ودجلةَ الخيرِ على مائِها
جسرٌ طويلٌ من كتابٍ مُقامْ
والماءُ جارٍ حزناً لونُهُ
المسودُ حين ضاعتْ الأقلامْ
وبعدَ كلِ نهضةٍ نكبةٌ
وبعدَ كلِ نكبةٍ قيامْ
وبينَ أسودٍ على أبيضٍ
وطامعٍ في غدرِهِ لا يلامْ
(وهل يلامُ الذئبُ في غدرِهِ
إذا أولوُ الأمرِ رعاةٌ نيامْ)
توالت الاحداثُ مسرعةً
بينَ انبلاجِ فجرُها والظلامْ
حتى بزوغ فجرُها مشرقاً
بعد صراعٍ ونضالٍ جِسام
فدولةٌ رصينةٌ ومليـكٌ (م)
ورجـالٌ حولَـه ُ لا تنـامْ
شادوا وعمروا بلادَ الخيرِ (م)
خططوا وحققوا الاحــلامْ
ثلاثــةٌ من العقودِ مضتْ
وبعدها سبعٍ من الاعوامْ
سارتْ تُسارعُ الخطى حتى
تلحقُ ركبَ العلمِ بينَ الزحامْ
إذا بنابِ الغدرِ قد طالَها
فضاعَ حاديها وضاعَ اللجامْ
فما استقرتْ بعدَها والرعاةُ (م)
في صراعِ الجهلِ همْ والخصامْ
وخُتِّمَتْ مأســاةُ بغدادي
دخـولَ غـازٍ بدليـلِ الزنــامْ
وا أسفا بغداد إذ دارتْ
أزمنــةٌ علت بهـا الاقـدامْ
بغداد شُـعلةٌ ولنْ تخبو
سترفعين في السما الاعلامْ
الطائرُ العنقــاءُ خالدةٌ
لا الغدرُ يثنيكِ ولا الإضرامْ
صبراً أيا بغــداد إنّ لنــا
يومــاً به تُحطمُ الاصنامْ
صبرا حبيبتي فإن لنا
يوماً وموعداُ لدارِ السلامْ
الروح حيرى
الفكرُ مشغولٌ والروحُ كم حيرى
والقلبُ معلولٌ وأمرُه أمرا
كفاك يا قلبي فالشوقُ ذا قاتلي
آهاتٍ واستلهم الصبرا
ولا تلوم العينِ اذ بكتْ وعمتْ
بعادُ من تهوى قد ذاقها المرا
أناشدُ العقلَ عن حلٍ يرشدني
لا حل قال فهذا الحبُ منتصرا
أنا وقلبي
مالَكِ يا عينُ لا تبكينَ خلاني
جفتْ دموعُكِ أم آلفتُ أحزاني
أم هل سَلوت لطولِ البعدِ أحبابَنا
ما تناسى الذي أهواهُ أشجاني
أو ربما ضاعَ مني الرشدُ بعدَهُمُ
حتى توهمتُ ما يخشاهُ وجداني
أجابَ عني الذي أدماهُ حبُهُمُ
أنتَ الذي قلتَ من أهواهُ يهواني
ورُحتَ تزرع بالأشواقِ ورداً لها
وناثراً دربَهـا بالطيـبِ ألواني
قلتُ صدقتَ فإني عاشقٌ ولِهٌ
أحببتُ صدقاً وأن الوجـدَ آذاني
وقلتُ شعراً لها لحناً أُردِدُهُ
لحناً حزيناً من الأعماقِ ناجاني
لو أني أعلمُ أنّ الحلمَ يجمعنا
لكنتُ أغمضتُ طولَ العمرِ أجفاني
أو لو علمتُ بأنّ الموتَ يجمعنا
لكنتُ قبلَ اللقـا أحضرتُ أكفـاني
أحلامنا
أحلامُنا شمعةٌ للفكرِ لا تنجلي
منيـرةٌ للفتى درباً من المـللِ
(أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها)
والنفسُ في حُلمها تنأى عن الزللِ
والحلمُ في كلِ يومٍ مَأملٌ يُرتجى
(ما أضيقَ العيشُ لو لا فسحةُ الأملِ)
هـذا نموذجُ حُلم لكِ غاليـتي
في بيـتِ عزٍ عسى نلقاهُ يا أملي
يا زهرةً من ربوعِ الحبِ لم تزلِ
يا قطرةً من دموعِ الصبِ لم تنجلِ
يا نفحةً من نُسيماتِ الصبا حُملتْ
عطر الربيعِ بنارِ الشوقِ والقبلِ
يا همسةً من فؤادٍ مدنفٍ قد ذوى
شوقاً ينادي بذي الأبياتِ في وجلِ
ناديتُكم من رحابِ الشعرِ أغنية
ناديتُكم بشـغافِ القلبِ في غزلِ
ناديتُكم راجياً أن تسمعي حكمةً
إنسـي الذي نسيّ الودَ ولا تصلِ
ناديتُكم وفؤادي مـلؤُهُ أمـلٌ
يعزف لحناً جميلاً في الهوى الثملِ
(أُعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبها
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأملِ)
عندما يجن الليل ويأوي الناس الى فراشهم هانئين بنعمة النوم ... يبقى العشاق ساهرين وفي وجدانهم صورة الحبيب وذكرى آخر لقاء معه فيهجرهم النوم وتهزهم المشاعر وينزف القلم بمداد القلب ....
بعادك ظلوم
بعادُكِ يا ظلومُ ظلومُ
وقربُكِ يا رؤومُ رؤومٌ
شموخُ النفسِ تأبى ذُلةً
وصدري في هواكِ كتومُ
أُرددُ باسمِ من أهوى بليلي
نديمي دمعُ عينييً السًمومُ
إلامَ الصبرُ والأعمارُ تفنى
إلامَ الروحُ تكويها الضَرومُ
رَميتُ الروحَ في بحرِ هوانا
وها أنا ذا تُطارِدُني الهمومُ
غادة جميلة في ربيع الشباب وزميلة لي في العمل .. لقد قرأت لها بعضا من ابيات الشعر التي كتبتها فأعجبت بها جدا ... وقالت انت تتكلم الإنكليزية بطلاقة فهل جربت ان تكتب شعرا بالإنكليزية ... فكتبت لها ابياتا باللغة لإنكليزية وهذه ترجمتها...
يا ليتني
يا ليتني بضع سنين أصغر
لما انتظرت يا ملاكي أكثر
لجئت عنك باحثا ولما
ألقاك هل تعلمين ما أفكر
قصرا سأبني لك شامخا
أحجاره من ذهب أصفر
جنــينة زاهيـــة حولـه
مزهرة وسط بساط أخضر
خلالها النهر زلال يجري
ينسـاب فيـه ماؤه كوثر
والطيب من أزهارها عابقا
وتحمل الأشـجار حلو الثمر
أما أنا فمارد المصباح
فاطلبي ما تحلمين يحضر
مرت من أمامي بطلعتها الوضاءة وعيونها الناعسة الجميلة فكانت هذه الأبيات ....
طلعة كالبدر
سبحانَ من أعطاكِ هذا الجمالْ
وطلعةً كالبدرِ يوم الكمالْ
من طيبك الوردُ استقى عطرَه
مِنَ العيونِ غار منك الغزالْ
يا رب بالخير دعائي لها
وبالحيا حقق لها الآمالْ
هيئ لها يا رب ما ترتجي
من نعمٍ بالعزِ يا ذا الجلالْ
كنت عضوا في مجلس أولياء أمور الطلبة في ثانوية العقيدة للبنات حيث يدرس ابنتاي وعندما تخرجتا وانتهت الدورة الأخيرة للمجلس، ودعت الكادر التعليمي والطالبات بهذه الأبيات، مستهلا بتضمين بيتين من الشعر لأستاذي الشاعر عبد الغني الحبوبي..
إلى إخوتي وأخواتي أبنائي وبناتي ممن عملت معهم طيلة العام المنصرم
وداع
(ياباقة من زهور نشرها عبقُ
أن الشباب بكم يزهو ويأتلقُ)
(سواعدٌ وعقولٌ يسـتنار بها
للعلم مصطبح فيكم ومغـتبقُ)
جهودكم علم مرفرف في العلا
جهودكم طربٌ قلبي لها يخفقُ
أني وان كنت للأحبـة تاركا
لكن في الذكرى قلبي لكم صادقُ
حكم الزمـان وغدره لنا قدر
لا بارك الله في زمن أخرقُ
هذي الحياة لها نهاية وكذا
الأعمال عمـر لها يمر إذ تطلقُ
مفارق وفؤادي عندكم ولـه
مفارق وعيوني دمعـها مغـرقُ
وإنني أدعو رب السما ضارعا
يا رب بالخير ترعاهم مشفقُ
غادة جميلة ... جاءت إليه لاجئة ضائعة لا معين ولا سند تطلب رعايته ... فعطف عليها ورعاها اجمل الرعاية ... واهتم بها ... ثم تعلق بها ... وعاهدته على الوفاء والحب ... وكتب لها من نزف القلب ما كتب ... ثم دارت الأيام وغرتها الدنيا فباعت العهود وباعت الوفاء ... فكتب لها مودعا غير آسف لفراقها ....
وهل لجراح القلب دواء
هاك أوراقا متفرقة سهلة الفناء
كسنين العمر التي ذهبت آلآ وهباء
إن حفظت الحب فأنت له رمزا ورجاء
أو نسيت الذي مضى فلك الحكم والقضاء
لا تبالي ولا تداري إنني الطائر العنقاء
التي قامت حية لا جراح ولا دماء
أرحيل مفاجئ وتركتي الحب شقاء
أم تآلفت والبريق الذي يوحي بالثراء
فتناسيت ما وعدت من الحب والوفاء
وتسارعت كالفراش ظننت النار ضياء
أنسيت ما سطر القلب من شدو وغناء
وأهازيج غنها القلب في الصبح والمساء
إذهبي غير آسف لرحيل بلا بكاء
لقد اخترت درب آل خيال لك الرثاء
إذهبي في رعاية الله مني لك الدعاء
ولندعو الله عسى لجراح القلب دواء
لقد عصف بهما الشوق والتقيا بعد غياب ... فشكت له الشوق ... وكان بينهما هذا الحوار....
مشتاقة
قالت إنني مشتاقة لك جدا
فقال لها الى الذي هو أشوق
قالت إن شوقي كالنهر جار
فقال إن شوقي بحر والبحر أعمق
قالت إني على صفحة نهري أطفو
فقال وأنا في بحر شوقي أغرق
خبريني يامن نسيت هواك
خبريني حبك أم حبي أصدق
رثاء عمر غسان النجار الذي رحل يوم الاثنين 21 تموز 2003 إثر حادث مؤسف
وقرأتُ في سفرٍ من الأسفارِ
عن حكمةٍ تروى بذي الأقدارِ
( حكمُ المنيةِ في البريةِ جاري )
من قبلِ عادٍ صاحبِ الأسفارِ
فحياتُنا نجمٌ يمـرُ ويختـفي
( ما هـذه الدنيـا بدارِ قرارِ)
( بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبرا )
يروي ويمرحُ في صفا السـمارِ
والربعُ من حولِ الفتى في غِبطةٍ
( حتى يُرى خبراً من الأخبـارِ)
هذى الحياةُ وكيف يصفو طيبُها
وطبـاعُها في الغـدرِ والاكـدارِ
فالغدرُ من طبعِ الزمـانِ وخلقِه
متفنــنٌ بعــداوةِ الأحــرارِ
ولقد أُصبنا غـدرُه واحسـرةً
لرحيـلِكم يا زينـةَ الأقمــارِ
يا ليتني كنتُ المسافر عنكم
يا ليت أنت الراثي بالأشـعارِ
لكن أمراً قد جرى ولحكمةٍ
من يدرك الأحـكامَ في الأقـدارِ
آهٍ أبا الفاروقِ يا نجماً هوى
يا كوكبـاً ما زالَ في الابــدارِ
عُمَرٌ وهل تنسى شمائلُ خلقهِ
برٌ وفيٌ صـادقُ الأفــكارِ
قد نالَ في حقلِ العلومِِ مراتباً
متفوقـاً في الكشـفِ للأسـرارِ
ولتصبح الأطروحةُ المهداةُ منه (م)
مراجـعــاً للعـلمِ للزوارِ
عشرون عاماً بعدَ ستٍ وانقضتْ
في رفقةِ الأعلامِ في المضمارِ
حتى اصطفاه اللهُ في فردوسِهِ
فاهنـأ أبا الفـاروقِ بالايسـارِ
صبراً أخي غسان إنكَ مؤمنٌ
أين الأُلى من خيـرةِ الأخيـارِ
أين النبي المصطفى هادي الورى
أو ليـس هو بالصـادقِ المختارِ
فالكلُ يمضي مسـرعاً لنهـايةٍ
في اللوحِ عنـد الواحـدِ القهـارِ
هذا رثائي إنني أرختُــه
( قولا هو في جنـةِ الغفـارِ)
( 2003 م )
رثاء الحاج محمد علوان الطائي الذي رحل عنا يوم 27 تموز2004 بعد صراع طويل مع مرض عضال
وهذه الأمثالُ تروي لنا
ما أرخصَ الدنيا لهذي العبادْ
كل ابنِ أنثى راحلٌ في غدٍ
والكلُ في حينهِ يومَ المعادْ
فكم كريمٍ راحلٍ تاركٍ
خلفه طيبَ الذكريات قلادْ
وكم لئيمٍ ناعمٍ عيشه
يعيث في هذي الحياةِ فسادْ
بالأمسِ ودعنا حبيباً ولم
تُطفأُ بعدُ لوعةٌ في الفؤادْ
حتى فجعنا بمحمدنا
فمن لنا بعده يوم التنادْ
كريمُ أصلٍ وعزيزُ قومٍ
شهمٌ أبيٌ كان خيرَ عمادْ
فارقتنا والدرب لما يزل
فالقلب مدمي والعيونُ سهادْ
قارعت علةً سنيناً وقد
صبرت إن الصبرَ هذا جهادْ
وقالت الأمثالُ في حكمةٍ
لا بد يوماً للحياةِ نفادْ
(فالناس في الموتِ كخيلِ الطرادْ
السابقُ السابقُ منها الجوادْ)
(والموتُ نقادٌ على كفهِ
جواهرٌ يختارُ منها الجيادْ)
ففي جنان الخلد مثواك (م)
فاهنأ فجوار اللهِ خيرُ المرادْ
رثاء العميد المهندس زهير البهيجي الذي وافاه الأجل يوم السبت 17 آذار 2012 بعد صراعه مع المرض لأربع سنين ...
أهكذا الأخيـارُ تمضي
أهكذا الأعمـارُ تجري
هذي الحياةُ لا بقاءَ لها
طوبى لمن ذكراهُ كالعطـرِ
رحلتَ عنا فالعيـونُ دَمٌ
والقلبُ يشكو زَمنَ الغدرِ
ودعتنا مقارعاً علـة
تَئِنُ بالسـرِ بلا جهـرِ
فأربعٌ من السنينَ مَضَتْ
تشكو البلاء لفـالقِ الفجرِ
ودعتنـا مجاهداً صابراً
فابشر أبا البهـاءِ بالصبرِ
أبا البهاء كيف الرحيل ومن
تركتَ للأحبـابِ لا أدري
وكيف يا صرحاً هوى سقما
أبكيكَ أو أرثيكَ في شعري
رحابُ يا رمزَ الوفاء صبراً
ما دام إلا مالكُ الأمـرِ
أشـهدُ يا زهير أنكَ قد
أوفيتَ ما عاهدتَ في العمرِ
فنعـمً ما خَلًفْتَ بعدكمُ
من خَلَفٍ في الصدقِ والبرِ
فاهنأ شهيداً في الجنانِ التي
يوفي بها الرحمنُ للطهرِ
رثاء الحاج المهندس غسان النجار الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء 21 كانون الثاني 2014 بعد صراعه مع المرض لأربع سنين ...
ماذا أقولُ وقد نبا القلمُ
وهذي العيونُ أصابها السقمُ
تبكي الكرامَ رحيلَهمْ كمداً
ونزيفُهــا بدلِ الدموعِ دَمُ
غســانُ من لي بعدَكمْ سندٌ
في عالمٍ ضاعت به الشـيمُ
هذا الونى صارعتَــه أمداً
ترعاكَ رمزا للوفــاءِ أُمُ
وسنونَ أربعــةٌ تُجاهده
صبرَ النبي والوجهُ مُبتسمُ
يا حسرةً تحت الثرى رجلٌ
(هو خيرُ من مشت به القدمُ)
وترى على سطحِ الثرى بُهُمٌ
وحضورُهم من غيرهِ عَدَمُ
يا أحمداً صبراً أحبتي نوراً (م)
يا عليْ بالصبر نقتسـمُ
أمَ البنينَ أُخَيّتي قسـماً
أوفيت حقا والوفا ذِممُ
وَعَد الرحيمُ ووعدُهُ الأملُ
يا صـابرين جزاؤكم نِعَمُ
عدل سابقا من قبل صباح الجميلي في الأحد يونيو 24, 2018 11:00 am عدل 1 مرات
