ايتها الراحلة ..
اتركيني في سُباتي المصطنع ..
اتركيني وذاكرتي ناعسة في خيالاتها
لا تًوقضيها بحضورك الثري كل حين..
منهكة ذاكرتي أنا ..
مُثقلة بأوجاع سنوات عجاف ..
ماعاد لي همة لاسترجاع ذكرى تأتي محملة للمرة المليون بكل ما أوتِيَّت من جراحات أبت إلا أن تبقى ندية ..
ندية أبد الدهر ، لا تبرأ ولا تجف ..
ولا تكفكف المآقي نداها كلما خَطَرْت ِ عابرة ..
هو شوقٌ لا تُخمد ناره وما من وسيلة لذلك ،
فقد وُسمت بالشوق اليك ابدا ..
وُسِمْت بِقَدَرِ ذكراك ولا سبيل لمحو ذلك ابدا ..هو ذَا قدري ولا غيره لي ..
نعم اشتاقك بكل ما أوتيتُ من روح الشوق ونبضه ولازلت امسك في الذاكرة بكل شموسه واقماره
كما لا زالت عتمته تغلفني ما بارحتني ، مُذ رحلت وألقك على عجل دون وداع ..
إستكيني أيتها الراحلة ...
عودي الى ديارك الباقية وقري عينا ..ف لازلت ملىء القلب و الوجدان لا تغادريه ابدا رغم غيابك الحاضر ..فرايات مأتمك لازالت مرفوعة في سمائي خفاقة مُنكسة في وجودي جدوى البقاء بعدك ..
لازلتِ تتغللي مني الروح فبتُ لاادري أهي روحي تنبض لأحيائك فيِّ ..
ام تُراها روحك تنبض فيَّ فأعيشك كل يوم ما شاء لي حنيني ،
متجاهلة إني اموتك واحياك بشغف وحرقةِ مكلومٌ رافضة حقيقة غيابك ..
لا زلت ِأيتها الحبيبة في ثنايا السمع والبصر ..
في كل همس مما حولي ..
وكل خيط نور تبصره مقلتاي ..
لا زال عطرك يملأ زوايا مرقدك ما بارحه ابدا ..
أتنسمه فأطمئن ، ويسكن ارتعاش نبضي كلما فطن لغيابك ..
أو تعلمي يا منيتي ، أنت لم ترحلي عني حقا ،
لم ترحلي ..
بل انا من فارقتني ولا ادري كيف الرجوع الىّ..
لا ادري
حقا لا ادري ..
نجاح أحمد
(كُتبت في ذكرى ميلاد ابنتي الراحلة الحبيبة )