"ماذا بكِ يا قُرة عيني؟لِما كل هذا الألم الذى حل بكِ؟لا أود رؤيتك حزينة هكذا، لا أستطيع رؤية الدَمع فى عيناكِ اللتان طالما نظرت إليهما شعرت بفرحٍ يملأ قلبي ويجعله ينبض بشدة، ماذا أصابكِ يا فلذةِ كبدي؟ألا تعلمين كم يتألم قلبي عند رؤيتك هكذا؟!عندما أرى ملامحكِ الحزينة والدمع يتساقط على وجنتيك الجميلتين أشعر بوخزةٍ فى قلبي تجعله ينزف شلالاً من الدمِ، أشتقت لإبتسامتك المبهجة يا ابنتي التى كانت تُحلي يومي كله، تشرق شمسي عند رؤيتك سعيدة، والله يا ابنتي إن طالت يدي هذا الحقير لقسمتُ رأسه نصفين وقطعته بأنيابي هذة وجعلته يندم على اليوم الذى رأكِ فيه، لو كنت معكِ هذة الليلة لم أكن لأسمح له بأن يسلب منكِ عذريتك بهذة الطريقة الدنيئة، اهٌ وألف اهٌ يا ملاكي لقد سلب منكِ براءتك وقتل الطفلة التى كانت تنمو داخلك، ولكن لا بأس يا عزيزتي الصغيرة فالله يعلم أنكِ أُرغمتِ على هذا ولا أحد يجدر بأن تنزل دمعة واحدة منكِ عليه، أنا هنا يا أميرتي الصغيرة بجانبكِ، أتوسل من الله أن تستيقظي من هذا الكابوس بأسرع وقتٍ، مهما حدث يا صغيرتي فكوني سعيدة ولا تسمحي لأحداً أن يعكر حياتك أو يُحزنك بعد الآن، أشتاق إليكِ صغيرتي."
كان الدمع يذرف من عينيها وهى تقرأ الرسالة،كم قتلها الشوق لرؤية امها الآن؟كم تحتاج إلى أن ترتمي بحضنها الدافئ وتبكي وتفضفض معها؟كيف لأمها أن تكتب لها كل هذة الرسائل قبل أن تراها؟!الألم كاد يقتلها مرة اخرى لقد ماتت أمها بعد أن ولدتها مباشرة ولم تراها قط ولكن امها كانت معها فى كل افراحها واحزانها، لقد كتبت لها ألف وألف رسالة حتى لا تشعر بفراقها يومٍ وتعيش معها كل أوقاتها٠ كم هى عظيمة الأم، حقاً الجنة تحت اقدامهن.
#رسائل_أُموية_(1)
#Omnia_Ahmed