شكوى وعتاب
هذه الحياةُ هبةُ اللهِ سبحانه وتعالى خلقَ ويسر لنا فيها كلَ شيء، لنعيش براحةٍ وأمانٍ ... لماذا لا نعيشها بما يحب اللهُ ويرضاه، متحابين متكافلين نساعدُ بعضنا الآخرَ بالحقِ ... لا نَظلمُ ولا نُظلم ، لا نسيئ ولا نتعدى حدودَ الله ... وهذا الانسانُ خلقه اللهُ في أحسنِ تقويم وفظله على باقي المخلوقات بمشاعرهِ المرهفةِ الرقيقةِ، بإخلاصهِ ووفائهِ ... بعيداً عن الحسدِ والطمعِ والجشعِ ... فإذا أحبَ بصدقٍ يُسعَدُ ويُسعِدُ وربما يَشقى ... وهذه هي سنةُ الحياةِ ... وإن كَرَهَ وظلمَ وحسدَ واغتابَ والعياذ باللهِ، ابتعدَ عن مفهومِ الانسانيةِ وأحرقَ نفسَهُ وقلبَهُ وبدنَهُ وأصبح كإناءٍ مملوء بسائلٍ حارقٍ يحرقُ الإناءَ الذي هو فيه وقانا ووقاكم اللهُ من شرورِ النفسِ..
ولنعود الى اسمى خُلقٍ وصفةٍ يتحلى بها الانسانُ... الحب ... هذه الكلمةُ التي تغنى بها الحكماءُ قبل الشعراءِ وكلٌ حسبَ نظرتِهِ واسلوبهِ ... وكم يكون الإنسانُ السوي سعيداً عندما يرى مَنْ حولَهُ سعداء وكم تكون سعادتهُ عندما يرى مَنْ يُحبُ سعيداً ...
تزدحم المشاعرُ في قلوبِ المحبين فمنهم مَنْ يُعاتبُ حُباً حبيبَهُ ومنهم مَنْ يعاتبُ نفسَهُ لشدةِ تعلقها بمن يحبْ ، فهذا قيس ابن الملوح وهو يُعاتبُ قلبَهُ لعشقهِ ليلي وما اجملهُ من عتاب، إذ يقول:
ألستَ وعدتني يا قلبُ إني إذا ما تبتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حبِ ليلى فما لكَ كلما ذُكِرتْ تذوبُ
وهذا محدثُكم صباح يحاورُ قلبَهُ وعينَهُ في قصيدتِهِ (أنا وقلبي) إذ يقول:
أنا وقلبي
مالَكِ يا عينُ لا تبكينَ خلاني جفتْ دموعُكِ أم آلفتُ أحزاني
أم هل سَلوت لطولِ البعدِ أحبابَنا لما تناسى الذي أهواهُ أشجاني
أو ربما ضاعَ مني الرشدُ بعدَهُمُ حتى توهمتُ ما يخشاهُ وجداني
أجابَ عني الذي أدماهُ حبُهُمُ أنتَ الذي قلتَ من أهواهُ يهواني
ورُحتَ تزرع بالأشواقِ ورداً لها وناثراً دربَهـا بالطيـبِ ألواني
قلتُ صدقتَ فإني عاشقٌ ولِهٌ أحببتُ صدقاً وأن الوجـدَ آذاني
وقلتُ شعراً لها لحناً أُردِدُهُ لحناً حزيناً من الأعماقِ ناجاني
لو أني أعلمُ أنّ الحلمَ يجمعنا لكنتُ أغمضتُ طولَ العمرِ أجفاني
أو لو علمتُ بأنّ الموتَ يجمعنا لكنتُ قبلَ اللقـا أحضرتُ أكفـاني
ويندبُ حيرَتَهُ وقلبَهُ المعلولِ في قصيدتهِ (الروحُ حيرى) إذ يقول:
الروح حيرى
الفكرُ مشغولٌ والروحُ كمْ حيرى والقلبُ معلولٌ وأمرُهُ أمرا
كفاكَ يا قلبي فالشوقُ ذا قاتلي كفاكَ آهاتٍ واستلهمُ الصبرا
ولا تلومَ العينَ اذ بكتْ وعَمتْ بعادُ من تهوى قد ذاقها المرا
أناشدُ العقلَ عن حلٍ يُرشِدُني لا حلَ قالَ فهذا الحبُ منتصرا
ثم يقول شاكياً في قصيدتهِ (شكوى) إذ يقول:
شكوى
مَنْ يُسعفُ لي عاشقاً دنفاً ضاع منه الصوابْ
وانكوى بلهيبِ الهوى وبعادُ الحبيبِ عذابْ
أصبح الليلُ صحراءَهُ فيه النومُ صار سرابْ
هائماً حائراً يجري في الفلاةِ يناجي السحابْ
بالله انصفي صباً هده الوجدُ ردي الجوابْ
أعانه الله وأعان العشاق جميعا داعيا متضرعا ان يحقق الله الاحلام والاماني لنا جميعا، أستودعكم الله والى لقاء آخر قريبا إن شاء الله ...
صباح الجميلي
هذه الحياةُ هبةُ اللهِ سبحانه وتعالى خلقَ ويسر لنا فيها كلَ شيء، لنعيش براحةٍ وأمانٍ ... لماذا لا نعيشها بما يحب اللهُ ويرضاه، متحابين متكافلين نساعدُ بعضنا الآخرَ بالحقِ ... لا نَظلمُ ولا نُظلم ، لا نسيئ ولا نتعدى حدودَ الله ... وهذا الانسانُ خلقه اللهُ في أحسنِ تقويم وفظله على باقي المخلوقات بمشاعرهِ المرهفةِ الرقيقةِ، بإخلاصهِ ووفائهِ ... بعيداً عن الحسدِ والطمعِ والجشعِ ... فإذا أحبَ بصدقٍ يُسعَدُ ويُسعِدُ وربما يَشقى ... وهذه هي سنةُ الحياةِ ... وإن كَرَهَ وظلمَ وحسدَ واغتابَ والعياذ باللهِ، ابتعدَ عن مفهومِ الانسانيةِ وأحرقَ نفسَهُ وقلبَهُ وبدنَهُ وأصبح كإناءٍ مملوء بسائلٍ حارقٍ يحرقُ الإناءَ الذي هو فيه وقانا ووقاكم اللهُ من شرورِ النفسِ..
ولنعود الى اسمى خُلقٍ وصفةٍ يتحلى بها الانسانُ... الحب ... هذه الكلمةُ التي تغنى بها الحكماءُ قبل الشعراءِ وكلٌ حسبَ نظرتِهِ واسلوبهِ ... وكم يكون الإنسانُ السوي سعيداً عندما يرى مَنْ حولَهُ سعداء وكم تكون سعادتهُ عندما يرى مَنْ يُحبُ سعيداً ...
تزدحم المشاعرُ في قلوبِ المحبين فمنهم مَنْ يُعاتبُ حُباً حبيبَهُ ومنهم مَنْ يعاتبُ نفسَهُ لشدةِ تعلقها بمن يحبْ ، فهذا قيس ابن الملوح وهو يُعاتبُ قلبَهُ لعشقهِ ليلي وما اجملهُ من عتاب، إذ يقول:
ألستَ وعدتني يا قلبُ إني إذا ما تبتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حبِ ليلى فما لكَ كلما ذُكِرتْ تذوبُ
وهذا محدثُكم صباح يحاورُ قلبَهُ وعينَهُ في قصيدتِهِ (أنا وقلبي) إذ يقول:
أنا وقلبي
مالَكِ يا عينُ لا تبكينَ خلاني جفتْ دموعُكِ أم آلفتُ أحزاني
أم هل سَلوت لطولِ البعدِ أحبابَنا لما تناسى الذي أهواهُ أشجاني
أو ربما ضاعَ مني الرشدُ بعدَهُمُ حتى توهمتُ ما يخشاهُ وجداني
أجابَ عني الذي أدماهُ حبُهُمُ أنتَ الذي قلتَ من أهواهُ يهواني
ورُحتَ تزرع بالأشواقِ ورداً لها وناثراً دربَهـا بالطيـبِ ألواني
قلتُ صدقتَ فإني عاشقٌ ولِهٌ أحببتُ صدقاً وأن الوجـدَ آذاني
وقلتُ شعراً لها لحناً أُردِدُهُ لحناً حزيناً من الأعماقِ ناجاني
لو أني أعلمُ أنّ الحلمَ يجمعنا لكنتُ أغمضتُ طولَ العمرِ أجفاني
أو لو علمتُ بأنّ الموتَ يجمعنا لكنتُ قبلَ اللقـا أحضرتُ أكفـاني
ويندبُ حيرَتَهُ وقلبَهُ المعلولِ في قصيدتهِ (الروحُ حيرى) إذ يقول:
الروح حيرى
الفكرُ مشغولٌ والروحُ كمْ حيرى والقلبُ معلولٌ وأمرُهُ أمرا
كفاكَ يا قلبي فالشوقُ ذا قاتلي كفاكَ آهاتٍ واستلهمُ الصبرا
ولا تلومَ العينَ اذ بكتْ وعَمتْ بعادُ من تهوى قد ذاقها المرا
أناشدُ العقلَ عن حلٍ يُرشِدُني لا حلَ قالَ فهذا الحبُ منتصرا
ثم يقول شاكياً في قصيدتهِ (شكوى) إذ يقول:
شكوى
مَنْ يُسعفُ لي عاشقاً دنفاً ضاع منه الصوابْ
وانكوى بلهيبِ الهوى وبعادُ الحبيبِ عذابْ
أصبح الليلُ صحراءَهُ فيه النومُ صار سرابْ
هائماً حائراً يجري في الفلاةِ يناجي السحابْ
بالله انصفي صباً هده الوجدُ ردي الجوابْ
أعانه الله وأعان العشاق جميعا داعيا متضرعا ان يحقق الله الاحلام والاماني لنا جميعا، أستودعكم الله والى لقاء آخر قريبا إن شاء الله ...
صباح الجميلي