قصة من وحي الخيال بعنوان :وحيدة القرن
إعداد وتأليف : ..(الأديبة ملكة الطموح ):
*في يوم من الأيام كانت إيزابيل تعيش في قرية مع جدتها وهي في حالة متوسطة، ذات يوم ظهرت بثرة على
أنفها كلما أتى يوما زادت من حجمها ،خرجت إيزابيل من المنزل رأت أهالي القرية يحدقون إليها ثم قاموا
بالضحك والاستهزاء عليها، ويقولون: أنظروا إلى وجه تلك الفتاة كأنها وحيدة القرن
،ركضت إيزابيل مسرعة إلى المنزل وعيناها مليئة بالدموع ، جاءت جدتها وسألتها :ماذا حصل لكي يا
حفيدتي ؟ ،قالت إيزابيل : أن أهالي القرية كان يحدقون إلي ويضحكون بشأن هذه البثرة التي ظهرت على أنفي وأطلقوني بوحيدة القرن ،قالت الجدة لها :لا عليك منهم يا حفيدتي تجاهليهم ولا تتأثرين بكلامهم .وفي اليوم التالي وقت الصباح ذهبت إيزابيل لجلب بعض الخضار من سوق القرية،كان صاحب سوق الخضار ينظر إليها ويبتسم، قالت له: ما بك تنظر إلي ؟ قال :لا شي .عادت إيزابيل إلى المنزل وهي غاضبه وحزينة ،كانت البثرة التي على أنفها تزداد حجما في كل يوم يمر ، فذهبت إيزابيل متوجهة إلى طبيب القرية وقالت له :هل يمكنك أيها الطبيب انتزاع هذه البثرة التي على أنفي ،قال :لا أستطيع فعل ذلك فالأمر صعبا ،قالت :لما لا تستطيع فعل ذلك ؟قال :إن شكلها غريب وهي ليست بثرة كما تعتقدين ،ولعلها سوف ترحل بمفردها خذي قليلا وقت من الصبر والانتظار ،قالت إيزابيل :لم أعد أتحمل وجودها فأنها تتزايد في كل يوما وصرت أضحوكة لأهالي القرية، عادت إيزابيل إلى المنزل وما عليها سوئ الصبر والانتظار كما يقول الطبيب.
فكان أصحاب القرية يأتون إلى باب عتبة منزلها يتضاحكون بصوت عالي ويقولون : هههههههه أين هي وحيدة القرن إننا لم نعد نراها تخرج من المنزل ،لكن إيزابيل لم ترد عليهم؛ فخرجت الجدة وهي غاضبة من تصرفات أصحاب القرية مع حفيدتها قالت لهم :ما هذا الإزعاج ؟ الذي في أمام منزلي ،ارحلوا جمعيا هيا أرحلوا، يا لكم من أوغاد، اقترب واحدا من بينهم يدعى مايكل ويريد أن يدخل ولكن الجدة لم تدعه يدخل فحاول مايكل أن يبعدها بكل قوة حتى رماها وسقطت على رأسها بعمود الباب
، نزف رأسها كثيرًا من الدماء وجاءت إيزابيل مسرعة إليها تبكي تناديها :جدتي جدتي وهي تردد ثانية جدتي أنهضي جدتي لا تتركيني وحدي في هذه القرية ،لكن مايكل وأصحابه من القرية هربوا مسرعين بسبب فعلتهم ،
فتوفيت الجدة ولم تتحمل وكانت إيزابيل حزينة على فراقها كثيرًا لأنها هي التي قامت بتربيتها منذ صغرها ،لم تستطيع فعل شيء لأحدى أهالي القرية ،عاشت إيزابيل وحيدة في المنزل وأصحاب القرية لم يتركوها وشأنها عندما تخرج لجلب الخضار من السوق وكانت في حالة مكتئبة وبائسة ،وهي تتذكر سماع
قول جدتها عندما تقول لها : تجاهليهم ولا تتأثري بكلامهم وقامت بفعل ذلك .
فمرت عدة أيام وأشهر وسنوات حتى شعرت إيزابيل بألم البثرة التي على أنفها وهي مستيقظة من النوم ،ركضت مسرعة لتشاهدها على المرآة ؛فعندما لمستها بإصبعها سقطت فأمسكتها بيديها قبل أن تسقط إلى الأرض ، قامت إيزابيل برؤيتها كانت حجارة تلمع ،تعجبت إيزابيل إليها ومن ثم ذهبت لمتجر الجواهر الذي في القرية كي تستفسر من تاجر المتجر، قال لها :من أين لكي هذه الحجارة ؟قالت إيزابيل :إنها كانت بثرة على أنفي فاستغرقت مدة كبيرة إلى أن سقطت ،قال :هل هذه معجزة؟ ؟قالت :لا أعلم ، قال :أنها حجارة ثمينة وجوهرة غالية الثمن ،كانت إيزابيل مندهشة مما يقول ،قالت :وكم يأتي سعرها ؟ قال :الكثير الكثير ،فرحت إيزابيل بهذه الحجارة التي جاءت كمعجزة كما قال التاجر لها وأنها ستغير حالها إلى أفضل ،خرجت من المتجر وهي مسرورة كان مايكل سمع بذلك وهو يتنصت من أمام باب المتجر فذهب مسرعا ليقوم بإخبار أهالي قريته وأصحابه وهو يقول بصوت عالياً :أنها ساحرة، أنها ساحرة ،وأخبرهم بما سمع وهي تتحدث مع التاجر، ذهبت إيزابيل وهي تركض بشدة وخائفة إلى المنزل بعد سماعها ما يقول ،وقاما مايكل مع أصحابه بتخطيط أن يسرقوا الحجارة الثمينة منها ،حينما جاء مايكل وأصحابه إلى أمام منزلها يطرقون بقوة على الباب قال مايكل :أفتحي الباب أيتها الساحرة وكانت إيزابيل متوترة وما عليها سوئ الهروب من الباب الخلفي الذي يقع في المنزل ،هربت إيزابيل من الباب الخلفي ومعها الحجارة الثمينة لكي لا يسرقون منها وأنها الشيء الجميل الذي سيغير حياتها ،فقام مايكل بكسر الباب والدخول في المنزل ،كان أصحابه يدخلون معه ولم يعثروا عليها في المنزل حتى رأى مايكل باب خلفي في المنزل حيث علما بأنها هربت منه وقال لهم :هيا تعالوا فإن الساحرة هربت من هذا الباب لكن لا عليكم فإنها قريبة منا هيا لنذهب ونعثر عليها ،كانت إيزابيل تركض كثيرا فلم يستطيعوا اللحاق وراءها والعثور عليها حتى وصلت أمام بحرا ورأت قاربا صغيرا بقربه. عبرت إيزابيل البحر على القارب ،رأتْ قوس قزح من بعيداً منعكسا في السماء ثم تبعت مكان انعكاسه فرأت هناك جزيرة ، فرحت إيزابيل حتى وصلت سريعا إلى قربها، نزلت إيزابيل إلى الجزيرة ،
دخلت إيزابيل في داخل الجزيرة، تفآجئت عندما رأت الجزيرة وما يوجد في داخلها ،كانت الجزيرة خضراء اللون ورائعة المنظر ،دخلت إيزابيل إلى الجزيرة فرأت نهرا أمامها ،جاءت طيورا مضيئة تحلق إليها ومن ثم سمعت صوت صادرا من حقيبتها عندما فتحت الحقيبة علمت بأن الصوت صادراً من الحجارة الثمينة ،حملت الحجارة الثمينة في يديها ثم ارتفعت الحجارة من على يديها إلى الأعلى عندها أطلقت الحجارة ضوءا مضيئا ساطعا كالضوء القمر، وقامت على الدوران ثم جاءت الطيور المضيئة لتدور مع الحجارة الثمينة حتى تحولت إلى فرساً جميلاً، قالت :أنني لا أصدق ما أرى هل هذا حلما أم حقيقة ؟!
جاء الفرس إليها ثم ركبت على ظهره وأخذها إلى عالمها ومكانها الجديد التي استحقت للوصول إليه ،كانت إيزابيل متفاخرة بهذه الحياة التي ستعيشها هنا في هذا العالم الجميل، لأنها عانت وصبرت حتى أتت في هذا المكان ونالت من صبرها وتجاهلها ،حتى علمت بأن البثرة التي كانت على أنفها هي موضع لاختبارها وقدرتها على الصبر وعدم اليأس والضعف أمام الناس، أما الحجارة الثمينة هي السعادة التي سلكت طريقا من أجلها حتى تمسكت إليها رغم اشتباكها في داخل نافذة من الأشرار وحتى قاومت على هزيمتهم وتخطيهم ، وهي التي قادتها إلى إلاصرار والعزيمة نحو هدفها ولم تستلم إليهم رغم ظلمهم ،وأما الجزيرة هي المكان الآمن التي فتح الطريق بابا لدخولها وأما الطيور المضيئة هي ترحيبا لها لوصولها آمنة في مكان هدفها وأما الفرس هو من يكون هدفها التي جاهدت وسعت كل ذلك الطريق الطويل للوصول إليه حتى قادها هدفها نحو عالمها الأفضل الذي ستكمل حياتها فيه وذلك أيضا أن هدفها جاء ليكمل ما سعت من أجله وأن يوما سيبشر بمفاجئة خصصت لها هي عبارة عن جائزة ومكافئة كبيرة صممت من أجلها وكل ذلك بفضل نجاحها .
النهاية .................................................................................................................................
معلومات قد تفيدك لصنع أهدافك :
• كن أنت من يقود نحو هدفك أعلم بأن هدفك سيقودك عندها كي يساعدك للوصول إليه.
• كن صبوراً دائماً ولا تعقد الأمور بالعجلة فما وراء العجلة غير الندامة.
• كن واثقاً، جاهدا ً، متفائلاً ،مستمرا ً،منتظراً،متألقا ً،متوكلاً على الله فهذه من أسباب حصد النجاح .
• لا تقلل من نفسك من أجل أناساً ليس لهم القدرة على المغامرة ليس مثل شجاعتك فهم غباراً في طريقك ستتناثر عند هبوب الرياح وهطول المطر.
• تأكد أنك بطل فلا تتصف نفسك بالفشل ما دمت في وسط الطريق جارياً ليس يمكن من أي أحد عبوره ببساطة .
• تعلم من أخطاءك جيداً وهي فرصة كي تتخذ قراراتك بفكر وتمهل .
• لا تيأس وأترك الخوف من جوفك كن واثقاً بأنك تستطيع تحقيق هدفك .
• أحذر من الطريق الذي تتعقبه فهناك من يحاول تعثرك .
• تمسك بالهدف جيدا ولا تجعل انتقاد شخص يؤثر بك .
• كن عنيدا من أجل غايتك لتتمكن من الصعود بنفسك .
• لا تدع أي أزمة تأثر عليك في طريقك فهي استراحة وقت لتجدد من أفكارك .
• لا تتعجل ببزوغ الهدف فهناك يوما خصص له من أجلك.
• أعلم بأن كل ذلك الطريق الذي تمكنت من تعقبه هو جهدا وعملا والله لا ينسى عبده من أحسن عمله فيكرمه بمطلبه .
• أعلم بأن صبرك لن يذهب عبثاً لتحقيق هدفك وما الصبر إلا بعده فرجاً ((أن الله يحب الصابرين)).
وشكراً لمن شاركَ في قبول الدعوة لقراءة القصة ....
..وتم بحمد الله..