وبالوالدين أحسانا
أحبائي رواد مجلس صباح الأدبي ومتابعيه على اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي
أحبائي كادر واعضاء منتدى القلم للثقافة والفنون
تحية واحتراما واعتزازا وأشواقا ...
اليوم أروي لكم قصة حقيقية عن فتاة عراقية تتمثل فيها الاصالة والإباء والوفاء.
وبالوالدين إحسانا
فيروز ...
فتاة جميلة عرفتها جارة لي في الحي الذي نسكنه، كانت مثالا للنقاء والصفاء وفية بارة تعيش مع عائلتها الطيبة، ثم قدر الله ان تترك الوطن مهاجرة لبلاد غريبة بسبب ظروف البلد القاسية، هاجرت جسدا والدموع تملأ عينيها الجميلتين تاركة قلبها في ارض الوطن، وانقطعت اخبارها عني حتى رأيت يوما اتصالها على صفحات التواصل الاجتماعي، استذكرت أيام الخير في الوطن الحبيب والزيارات العائلية البريئة وأحاديث السمر مع فناجين القهوة اللذيذة وقبل ان يبتلى العراق بمآسي الزمان وغدر الاشقاء...
وتحادثنا وروت لي ما مرت به في الغربة ومرض والدتها – رحمها الله – وكيف انقطعت عن الدنيا متفرغة لرعاية أمها الذي اقعدها المرض سنين طويلة ... وقد رفضت كل من تقدم لها لتتفرغ لرعاية أمها حتى توفاها الله ... وبقيت تلك الابنة البارة وحيدة في بلد غريب ... وكم تلقت اللوم من القريب قبل البعيد يطلبون منها ان تودع أمها في دار للعجزة وتهتم بحياتها وتتزوج، فكان جوابها دائما:
إنها أمي سأبقى ارعاها وحتى لو ازحف على ركبتي ...
وبعد وفاة أمها رحمها الله، أصبحت وحيدة تعيش في بيتها مع خيال الام والذكريات، ولكم أن تتصوروا معاناة هذه البنت البارة لا شيء حولها سوى جدران البيت الموحش والدموع الساخنة والبعض من صديقاتها وهم لا يتجاوزوا عدد أصابع الكف الواحدة ...
كنا نتبادل الرسائل ووجدت في تلك الرسائل ذكريات الزمن الجميل في أحضان الوطن الحبيب وكأنها وجدت العراق الوطن الغالي ووجدت بغداد الحبيبة ...
وفي يوم أرسلت لها قصة الشاعر السوداني إدريس جماع الذي فقد عقله أواخر أيامه، وفيها ابياته الشهيرة والذي يقول فيها:
إن حظي كدقيق فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه
وعندما قرأت قصته وابياته كتبت لي قائلة:
ان هذه تمثل حياتي وتصف حظي، ولا اخفيكم كم تأثرت وكم حزنت لحزنا ...
وفي صباح يوم الثامن من شهر تشرين الاول 2019 استلمت منها رسالة تقول فيها: اليوم عيد ميلادي هل نسيت جارتك الا تهنئيني؟ فكان جوابي هذه الابيات والتي أسعدتها ولا توفيها حقها ...
كتبت لها مهنئا:
الى رمز البر والحنان فيروز بمناسبة ذكرى ميلادها
مع تحياتي / صباح
8 تشرين الأول 2019
مَررتُ في روضةٍ زاهيةِ الألوانِ
رأيتُ فيها الطيرَ يشدو للخلانِ
والناسُ بينَ الازهـــــارِ من فرحةٍ
تعزفُ بالأوتارِ أعذبَ الالحانِ
عجبتُ مِما أرى سألتُهمْ ما جرى
أَعيدُنا هذا أم حفلةٌ في المكانِ
أجابني الكلُ صــوتاً واحــداً هـذا
تشرينُنا الأولْ فرحتُنا لا الثاني
تشـرينُ شـهرٌ بهِ الافراحُ هلتْ
ميلادُك الخيرِ يا هـديةَ الرحمنِ
في ثامنِ الشهرِ هذا أشرَقتْ بدراً
فيروزُ ميلادُها بالطيبِ والريحانِ
فيروز يا رمزَ البرِ ورمز الوفاءِ
وهل سواكِ له البرُ شبيهاً ثانِ
طيبةُ قلبٍ صفاءُ الروحِ شيمتُها
وعفةُ النفسِ عنوانًا لها انسانِ
أدعوكَ يا ربِ العبادِ حققْ لها
ما تتمنى بحفظِ الواحدِ الديانِ
أحبائي أستودعكم الله والى لقاء قريب إن شاء الله
صباح الجميلي
--
أحبائي رواد مجلس صباح الأدبي ومتابعيه على اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي
أحبائي كادر واعضاء منتدى القلم للثقافة والفنون
تحية واحتراما واعتزازا وأشواقا ...
اليوم أروي لكم قصة حقيقية عن فتاة عراقية تتمثل فيها الاصالة والإباء والوفاء.
وبالوالدين إحسانا
فيروز ...
فتاة جميلة عرفتها جارة لي في الحي الذي نسكنه، كانت مثالا للنقاء والصفاء وفية بارة تعيش مع عائلتها الطيبة، ثم قدر الله ان تترك الوطن مهاجرة لبلاد غريبة بسبب ظروف البلد القاسية، هاجرت جسدا والدموع تملأ عينيها الجميلتين تاركة قلبها في ارض الوطن، وانقطعت اخبارها عني حتى رأيت يوما اتصالها على صفحات التواصل الاجتماعي، استذكرت أيام الخير في الوطن الحبيب والزيارات العائلية البريئة وأحاديث السمر مع فناجين القهوة اللذيذة وقبل ان يبتلى العراق بمآسي الزمان وغدر الاشقاء...
وتحادثنا وروت لي ما مرت به في الغربة ومرض والدتها – رحمها الله – وكيف انقطعت عن الدنيا متفرغة لرعاية أمها الذي اقعدها المرض سنين طويلة ... وقد رفضت كل من تقدم لها لتتفرغ لرعاية أمها حتى توفاها الله ... وبقيت تلك الابنة البارة وحيدة في بلد غريب ... وكم تلقت اللوم من القريب قبل البعيد يطلبون منها ان تودع أمها في دار للعجزة وتهتم بحياتها وتتزوج، فكان جوابها دائما:
إنها أمي سأبقى ارعاها وحتى لو ازحف على ركبتي ...
وبعد وفاة أمها رحمها الله، أصبحت وحيدة تعيش في بيتها مع خيال الام والذكريات، ولكم أن تتصوروا معاناة هذه البنت البارة لا شيء حولها سوى جدران البيت الموحش والدموع الساخنة والبعض من صديقاتها وهم لا يتجاوزوا عدد أصابع الكف الواحدة ...
كنا نتبادل الرسائل ووجدت في تلك الرسائل ذكريات الزمن الجميل في أحضان الوطن الحبيب وكأنها وجدت العراق الوطن الغالي ووجدت بغداد الحبيبة ...
وفي يوم أرسلت لها قصة الشاعر السوداني إدريس جماع الذي فقد عقله أواخر أيامه، وفيها ابياته الشهيرة والذي يقول فيها:
إن حظي كدقيق فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه
وعندما قرأت قصته وابياته كتبت لي قائلة:
ان هذه تمثل حياتي وتصف حظي، ولا اخفيكم كم تأثرت وكم حزنت لحزنا ...
وفي صباح يوم الثامن من شهر تشرين الاول 2019 استلمت منها رسالة تقول فيها: اليوم عيد ميلادي هل نسيت جارتك الا تهنئيني؟ فكان جوابي هذه الابيات والتي أسعدتها ولا توفيها حقها ...
كتبت لها مهنئا:
الى رمز البر والحنان فيروز بمناسبة ذكرى ميلادها
مع تحياتي / صباح
8 تشرين الأول 2019
مَررتُ في روضةٍ زاهيةِ الألوانِ
رأيتُ فيها الطيرَ يشدو للخلانِ
والناسُ بينَ الازهـــــارِ من فرحةٍ
تعزفُ بالأوتارِ أعذبَ الالحانِ
عجبتُ مِما أرى سألتُهمْ ما جرى
أَعيدُنا هذا أم حفلةٌ في المكانِ
أجابني الكلُ صــوتاً واحــداً هـذا
تشرينُنا الأولْ فرحتُنا لا الثاني
تشـرينُ شـهرٌ بهِ الافراحُ هلتْ
ميلادُك الخيرِ يا هـديةَ الرحمنِ
في ثامنِ الشهرِ هذا أشرَقتْ بدراً
فيروزُ ميلادُها بالطيبِ والريحانِ
فيروز يا رمزَ البرِ ورمز الوفاءِ
وهل سواكِ له البرُ شبيهاً ثانِ
طيبةُ قلبٍ صفاءُ الروحِ شيمتُها
وعفةُ النفسِ عنوانًا لها انسانِ
أدعوكَ يا ربِ العبادِ حققْ لها
ما تتمنى بحفظِ الواحدِ الديانِ
أحبائي أستودعكم الله والى لقاء قريب إن شاء الله
صباح الجميلي
--