اعذر بعض جهلي
معذرة منك يا وطني
على مذبح حبك
تسابقوا
تقاتلوا
تذابحوا
أعجبتهم لعبة الأضاحي
فتماهوا وأوغلوا
رهان وجمهور
سكير ومجنون
يصفق لهم
ورائحة الدم خمرة
تجلب الذئاب
أضحت الإنسانية
في المزاد خردة
قطع غيار وأصناف تجارة
في حبك ياوطني اختصموا
وللأعداء احتكموا
وبقينا تحت الوصاية
قصّرٌ وقِصار نظر
تحت سن المحبة
لم نبلغ فيك الحلم بعد
ثرواتنا حرام علينا
رغم توارثها أباً عن جد
يتقاسمها
الشرق والغرب
عطاشى وماء فراتنا مغتصب
والأتراك جففوا السد
واللعنة كبريائنا
رغم الجوع
رغم البرد
لم يخمد فينا سورة الحقد
وطاحونة الزمن تطحننا
لم تبق فينا جلدا ولاعظم
أطفالنا بلا حاضر بلا غد
أضحينا عيداناً تكسر
فكيف عليهم
نقيم الحد
فيا وطني استميحك عذري
كيف أحبك مثلهم
وكيف أنتمي لعصابات القتل
فلا أحتمل أن ارى الدماء
فيك تجري
ولا احتمل أن أرى نفسي
دون أمري
ولا أن يدنسك الأغراب
وأنفض يدي لاحول ولاقوة
وأقول قدري.
وطني
الحب عندي لريحانك
لزعتر للزعرور
لماءك لسماءك
لإنسانك النظيف المهمل
وهذا لايحتاج سيفاً
إنما يحتاج لمعول
فأعذر بعض جهلي
ياوطني المبجل.
بقلمي فريزة محمد سلمان