“ما بعد الخربف” ، المنجز الشعري الثالث للشاعر المغربي بوجمعة الكريك، خرج إلى النور اليوم الإثنين 22 فبراير 2021 عن دار بلال للطباعة و النشر. و يأتي هذا الإصدار بعد ديوان “قراءات في ملامح وجه شاحب سنة (2014) ثم “La complainte des Muses “، سنة (2017).
قد أبى الشاعر إلا أن يصدر هذا المنجز الشعري في ظروف عالمية مضطربة يلفها الغموض و الخوف مما يأتي و مما قد لا يأتي و هذا ما يفسر التقديم المقتضب جدا الذي افتتح به الشاعر ديوانه حيث يقول :” لن أغادر هاته الدار نكرة، حروفي على مقاس العمر نظمتها،
فاذكروني بقافية البسمة و مقام النقاء”.
يقع المنجز الشعري “ما بعد الخريف” في 106 صفحة من الحجم المتوسط و يضم بين طياته خمسون (50) قصيدة نثر تناولت ثيمات متعددة و متنوعة منها ما يسائل ذات الشاعر نفسه و منها ما يخاطب المتلقي في محاولة نبش في أخاديد جروح الوطن و الانتماء، في ماهية الموت و الحياة و في كنه الوجود.عناوين، تفتح شهية القارئ النهم و تدعوه للغوص فيها و تغذية فضوله المعرفي، تضمنها فهرس الديوان المقدم في غلاف أنيق من تصميم الشاعر نفسه الذي يحيل بسواده إلى حلكة الزمن المعيش و إلى أصول الناظم المتجذرة في أعماق مدينة الفحم، الجوهرة السوداء مدينة جرادة و أما الشجرة المتوسطة للغلاف بشقها الغير مورق و شقها المورق فهي رمزية للحياة بعد الموت المرتبطة أساسا بعنوان الديوان “ما بعد الخريف”.
“…
إنها عتمة النور البعيد
جروح الخريف
يرتقها برد الشتاء
و ذكرى المساء
عندما تهدهدك خلسة
بعض من الهمسات.”