على هيئة وجع
على الرصيف كان يبيع الخضر كان متعب الوجه، عينيه تلف المكان، لا أحد قد اقترب منه ليشتري شيء، كان بائس الملامح لكنه كان يتوكل على الله.
أخذه الشرود إلى أيام العسكرية حين كان يتسامر مع أصدقائه وكيف كان مستعد على الدوام لإهداء روحه لهذه الوطن الغالي كيف كان محترم من الجميع أخذه شريط حياته إلى لحظة زواجه بحب حياته وكيف حمد الله، كيف رزق باول أولاده كانت فرحة لا تعادل فرح أمه يوم قدومه زائرنا من شهور غياب، تذكر كل شي وظل يبتسم، إلى أن وصل بفكره لحظة خروجه من العسكرية بسبب إصابته أثناء الخدمة لقد أصيب برصاصة إثر كمين نصب لهم أثناء مشيهم بأحد النواحي بمنطقة جبليه بأقصى جبال جرجرة حيث كان ينام الإرهاب ليبيد ثلث الجيش بوحشية. تذكر تماما كيف سقط هو وصديقه المقرب بعد انفجار قنبلة وكيف تناثرت أشلاء صديقه الحبيب وكيف زحف مبتعدا بمسافة هروبا منها لكنها إصابته برجله سقطت الدموع وشهق وجع.
لقد عاد بنظرته إلى الوقع المر فتح كفه دقق النظر إليه كان مشقق بسبب دفعه لعربة الخضروات والسير لمسافة بعيدة بحثا للرزق تنهد كثيرا واطرق برأسه إلى الأرض، لقد قاطع شروده أحدهم، عمي أزن لي كيلوا بطاطا ونصف كيلوا فلفل أخضر وكيلو بندورة اختار لي أفضل الحبات من فضلك.
لقد وزن له كل طلباته دفع ثمنها ورحل وهو واقف يلف بنظراته كل الاتجاهات داهمه عمال الضرائب وأخذوا عربته بكل محتوياتها لأنه بنظر القانون سارق، بنفس الوقت رن هاتفه، الو نعم، لينا بالمشفى أحضر بالحال، ركض مسرعا، الطبيب ابنتك مصابة بفشل كلوي ويلزمها غسيل لكن للأسف المستشفيات الحكومية لا توفر ذلك، عليك بعيادة خاصة وربي يشفي ابنتك.
في العيادة الخاصة بعد مقابلة الطبيب المختص حدثه باختصار الغسيل يكون يوم بعد يوم، فقاطعه يسأل عن المبلغ المطلوب لتغطية العلاج، فصدمه بارتفاع المبلغ لكل جلسة لفتاته بألفاظ مبهمة بعد أن شهقة عينيه ذهول ما سمع لقد قام من مكانه وهو يدير ظهره لكن يا دكتور أنا لا أستطيع دفع التكلفة راتبي بسيط وأحوالي بائسة ألا يوجد تخفيضات نهض الطبيب، تركه بمكانه وغادر لم يجبه فهو لم يسمع ما قال، كان ينتظر منه الدفع المباشر، أخذ ابنته وعاد للبيت وعند دخوله سألته زوجته ماذا سنفعل نحن لا نملك شي لنبيعه، سكت لم يجبها كانت الكلمات تسقط بين أحداقه على هيئة وجع، لماذا لا تتكلم أصابك الخرس ابنتنا ستموت، من يوم تزوجتك وأنا أعاني الفقر والهم ولم اراى يوما سعيد منك أنت لم تحبني يوما ولم تفكر بنا لم تحاول أن تحسن من ضروفنا ماذا فعلت من اجلنا لا شيء، ظل ساكتا لم يقل شيئا، تذكر كيف يدفع العربة ويحاول ان يبيع أي شي حتي يؤمن قوت يومه تذكر، كيف كان يركض برجله العرجاء من حي لاخر حتى لا تمسكه الشرطة بحجة البيع العشوائي وتشويه وجه المدينة والحي، كان بائع متجولا لا يقف الا للاستراحة ثواني وبعدها يكمل السير، تذكر كيف جمع ملف خدمته واصابته وكيف انه لم ينال مستحقاته لحد الان، تذكر وجعه وسبب عجزه، وحين استدار برأسه وجد زوجته قد رحلت وتركت الباب مفتوح، هي لا تريد ان تغلق باب الوجع في وجهه.
على الرصيف كان يبيع الخضر كان متعب الوجه، عينيه تلف المكان، لا أحد قد اقترب منه ليشتري شيء، كان بائس الملامح لكنه كان يتوكل على الله.
أخذه الشرود إلى أيام العسكرية حين كان يتسامر مع أصدقائه وكيف كان مستعد على الدوام لإهداء روحه لهذه الوطن الغالي كيف كان محترم من الجميع أخذه شريط حياته إلى لحظة زواجه بحب حياته وكيف حمد الله، كيف رزق باول أولاده كانت فرحة لا تعادل فرح أمه يوم قدومه زائرنا من شهور غياب، تذكر كل شي وظل يبتسم، إلى أن وصل بفكره لحظة خروجه من العسكرية بسبب إصابته أثناء الخدمة لقد أصيب برصاصة إثر كمين نصب لهم أثناء مشيهم بأحد النواحي بمنطقة جبليه بأقصى جبال جرجرة حيث كان ينام الإرهاب ليبيد ثلث الجيش بوحشية. تذكر تماما كيف سقط هو وصديقه المقرب بعد انفجار قنبلة وكيف تناثرت أشلاء صديقه الحبيب وكيف زحف مبتعدا بمسافة هروبا منها لكنها إصابته برجله سقطت الدموع وشهق وجع.
لقد عاد بنظرته إلى الوقع المر فتح كفه دقق النظر إليه كان مشقق بسبب دفعه لعربة الخضروات والسير لمسافة بعيدة بحثا للرزق تنهد كثيرا واطرق برأسه إلى الأرض، لقد قاطع شروده أحدهم، عمي أزن لي كيلوا بطاطا ونصف كيلوا فلفل أخضر وكيلو بندورة اختار لي أفضل الحبات من فضلك.
لقد وزن له كل طلباته دفع ثمنها ورحل وهو واقف يلف بنظراته كل الاتجاهات داهمه عمال الضرائب وأخذوا عربته بكل محتوياتها لأنه بنظر القانون سارق، بنفس الوقت رن هاتفه، الو نعم، لينا بالمشفى أحضر بالحال، ركض مسرعا، الطبيب ابنتك مصابة بفشل كلوي ويلزمها غسيل لكن للأسف المستشفيات الحكومية لا توفر ذلك، عليك بعيادة خاصة وربي يشفي ابنتك.
في العيادة الخاصة بعد مقابلة الطبيب المختص حدثه باختصار الغسيل يكون يوم بعد يوم، فقاطعه يسأل عن المبلغ المطلوب لتغطية العلاج، فصدمه بارتفاع المبلغ لكل جلسة لفتاته بألفاظ مبهمة بعد أن شهقة عينيه ذهول ما سمع لقد قام من مكانه وهو يدير ظهره لكن يا دكتور أنا لا أستطيع دفع التكلفة راتبي بسيط وأحوالي بائسة ألا يوجد تخفيضات نهض الطبيب، تركه بمكانه وغادر لم يجبه فهو لم يسمع ما قال، كان ينتظر منه الدفع المباشر، أخذ ابنته وعاد للبيت وعند دخوله سألته زوجته ماذا سنفعل نحن لا نملك شي لنبيعه، سكت لم يجبها كانت الكلمات تسقط بين أحداقه على هيئة وجع، لماذا لا تتكلم أصابك الخرس ابنتنا ستموت، من يوم تزوجتك وأنا أعاني الفقر والهم ولم اراى يوما سعيد منك أنت لم تحبني يوما ولم تفكر بنا لم تحاول أن تحسن من ضروفنا ماذا فعلت من اجلنا لا شيء، ظل ساكتا لم يقل شيئا، تذكر كيف يدفع العربة ويحاول ان يبيع أي شي حتي يؤمن قوت يومه تذكر، كيف كان يركض برجله العرجاء من حي لاخر حتى لا تمسكه الشرطة بحجة البيع العشوائي وتشويه وجه المدينة والحي، كان بائع متجولا لا يقف الا للاستراحة ثواني وبعدها يكمل السير، تذكر كيف جمع ملف خدمته واصابته وكيف انه لم ينال مستحقاته لحد الان، تذكر وجعه وسبب عجزه، وحين استدار برأسه وجد زوجته قد رحلت وتركت الباب مفتوح، هي لا تريد ان تغلق باب الوجع في وجهه.