كنتُ أطلُ على شرفتي ذات مساء ، أرتشفُ قهوة ،أُحدق على المارّة والبائعين المتجولين ، والبقّال الذي كان يُعاكس فتيات الحي
كنتُ أبتسم وأنا أرى هذه التفاصيل البسيطة ، بعيدا عن مقصلة الوقت وحفاري القبور ، والرجال الموسميين الذي يكرهون الموسيقى .
أكملتُ قهوتي ودخلتُ إلى الغرفة ، بدأت أتصفح في الكتب لمحتُ رواية - آنا كارنينا -سَرحتُ بخيالي ، وقلتُ في نفسي: لو أنني أعيش الآن في الزمن الفكتوري زمن الستينات ،كنتُ سأخيط فستانا من الدانتيل الأبيض ، أكمامه من الحرير ، أما الأزرار العلوية فهي مصنوعة من الجلد بنية بلون فاتح
شَعري سيكون مرفوعا ،مع نزول بعض الخصلات نحو الرقبة ، في يدي حقيبة بيضاء صغيرة مُطرزة بخيوط من حرير
الحذاء سيكون بكعب عالي بُني غامق ، له لمعان النيزك ، أما غرفتي فهي مرتبة وواسعة جدا كأنها باحةٌ للضيوف
أجلس على الكرسي الهزاز ، أرتشف شايا فرنسيا مع قطع الشوكولاطة أستمع لأغنية يونانية قديمة ، تُذكرني بالأيام الخضراء وملامح الفلاحين وهم يُداعبون السنابل
أُطلُ من النافذة حقل ونبعُ ماء صافي ، ونساء يملئْن السِلال بزهور الأوركيد ، تهبطُ حمامة على كتفي ، تمنحني شغفا لكتابة نص يحكي عن رجل أشقر ، في يده فنجان صلاة ،صوته فُسحة سماوية
تطرقُ الخادمة الباب ، أقول لها : تفضلي هل أحضرتِ الجرائد يا( مجدولين ) وماذا عن الكعك ، لمْ تحضرينه ككل صباح ، ماذا دهاكِ يافتاة ؟
تنظر لي بغرابة ،أقول لها: هل أصفعكِ حتى تُركزين أكثر ؟
تقول الفتاة : تبا لكِ ماذا دهاكِ ؟
أنا( نرجس) أختُكِ جئتُ لأُعْلمكِ أنني ذاهبة إلى التسوق ، سأرتدي حذائكِ
أغلقتْ الباب بقسوة ورحلتْ ، ضحكتُ طويلا وقلت : حسنا أظنه دوري في تنظيف البيت ، لكن سأرتشف قهوة مع قليل من الخبز ، ثم أبدأ عملي الشاق .
ربما سُتُحضر لنا نرجس بعض الحلوى ، لكنها بخيلة ولئيمة جدا .
سمعتُ أحدهم ينادي عليّ: لقد تأخرتِ في النزول ، لاتنسي أن تكْوي القمصان جيدا
حسنا سأقوم بكل شيئ ، تبا أنا لستُ من ذاك العصر، ألقيتُ بخيالي جانبا ورحتُ أُرمم أطراف البيت .
كنتُ أبتسم وأنا أرى هذه التفاصيل البسيطة ، بعيدا عن مقصلة الوقت وحفاري القبور ، والرجال الموسميين الذي يكرهون الموسيقى .
أكملتُ قهوتي ودخلتُ إلى الغرفة ، بدأت أتصفح في الكتب لمحتُ رواية - آنا كارنينا -سَرحتُ بخيالي ، وقلتُ في نفسي: لو أنني أعيش الآن في الزمن الفكتوري زمن الستينات ،كنتُ سأخيط فستانا من الدانتيل الأبيض ، أكمامه من الحرير ، أما الأزرار العلوية فهي مصنوعة من الجلد بنية بلون فاتح
شَعري سيكون مرفوعا ،مع نزول بعض الخصلات نحو الرقبة ، في يدي حقيبة بيضاء صغيرة مُطرزة بخيوط من حرير
الحذاء سيكون بكعب عالي بُني غامق ، له لمعان النيزك ، أما غرفتي فهي مرتبة وواسعة جدا كأنها باحةٌ للضيوف
أجلس على الكرسي الهزاز ، أرتشف شايا فرنسيا مع قطع الشوكولاطة أستمع لأغنية يونانية قديمة ، تُذكرني بالأيام الخضراء وملامح الفلاحين وهم يُداعبون السنابل
أُطلُ من النافذة حقل ونبعُ ماء صافي ، ونساء يملئْن السِلال بزهور الأوركيد ، تهبطُ حمامة على كتفي ، تمنحني شغفا لكتابة نص يحكي عن رجل أشقر ، في يده فنجان صلاة ،صوته فُسحة سماوية
تطرقُ الخادمة الباب ، أقول لها : تفضلي هل أحضرتِ الجرائد يا( مجدولين ) وماذا عن الكعك ، لمْ تحضرينه ككل صباح ، ماذا دهاكِ يافتاة ؟
تنظر لي بغرابة ،أقول لها: هل أصفعكِ حتى تُركزين أكثر ؟
تقول الفتاة : تبا لكِ ماذا دهاكِ ؟
أنا( نرجس) أختُكِ جئتُ لأُعْلمكِ أنني ذاهبة إلى التسوق ، سأرتدي حذائكِ
أغلقتْ الباب بقسوة ورحلتْ ، ضحكتُ طويلا وقلت : حسنا أظنه دوري في تنظيف البيت ، لكن سأرتشف قهوة مع قليل من الخبز ، ثم أبدأ عملي الشاق .
ربما سُتُحضر لنا نرجس بعض الحلوى ، لكنها بخيلة ولئيمة جدا .
سمعتُ أحدهم ينادي عليّ: لقد تأخرتِ في النزول ، لاتنسي أن تكْوي القمصان جيدا
حسنا سأقوم بكل شيئ ، تبا أنا لستُ من ذاك العصر، ألقيتُ بخيالي جانبا ورحتُ أُرمم أطراف البيت .